odaaaa عميد
عدد الرسائل : 395 تاريخ التسجيل : 03/12/2008
بطاقة الشخصية الشعراء: احمد شوقى
| موضوع: خارج دائرة الضوء السبت 27 يونيو - 2:09 | |
| جيل لم يسبقه جيل في الإنجازات.. لم يعد للفكشر مكان وسط الإثارة والشتائم.. المظليون جاهزون.. عرفوا من السبت الحزين أنه لا مخلوق يحميهم من المصريين!
| ** في14 يوما لا تزيد ثانية ولا تقل لحظة عشنا كل فصول السنة بكل أنواع التطرف الذي طرأ علي مناخها.. من سخونة بالغة إلي برودة متجمدة ومن ربيع رائع إلي عواصف عاتية!.
من غضب هائل إلي فرحة طاغية ولا شيء وسط بينهما يجعلنا نعرف أو نتعرف علي ما يحدث لأجل الإمساك علي الإيجابيات لضمان تكرارها ومعرفة السلبيات لمنع وقوعها!. دائما لا نعرف ودائما نعود للنقطة صفر!
أتكلم عن المنتخب الوطني لكرة القدم الذي قامت مصر عليه غضبا بعد مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم وأقام هو مصر علي حيلها فرحا وهو في كأس العالم للقارات بعد أدائه الرائع أمام البرازيل ثم فوزه علي إيطاليا.. الغضب الهائل مما حدث في الجزائر تحول إلي فرحة طاغية مما يحدث في جنوب أفريقيا والتطرف البالغ والتباين الحاد الفاصل بينه ساعات ولم يدم إلا ساعات وعاد الغضب مصحوبا بصدمة للخسارة أمام أمريكا وكأننا كنا ننتظر من المنتخب ما هو أكبر وخذلنا!.
أتكلم في كرة القدم لأنها صناعة بالغة الأهمية إن لم تكن الأهم لأنها الحدث الذي يسعد ويفرح أو يغم ويحزن شعبا بأكمله.. والشيء الذي يجعل وطنا بأكمله ينام سعيدا أو حزينا يدخل في إطار أمن مصر القومي!.
أتكلم عن نشاط يجتمع عليه ويتوحد فيه كل فرقاء السياسة والدين والتجارة وأي فرقاء في أي نشاط داخل الوطن!.
أتكلم عن حالة عشناها هي حالنا من80 سنة.. نفرح قوي ونحزن بالقوي ولهذا لم نصل مرة إلي حقيقة تضع أقدامنا علي أول الطريق.. طريق إصلاح كرة القدم ليس لأنها رياضة وترويح إنما لكونها صناعة بالغة الأهمية اقتصاديا واجتماعيا وانتمائيا وأمنيا!.
عندي سؤال بسيط أطرحه علي حضراتكم وإجابته البسيطة تضعنا أمام الحقيقة الوحيدة في هذه القضية.. الحقيقة التي لا نريد أن نراها حتي يبقي الباب مواربا لدخول وخروج الأخطاء ويبقي حقنا في أن نغضب ونختلف ونشتم ونلعن ونتهم!.
أسأل: هل الدوري المصري مثل الدوري الإيطالي؟ هل الأندية المصرية مثل الأندية الإيطالية؟ هل اللاعب المصري مثل اللاعب الإيطالي؟ هل الناشئ المصري مثل الناشئ الإيطالي؟ هل الملاعب هنا مثل الملاعب هناك؟ هل البث التليفزيوني هنا مثل الموجود هناك؟. هل الطب الرياضي هنا مثل الموجود هناك؟ هل الأجهزة والأدوات المساعدة هنا مثل المتوافرة هناك؟. هل الصحة العامة هنا مثل الصحة العامة هناك؟. هل عدد الجماهير التي تحضر المباريات هنا مثل التي تحضر هناك؟. هل إدارات الأندية هنا مثل إدارات هناك؟. هل المدربون هنا مثل المدربين هناك؟. من الآخر هل هناك وجه شبه واحد بين هنا وهناك؟.
طبعا لا والمقارنة أصلا مرفوضة لأن أوجه الشبه معدومة وعليه.. بأمارة إيه نلعب كرة قدم مثلهم أو نفكر يوما أن ننافسهم!.
