موضوع: يا حسام بلغ جدك الفرعون السلام وقول له فى مصر البشر للبيع الأربعاء 19 نوفمبر - 22:52
الاخوة الاعضاء اليكم تحقيق شامل وملف من اخطر الملفاات وهو بيع الاعضاء كيف يتم اختطاف الاطفال بكل قسوة ويتم نزع الاعضاء منهم فى غقله كاننا لسنا بشر ومن حقنا ان ننعم بما اتانا الله من صحه بعد ان سرقو منا المكان والتاريخ والمستقبل الان يسرقون اجسادنا ------------------------------- اليكم الملف كما ورد فى جريده البديل المصربه على مدى الايام الماضيه اخوكم نور --------------------------
[size=21]شنت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الداخلية حملات تفتيشية مفاجئة بعد منتصف ليل أمس، علي عدد من المستشفيات الخاصة، بعد نشر «البديل» تحقيقاً مطولاً في صدر صفحتها الأولي في عدد أمس الأول حول متاجرة مستشفيات خاصة في الأعضاء البشرية لأطفال الشوارع.. أسفرت الحملة عن إغلاق مستشفي «طيبة» الخاص بمنطقة العجوزة بقرار من النيابة العامة ونقل المرضي إلي معهد ناصر.. وقال د. صابر غنيم مدير إدارة التراخيص بوزارة الصحة إن:«المستشفي أجري 4 عمليات نقل كلي لمرضي سعوديين من مواطنين مصريين خلال الأسبوعين الماضيين مقابل 60 ألف دولار لكل حالة، ومنحت 10 آلاف جنيه فقط للمتبرع المصري، وأضاف غنيم أن المستشفي سبق إغلاقه لعدة شهور. وأشار إلي أن الأطباء وفريق التمريض هربوا من المستشفي عبر الأبواب الخلفية بالملابس الداخلية أثناء مداهمة قوة من مباحث العجوزة له. وداهم مفتشون من إدارة العلاج الحر مستشفي الهدي الاسلامي بمدينة نصر علي إثر ورود معلومات تفيد بإجرائه عمليات نقل كلي إلي أثرياء عرب، وقال د. صبري غنيم إن الأطباء والممرضين هربوا عند وصول المفتشين، وعطل العمال الأسانسير واضطر المفتشون إلي إبلاغ شرطة النجدة، لافتاً إلي أنه ثبت إجراء المستشفي جراحة نقل كلية لمواطن فلسطيني، ونوه بأن المستشفي كان في طريقه لاجراء عمليتين لمواطنين سعوديين، وتم تقديم بلاغ ضد المستشفي إلي قسم شرطة مدينة نصر. وتقدمت 20 منظمة ببلاغ إلي النائب العام ضد وزيري الصحة والداخلية ورئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة للتحقيق فيما نشرته «البديل» حول متاجرة مستشفيات خاصة بالأعضاء البشرية لأطفال الشوارع. ومن جانبه قال د. عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إن هناك شبكة منظمة للتجارة في الأعضاء البشرية في مصر، مشيراً إلي أن الحل الأمثل للقضاء علي هذه الجريمة هو إصدار قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية وقرر النائب العام قيد البلاغ الذي تقدم به المحامي الحقوقي زياد العليمي تحت رقم 18824 أحوال نيابات شمال الجيزة للاختصاص حيث مكان الواقعة مزيد من التفاصيل مركز كلي شهير بالقاهرة يجري التحاليل ويجبر الضحايا علي توقيع إيصالات أمانة «علي بياض» 85 ألف جنيه ثمن الكلية علي الورق.. والضحايا يحصلون علي 16 ألفا فقط المنيا: ماهر عبد الصبور كشفت شهادة المواطن خالد محمد مهران قناوي من مركز أبوقرقاص بالمنيا وزوجته حول تعرضهما لما وصفوه بأنه " عملية نصب " فقد فيها كل منهما كليته- عن وجود مركز طبي شهير في القاهرة يقود عملية سرقة أعضاء الفقراء. وحسب شهادة خالد تبدأ الحكاية من إعلان نشره مركز كلي شهير بالقاهرة في إحدي الصحف القومية عن حاجتة لمتبرع مقابل مبلغ مالي مجز ، وفي الإعلان يأتي رقم أحد عمال المركز المكلفين بمتابعة الزبائن الجدد . وفور إتمام " الصفقة " يتحايل المركز علي صاحب الكلية ليأخد توقيعه علي إيصالات أمانة " علي بياض " بدعوي ضمان مصاريف التحاليل والأشعة التي تجري في مراكز مشهورة في حالة تراجع الضحية، ثم يطلب من الضحية التوقيع علي التنازل عن كليته وموافقته علي إجراء الجراحة بدون مقابل أمام نقابة الأطباء، وتجري الجراحة وتفاجأ الضحية بعد العملية بالطرد وشريط مضاد حيوي يصرفه المركز كنوع من العلاج في مرحلة النقاهة. قال خالد محمد مهران قناوي - بطاقة رقم 2402132 