زى النهارده أمم جمال عبدالناصر قناة السويس

ظلت فكرة إقامة قناة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض تراود كل من تعاقبوا على حكم مصر ويذكر لنا التاريخ مجموعة من المحاولات وأيضاً مجموعة من المشروعات التى خرجت لحيز الوجود، ومن هذه المشروعات قناة الملك سنوسرت الثالث عام ١٨٧٤ ق.م وقناة سيتى الأول عام ١٣١٠ ق.م وقناة نخاو عام ٦١٠ ق.م وقناة دارا الأول عام ٥١٠ ق.م وقناة بطليموس عام ٢٨٥ ق.م وقناة الإسكندر الأكبر «٣٣٥ ق.م» وقناة الرومان عام ١١٧ ق.م وقناة أمير المؤمنين «عمرو بن العاص» عام ٦٤٠ م
وبعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح أصبحت السفن تسلكه وأصبح حكراً على بريطانيا لذا ظهرت الحاجة لحفر قناة السويس وأثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر كانت هناك محاولة لم تكتمل، وفى فترة حكم محمد على باشا لمصر عرضت فرنسا الفكرة عليه لكنه لم يتحمس لها ومع تولى محمد سعيد باشا حكم مصر فى ١٤ يوليو ١٨٥٤ حصل ديلسيبس على فرمان عقد امتياز قناة السويس لمدة ٩٩ عاما،
وفى نوفمبر ١٨٥٨ تمكن مسيو ديلسيبس من تأسيس الشركة وفى ٢٥ أبريل ١٨٥٩ أقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس وضرب ديلسيبس أول معول إيذاناً ببدء الحفر ولما تولى الخديو إسماعيل فى ١٨٦٣ تحمس للمشروع،
وفى ١٦ نوفمبر عام ١٨٦٩ دعا الخديو إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح الذى كان أسطوريا وتم افتتاح القناة للملاحة الدولية فى ١٧/١١/ ١٨٦٩، ثم تعرضت للإغلاق خمس مرات، كان آخرها بسبب حرب عام ١٩٦٧، حيث استمرت مغلقة طيلة ثمانى سنوات إلى أن أعيد فتحها للملاحة فى ٥ يونيو عام ١٩٧٥.
وقبل انتهاء سنوات الامتياز بحوالى ١٢ سنة وفى مدينة الإسكندرية قام الرئيس جمال عبدالناصر فى مثل هذا اليوم «٢٦ يوليو» من عام ١٩٥٦ بإعلان تأميم قناة السويس لتمويل مشروع السد العالى بعد رفض البنك الدولى.
وكان عبدالناصر قد كلف محمود يونس بالاستيلاء على شركة قناة السويس وكان عليه إعداد كل شىء انتظاراً لخطاب الرئيس فى ليلة ٢٦ يوليو وكانت كلمة السر فى خطاب الرئيس هى كلمة ديليسبس التى كررها ناصر ١٦ مرة وتحرك يونس ومن معه بعد سماعها وكان قد أخذ قليلاً من الرجال تأكيداً على السرية ولم يكن يعلم من معاونيه بطبيعة المهمة غير ثلاثة أفراد وما أن انتهى عبدالناصر من خطابه حتى كانت شركة قناة السويس تحت السيطرة المصرية