من هذا المنطلق عندما يفوز المنتخب المصري علي المنتخب الإيطالي حامل لقب كأس العالم فهذا إعجاز لأننا نتكلم عن فوارق هائلة في كل شيء وأي شيء بين لاعبي المنتخبين.. فوارق صحة وفوارق لياقة وفوارق ثقافة وفوارق إمكانات والإمكانات هنا فلوس وملاعب وأدوات وطب وعلم ومدربون وكل حاجة!.
إذن الفوز علي إيطاليا استثناء واللعب الرائع أمام البرازيل وتسجيل ثلاثة أهداف في مرماها هو أيضا استثناء لأن القاعدة هي فوز وثبات مستوي من كانت الفوارق في مصلحتهم وهي في مصلحتهم علي طول الخط لأن المقارنة غير واردة أصلا.. وعليه!.
من حقنا أن نسعد ونفرح للأداء أمام البرازيل والفوز علي إيطاليا.. لكن ما لا حق لنا فيه أن يقودنا تطرف الفرحة إلي تصديق ما يستحيل تصديقه وهو أننا أصبحنا بين يوم وليلة قوة كروية كبري وهذا ما سمعته بنفسي في مكالمة تليفونية من مواطن مصري سعادته لا توصف بعد الفوز علي إيطاليا وسؤاله الصارم الجاد لي: لما إحنا مستوانا كده.. ليه حد يغلبنا؟.
حقيقة الأمر الذي رأيناه أمام البرازيل وإيطاليا ليس مستوانا الثابت.. إنما هو دلالة تشير وتؤكد وتثبت أن اللاعب المصري صالح لأن يكون لاعبا عالميا مثل أي نجم عالمي فيما لو أننا وفرنا المناخ الصحيح لهذا اللاعب في مراحل الناشئين وأيضا مراحل الكبار.. وهذه حقيقة لم ولن نراها وسط مناخ التطرف في الغضب وفي الفرح!.
حقيقة الأمر أن أداء المنتخب المصري في كأس العالم للقارات هو نتاج استثارة الطاقات الكامنة للمنتخب وهذه الطاقة الكامنة لا تخرج ولا تتفجر إلا في ظروف استثنائية لأنه مستحيل خروجها عمال علي بطال وهذا ما يجعلني أؤكد أن الأمر استثناء والأداء العالي المتميز والفوز علي إيطاليا استثناء للمستوي لأن مستوانا الطبيعي هو نتاج طبيعي لمنظومة الكرة هنا والمنظومة ثوب مليء بالثقوب!. ثقوب في المسابقة المحلية وثقوب في مسابقات الناشئين وثقوب في الملاعب وثقوب في خزائن الأندية وثقوب في الاحتراف وثقوب في اللوائح حتي إننا من سنوات لم نعرف كيف نتفق علي نظام للبث التليفزيوني!
حقيقة الأمر أن منتخب مصر الوطني لكرة القدم حقق لنا ما لم يتحقق من قبل علي مدي تاريخ الكرة المصرية!.
حقيقة الأمر أن مصر كلها كانت علي يقين بأن منتخب مصر لن يفعل شيئا في كأس العالم للقارات وأن الخسارة متوقعة والأمنيات ألا تتحول إلي فضيحة أمام البرازيل وإيطاليا!. الكل علي ثقة بأن المنتخب سيفشل خاصة أننا ودعناه بسخط هائل بعد الخسارة من الجزائر.. وتلك الخسارة فجرت طاقات غضب داخل صدور تريد أن تغضب وتنتظر الفرصة وما إن لاحت حتي وقفت مصر علي حيلها وكأنها أول هزيمة لمنتخب مصري في تصفيات كأس عالم!. نسينا السوابق ونسينا أن التطرف في الغضب عقب كل هزيمة لم يوصلنا مرة للحقيقة التي يبدأ منها الإصلاح الذي يضمن وجود مصر كل كأس عالم!. اكتفينا بالغضب والاتهامات والصوت العالي ولم نخرج مرة بدرس نتعلم منه!.
حقيقة الأمر أن حدود المسئولية تلاشت في المناخ الإعلامي والمسائل' زاطت' وكل شيء بات متاحا مباحا ولم يعد للفكر والرأي والنقد مكان أمام طوفان الإثارة والشتائم والتجريح!.