قومي المنيا - في شهادته لـ" البديل" إنه تعرض "لعملية نصب" كان بطلها الرئيسي مركزا طبيا شهيراً بالقاهرة ويتابع خالد: "القصة تبدأ بأن يقوم هذا المركز باستقبال مرضي الفشل الكلوي ومعظمهم من الأثرياء والراغبين في زراعة الكلي، ومن داخل المركز، وعن طريق أحد العاملين يتم الإعلان بالصحف القومية الشهيرة عن متبرع بكلية، حسب فصيلة المريض، وعلي من يرغب الاتصال برقم العامل الذي يطلب من الضحية الحضور للمركز فيذهب البعض، وأغلبهم من الفقراء وهم يشعرون أن طاقة القدر انفتحت لهم، خاصة أن أغلبهم يكون قد مر بأزمات مادية طاحنة". ويستطرد خالد حديثه باكياً من شدة الألم الذي يحس به بعد إجراء العملية، وعدم الرعاية الطبية التي يحتاجها قائلا :" عندما يذهب المتبرع للمركز وبعد أن يثق مسئول المركز فيه يبدأ الحوار كما بدأ معي كالتالي، حيث قالوا لي سنحصل لك من المريض علي مبلغ مالي كبير لا يقل بأي حال عن 85 ألف جنيه ولكن ذلك مشروط بعدة خطوات يجب تنفيذها هي : التوقيع علي إيصال أمانة يظل طرفنا لحين الانتهاء من العملية خوفا من ضياع حساب التحاليل والأشعات إذا تراجعت عن التبرع. والشرط الثاني أن أقوم بإحضار شخص قريب ليقر بالموافقة علي التبرع أمام نقابة الأطباء. وثالث الشروط أن أقر أنا بأني متبرع أمام نقابة الأطباء بدون أي عائد مادي حتي يستطيع المركز الحصول علي موافقة النقابة ولتتم العملية تحت ستارقانوني وما إن يقتنع المتبرع بذلك حتي يقوم المركز بتحويله إلي بعض المعامل الطبية الكبري لإجراء التحاليل والأشعة، التي تتم خطواتها كالتالي: معرفة الوزن ثم قياس الضغط ثم الطول ثم الفصيلة ثم الأشعة التليفزيونية ثم تحاليل فيروس AوB ثم وظائف كبد وأخري وظائف كلي ثم مسح ذري علي الكليتين ثم توافق الأنسجة ويكتب علي روشتة التحاليل لهذه المعامل الطبية «الحساب طرفنا» أي طرف المركز لأننا لا نملك سداد مثل هذه التكاليف". يضيف خالد قائلا: " بعد ذلك ذهبت أنا والمريض ومعنا مسئول من المركز إلي نقابة الأطباء للتوقيع علي إجراء العملية وبعد الحصول علي الموافقة يتم تحديد ميعاد العملية بالتنسيق بين المركز - مستشفي شهير بالدقي تحتفظ الجريدة باسمه- ويتم إخطار المريض والمتبرع بالحضور إلي المستشفي لإجراء العملية التي تستغرق خمس ساعات ونصفا" . ويقول أحمد محمد مهران شقيق خالد الذي لازمه في خطوات بيع كليته إن " المركز بعدما حدد مستشفي كبيرا في الدقي - تحتفظ الجريدة باسمه- موعد العملية حجز لنا فيه حتي موعد العملية وهناك بدأت تنهال علينا العروض لإقناعي أنا أيضا ببيع كليتي، ولكني رفضت وبعد أن دخل خالد وأجريت له العملية أقنعوا زوجته التي كانت ترافقنا وقت إجراء عملية خالد بأن تبيع هي الأخري كليتها حتي تصبح لديها هي وزوجها خالد ثروة تسدد ما عليهما من ديون، بلغت 140 ألفا أقساطا وفوائد بنوك تأخر سداد أقساطها فاقتنعت هي الأخري للهروب من السجن والفقر في آن واحد". وتقول نادية صلاح مهران قناوي - بطاقة رقم 2400289 قومي المنيا- زوجة خالد إنها وافقت علي إجراء العملية للتخلص من الديون ولمنع تشريد أبنائها الستة وقالت الزوجة إن نفس خطوات المركز مع خالد تكررت معها ثم أجريت لها الجراحة بعد يومين فقط من عملية خالد . وبعد إجراء الجراحة فوجئ خالد ونادية بأن العلاج الذي يصرف بعد هذه الجراحة الخطيرة عبارة عن شريط مضاد حيوي، وقال الزوجان: " طاقم التمريض أهملنا تماما وطردونا بعدها من الشارع في اليوم الرابع للعملية وأعطوا كل منا 16 ألف جنيه رغم أنهم قالوا لنا إن ثمن الكلية الواحدة لن يقل عن 85 ألف جنيه". وتتمالك نادية نفسها وتقول: "المركز وعدنا بسداد جميع ديوننا بخلاف ما سنحصل عليه من أموال وحين الاتفاق علي هذه الوعود وجدت المركز يعتمد علي عدد من السماسرة الذين يقنعون المريض في مقابل حصولهم هم علي مبلغ 6 آلاف جنيه من المركز مثل رجل يدعي أسامة من شبرا البلد، وكثيرين مثله لا أتذكر أسماءهم" . وأضافت الزوجة: "الغريب أننا لا نملك إلا أن نعرض مأساتنا فنحن نعاني من إجراء هذه العملية فالمتبرع يحتاج إلي عناية عقب الجراحة لا يجدها أمثالنا لأننا لم نعد نملك ما نبيعه للمركز لعلاجنا وفحصنا مثلما تم من قبل وذلك لأن كل شيء تم بالقانون وكل ما نطلبه أنا وزوجي الضــحية أن تكــون هــناك وقــفة حاســمة لهــذه القضية، لأننا رأينا الموت بأعيننا وصرنا ملازمين للفراش" ----------------------------------------------------
