توقف الاحتجاجات في طهران متظاهرون في طهران
6/24/2009 11:04:29 AM
يبدو ان قوات الامن الايرانية قد نجحت في وقف الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طهران في الايام الماضية، والتي اعقبت الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ادان بشدة يوم الثلاثاء "الإجراءات غير العادلة" التي اتخذتها السلطات الإيرانية لقمع المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في الثاني عشر من الشهر الجاري.
ففي مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي: "إن الولايات المتحدة، ومعها المجتمع الدولي، شعرت بالهلع والغضب بسبب التهديدات وأعمال الضرب والسجن التي شهدتها إيران خلال الأيام القليلة الماضية."
وأضاف أوباما قائلا: "أنا أدين بشدة هذه الأعمال والإجراءات غير العادلة، وأضم صوتي إلى صوت الشعب الأمريكي الذي يشعر بالحزن على فقدان أي شخص بريء لحياته."
وأردف بقوله: "لكن يجب أن نشهد أيضا بشجاعة الإيرانيين وكرامة الشعب الإيراني وبالانفتاح المميز ضمن المجتمع الإيراني."
وأشار الرئيس الأمريكي إلى مقتل المتظاهرة الإيرانية الشابة ندا آغا سلطان التي انتشرت لقطة فيديو عبر شبكة الإنترنت توثق للحظة مفارقتها الحياة.
وقال أوباما في هذا الصدد: "لقد شاهدنا امرأة شجاعة تقف في وجه الوحشية والتهديد، ورأينا الصورة المحزنة لامرأة تنزف حتى الموت على الطريق".
لكن الرئيس الأمريكي استدرك قائلا: "إن الولايات المتحدة تحترم سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا تتدخل في أي حال من الأحوال بشؤون إيران. لكننا نأسف للعنف الذي يُمارس ضد المدنيين الأبرياء في أي مكان يقع فيه ذلك."
وقال: "إنه لمن الزيف الواضح أن تقول طهران إن الغرب يثير ويفتعل القلاقل والفوضى في إيران."
وحذر الرئيس الأمريكي القيادة الإيرانية من أن "الأفكار القمعية لن تجدي نفعا"، نافياً أن يكون قد تباطأ في التجاوب مع الأزمة.
وفي جانب آخر من تطورات الأزمة الإيرانية، طردت بريطانيا دبلوماسيين إيرانيين في رد على قرار طهران بطرد دبلوماسيين بريطانيين.
وتعليقا على الخطوة الجديدة، قال رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون: "في رد على التصرف الإيراني، أبلغنا السفير الإيراني اليوم بأننا سنطرد دبلوماسيين من سفارتهم في لندن. إنني آسف لقيام إيران بوضعنا في هذا الموقف".
من جانب آخر، انتقدت إيران الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسبب ما جاء في البيان الذي أصدره في وقت سابق اليوم الثلاثاء ووصفته وزارة الخارجية الإيرانية بأنه "تدخل" في شؤونها، حسب الإذاعة المحلية الرسمية.
وقال حسن قشقوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إن هذه المواقف تتناقض بشكل واضح مع واجبات الأمين العام للأمم المتحدة والقانون الدولي، وتعد تدخلا واضحا في الشؤون الداخلية لإيران".
وكان بان قد طالب السلطات الإيرانية بوضع حد فوري للاعتقالات والتهديدات واستعمال العنف ضد المتظاهرين.
وجاء في بيان الأمين العام للأمم المتحدة: "ندعو السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية، وخصوصا حريات التعبير والتجمع والإعلام".
وجاءت دعوة أمين عام المنظمة الدولية بُعيد إعلان مجلس صيانة الدستور في إيران رفضه مطالب كان قد تقدم بها اثنان من المرشحين الذين خسروا الانتخابات الرئاسية مؤخرا بشأن إلغاء نتائج الانتخابات.
وبرَّر المجلس رفضه لمطالب المرشَّحيْن بقوله "إن عملية الاقتراع لم تشهد تزويرا يمكن أن يؤثر على نتيجتها الفعلية".
وقد وافق المرشد الأعلى للثورة الايرانية، آية الله علي خامنئي، على تمديد المهلة المقررة لتلقي الطعون بنتائج الانتخابات لمدة خمسة أيام إضافية.
وقال مجلس صيانة الدستور إن من شأن هذا التأجيل إزالة أي غموض أو التباس يحيط بالموقف.
وكان المجلس قد اعترف بوجد بعض الأخطاء، إلا أنه قال إنها لا تؤثر على نتيجة الانتخابات التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد على منافسيه الثلاثة الآخرين.
في هذه الأثناء، دعا المرشح المعارض، مهدي كروبي، إلى تأبين "الشهداء" الذين سقطوا خلال المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية وبلغ عددهم 17 قتيلا.
أمَّا شيرين عبادي، الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، فقالت إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مطالبة الحكومة الإيرانية باحترام حق الإيرانيين بالتظاهر السلمي.
وأضافت بقولها إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي التلويح لإيران بخفض مستوى علاقاته مع طهران في حالة تقاعسها عن ذلك، داعية إلى إعادة إجراء الانتخابات تحت إشراف منظمات دولية.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت أنها "ستلقِّن مثيري الشغب درسا قاسيا، في حال استمرار المظاهرات احتجاجا على نتائج الانتخابات".
فقد دعت وزارة الداخلية الإيرانية المرشح المعارض الخاسر، مير حسين موسوي، إلى "احترام القانون وتصويت الشعب" الذي انتخب أحمدي نجاد لولاية ثانية.
من جانب آخر، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية الثلاثاء أن الرئيس الجديد وحكومته سيؤديان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى في الفترة الممتدة بين 26 يوليو/تموز و19 أغسطس/أب القادمين.
وذكرت الوكالة أن "مكتب مجلس الشورى حدد الفترة المذكورة لأداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديمه حكومته الجديدة".
وكان من اللافت أن الوكالة لم تذكر بالاسم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أعلن فوزه بالانتخابات بنسبة 63 بالمائة من الأصوات، وذلك على الرغم من طعون المعارضة بقانونية النتائج.
إلى ذلك، ألغت اتحادات طلابية إيرانية تظاهرة كانت قد دعت إليها أمام السفارة البريطانية في طهران الثلاثاء، وذلك بعدما أعلنت السلطات أنها غير مُرخَّص لها.
ونقلت الوكالة عن القائد الطلابي، إحسان يواري، قوله: "إن الطلاب الإيرانيين ألغوا التظاهرة اليوم وأرجأوها إلى يوم آخر لعدم الحصول على ترخيص".
يُشار إلى أن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية كانت قد فرَّقت يوم أمس الاثنين حشدا جماهيريا للمعارضة وسط العاصمة طهران، كان قد نُظِّم احتجاجا على إعلان فوز أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.
وقد أكد شهود عيان أن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد حذَر من أنه سيتم قمع أي مظاهرات جديدة تُنظَّم احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، قائلا إنه سيتعامل بطريقة "ثورية" مع أي تظاهرات غير مرخَّصة.