يعيش أهالى منطقة عين شمس حالة من الفزع الشديد والقلق على أطفالهم بعد
حادث اختطاف طفلة من قبل سيدة هددتها بالسكين، واصطحبتها من الشارع ليلا،
ودخلت بها إلى فيللا بالمنطقة، ووضعتها بداخل حجرة شبه مهجورة وهددتها.
ولولا أن الطفلة انتهزت فرصة انشغال السيدة بإجراء اتصالات هاتفية، فهربت لأصبحت فى عداد الموتى.
بدأت
القصة ليلة السبت الماضى حينما أرسلت السيدة ملكة عبدالعزيز، 45 سنة، ربة
منزل بعزبة النخل، ابنتها منى البالغة من العمر 10 سنوات، كى تشترى لها
بعض المستلزمات من محل البقالة المجاور، ولكن الابنة تأخرت لأكثر من
ساعتين، ولما ذهبت الأم لتستقصى أمرها، وجدتها عائدة مهرولة فى شارع أحمد
عصمت، وتصرخ قائلة: «اتخطفت.. كنت هتقتل.. الست هددتنى بالسكين.. ودخلتنى
أوضة ضلمة فى فيللا مهجورة.. مكانش فيه حد غيرى أنا وهى.. وغافلتها
وهربت».
صدمت الأم بكلام ابنتها، وحاولت أن تهدئ من روعها،
وأخذتها إلى الفيللا الواقعة على ناصية تقاطع شارع عين شمس مع شارع أحمد
عصمت، كى تفهم ما حدث، إلا أن حالة الرعب التى كانت فيها الطفلة حالت دون
عودتها إلى الفيللا مرة أخرى، وأخذت تهرول إلى بيتها كى تبلغ والدها
وشقيقها وجيرانها بما حدث، بينما ذهبت الأم إلى الفيللا ووجدت بابها
الخارجى على السور مفتوحا، فأخذت تنادى وتصرخ حتى خرج عليها البواب الذى
يعمل بتلك الفيللا ومعه زوجته وسيدة أخرى، ولما روت لهم ما حدث لابنتها،
واستفسرت من السيدة عما فعلته، نفى البواب بشدة، ونفى وجود غرفة بالأوصاف
التى وصفتها، وأكد أن صاحب الفيللا دكتور كبير يعمل خارج مصر.
تجمهر
الجيران حول الفيللا نتيجة العراك الذى حدث بين والدة الطفلة وبواب
الفيللا، وحضر أهالى الطفلة، وحاول البواب الإنكار إلا أن والد الطفلة
والجيران أبرحوه ضربا، واقتادوه إلى حيثما وصفت الطفلة وبالفعل وجدوا غرفة
خلف الفيللا تتطابق أوصافها مع ما قالته الطفلة، إلا أنهم لم يجدوا
السيدة، ووجدوا الغرفة مغلقة، فقاموا بكسر الباب، ولما دخلوها فوجئوا
برائحة كريهة، فضلا عن رائحة بنج شديدة تملأ الغرفة، ووجدوا الأشياء التى
أخبرتهم بها الطفلة «حطام.. مقاعد.. ملابس لأطفال داخل عدد كبير من
الأكياس».
شاهدوا أمام الغرفة حفرا كثيرة، وأكياس رمل، وجدوا أحدها بجانب السور.
اقتاد
الأهالى بواب الفيللا إلى قسم شرطة المرج، وأخبر عدد منهم الشرطة بقصة
الطفلة وارتيابهم فى تلك الفيللا والرائحة الكريهة التى تنبعث منها، وأكد
عدد من المواطنين للشرطة أنهم يرتابون فى أن تكون الفيللا وراء حوادث
اختفاء عدد من الأطفال فى الفترة الأخيرة، وبالفعل أكد رجال الشرطة أنهم
تلقوا ثلاثة بلاغات باختفاء أطفال فى تلك المنطقة، ولم يتم استعادتهم خلال
الفترة الماضية.