الأطفال أكدوا في التحقيقات أن المستشفي الذي أجري لهم العملية لم يكن ضمن المستشفيات التي أغلقتها «الصحة» الضحايا كانوا يصابون بانهيار ونوبات بكاء بعد العملية وبعضهم ألقي النقود التي حصل عليها في وجه الطبيب حوار: نيرة الشريف في جمعية نور الحياة غرفة بسيطة تجمع داخلها إخصائيين اجتماعيين و6 من أطفال الشوارع الذين تعرضوا لسرقة أعضائهم مقابل مبالغ مالية مزيفة. الأطفال رووا للجمعية قصتهم، ونشرتها «البديل» كاملة بالصور علي صفحتها الأولي، وكشفت التفاصيل عن عصابات منظمة بشبرا الخيمة تخصصت في بيع أعضاء أطفال الشوارع. في هذا الحوار تحدث عبدالسلام بخيت، رئيس الجمعية، عن التجربة التي اشتركت فيها جمعيات قرية الأمل وكاريتاس وبناء المجتمع ومؤسسة المأوي وإلي نص الحوار: > في البداية كيف وصلت الجمعية لهؤلاء الأطفال وشهاداتهم التي حركت الرأي العام؟ ـ بدأنا مع القوطي، وهو أحد أطفال الشوارع في المنطقة وكان صديقًا للأطفال الستة ومنه عرفنا القصة، حيث استقطبه بعض السماسرة الذين يحملون أسماء حركية مثل أبوسيد وأبورامي وأقنعوه ببيع كليته وبعدها جندوه لكي يحضر زملاءه لهم ويحصل مقابل ذلك علي عمولة من السمسار. > كيف كان تصرف الأطفال بعد إجراء العملية التي فقدوا فيها جزءًا من جسدهم؟ ـ رد فعل الأطفال بعد العملية جاء غريبًا. فعندما يفيق أي منهم من تأثير «البنج» يشعر بما حدث له ثم يبدأ في البكاء وينهار. وأحدهم فور إفاقته ثار ودخل في نوبة هياج وألقي الأموال في وجه الطبيب، ومع أن العملية تمت بموافقته إلا أنه كان يبدو مغيبًا تمامًا ولا يدرك حقيقة ما يحدث. أما الأطفال الآخرون فبعد العملية أجمعوا في شهاداتهم علي أنهم يشعرون بالانكسار ولم يعودوا قادرين علي ممارسة حياتهم الطبيعية، فضلا عن مبالغتهم في إخفاء جسدهم خوفًا من انكشاف الأمر حيث يعتبرونه إهانة شخصية لأنهم باعوا أجزاء من أجسادهم. > الأطفال في شهاداتهم أقروا بأنهم أجروا الجراحة في مستشفي شهير، وبعدها نفذت وزارة الصحة حملات علي عدد من المستشفيات فهل كانت إحداها في المستشفي الذي أجري العملية للأطفال؟ ـ بعد الانفراد الإعلامي الذي قدمته جريدة «البديل» بنشر الموضوع وفتح القضية قام العديد من الجمعيات الحقوقية بالاشتراك وتقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في القضية، كما قامت جمعية نور الحياة بتقديم بلاغ للمحامي العام بالجيزة أمس الأول الاثنين، والذي حول القضية لنيابة شمال الجيزة التي استدعت الأولاد الستة لأخذ أقوالهم. حيث أكد الأولاد أن معمل الأشعة الذي أجري لهم الأشعة هو مركز شهير بحي الدقي، عند كوبري الدقي، كما قالوا ما يتذكرونه عن المستشفي الذي أجري لهم العملية والذي وصفوه بأنه مستشفي كبير وتذكروا أنه بحي المهندسين وهو مستشفي آخر غير المستشفيات التي قامت جهات الصحة بكشفها وإغلاقها، وأمرت النيابة بعرض الأولاد علي الطب الشرعي. > القضية كشفت عن الحاجة لمواجهة الظاهرة، والبعض يتحدث عن صعوبة التعامل مع أطفال الشوارع فكيف تعاملتم مع الموقف؟ ـ سأشرح لك.. في الجمعية عمل الإخصائيين يبدأ في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ويمتد حتي صباح اليوم التالي، حيث هذا هو الوقت الطبيعي الذي يتجمع فيه أطفال الشوارع، وظلوا لفترة يبحثون عنهم في الأماكن الشهيرة بوجودهم إلي أن عثروا عليهم في حي شبرا الخيمة والذي تم الكشف عن جريمة المتاجرة بأعضائهم منه، وكان الإخصائيون يتحدثون إلي الأطفال ويقدمون لهم مساعدات مباشرة كالأطعمة والعصائر وتقديم القطن والشاش لمن يأتي من الأولاد مجروحًا خلال الليل، ومن هنا يبدأ الأولاد في التعامل معهم علي أساس أنهم أصدقاؤهم وهذه استراتيجية تحتاج لمرونة كبيرة ورغبة أصيلة في مساعدة هؤلاء الأطفال
