عاقبت محكمة جنايات القاهرة، أمس، محمد مصطفى محمود «٢١ سنة - حلاق» بالسجن المشدد لمدة ٤٥ عاما لاتهامه بهتك عرض الفتيات والتعدى عليهن بآلات حادة، فى القضية المعروفة إعلاميا بـ «سفاح المعادى»، وذلك لثبوت ارتكابه ٩ وقائع فى البساتين والمعادى وروض الفرج. صدر الحكم، برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة، وعضوية المستشارين محمد حماد والدكتور أسامة جامع وحضور وليد النجار، وكيل نيابة السلام وكريم فرج وكيل نيابة حوادث جنوب القاهرة، وأمانة سر سعيد عبد الستار ومحمد فريد.
بدأت جلسة فى الحادية عشرة صباحا، وتم عمل كردون أمنى حول جميع منافذ المحكمة وتم منع دخول أسرة المتهم، إلى القاعة، وانتظروا فى الشارع، بينما حاولت شقيقته الدخول عن طريق السلم الخلفى، ووقفت على الباب لحظة النطق بالحكم ودفعت الباب لتتمكن من رؤيته، وفور وصول المتهم تسارعت إليه كاميرات المصورين ورفض الحديث إليهم، وظل يبحث عن أسرته من خلف قضبان القفص، ولم يجد أحدا منهم داخل القاعة وظل صامتا وسيطر عليه الذهول.
وقضت المحكمة بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد ٥ سنوات عما أسند إليه فى كل بند من بنود أمر الإحالة التسعة، حيث نسبت إليه النيابة العامة ارتكاب ٩ وقائع بالتعدى وهتك عرض ٩ فتيات، وقالت المحكمة فى حيثياتها «بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع مرافعة النيابة العامة وطلباتها والاطلاع على الأوراق والمداولة قانونا، وحيث إن وقائع الدعوى، حسبما استقرت فى يقين المحكمة، واطمأن إليه وجدانها، مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات ودار بشأنها فى جلسات المحاكمة، تتحصل فى أن المتهم محمد مصطفى محمود منذ نشأته طاوع نفسه على سوء النفع وضلالة النية وفساد العقيدة، والبعد عن البر والتقوى فأصبح فى شبابه شخصا عجيب الأنماط، غريب الأخلاط، تعمد إلى خرق القوانين السماوية والبشرية، فبدأ رحلة فساده بإدمان ممارسة العادة السرية التى ساقته إلى مشاهدة الأفلام الجنسية الإباحية، فتلقفه الشيطان واتخذ سبيله إثما وبغيا، فجمعه مع من هم على شاكلته، لممارسة الشذوذ الجنسى معهم فأصبح لواطا من قوم سوء فاسقين».
وأضافت المحكمة فى حيثياتها: إن تلك الرحلة المهينة التى اصطحبه فيها الشيطان وهاجت لديه رغبات جنسية جامحة عليلة أخرجته عن المألوف، وأبعدته عن كل القيم الاجتماعية والأخلاقية فظن ذلك الإثم أنه فى الحياة حر من قيود القيم، والنظام والمجتمع والقانون، فخرج عليه وتحرر من كل تلك القيود دون مبالاة بالعواقب، ولم يكفه من الضلال ذلك فجاء يبحث عما يرضى شيطانه ويطفئ به جموح شهواته، فأطلق سهام نظراته إلى البريئات من الفتيات فى الطرق وأماكن التجمعات، فيشعل الشيطان بداخله رغبة البغى والإثم والعدوان، ثم يهديه سبيله لإطفاء شهوته المحرمة إلى مطاردتهن والتحرش بهن والسعى لهتك أعراضهن قسرا وجهرا ليسلب منهن شرفهن وعرضهن.. وذلك بقطع سترتهن بأدوات حادة، ثم ملامسة أجسادهن ليسلب شرفهن وعرضهن غير مكثرت بما تحدثه الأداة الحادة من إصابات بأجسادهن».
أشارت الحيثيات إلى أن هذه الأفعال التى ارتكبها المتهم فى حق الفتيات أدت إلى ترويعهن والإخلال بالأمن فى الأرجاء وهو شخص خبيث الفكر والفعل وفى بداية مسيرته الإجرامية ألقى الحظ العثر بطفلة بريئة «مجنى عليها» لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها فى طريقه، فيثار جنسيا برؤيتها ويخرج سلاحا حادا يقطع به ملابسها، ليكشف جسدها ويلمس عورتها وينهش عرضها.
وأضافت المحكمة أن التحريات النهائية للشرطة اكدت صحة الوقائع التى أقر المتهم باقترافها وكذلك الوقائع المبلغ عنها، وأثبتت تقارير الطب الشرعى أن إصابات المجنى عليهن ذات طبيعة طعنية، كما أثبت التقرير الطبى الشرعى والنفسى الخاصين بالمتهم أن عموم جسده لم يتبين به ثمة آثار إصابية والتى من شأنها تثبت حدوث اعتداء بالضرب عليه وبالكشف عليه، موضوعيا تبين أنه شاذ، كما تبين أنه لا يعانى من ثمة أمراض نفسية وليس لديه أعراض مرضية، وهو مسؤول عن كل الوقائع والاتهامات المسندة إليه بالدعوى.
وخارج القاعة، كانت أسرة المتهم تنتظر صدور الحكم، وعقب النطق به جاءهم الخبر أن الحكم صدر بالسجن ٥ سنوات، وبكت شقيقته هبة، التى لم تصدق وكانت تنتظر براءته، وظلت تصرخ أمام الحاضرين بأن شقيقها برىء، ولم يرتكب أى شىء، وقالت هبه: «إن سكان حى المعادى والضحايا والشهود كانوا يدلون بمواصفات السفاح بأنه طويل وأسمر البشرة وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل المسؤولين ومفيش غير ربنا نرجع له لأنه أحن علينا من الجميع».
. وبعد لحظات، جاءها خبر ثان: «الحكم هو السجن ٤٥ سنة»، دخلت شقيقة المتهم فى صدمة، أسكتتها عن الكلام، وقام أشقاؤها باصطحابها، بينما ظلت والدته تصرخ وتتهم الشرطة بتلفيق القضية لابنها، ولم تصدق أن الحكم صدر بالسجن ٤٥ سنة.
من ناحية أخرى شاهد أشقاء المتهم أحد ضباط قسم شبرا وظلوا يوجهون له اللوم، ويتهمونه بتلفيق القضية لشقيقهم ويصرخون فى وجهه، وقام محمود شقيق المتهم باصطحاب شقيقته ووالدته وخالته وكان يرافقه جيرانهم، حتى نقلت سيارة الترحيلات شقيقهم المتهم وظلوا يبكون بشدة غير مصدقين ما حدث.. بينما ظلت خالة المتهم تبكى وتصرخ وتؤكد أنه برىء ولم يرتكب أيا من هذه الجرائم