لا شك أنك لاحظت من خلال عروض الأزياء ومناسبات السجاد الأحمر المهمة أن الأقراط باتت تتربع على رأس مجوهرات الزينة.
فالنجمات قد يتخلين عن الأسورة والقلادات، لكنهن لا يستغنين عن أقراط الأذن إلا في حالات نادرة، والسبب واضح وبسيط وهو أنها تضفي على الوجه تألقا وبريقا واضحا تعكسه الأحجار الكريمة.
ولحسن الحظ أن موضة هذه الأيام توفر كل شيء بغض النظر عن الإمكانيات، بأشكال وألوان ومواد متنوعة، وأينما وجهت المرأة أنظارها تطالعها أقراط أذن تفتح النفس وتغري باقتنائها.
خصوصا أنها لم تعد حكرا على بيوت المجوهرات العالمية مثل هاري وينستون أو بياجيه أو فان كليف آند أربلز وكارتييه، وغيرها من بيوت المجوهرات التي تخاطب ذوات الإمكانيات العالية في المقام الأول، ووصلت إلى دور الأزياء العالمية التي تغازل شرائح أكبر، وإن كانت هي الأخرى غير مهتمة بذوات الإمكانيات المحدودة جدا، لكنها تبقى أرحم بكثير، خصوصا إذا لم تدخل فيها احجار كريمه.
في مجموعتها لصيف 2009 مثلا، رسمت المصممة البريطانية، ستيلا ماكارتني، أقراط أذن بشكل بيضاوي كبير وبألوان منعشة زاهية من الزهري إلى الأزرق، فيما تجلى حس مارك جايكوبس الفني في تصاميم إثنية أفريقية الإيحاء، حيث تمازجت الألوان والمواد لتشكل لحنا نابضا بالحياة ومباهجها.
وتألقت التصاميم التي اتخذت من الثريا الكبيرة شكلا لها في مجموعة فيكتور آند رولف وتميزت بطابع معتق، أو ما يعرف بـ«الفينتاج».
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أهمية أقراط الأذن ليست وليدة الموضة أو نتيجة إقبال نجمات العالم عليها، فالمرأة العادية في كل زمان ومكان، سواء كانت تعيش في البادية أو في المدينة، تعرفها جيدا، ويبقى الاختلاف الوحيد في المادة والأحجار المصنوعة منها.
بل إنها قد تكون من أقدم الحلي التي تزينت بها المرأة، حيث تشير الاكتشافات الأثرية في منطقة العراق إلى وجودها منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد.
كذلك رصدت كرسوم على جدران تعود إلى حقبة الإمبراطورية الفارسية وزينت حينها آذان الجنود، كما التصقت بطقوس البحارة وعاداتهم، حيث كان التزين بها في حالتهم، يرمز إلى أنهم يجوبون البحار ويقطعون خط الاستواء، ومن تم يتعرضون إلى الأخطار.
وغالبا ما يتدلى القرط من الأذن اليمنى، لكن عندما ينجو البحار من الغرق، في حال غرقت سفينته، فإن القرط ينتقل إلى الأذن اليسرى. وفي الماضي كان الشكل الدائري أكثر رواجا.
وقد دخل الترصيع بالأحجار الكريمة إلى الأقراط في القرن الثاني الميلادي. كما ولدت الأقراط اللاقطة عام 1930 ليسهل معها التزين بالأقراط الكبيرة والضخمة، وقد تألقت بشكل لافت في فترة الستينات وبلغت الذروة في سبعينات القرن الماضي وكانت ترافق المرأة في مختلف الإطلالات والمناسبات.
لأن الأقراط هي الحلي الأقرب إلى الوجه، فهي تتمتع بمقدرة على إبراز قسمات الوجه وتتفاعل بقوة مع لون البشرة وشكل الوجه، الأمر الذي يدعو للحرص عند اختيار الشكل واللون الذي يلائم الإطلالة والمناسبة وغيرها.
تدرجات الأصفر، مثلا، تضفي الإشراق على البشرة السمراء، فيما تضيء الألوان الزاهية البشرة الشاحبة، بينما تلائم الفضية مختلف البشرات.
لا يجب على المرأة الأنيقة الاكتفاء بعنصري اللون والشكل، لأن كل شيء في إطلالتها يجب أن يتماشى مع الإكسسوارات، وهذا يعني أن قصه الشعر، أو تسريحته، تلعب دورا مهما في تألق الإطلالة ككل.
فالشعر الطويل، سواء كان مسترسلا أو متماوجا، تناسبه الأقراط الطويلة المتدلية، والشعر القصير تناسبه الأقراط الصغيرة، أما القصة غير المتوازية فتناسبها الأقراط المتعددة الزوايا.
لكل مكان وزمان أقراط مناسبة، بدليل انه ليس من المعقول أن تحضر سيدة أعمال اجتماعا رسميا وهي تلبس أقراطا لافتة وضخمة بأحجار وألوان زاهية في عز النهار، كما لا يمكنها حضور حفل مهم بأقراط عادية تفتقد إلى البريق والتميز.
في هذه الحالة فإن المرصعة باللآلئ والأحجار الكريمة مناسبة جدا، أيا كان حجمها أو شكلها.
يلعب شكل الوجه أيضا دوره عند اختيار أقراط الأذن.
فالوجه البيضاوي يعتبر الأكثر حظا إذ تلائمه كل التصاميم، خصوصا الأقراط المتدلية التي تأخذ شكل قطرة الماء.
حتى الدوائر الكبيرة تمنحه حركة لكن مع ذلك يستحسن تجنب التصميمات على شكل سلاسل رفيعة وطويلة لأنها تشد الملامح نحو الأسفل.
أما الشكل الدائري، فتلائمه تصاميم هندسية محددة، لأنها تمنح الوجه الزوايا التي يفتقدها عموما، كما تلائمه الأقراط الطويلة التي تضفي عليه النعومة وتعطيه شيئا من الطول، على أن تتجنب صاحبة هذا الشكل الدوائر الكبيرة التي توحي باستدارة الوجه أكثر.
أما للوجه الذي يأخذ شكل القلب فيجب التركيز على اختيار تصاميم تكون عريضة في الأسفل كقطرات الماء والثريا والدوائر بهدف إخفاء بروز الذقن.
أما فيما يتعلق بالوجه المربع، فتناسبه الأشكال الدائرية كونها تخفف من حدة الفك، كما يستحسن تجنب الأشكال المربعة وتفضيل الإجاصية منها فهي تخفف من حدة القسمات.
الوجه الطويل والنحيل تلائمه التصاميم العريضة والثلاثية الأبعاد كما الدوائر الكبيرة وكل ما يمكن أن يوحي أن الوجه أكثر امتلاء.
وبالنسبة للوجه المثلث، فتناسبه الأشكال التي لا توجد بها زوايا حادة، حيث إن الهدف هنا هو تصحيح الشكل عن طريق اعتماد الأقراط البيضاوية الكبيرة أو الدائرية.
يستحسن عدم التزين بالأقراط الكبيرة إذا كانت المرأة تضع نظارات طبية بشكل دائم.
كما يفضل تجنبها كليا إذا كان عنقها قصيراً حتى لا تجذب الأنظار الى مكامن الضعف في جمالها.
وأخيرا وليس آخرا، وللحفاظ على سلامة الأذنين وصحتهما يستحسن تجنب وضع الأقراط الطويلة والثقيلة لفترات طويلة وتفضيل اللاقطة منها التي يسهل خلعها، خصوصا أنها تتيح إراحة الأذنين بين الحين والآخر.