موضوع: تابع ملف بيع الاعضاء الأربعاء 19 نوفمبر - 22:56
مؤسسة أمريكية ترصد 142 حالة بيع وتبرع بـ «كلي» في مصر خلال عام ونصف % من عمليات نقل الأعضاء تتم بمقابل مادي.. و78% من المتبرعين تراجعت حالتهم الصحية بعد العملية 94% شعروا بالندم.. و81% منهم أنفقوا الأموال التي تقاضوها خلال 5 أشهر من العملية في دراسة لها، هي الأولي من نوعها، كشفت مؤسسة أمريكية تسمي "اتحاد من أجل حلول فشل الأعضاء cofs"، أنها رصدت 142 حالة تبرع وبيع كلي في مصر خلال عام ونصف، هي فترة عمل المؤسسة منذ أن دخلت مصر في نهاية عام 2006. أوضحت الدراسة أن 44% من الحالات التي رصدتها المؤسسة كانوا متزوجين و45% غير متزوجين و1% مطلقين و10% منهم لم يذكروا ما إذا كانوا متزوجين أم غير ذلك، لكنها أوضحت أيضا أن متوسط أعمار الحالات هو 33 عاما.. قالت الدراسة إن 41% من الحالات كانت تتم في محافظة القاهرة و16% كانت تتم في محافظة الجيزة و11% في محافظة المنوفية و32% في باقي المحافظات المختلفة. أشارت الدراسة إلي أن السمة العامة لمعظم الحالات التي رصدتها المؤسسة الأمريكية التي تديرها الدكتورة دبرا بودياني ـ وهي باحثة مهتمة بقضية نقل وزراعة الأعضاء- هي البطالة أو العمل المؤقت أو العمل اليدوي أو الحرفي، وأن غالبيتهم يسكنون أحياء أو قري فقيرة جدا أو العشوائيات، وأنهم يعانون أزمة مادية طاحنة أو علي بعضهم ديون. أكدت الدراسة التي أجريت بالمقابلة الشخصية مع الحالات واستغرقت 8 شهور أن 95% من الحالات التي قامت ببيع الكلي أو التبرع بها كانوا من الذكور و5% فقط من الإناث و94% من الحالات كانت لا تمت بصلة للمرض وإنما كانت تتم نظير مقابل مادي.. وأشارت الدراسة إلي أن 47% من الحالات التي قامت ببيع الكلي كانوا أفرادا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة و23% متسربين من التعليم و28% أتموا تعليما متوسطا و2% طلبة جامعة. قالت الدراسة في نتائجها إن 78% من الحالات التي قامت بعمليات البيع أو التبرع تراجعت حالتهم الصحية عما كان قبل إجراء العملية و73% فقدوا القدرة علي أداء الأعمال التي تتطلب مجهودا بدنيا شاقا، وأن 81% من الحالات صرفوا كل ما حصلوا عليه من مقابل مادي خلال 5 شهور من العملية. لفتت الدراسة إلي أن 68% من الحالات التي قامت ببيع الكلي لم يبلغوا أي شخص بما فعلوه، و91% من الذين أعلنوا عن بيعهم لأعضائهم شعروا أنهم منعزلون اجتماعيا بسبب ما فعلوه، و35% من الحالات أبلغوا شخصا أو اثنين فقط من العائلة أو الأصدقاء المقربين، و85% من الحالات لا يودون أن يعرف أحد عن ذلك شيء، وأكدت أن 94% من الحالات يشعرون بالندم لتبرعهم أو بيعهم جزءاً من جسدهم، بل إنهم لم يتلقوا أي مساندة نفسية ممن اشتركوا في تلك العملية سواء من المتلقين أو المتبرعين. عرضت الدراسة الجزء الميداني الذي أعده عمر مصطفي- الباحث المصري بالمؤسسة- للحالة الاجتماعية لعدد من الحالات التي أجريت عليها الدراسة فكانت علي النحو التالي...(ك) باع كليته من أجل سداد ديونه، وبالفعل سددها لكنه فقد القدرة علي العمل لفترة طويلة مثلما اعتاد العمل في الماضي كـ"فران" يقتضي عمله أن يظل أمام نيران الفرن لعشرات الساعات في اليوم الواحد، وقد وعده المشتري الذي يعيش في إحدي الدول الأوروبية بأن يعطيه مبلغا آخر ليبدأ به مشروعا جديدا، لكنه لم يف بوعده.. (ح) يعمل كناسا في البلدية ولا يقرأ ولا يكتب وراتبه 200 جنيه، وعنده 6 أبناء، انهارت الغرفة التي كانت تؤويهم وتواكب مع ذلك قرارا بنقل عمله إلي مكان آخر، فاضطر الرجل لبيع كليته لشراء سهمين من الأرض ليبني عليهما غرفتين يعيش فيهما وأولاده ..