رجل بلا عنوان فريق اول
عدد الرسائل : 1481 تاريخ الميلاد : 13/03/1988 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
بطاقة الشخصية الشعراء:
| موضوع: اها يا اللهم امنا يوم الخوف الأربعاء 10 مارس - 5:12 | |
| أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله . اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وبعد ، فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، وأن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما، وألا يجعل منا ولا بيننا ولا حولنا شقيا ولا محروما ، اللهم اجعل عملنا كله صالحا ولوجهك خالصا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا، اللهم ارزقنا لذة القرب منك ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا . طاف أحد الصالحين بالبيت الحرام فأخذ يقول : "شوقك قتلني ، وحبك أقلقني ، والاتصال بك أسقمني، فقدت قلباً يحب غيرك ، وثكلت خواطر تسرّ بسواك " . الشوق إلى لقاء الله ، إلى نظرة إلى وجه الله ، الشوق إلى الله يقتل قلوب عباده الصالحين ، شوقك قتلني وحبك أقلقني، وهذا القلب خلقه الله حتى لا يوضع فيه إلا حبه ، فمازال هذا القلب يهيم شوقاً ، يلتفت يمنةً ويسرة ، حتى يستقرّ حين يوضع فيه حبه ، فالحب لله يقلقل قلوب الصالحين لأنها تهتز طرباً حين تجد هذا الحب ، وحبك أقلقني ، والاتصال بك أسقمني ، عندما يكون حال الواحد مستقيماً مع الله تعالى ، وبينه وبين الله تعالى علاقة وثيقة ، عندما يشعر بهذا الاتصال فلا يريد الدنيا نهائيا، ولا يريد لذات الدنيا وشهواتها ، لا يريد إلا أن يكون هو والله عزوجل فقط ، هذا الاتصال يكون دائماً . تعلم أنك عندما تكون في رمضان ويمنّ عليك الله هكذا برحمة وتكون واقفاً تصلي بالقيام ، ثم تنزل الآيات لتغسل قلبك ، تنزل فتطهر قلبك ، فالقلب ينفتح للرحمة فتشعر أن هناك معنى جميلاً جداً داخلك ، وتقول يا ليت هذا المعنى يستمرّ ، ويكون الواحد عليلاً مريضاً مما سواه . فقدت قلباً ، يارب لا يوضع في قلبي إلا حبك ، يارب لا تجعل في قلبي حبا إلا لك ولا تعلقاً إلا بك ، هذا القلب لو التفت لغيرك يارب فقدت قلباً يحبّ غيرك ، وثكلت خواطر ، ورأسي وذهني وخواطري وأفكاري ثكلتها وفقدتها إذا سرّت وسعدت بسواك ، اللهم ارزقنا لذة الشوق إلى لقاءك . والله يا إخوة لو أنّ الله تعالى يقيد لهذه القلوب لساناً لتنطق لنطقت شوقا إلى الله ، فيا غياث المستغيثين أغث قلبي بحبك ، يا قرة أعين العابدين قرّ عيني بحبك ، يا حبيب قلوب الزاهدين أفض على قلبي برد حبك ، يا من لوجهه عنت الوجوه بيّض وجهي بالنظر إليك ، واملأ قلبي من الحب لك ، قلوبنا عطشانة حنان الله ، دائماً أقول الحنان والأمان عند الرحيم الرحمن ، يارب ارحم حنين قلوبنا لك ، إرحم حنين الحانّ إليك ، واروي ظمأ المشتاق إليك . يقول ابن القيم في الفوائد :" فإذا شهدت القلوب من القرآن ، (وأنت تمسك المصحف وتطالع من كلام الله صفة الله ، من هو الله ؟) إذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه فكيف لا تحبه ؟ وتنافس في القرب منه ، (كيف لا تبذل جهدك لأجل أن تكون في الصفوف الأولى ، حتى تكون من المقربين إليه )، " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ"[الواقعة:88، 89] وجنة النعيم وأعلى النعيم وأعظم النعيم الشوق إلى لقاء الله الكريم ، يقول كيف لا تنافس في القرب منه ؟ وتنفق أنفاسها في التودد إليه ، (وقتي كله يكون الهدف منه القرب منك ، أن تحبني ، أن تدخلني في الذين قلت فيهم) " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"[مريم: 96] (يا الله لو جعل الله لي ولك وداً ، يحبك ، ويودّك ، ويودد قلوب عباده لك ، وتتودد أنت له ، المعنى يكون أنّ كل حركاتك وكل سكناتك تقول : "أحبك ربي") ، تنفق أنفاسها في التودد إليه ، ويكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه عندها آثر من رضى كل ما سواه ، (فليرضى عني الناس أو فليسخطوا ، أهم شيء أن ترضى أنت) ، وكيف لا تلهج بذكره ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذاؤها ،( أين إذا رواء ظمأ هذا الحنان ؟ عندما تكون قلوبنا ظمآنة حنان الله ، بماذا ترتوي ؟ بذكره ، بالشوق له ، بالأنس به ). يقول ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية عندما يقول : جلست بجواره جلسة الشروق فأخذ يذكر الله تعالى إلى أن طلعت الشمس، إلى قريب الظهر ، (جلسة شيخ الإسلام ليس كجلساتنا ، شيخ الإسلام يجلس ثلاثة أو أربعة ساعات )، قال ثم التفت إلي وقال: هذه غدوتي ، (هذا هو ، هكذا أنا ارتويت) ، وكيف لا تلهج بذكره ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذاؤها ، وقوتها ودواؤها بحيث إن فقدت ذلك فسدت ،( لو أن قلبي بعد عن هذه المعاني ، لو أن قلبي لم يشعر بهذه الإيمانيات ، بهذه المحبة ، فسد وتعطل ، انتهى لم يعد قادراً على العيش ، يحتاج جرعة الحنان ). عندما نقول أن قلوبنا ظمآنة للحنان ، صفة الحنان صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى ، قال تعالى في وصف سيدنا يحيى " وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا"[مريم: 13] يوجد حنان خاص أعطيته إياه ، شيء امتاز به ، حنان من لدن الله سبحانه وتعالى ، فصفة الحنان ثابتة لله . صفة الحنان ماذا تعني ؟ معناها الشفقة والرحمة والمحبة . فعندما أقول قلبي ظمآن حنان الله ، ظمآن رحمة، ظمآن شفقة، ظمآن محبة ، قلبي ظمآن رحمة من الله سبحانه وتعالى ، تغنيه عن رحمة من سواه ، تنزل بك رحمة الله فيحل بك النشاط والهمة ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى أنه كنز ما بعده كنز، أثمن من الذهب والفضة أن تقول هذه الكلمات ، " يا شداد بن أوس ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة ؛ فأكثر هؤلاء الكلمات : اللهم ! إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك " السلسلة الصحيحة . نعم أحتاج قليلاً من الرحمة ، وفقني يارب أن أعمل الأعمال التي تستنزل بها الرحمة حتى أقدر على الحركة ، لأن قلبي ظمآن لرحمة منك ، ظمآن شفقة ، وعطف . ابن القيم يقول :" والعبد يسير بين عطفه ولطفه " نحن ماذا نفعل ؟ أنت بماذا تستطيع أن تتحرك في هذه الدنيا ؟ ما بين أمرين : عطفه ولطفه ، أن يلطف بك ، وأن يعطف عليك ، فتستطيع أن تتحرك ، وإلا فكل نعمة نحن فيها هي أثر من آثار رحمة الله سبحانه وتعالى ، إذا نحن محتاجون شفقة ورحمة وحبا ، وهذا القلب محتاج أن يرتوي بحب الله، ونحن اتفقنا أن القلب لم يخلق إلا ليوضع فيه حب الله ، حسناً هذا معنى الحنان . استوقفني جداً وكان سبب هذا الدرس ، عندما كنت أقرا الورد وقفت مع آية وأنا أحبها " وحنانا من لدنا " ولا يوجد في القرآن كله صفة الحنان إلا في هذا الموضع . لماذا سيدنا يحيى ؟ وبدأت أسأل نفسي لماذا وصف سيدنا يحيى دون سواه من الأنبياء بهذا المعنى ؟ أنه اختصه بالحنان . قال تعالى " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ، وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا، وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا" [مريم: 12، 13، 14، 15] أنظروا إلى العذوبة ، تشعر أن الآية كلها تفيض بالعذوبة والرقة ، فيها هذا المعنى ، تشعر أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الآية معنى جميلاً جداً ، اصطفاه بمعنى جميل جدا : الأول سياق الآيات أن سيدنا زكريا سأل الله تعالى أن يهب له غلاما " فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا"[مريم : 5، 6] أنظروا إلى هذه ، دعاء الأنبياء مستجاب يا إخوة أم لا ؟ مستجاب ، إذاً أول صفة امتاز بها يحيى أنه كان عبدا مرضيا ، " واجعله رب رضيا" هو راض عن الله ، لأجل هذا اختصه بهذا الحنان ، هذا هو أول أمر عملي :- هل تريد جرعة الحنان ؟ تريد أن يرتوي القلب ؟ إرض عنه رباً يرضاك له عبداً ، إرضنا لك رباً، نرضاك لنا عبداً . هو كان عبداً رضياً ، لأجل هذا اختص بالحنان ، " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا " رواه مسلم. هل أنت راضٍ ؟ هل تحبه ؟ هل ترضى بحكمه ؟ وهل ترضى بشرعه ؟ هل أنت راضٍ عنه ؟ حسنا هل أنت راضٍ عن نفسك ؟ إذا كنت العبد الراضي فستكون هذا العبد الرضي ، الذي يرضى عنه الله ، لأن صفاته دائما أسبق من صفاتك ، هو كذلك " يحبهم ويحبونه" من الذي أحب بداية ؟ هو ، فعندما أحب هو أنت أحببت ، هو رضي بدايةً فأصبحت أنت راضٍ ، وبعد ذلك شملك بمعاني الرضا هذه ، المفتاح هنا ، إحذر أن يكون في قلبك تجاهه أي شيء من معاني التسخط، وإلا فلن تأخذ جرعة الحنان ، ستعيش في الأرض معذباً، وقلبك متعب ، ظمآن حنان الله . إذا أول معنى " واجعله رب رضياً" . التي قيلت في الآية ، بماذا أمر الله سيدنا يحيى ؟ "خذ الكتاب بقوة " . أنت هل تأخذ الكتاب بقوة ؟ هل عندك علو همة ؟ هل عندك قوة الإيمان هذه ؟ هل عندك هذا الثبات ؟ هل عندك هذا الرسوخ؟ تأخذ الكتاب بقوة أم أنك ضعيف ذليل أمام شهواتك وملذاتك ومعاصيك وذنوبك ؟ لو أنك هذا العبد الذليل لمعاصيه ستكون ضعيفاً جداً ، فلا تستطيع أن تأخذ هذه الجرعة ، جرعة الحنان هذه ، حتى تأخذها يجب أن تكون فيك هذه الصفة ، أن تكون قوياً في دين الله ، تأخذ الأمور على محمل الجدّ ، عندما تعزم تعزم عزماً أكيداً ، عندما تقول قراراً يكون قراراً شجاعاً ويترتب عليه تطبيق فعلي، تأخذ الكتاب بقوة ، عندك علو همة ، ونظر قلبك إلى السماء ، وليس إلى سفاسف الدنيا ، ولا تلتفت إلى دنيا مؤثَرة ، امرأة أو مال أو جاه أو غيره ، كل هذا يضعفك ، كل هذا يوهنك .الوهن : حب الدنيا وكراهية الموت ، " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ "[آل عمران:139] متى " إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " لو أنك بهذه القوة تكون خير خلق الله في الأرض ، سيدنا يحيى أخذ الكتاب بقوة فاختصه الله بجرعة الحنان . "خذ الكتاب بقوة وآتينه الحكم صبيا" قال العلماء الحكم :العلم والفقه . نأخذ منها الدرس الثالث ، تريد أن تختص بجرعة الحنان ؟ إعرف الله . منذ أن تفتح عينيك على الإلتزام ، " وآتينه الحكم صبيا" لا تسوّف ، هذه الفترة هي الفترة الذهبية في حياتك ، هذه الفترة التي أنت فيها فترة شبابك ، هو أخذها صبياً ، نحن نأخذها شباباً ، نحن فقراء ، لا مشكلة ، إذاً نتعلم منذ أن نفتح أعيننا ، تأخذ الموضوع على محمل الجد أيضا ، تعرف من هو الله ، لو عرفته ستحن له والله ، لو عرفته ستحبه والله ، وقتها سيختصك بجرعة الحنان هذه . الأمر الثالث عملي، لأجل أن نأخذ جرعة الحنان نحتاج أن نتعلم : _ وماذا نتعلم ؟ نتعلم من هو الله ؟ كيف نتعلمها ؟ ندرس أسمائه وصفاته ، نقرأ في القرآن هذه المعاني ، ونجلس نتحسس بأيدينا معاني صفاته في كل آية . كنت سأجعلها العنصر القادم، لكن دعونا نقولها هنا ، واجب عملي على درسنا اليوم ، أريدك أن تخرج من القرآن آيات الحنان ، وقلت أن لفظ الحنان لم يرد في القرآن إلا في هذه الآية ، وقلنا أن الحنان شفقة ورحمة وحب ، ما هي الآية التي عندما تقرأها تشعر بحب الله ؟ ما هي الآية التي تقرأها وتشعر من كلام الله ، أنظر أنظر رحمته ، أنظر عطفه ، أنظر حنانه | |
|
جنه المشرفه العامه
عدد الرسائل : 5171 تاريخ الميلاد : 17/01/1977 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| |