لم يكن يوم الأربعاء قبل الماضى يوما عاديا فى حياة أسرة الدكتور مجدى عزيز محمد خفاجى، طبيب الأسنان «٤٠ سنة». الطبيب لقى مصرعه فى حادث تصادم فى شارع ٢٦ يوليو بوسط القاهرة، تاركا خلفه زوجة و٣ أطفال بينهم طفل رضيع.. الضحية كان يعبر شارع ٢٦ يوليو، إلا أنه فوجئ بسيارة تسير بسرعة جنونية، وتصدمه أمام الباب الخلفى لوزارة الخارجية..
وأسفر الحادث عن إصابته بالمخ ودخوله فى غيبوبة، وتم نقله إلى مستشفى معهد ناصر، وتبين إصابته بكسر فى قاع الجمجمة، وعظامها الأمامية وكدمات حول جذع المخ، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعى، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى.. وتحرر محضر رقم ٦٣٤٥ جنح بولاق أبو العلا لسنة ٢٠٠٩ بالواقعة، وألقى القبض على السائق.. ولكن حياة الأسرة تحولت إلى جحيم عندما أخلت النيابة العامة سبيل السائق فى اليوم التالى لوفاة الطبيب.
شقيقته هدى عزيز خفاجى روت لـ»المصرى اليوم» تفاصيل المأساة: «وقع الحادث المأساوى يوم الأربعاء قبل الماضى، عندما حاول شقيقى عبور شارع ٢٦ يوليو، وصدمته سيارة ملاكى يقودها تاجر بسرعة جنونية، تزيد على ٨٠ كيلو مترا، مما أدى إلى إصابته بالمخ، ودخل فى غيبوبة، وكسور بقاع الجمجمة وعظامها، وغيرها من الإصابات الواردة فى تقارير مستشفى معهد ناصر، وتم نقله إلى المستشفى مباشرة عقب الحادث، ولم يغادره حتى وفاته».
أضافت: «ورغم أن تفاصيل الحادث قيدت بمحضر رقم ٦٣٤٥ جنح بولاق أبو العلا لسنة ٢٠٠٩، تم إخلاء سبيل السائق بضمان محل إقامته، لأن القانون يقضى بذلك، أما شقيقى فتوفى بعد الحادث بـ٥ أيام، رحل وترك أبا وأما مسنين، وزوجة شابة أصبحت أرملة، و٣ أطفال أكبرهم ١٢ عاما وأصغرهم طفل رضيع عمره ٩ شهور».
وتابعت قائلة: «شقيقى راح ضحية حادثة مروعة، وهى واحدة من ضمن الآف الحوادث التى تحدث يوميا، بسبب القيادة برعونة واستهتار وضعف الجزاء القانونى والعقوبة غير الرادعة، حيث إن القانون اعتبر السائق الذى دهس شقيقى فى حالة قتل خطأ، وأخلى سبيله بضمان محل إقامته، لأنه لا يوجد قصد جنائى، ولكن أين العقاب على السرعة الزائدة والاستهتار بأرواح البشر، وأين التعويض الذى يصرف لأهل المجنى عليه، طوال فترة التقاضى؟».
وعابت على القانون الذى لا يضمن حقوق ضحايا حوادث القتل الخطأ، وناشدت المسؤولين تعديل هذا القانون لضمان أرواح الأبرياء، وعدم إخلاء سبيل المتهمين فى قضايا القتل الخطأ إلا بعد تسليم مبلغ الدية الشرعية فى خزينة المحكمة، ليكون رادعا ويلزم الناس بالسرعات المقررة وعدم القيادة دون رخصة، إلى أن تنتهى المحكمة من محاكمة المتهم.
هدى قالت: «لا أعرف ماذا أقول لابن شقيقى الرضيع عندما يكبر ويسأل عن والده.. هل أقول قتل بالخطأ وأشرح له أن من قتل بالخطأ عقوبته ٦ أشهر حبسا.. وربما عندما يكبر ويسألنى يكون القانون قد تغير ومن يقتل بالخطأ يحصل على شهادة تقدير من القانون.. ربما».