(م) كان يعمل في مقهي في مدينة سياحية، وكان يحظي بدخل جيد، لكن بعد التفجيرات الإرهابية التي وقعت في طابا استغني عنه رب العمل، فتراكم عليه إيجار الشقة وأقساط أثاثها، فاضطر لبيعه وأقام عند أهله هو وزوجته وبحث طويلا عن عمل ولم يجد فباع كليته ليسترد أثاث شقته، وقد وعده المريض الذي تبرع له بكليته بأن يجد له عملا في الدولة الخليجية التي يعمل بها وبعد العملية تنصل من كل وعوده وهدده إذا حاول الاتصال به مرة أخري. (ص) عامل في مقهي بسيط في أحد أحياء القاهرة الشعبية، باع كليته ليدبر مصاريف الزواج ولكن بعد أن قام بالعملية، عرف أهل خطيبته فرفضوا إتمام الزواج، وقالوا له بالحرف الواحد: (إذا كنت فرطت في جسمك حنضمن منين إنك مش حتفرط في بنتنا).. (ع)، استورجي ونقاش، وليس لديه عمل ثابت، باع كليته ليشتري «توك توك» وبعد أن اشتراه صادره المرور وتسلمه بعد ذلك خردة ويجلس الأن بلا عمل. (خ)،ـ ماسح أحذية، لا يقرأ ولا يكتب ويعيش في إحدي المناطق العشوائية، أقنعه سماسرة الأعضاء ـ الذين اتخذوا تسفير الشباب للعمل بالخارج حيلة للإيقاع بضحاياهم ـ بأنهم يستطيعون تدبير فرصة عمل له بالخارج ولكن لابد أن يخضع لفحوصات وتحاليل طبية قبل السفر، وبعد أن أجري التحاليل أخبروه بأن لديه حصوة علي الكلي، ولكي يسافر يجب أن تجري له عملية جراحية لإزالة تلك الحصوة وأبلغوه بأنه من الممكن أن يتكفلوا بمصاريف العملية مقابل مرتب 3 أشهر بعد السفر فوافق وهو لا يعلم ماذا يدبر له وأخذوه إلي مستشفي كبير علي النيل وأجري العملية وأخرجوه في اليوم التالي مباشرة واختفوا بعد ذلك، وعندما ذهب للغيار علي الجرح في صيدلية عادية لاحظ الصيدلي حداثة الآثار، فسأله عن سبب ذلك الجرح الضخم فأجابه بأنه كان عنده حصوة علي الكلي وأجري عملية لإزالتها فلم يقتنع الصيدلي وأخذه إلي مستشفي حكومي وأجري له أشعة علي حسابه وقال له إن كليتك سُرقت وأرشده إلي محام وتقدم ببلاغ وحققت فيه النيابة، لكن العامل البسيط لا يملك أي أموال لرفع دعوي. بالإضافة إلي أنه أصيب بنزيف داخلي نقل علي إثره إلي المستشفي وأصيب بأنيميا حادة يعالج منها الآن وبعد أن أجريت له فحوصات دقيقة اكتشف أن هناك حصوة موجودة في الكلية الباقية. من الأقوال التي رصدتها الدراسة لبعض البائعين قول أحدهم "قبل ما أبيع كليتي كانت صحتي 80% دلوقتي ما تعديش 60%" "الدكاترة قالو لي إن صحتي حتبقي كويسة بعد العملية، محدش منهم قاللي إن مكان الجرح بيفضل يوجعك شهرين ولا إني مش حاعرف آخد مسكنات عشان الكلية التانية حتتعب لو خدت مسكنات كتير. محدش فيهم قاللي إني علي طول حاحس إني تعبان وإن صحتي مش حترجع زي الأول. أنا عمري ما حاخلّي حد عزيز عليا يعمل المشوار ده لأن الفلوس بتروح وتيجي بس صحتي اللي ربنا إداهالي مش حتيجي تاني". " أنا ما بقدرش أبص علي مكان الجرح بيفكرني باللي عملته ومش بيروح، جسمي ده أمانة من عند ربنا وعارف إني عملت حاجة حرام وبعت حاجة مش بتاعتي وندمان بس الندم مش حيرجعلي كليتي تاني، أنا كل اللي أقدر عليه إني أدعي ربنا يغفرلي".. "لو معايا فلوس ماكنتش بعت كليتي، أنا متضايق عشان اللي عملته في نفسي. وأبويا وأمي لو عرفوا حاجة زي كده حيروحوا فيها"
موضوع: إعلان اسطنبول أدان تجارة الأعضاء الأربعاء 19 نوفمبر - 22:59
إعلان اسطنبول أدان تجارة الأعضاء في مصر ووضعها علي رأس الدول المتهمة مع الفلبين والبرازيل: لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟ د. رفعت عبدالباسط: حين يفقد الإنسان القدرة علي تلبية حاجاته الأولية.. يبيع أعضاءه .. هــذا هو الفقر