حقيقة الأمر أن هذا المنتخب وأي منتخب لأي لعبة ليس عنده إلا نتائجه تدافع عنه وفيما عدا هذا فالويل له إن تعثر لأن الجماهير انتماؤها للأندية وتقرقش الزلط للأندية وتتمني الغلط للمنتخب لتخرج فيه وعليه همومها وغضبها من الأندية المتعصبة لها!. الجماهير تغفر وتبرر للنادي المتعصبة له لكنها أبدا لا تفعل ذلك مع المنتخب ولأسباب مرجعها التعصب وهذا يفسر بركان الغضب بعد الهزيمة من الجزائر والذي يري الناس وهي ثائرة يتعجب لأن الرأي العام الذي يصنعه نفس هؤلاء الناس.. الرأي العام ولا هو هنا قبل مباراة الجزائر.. لأن مصر كلها مشغولة لشوشتها في الدوري وتتكلم دوري والسؤال الأهم: هل هناك مباراة فاصلة أم لا ومع هذا الاهتمام البالغ اتنسي المنتخب واتنست احتياجاته قبل مباراة مهمة وعقب موسم محلي مضغوط وأهم احتياج وقتها فترة وقت تسمح باستشفاء لاعبي المنتخب من الجهد وتخلص اللاعبين من حساسية متبادلة بسبب التعصب!. أحد لم يفكر في المنتخب وعندما حدث ما حدث في الجزائر والذي حدث وارد في كرة القدم.. نسي الناس أنها كانت ناسية المنتخب وهات يا غضب في المنتخب لأنه في الخسارة يتيم لا أحد يدافع عنه!.
حقيقة الأمر أن تطرف الغضب وصل إلي مداه.. وصل إلي المطالبة بتسريح اللاعبين وإقالة المدربين!. أنا لا أصادر علي غضب أحد وحزن أحد وإنما أعترض علي التطرف في غضبنا اللاغي لعقولنا لأن الكرة المصرية مرضها قديم لكن الشفاء ممكن لو أردنا والحل في كل الأحوال ليس تسريح لاعبين أو إقالة مدرب!.
طيب.. لو أن المسئولين ركبوا موجة الغضب وأقالوا المدرب وسرحوا المنتخب.. أين هو الصف الثاني وماذا نفعل في مواجهة التزاماتنا؟. وما الذي يضمن مستوي أفضل وهو لن يكون أفضل لأن المستوي نتاج منظومة والمنظومة الكروية مليئة بالثقوب؟.
حقيقة الأمر أن التمادي في الغضب والفرحة خطأ وخطر لأن تصفيات كأس العالم لم تنته.. صحيح الأمل ابتعد والأصح أنه موجود وحتي لو كان بعيدا فهو موجود ولابد أن نتمسك به لا أن نهيل التراب علي رءوسنا حتي لا نراه!.
حقيقة الأمر أن أمامنا أربع مباريات لابد من الفوز بها ومنتخبنا قادر علي الفوز في المباريات الأربع فيما لو وجد في العيون والقلوب.. عيون وقلوب المصريين حبا واحتواء وامتنانا بقدر الفرحة التي أدخلها علي كل المصريين عقب مباراة البرازيل وبعد الفوز علي إيطاليا!.
حقيقة الأمر أن المنتخب المصري لعب في14 يوما4 مباريات بالغة القوة والحساسية والضغط العصبي والأصعب أنها مع أربع مدارس كروية مختلفة جذريا!.
حقيقة الأمر أن هذا الجيل الموجود في منتخب مصر.. نتائجه وإنجازاته وبطولاته لم تتحقق من قبل في تاريخ الكرة المصرية وإن كانت له أخطاء فهي أصلا أخطاؤنا في عدم توفير الرعاية الصحيحة لهؤلاء اللاعبين وهم ناشئون صغار.
حقيقة الأمر أن ما لا يؤخذ كله لا يترك كله.. وهؤلاء النجوم هم الأفضل نتائج علي الإطلاق حتي الآن والأفضل بين الموجودين حاليا وعلينا أن نأخذ أفضل ما عندهم بالحب ولا شيء إلا الحب.. لا أن نتهمهم ونحاول أن نهينهم! ..................................................... ** لو كانت للمشكلات المختلفة والأزمات المفتعلة مسابقات وبطولات لاحتكرنا بطولة العالم في صناعة الأزمات فردي وفرق!.
