كان عيدى أمين دادا أضخم الرؤساء الأفريقيين بدنا وقد شغل منصب رئاسة أوغندا فى الفترة ما بين ١٩٧١- ١٩٧٩ وكان ملقبا باسم «آخر ملوك اسكتلندا» وذلك لإعجابه الشديد باسكتلندا ومحاولته الاقتداء ببروتوكولات العائلات المالكة، شابت فترة حكمه الصراعات الأهلية الشديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا،
وشهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالاتٍ للمنافسين السياسيين، اتهم من القوى الغربية بالديكتاتورية، قام عيدى أمين فى فترة ما من فترات حكمه بما كان يعتقد أنه سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية وكان منها أن قرر إبعاد الهنود الذين كانوا قد جاءوا إلى البلاد مع البريطانيين وبدأوا يؤسسون مجموعة من الأنشطة التجارية والمشروعات المختلفة، وأصبح لديهم باع فى الاقتصاد الأوغندى وقد أبعدهم عيدى أمين فقصدوا بريطانيا التى رحبت بهم ومنحتهم التسهيلات فى قضية عرفت فى بريطانيا باسم قضية الهنود الأوغنديين. وهناك فيلم يدور عن فترة حكمه وسيرته الذاتية بعنوان (آخر ملوك اسكتلندا) والذى فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام ٢٠٠٧.
وعيدى أمين هو ثالث رئيس وهو مولود فى عام ١٩٢٤ فى كوكوبو أو كمپالا وينتمى أبوه أندرياس إلى قبيلة كاكوا، وتحول من الكاثوليكية إلى الإسلام فى عام ١٩١٠ وغير اسمه إلى «أمين دادا».
نشأ عيدى أمين فى كنف أخواله بعد انفصال والدة عيدى عن أبيه، وفى عام ١٩٤١ التحق عيدى بالمدرسة الإسلامية فى بومبو. بعد بضع سنوات فى المدرسة، تركها وعمل فى مهن عديدة قبل أن يجنده فى الجيش ضابط استعمارى بريطانى ادعى عيدى أنه ينتسب إلى قائد الجيش المصرى فى منابع النيل أمين باشا النمساوى، ولذلك اتخذ لقب «أمين».
أنهى النفوذ البريطانى فى أوغندا، مما حدا ببريطانيا لتأليب مختلف القوى الداخلية والمحيطة ضده. ثم قام بطرد الآسيويين. وقضى على النفوذ الإسرائيلى المتنامى فى أوغندا فى عهد سابقه ملتون أوبوته اتهم من القوى الغربية بتطبيق المشروع الإسلامى مما أدخله فى دوامة الاتهام بالديكتاتورية، يقدر عدد القتلى فى فترة حكمه ما بين ٨٠.٠٠٠ و٥٠٠.٠٠٠ على حسب تقديرات المنظمات الغربية وتشكك منظمات أخرى فى ذلك. تم إبعاده إلى السعودية حيث توفى هناك فى مثل هذا اليوم ١٦ أغسطس عام ٢٠٠٣.