تحتل مصر المرتبة الرابعة بين دول العالم في تجارة الأعضاء طبقا لإحصاءات جمعية زراعة الكلي العالمية. كما أدان إعلان اسطنبول حول تجارة الأعضاء- الصادر عن القمة الدولية التي عقدت بتركيا يوليو الماضي بمشاركة 150 خبيرًا ومسئولاً قانونيا من 78 دولة- مصر باعتبارها إحدي الدول المتصدرة لقائمة الدول الموردة للأعضاء، والتي تزدهر بها تجارة وسياحة وزراعة الأعضاء، علي حد وصف الإعلان. وأشار الإعلان إلي أن قائمة الدول التي تزدهر بها تجارة الأعضاء تضم كلاً من مصر والصين والهند وباكستان والبرازيل والفلبين ومولدوفيا ورومانيا، فيما ضمت قائمة الدول التي يقبل مواطنوها علي شراء الأعضاء من الدول الموردة: الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا. وأشار التقرير إلي أن عددا من أصحاب الجنسيات العربية يأتي لمصر خصيصا للبحث عن متبرعين بالأعضاء. وقد أكد التقرير ان هناك مناطق محددة في القاهرة تزدهر فيها هذه التجارة في مقدمتها المقاهي الشعبية بمنطقة السيدة زينب حيث يتردد علي هذه المقاهي سماسرة تجارة الأعضاء البشرية ويلتقون فيها مع المتبرعين. ففي عام 2006 أشارات أصابع الاتهام إلي مقهي المنيرة بالسيدة زينب باعتباره واحدا من بؤر عصابات تجارة الأعضاء في مصر، بدايةً من الدم ووصولاً إلي الكلية وفصوص الكبد، الحيث كشفت التحقيقات أن المقهي يضم عددا من السماسرة، تابعين لمكاتب توريد أعضاء بشرية، أو تابعين للأطباء العاملين في مجال الاتجار بالأعضاء. أما عن أهم المستشفيات ومعامل التحاليل التي يتم فيها إجراء مثل هذه العمليات، فقد أشارت الأحداث إلي محافظة الجيزة، وتحديدا منطقة الدقي والمهندسين والعجوزة، ففي 2005 كشفت التحقيقات عصابة لسرقة الأعضاء يتزعمها شاب يسمي "محمد الضاني" كانت تجري أغلب عملياتها بمستشفي شهير بشارع شهاب بالمهندسين أو آخر بشارع السودان، أما التحاليل فكانت تتم في أحد المعامل بالجيزة أو بمعمل آخر بالدقي. وفي العديد من الوقائع لعبت معامل التحاليل دور السماسرة في هذه الصفقات المشبوهة، إذ تبدأ الإجراءات، كما روتها إحدي ضحايا هذه المعامل، بتصوير اعتراف المتبرع بالصوت والصورة، بأنه متبرع وليس بائعًا، ثم إلزامه بكتابة إقرار بخطِّ يده يعترف فيه أيضًا بذلك، مع اشتراط وجود ضامن للمتبرع (ولي أمر) يكون ذا صلة قرابة، ومستند يثبت القرابة. هذا بالإضافة إلي عدد من المناطق الاخري التي تنتشر فيها عمليات الاتجار في الأعضاء مثل محافظتي الدقهلية والشرقية وأحياء منشأة ناصر والدويقة وشبرا الخيمة بالقاهرة، وذلك طبقا لتصريحات سابقة لسعد المغربي وكيل وزارة الصحة. وقد أرجع دكتور رفعت عبدالباسط، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، تركز الظاهرة في تلك المناطق إلي حرمان سكانها من الاحتياجات الأساسية للبشر، مشيرا إلي أن الإنسان عندما يفتقد الاحتياجات الاولية يكون علي اتم استعداد لأن يفعل أي شيء للحفاظ علي حقه في الحياة لأن الحقيقة المؤكدة أن "الجوع كافر". ويري محمد محيي الدين- أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية - أن افتقاد هؤلاء البشر معيار الإنسانية الذي يتمثل في حقهم من تلبية الدرجات الاولي من سلم الاحتياجات الإنسانية -هو الدافع الحقيقي وراء انتحارهم بهذه الطريقة. وبالتالي فإن الأماكن الأكثر فقرا، والتي تعاني من الحرمان والقهر الاجتماعي، هي الاكثر إفرازًا لأفراد علي استعداد للاقدام علي مثل هذا الفعل. يضيف محيي الدين: هذه الحوادث دليل علي تحول هؤلاء الشباب من الناحية الفلسفية إلي "موجودات" شأنهم شأن الجماد، وبالطبع هذه الموجودات يمكن شراؤها وبيعها، بل تمكن تجزئتها والاتجار فيها، وتخضع هي الأخري لقوانين العرض والطلب وتتعرض للغش التجاري. وعن بدايات نقل الأعضاء في مصر يقول دكتور مصطفي عبدالجليل، عضو لجنة الحق في الصحة، إن مصر عرفت نقل الكلي منذ سنوات طويلة، وكذلك زرع القرنيات، أما نقل وزراعة الكبد فبدأ في أواخر التسعينيات حيث اجريت أولي عمليات زراعة الكبد في مصر في مستشفي الساحل ودار الفؤاد ومستشفي وادي النيل. ويستكمل دكتور عبدالجليل:منذ ذلك الحين بدأت عصابات سرقة الأعضاء في استغلال معاناة الفقراء وحاجاتهم الملحة للمال في إقناعهم ببيع أعضائهم، كما استغلوا ازمة البطالة وحاجة الشباب للسفر للخارج وتاجروا بأحلامهم لا سيما في ظل غياب قانون يحمي هؤلاء المتبرعين ويضمن حقوقهم. وهو ما أرجعه محيي الدين إلي غياب البديل، مشيرا إلي أن الشاب الذي يبيع كليته، أو الذي يلقي بنفسه في المحيط من أجل ان يحقق حلمه في السفر