في شارع الرياضة وغير الرياضة اتفقنا علي ألا نتفق في كل حاجة وعلي أي حاجة.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا علي منتخب الكرة فأنا شخصيا كمواطن مصري أشعر بالفخر والزهو والفضل للمنتخب وجهازه واتحاده.. فضل التحول من أسوأ هزيمة إلي أعظم انتصار.. فضل عدم الاستسلام للانكسار.. فضل تحويل الغضب العام إلي فرحة أسعدت وطنا!.
المنتخب غادر القاهرة متوجها إلي جنوب أفريقيا وسط مناخ إحباط ويأس واستسلام وإعلام لا يرحم جعل الرأي العام في لا وقت نارا موقدة!.
المنتخب سافر والكل يتوعده عند عودته باعتبار خسارته وفضيحته مؤكدة!. المنتخب نجح بامتياز أمام البرازيل وبنفس الامتياز مع مرتبة الشرف أمام إيطاليا وخسر من أمريكا!
المنتخب بعد هذه النتائج اختلفنا عليه وهذه عادتنا ولن نشتريها.. ولكن!.
ما لا يمكن قبوله هو استكثار الفرحة علي الناس.. فرحة الملايين وفخر الملايين بمنتخبهم! فكرة الاستموات علي دفن إنجاز البرازيل وإيطاليا لأجل أن تبقي هزيمة أمريكا ونتفرغ للطم الخدود عليها!. فكرة إسقاط المنتخب الذي جعل مصر كلها شموخا وكبرياء وفرحة وسعادة.. إسقاطه في الوحل حتي لا تبقي في ذاكرة الشباب رموز ناجحة!. إسقاطه في الوحل حتي يكفر الشباب بكل شيء وأي شيء!.
هل ما يحدث علي الساحة مصادفة وتكرارها مصادفة أم أنها حدوتة أخري؟.
أيا كانت الإجابة يقيني أن الإعلام مسئوليته إبراز الإيجابيات وحمايتها لأجل تكرارها وليس إهالة التراب عليها وردمها لأجل محوها! ..................................................... ** الرياضة نشاط عظيم لو تعلمون.. الرياضة صحة وعافية وقوة وشموخ.. الرياضة إنتاج واقتصاد.. الرياضة توازن بدني وصحي ونفسي.. الرياضة صمام أمان المجتمع.. الرياضة من خلال كرة القدم جعلت مصر كلها في عيد!.
الرياضة هي العمود الفقري للقوات المسلحة عموما والقوات الخاصة تحديدا حيث لا سقف للياقة البدنية عند مقاتلي الصاعقة والمظلات وهذا ما وضح في الاحتفال بيوم تفوق المظلات.. قوة وشموخ وعزة وكبرياء وكفاءة قوات المظلات المصرية وقبلها قوات الصاعقة تجعلني أقول مرة أخري: ليت مصر كلها كانت تشاهد معي يوم تفوق قوات المظلات وتري مقاتلي المظلات وتزهو وتفخر برجال المظلات.. وليس هذا بجديد ولا مستغرب علي القوات الخاصة المصرية التي جعلت العدو يري نجوم الظهر كما يقولون!. اليوم أواصل كلامي الذي بدأته من أسبوعين عن عملية30 مايو1970 التي أطلق عليها الصهاينة اسم السبت الحزين!. الوقت أواخر أبريل وتعليمات جديدة من اللواء عبد المنعم واصل إلي المقدم نبيل الزفتاوي قائد المجموعة129 صاعقة.
التعليمات الجديدة الدفع بعدد2 كمين إلي شرق القناة الأول من الصاعقة في منطقة الكاب والثاني من اللواء135 مشاة في منطقة رأس العش.. وتحدد يوم30 مايو موعدا وهذا معناه تحرك قوة كل كمين ليلة29 لأجل أن يكونوا في موقع الكمين قبل طلوع فجر30 مايو وهذا ما حدث..
