الخوف عند الأطفال مرض مكتسب

أحياناً ما تشكو الأم من اعتقاد ابنها أن هناك خيالات تطارده أثناء انتقاله في المنزل فيخاف دخول دورة المياه بمفرده أو أي حجرة مظلمة بدون صحبة الكبار.
وقد تنتقل هذه الخيالات إلى كوابيس متكررة فيصاب الطفل بحالة من الرعب.
ويقول علماء النفس أن الخوف وليد الأشياء الغريبة المكتسبة من البيئة التي لم يألفها الشخص ولكن طبيعته تختلف من شخص لآخر بل من مرحلة زمنية إلى أخرى.
والطفل الصغير لديه جرأة وخيال وتصور وابتكار وإبداع ، ويتوقف ذلك على طبيعة الأشخاص المتواجدين في البيئة ومدى مساحة الحرية المسموح له بها من حركة وصخب كعلامات مميزة لمرحلة الطفولة. وتتباين الأساليب التربوية وفقاً لأشياء كثيرة تخص القائمين بها بمعنى هل يريد الأهل أن يربوا ابنهم بنفس الطريقة التقليدية التي تربوا عليها أم يفضلون اتباع الأساليب الحديثة المتبعة حالياً مما يترك أثاراً نفسية لدى الطفل قد تكون إيجابية أو سلبية.
وإذا كانت الأم تخاف من الظلام فلا يصح أن تظهر فزعها أمام ابنها لأن هناك خبرة سيئة تنتقل للطفل نتيجة هذا الموقف خاصة إذا ما تكرر ذلك أمامه، ولا تلجأ إلى أساليب تهديدية خاطئة كأن تقول له إن هناك أشباحا وعفاريت قد تظهر له في الظلام إذا لم يتوقف عن حركته الزائدة أو متطلباته التي لا تنتهي فقد تثير هذه الطريقة خيال الطفل وتقيد حركته وهنا يظهر الخوف كنموذج من الأشياء المجردة، ولا يصح أن تلجأ الأم أيضاً إلى تخويف الطفل من عذاب النار إذا ما غضب الله عليه فتدخل الرعب في نفسه أو تخوفه من أشياء ملموسة يراها بل ويتفاعل معها مثل الحقنة وتذكره بآلامها وتهدده بأنها سوف تستدعي الطبيب إذا تحرك من مكانه فهذا قد يولد فوبيا الطبيب لدى الطفل لأن هناك مخزوناً من الخبرات والذكريات المؤلمة التي ارتبطت في ذهنه بهذه التجربة.
والحال هنا هو عدم اللجوء إلى تخويف الطفل أو المبالغة في وصف أي شيء بل نوضح له الضرر من الأشياء التي قد تؤذيه فعلاً مثل البوتاجاز أو السكين وغيرها ولكن لا نحكي له أشياء مخيفة تعتمد على الخيال ويفضل دائما تجنب الأطفال مشاهدة أفلام العنف والرعب وأن نشرح لهم أن ذلك مجرد تمثيل وليس حقيقة ونوضح لهم بعض الأدوات والخدع التي تستخدم في هذه المشاهد فيتحول الخوف إلى مجرد نكتة بسيطة قد تحمي الطفل بدلاً من تأسيس حوائط وجدران من الخوف قد تظهر عليه حالة من التبلد الوجداني فيقدم على تقليد ما رآه ويطبقه على زملائه.
وأهم شيء أن نكون منطقيين مع أبنائنا ونعرف كيف نناقش مخاوفهم ونشرح لهم الأمور بأسلوب سهل وبسيط وفي حالة ما إذا فشلنا في التعامل مع هذه الحالة وبلغ الطفل حالة خوف مرضية يصعب السيطرة عليها فلا مانع من زيارة الطبيب النفسي.
_
منقول

**موضوع رائع ومفيد جدا ....
**شكرا ابو حنفي......

مشكور نور على موضوعك

» حصري طرق معالجة الخوف من الأماكن المظلمة عند الأطفال
» اها يا اللهم امنا يوم الخوف
» هام:الديموفوبيا.. مرض الخوف من الحشود والجماهير
» من الاعجاز العلمي الخوف والمطر
» خبر طريف :الخوف من الشيخوخة يدفع الرجال لشراء مستحضرات التجميل