للخارج وإيجاد فرصة عمل، هو شاب لم يجد أمامه بديلاً لهذه الحلول الانتحارية، ومن ثم استوت لديه الحياة بالموت، إذ اصبح لا يري في الموت ما هو أقسي من الحياة. كما يشير دكتور عبدالجليل مصطفي إلي ان مصر أصبحت "سوقًا للأعضاء" يقصدها الكثير من العرب والاجانب، وتعمل بداخلها عصابات دولية تتاجر بالمصريين في ظل غياب الدور الرقابي لوزارة الصحة وغفلة الأجهزة الامنية والفوضي التي تجتاح المستشفيات والمجتمع بوجه عام. هذه العصابات الدولية سبق ان تم ضبط واحدة منها في مدينة 6 اكتوبر في مايو الماضي، وقد كشفت التحريات ان العصابة تتألف من طبيب أردني وآخر سوري، وكانت تجري عمليات السرقة والنقل في مستشفي شهير بالعجوزة بالتعاون مع طبيب مصري لمنتفعين اغلبهم اردنيون وسوريون، ووصل سعر الكلي إلي 12ألف دولار(ما يقرب من 70 ألف جنيه مصريا). يأتي هذا في الوقت الذي أوقفت فية الصين عمليات نقل وزراعة الأعضاء للاجانب. اما دكتورة ماجدة الحفناوي، عضو لجنة الدفاع عن الصحة، فتقول إن عمليات نقل الكبد تستلزم العديد من الفحوصات والتحاليل التي قد تستغرق اكثر من شهر وتتكلف مصاريف كثيرة، هذا بالإضافة إلي كونها عملية معقدة وخطيرة، كما أن الإنسان لا يملك سوي كبد واحد وليس اثنين كما هو الحال في الكلي، لذلك تعد عمليات نقل الكلي اسهل وأكثر انتشارا، وتضيف د. ماجدة :هذه العمليات تتم في عيادات " تحت السلم علي يد حلاق صحة " وتضيف " يعتمد هؤلاء السماسرة علي فكرة إمكانية أن يعيش الإنسان بكلية واحدة، فيبيع كليته الثانية وبعد ذلك تبدأ رحلة البحث عن مريض يتوافق مع الكلية المسروقة". وبالقراءة في أشهر حوادث سرقة وتجارة الأعضاء منذ نهاية التسعينيات حتي الآن سنجد أن الأطفال مثلوا واحدة من اوسع الشرائح المستهدفة لهذه العصابات، فكان الحادث المروع لسرقة أعضاء أطفال دار أيتام وذبحهم في 1999، وتوالت بعدها حوادث الاختطاف والقتل التي كثيرا ما تسفر التحقيقات عن أن هدفها في سرقة الأعضاء. وهو ما يرجعه دكتور عبدالجليل إلي كون أعضاء الأطفال- بشكل عام- هي الأفضل من الناحية الطبية، إلا أنه أشار إلي أن هذه القاعدة العامة لا تنفي أن هناك اطفالاً مرضي ويعانون من العديد من الأمراض التي تحول دون الانتفاع باعضائهما، كما رأي أن استهداف الأطفال لا سيما اطفال الشوارع من قبل هذه العصابات يرجع لكونها الفئة الاضعف في المجتمع، إذ لا يمتلك الطفل القدرة علي الدفاع عن نفسه سواء ضد الايزاء البدني بالخطف أو القتل، أو ضد عمليات النصب التي قد يقع فريسة لها. ويري دكتور رفعت أن الأطفال هم أكثر الفئات التي تحتاج إعالة المجتمع، لذلك فغياب هذه الإعالة يجعلهم يتلمسون احتياجاتهم الأساسية بأي طريقة تضمن لهم الحياة، ومن ثم فهم الأكثر احتياجا للمال، كما أنهم لا يمتلكون آلية الحصول عليه، لذلك فهم فريسة سهلة لهؤلاء السماسرة. هذا بالإضافة إلي تركيز هذه العصابات علي الشباب العاطل عن العمل أو الذي يحلم بالسفر إلي الخارج، والذي قد تدفعه الحاجة إلي بيع أحد أعضائه للحصول علي المال، حيث يدعي السمسار أن لديه فرصة للسفرالي إحدي دول الخليج، ويطلب من الشاب أن يجري العديد من الفحوصات الطبية والتحاليل في معامل محددة، وتأتي نيجة التحاليل، مشيرة إلي إصابة العضو" المطلوب" بمرض يستوجب إجراء عملية بسيطة، بعدها يكتشف المريض انه قد تمت سرقة أحد أعضائه ووقع فريسة لعملية نصب، وهو ما حدث مع محمد محمود، وأحمد لطفي، واللذين تحولا بعد ذلك إلي أبرز أعضاء عصابات سرقة الأعضاء، بالطريقة نفسها التي سرقت اعضائهما بها، وهو ما اعترفا به بعد أن تم القبض عليهما في 2005، وقد يقدم الشاب بنفسه علي بيع كليته بعد أن يقنعه السمسار بذلك مقابل أن يحصل علي تأشيرة للسفر وعقد عمل يهرب به من جحيم الفقر والبطالة. أما سماسرة الأعضاء، فيري محيي الدين في سلوكهم انعكاسا واضحا لفكرة الموجودات، إذ أصبح الإنسان بالنسبة لهم سلعة تحتاج لبائع ماهر ليحقق بالاتجار فيها اقصي المكاسب مشيرا إلي أن المسألة تتطور