وأوضح أنهم سيقومون خلال ساعات الليل بحفر حفر برميلية وكل مقاتل في حفرة وكلما كانت صغيرة قلت فرصة العدو في اكتشافها ومعني هذا أن المقاتل سينزل في جوف الأرض داخل مساحة ضيقة يجلس فيها القرفصاء ومعه سلاحه وذخيرته ومياهه وغذاء جاف وعليه أن يقضي ساعات ربما تصل12 ساعة في هذه الحفرة التي ستكون أيضا بيت راحته إذا ما أراد قضاء حاجته!.
كمين الصاعقة صاحب ملحمة السبت الحزين في قيادته الملازم عبد الحميد خليفة عبد الرحيم والملازم محمد محمود التميمي والغريب والمدهش أن قيادة مجموعة الصاعقة اختارت نفس مكان كمين5 فبراير ليكون هو مكان كمين30 مايو والاختيار فيه جرأة وفيه فهم وفيه بعد نظر وفيه قراءة واضحة لعقلية الصهاينة وتفكيرهم بل وفكر النظريات العسكرية التي تستبعد أن تهاجم قوات من مكان واحد مرتين علي التوالي وما استبعدته النظريات ولم يفكر فيه الصهاينة نفذناه نحن وتحدد نفس المكان وهو الكيلو30 و400 متر عند القنطرة ليكون كمين30 مايو.. والمكان المحدد وصلته قوة الكمين قبل منتصف الليل وبدأ الحفر وخلال أربع ساعات كل مقاتل في حفرته ومعه سلاحه وذخيرته وتعيين قتاله ومياهه وفي قلبه شجاعة لا توصف وفي يقينه الانتصار وما عليه إلا الانتظار الذي سيطول ساعات ربما تقترب من مسافة نصف يوم والانتظار.. انتظار لحظة قتال من داخل حفرة ضيقة مظلمة الهواء لا يعرف طريقه إليها لأنها مموهة والمتروك للتهوية ثقب صغير حتي لا يراه أي عدو مترجل علي قدميه!.
الوقت يمر بطيئا والثواني كأنها ساعات والدقائق تحسبها أياما وهذه طبيعة الأمور والوقت عندما تريد مروره بسرعة يبدو وكأنه مشلول ويمر كلمح البصر فيما لو أردته بطيئا.. وأخيرا جاء الفجر وطلعت الشمس والمقاتلون في مكانهم بباطن الأرض يتعجلون قدوم الدورية المدرعة المنتظر له العاشرة صباحا.. ينتظرون قدومها لأنه علي أضعف الإيمان معناه أن العملية تسير وفق المخطط وكل ما عليهم انتظار عودتها بعد خمس ساعات تقريبا!.
ووصلت الدورية في العاشرة والنصف والكمين صامت وهو يودعها بأذنيه والأصوات تبتعد في طريقها للشمال في رحلة الذهاب وقبل أن تصل إلي الكيلو عشرة في رأس العش كانت قد وقعت في أحضان كمين المشاة الذي فتح نيرانه وأصاب من أصاب وقتل من قتل والعدو يلملم نفسه للهروب بأقل خسائر تجاه نقطة رأس العش القوية والمدهش أنه لم يحاول تفتيش المنطقة خوفا من التعرض لمزيد من الموت والخوف الذي تخطي مرحلة الجبن جاء في مصلحة مقاتلي الكمين الذين اختبأوا في الساتر الترابي ومعهم أسير صهيوني وبقوا في مكانهم حتي آخر ضوء وعادوا إلي الغرب بالأسير في الظلام...
لا النقطة القوية فكرت ولا ما تبقي من الدورية الصهيونية أراد.. وهم لم يفكروا ولم يريدوا خوفا من الوقوع في كمائن أخري للمصريين.. لهذا هم انشغلوا بإعداد الدورية للعودة إلي الجنوب لإجلاء جرحاهم وموتاهم ونقطة القنطرة التي هي نقطة الوصل ما بين الجبهة والقيادة الصهيونية في الخلف!. دورية العدو استعدت للعودة بعد دعمها بقوات جديدة لحمايتها.. تحركت في عربة جيب وعربتين مدرعتين ودبابتين وأوتوبيس مجهز لنقل الجرحي..