طلب محمد أحمد فرج والد الطفلة تحرير محضر ضد
البواب يتهم فيه البواب وزوجته والسيدة بخطف ابنته، للكشف عما يحدث داخل
الفيللا وسبب الحفر الذى يحدث بها ليلا والروائح الكريهة التى تنبعث منها،
إلا أن الشرطة لم تستجب للمواطنين، وطلب منهم رجال المباحث عدم تحرير
محاضر وترك الأمر له، وأكد لهم أن المباحث تجرى تحرياتها حول الفيللا
والأشخاص الذين يترددون عليها فى منتصف الليل.
التقت «الشروق»
الطفلة منى وروت قصة اختطافها داخل الفيللا قائلة «كنت ماشية فى الشارع،
وقابلت الست دى، وكانت لابسة بلوزة سوداء وجيب لبنى، ووضعت يدها على كتفى،
وقالت لى إنها تعرف والدتى، وهى هتودينى عندها، ولما رفضت وقلتلها إنها لا
تعرف والدتى، أخرجت سكينا من حقيبتها وهددتنى، فذهبت معها إلى الفيللا،
ولكن لم ندخلها، وأخذتنى إلى غرفة خلف الفيللا، وكانت مغلقة بقفل، فأخرجت
مفتاحا من حقيبتها وفتحته، ودخلنا، ولم يكن هناك إلا كرسى واحد داخل
الغرفة، ولما صرخت بسبب الروائح الكريهة أخافتنى وهددتنى بالقتل، وظلت
تجلس بجوارى صامتة بعض الوقت، ثم خرجت لتحضر شيئا من الخارج، وتركت الباب
مفتوحا فهربت منها وقابلت والدتى فى الشارع وأنا أصرخ، وكنت فى غاية
الرعب».
قالت والدة الطفلة إنها ارتابت فى أمر بواب الفيللا حيث
أنكر دخول سيدة إلى المكان بينما أكدت الطفلة أنها أخرجت مفتاح الغرفة من
حقيبتها مما يدل على أنها من ساكنى الفيلا أو على علاقة وثيقة بأصحابها،
إلا أن المتجمهرين لم يجدوا السيدة بداخل الفيللا برغم تطابق الأوصاف التى
وجدت بالغرفة مع ما قالته الطفلة.
تامر محمد فرج، 25 سنة، شقيق
الطفلة منى، أكد أنه يسير بجوار تلك الفيلا ليلا فيسمع أعمال حفر وردم ولا
يعلم سبب ذلك، وحينما دخلوا إلى الفيللا وجدوا آثار الحفر وكذلك أكياس
الرمل التى زادت من شكوكهم، كما أن ملابس الأطفال التى وجدت بداخل الغرفة
التى اختطفت بها منى تشير إلى احتمال اختطاف أطفال من قبل وأن تلك
ملابسهم، حيث تقع الفيللا بين ثلاثة مدارس ابتدائى بالمنطقة، ومن قبل وجدت
فتاة مقتولة ومفتوحة البطن بالقرب من الفيللا.
وأضاف شقيق الطفلة
منى أن الشرطة ضغطت على والدتى للتنازل عن المحضر ضد البواب وأصحاب
الفيللا ولا يعلم سبب ذلك، وجاء ذلك بعد تلقى رئيس المباحث اتصالا
تليفونيا أثناء وجودهم بقسم شرطة المرج.
أحمد إسماعيل، 47 سنة،
عامل فرن وأحد سكان المنطقة وشارك فى اقتحام الفيللا بعد حادث اختطاف
الطفلة، أبدى استغرابه من رائحة البنج الشديدة التى تنبعث من داخل
الفيللا، وكذلك رائحة العفن، وتساءل عن سبب وجود هذا الكم من ملابس
الأطفال بداخل غرفة غير مسكونة خلف الفيللا؟.. وطالب الشرطة بضرورة
التعامل مع الأمر بجدية وإحضار كلب بوليسى للتفتيش عما يحدث بداخل
الفيللا.