وتحركت الدورية الصهيونية من رأس العش متجهة إلي القنطرة وليس في ذهن صهيوني واحد أن يكون في انتظارها كمين رابض في قلب الأرض من ساعات طويلة وينتظر تلك اللحظات التي تدخل فيها الدورية من الحد الأيسر للكمين وصمت النيران مستمر إلي أن تبلغ مقدمة الدورية الحد الأيمن للكمين.. وهذه اللحظات جاءت بعد انتظار ساعات..
الجحيم في وضح النهار ظهر والساعة تخطت الثالثة بعد ظهر30 مايو والجيب والمدرعتان والدبابتان والأوتوبيس.. ساحت من كم النيران الهائل الذي لم يفلت منه أحد والخسائر39 قتيلا والوحيد الذي فلت بعمره هو الأسير.. يائير دوري.. الذي نشرت جريدة الأخبار الصادرة يوم2 يونيو70 صورته وصورة الرقيب أول حسن خليل وهو صف ضابط مصري مجند وأشارت إلي العملية الفدائية بقولها: إن قائد هذه المجموعة شاب خجول متواضع اسمه عبد الحميد من محافظة سوهاج متخرج من ستة أشهر ويحمل رتبة الملازم والكلام علي الملازم عبد الحميد خليفة وأشير هنا إلي أن مجموعة الصاعقة الفدائية لم تفقد أحدا من رجالها في هذه العملية لأن ما حدث في كمين5 فبراير درس تمت الاستفادة منه!. أشير إلي أن الملازم عبد الحميد خليفة والملازم محمد التميمي مع ضباط الصف والجنود الذين نفذوا هذه العملية.. غيروا بعمليتهم الشجاعة الجريئة نظريات عسكرية وأكدوا أنه لا قوة علي ظهر الأرض بإمكانها أن توقف المصريين أو تحمي الصهاينة من المصريين!
العدو خسر أكبر عدد من جنوده في يوم واحد في كمين30 مايو وقبلها بأسبوع تقريبا قوات الدفاع الجوي المصري قامت بمذبحة للطيران الصهيوني أسقطت خلالها خمس طائرات فانتوم في ضربة واحدة..
هنا عرف الصهاينة أن لحم المصريين مر وأن أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهم وأن الأمر يتطلب الاستعانة فورا بصديق وأمريكا الصديق!.
خلال20 يوما ظهرت مبادرة روجرز ووافقت إسرائيل فورا عليها بعد السبت الحزين.. وهي التي رفضت من منطق القوة أية مبادرات لوقف إطلاق النار من يونيو1967!.
تحية إلي مقاتلي الصاعقة الذين نفذوا عملية السبت الحزين بقيادة عبد الحميد خليفة ومحمد التميمي.. تحية إلي المقاتلين.. المساعد أول فاروق هيكل ورقيب أول مجند حسن خليل وأوضح هنا أنه نادرا ما يصل مجند إلي رقيب أول لكن بطلنا حسن خليل وهو مجند مؤهلات عليا حصل علي هذه الترقيات من خلال بطولات!. تحية إلي المقاتلين شكري هاشم وحماد إبراهيم وأبو الحمد سيد أحمد وعبدالرءوف جمعة وعبدالله مصطفي وسيد محمد علي وخليفة متري وأتوقف أمام الرقيب مجند خليفة متري ميخائيل المتميز بالقوة واللياقة والصحة والذي كان ضمن مهمته حمل الأسير من الشرق للغرب ونفذها بدقة وعندما حاول الأسير الهرب في عرض القناة قفز وراءه في الماء وطعنه بالخنجر وحمله عائدا به إلي الغرب!.
تحية إلي جيش مصر العظيم في الأمس واليوم وفي الغد وكل غد.
وللحديث بقية مادام في العمر بقية |
| |
|
سمر سيناتور
عدد الرسائل : 8530 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: خارج دائرة الضوء السبت 27 يونيو - 2:10 | |
| مشكووووووووووووووور محمووووووووووووود | |
|
ابو حنفى الموضوع المميز
عدد الرسائل : 5968 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
بطاقة الشخصية الشعراء:
| موضوع: رد: خارج دائرة الضوء الأحد 5 يوليو - 5:45 | |
| | |
|