بشكل مفزع، ليصبح جسد الإنسان كله سلعة يبيعها بارادته في الدعارة أو حفلات تبادل الأزواج، أو مجبرًا بعد أن يقتل وتستباح اعضاؤه. وعن أحدث الطرق التي كشفت عنها الوقائع في الفترة الاخيرة كانت من خلال أن تقوم سيارة بصدم أحد المارة في الشارع ثم يقوم من بداخلها بنقله إلي أحد الأطباء أو المستشفيات التابعة لهم بحجة إسعافه، وهناك يقومون بإجراء جراحة استئصال ما يريدون دون أن يكتشف المريض أنهم يقتلونه إلا بعد خروجه من المستشفي. ويري عبدالباسط أن حل الأزمة يستوجب خطة استراتيجية شاملة، يراعي فيها الجانب الاقتصادي والاجتمماعي والسياسي والنفسي، وتضمن تلبية الحد الادني من احياجات البشر، وتضمن الاعالة لفئاته الضعيفة سواء من الأطفال أو المسنين
بائع الروبابيكيا قال: لن أبيع إلا إذا تعرض أبنائي للتشرد متي يبيع المصري أعضاءه؟ وما الذي يضطره إلي الإقدام علي مثل هذه الخطوة؟ هل من الممكن أن تجبره الأوضاع الاقتصادية الصعبة علي بيع جزء من جسده؟ هل يقبل هذا الحل الصعب، مضطراً، تحت وطأة تعرض أبنائه للتشرد والمهانة؟! كلها أسئلة طرحناها علي عدد من الموظفين وطلاب المدارس والعمال، لعلنا ندرك كيف ينظر المصريون إلي قضية نقل الأعضاء. يقول محمد فضل- عامل نظافة- لست مستعداً لبيع أي عضو من أعضائي حتي ولو بملايين الجنيهات، لأنها نعمة أنعم الله بها علي وأي استغناء عن جزء منها يعتبر تفريطاً في الأمانة و"بطر" علي النعمة. بينما ينظر علي عبد المعبود -عامل حدائق- إلي فكرة بيع الأعضاء بصورة أكثر تشددا ورفضاً، ويقول: "مَن يبيع جزءا من أعضائه كالذي يبيع شرفه، فهو مقتنع تماما أن كل انسان له رزق مكتوب وأن الله يرزق الدودة في الحجر". أما طارق محمود -عامل حدائق- فيقيس الفكرة بطريقة أخري، فالبنسبة له أموال الدنيا كلها لا تساوي لحظة ألم يعيشها الانسان، ويقول: "لو وضُعت تحت أي ضغط لن أبيع أي عضو حتي لو العيال كانوا هيموتوا ومحتاجين فلوس"، فهو يري أنه لا أحد يموت قبل انتهاء أجله، ويعتبر بيع الأعضاء معصية كبيرة جدا لا يمكن أن تغتفر". ويتفق معه في الرأي زميله محمود علي، الذي يري أن مَن يوافق علي إجراء مثل هذه العمليات مغفل كبير ولا يدرك مدي الضرر الذي سيحدث له بعد ذلك.ورغم أن الواقعة الأخيرة شهدت تعرض أطفال لسرقة أعضائهم من قبل عدد من السماسرة ومعدومي الضمير نتيجة إغراءات، إلا أن هناك أطفالاً علي درجة من الوعي تجعلهم مستعدين لمواجهة هذه المواقف بشجاعة، ومن هؤلاء الأطفال طلاب مدرسة السعادة الابتدائية. فالطفل معتز عبد الرحمن بالصف الخامس الابتدائي يقول: "إنه لا يمكن أن يبيع كليته تحت أي ضغط من الضغوط ، ولو عرض عليه أي شخص هذا الموضوع سيصرخ في وجهه ويبلَّغ عنه". أما مبرر معتز الوحيد لنقل أعضائه فهو كما قال: "لو حد من أسرتي محتاج فلوس بشكل ملح علشان أنقذ حياته هشتغل في أي شغل علشان أجيب له فلوس بس ما أبيعش حاجة من جسمي". أما الطفل حسام الدين علي بالصف الرابع الابتدائي فيرفض تماما بيع أي عضو حتي لو كانت أسرته محتاجة، ويرفض أيضا التبرع به لأي شخص وقال: أنا لسه قدامي مستقبل هعمل فيه إيه؟ بينما يصف محمد عبدالرحمن، بالصف السادس الابتدائي، من يبيع عضواً من أعضائه بالمتخلف، ومن الممكن أن يكون مدمناً لا يدرك ما يفعله. "أنا عندي كليتين لكن معنديش قلبين".. بهذه الكلمات تحدث معنا عزمي عثمان طالب بالصف الثالث الابتدائي الذي رفض فكرة بيع أعضائه، وقال: "لو أنا وافقت أبيع حاجة.. إيه اللي يضمن لي إنهم ما يسرقوش حاجة تانية؟!". وبينما هناك أطفال يرفضون رفضا باتا فهناك أيضا أطفال لديهم الاستعداد في حالة واحدة فقط "هي إنقاذ حياة بابا وماما، لو هما محتاجين فلوس علشان يعملوا عملية أو في حالة تخليصهم من أي أزمة ممكن تضيعهم" وهو ما قد تتعرض له الكثير من الأسر المصرية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة. الطفل أحمد آدم قد يكون حالة من تلك الحالات، فهو مستعد أن يبيع نفسه- علي حد تعبيره- علشان ينقذ والده ووالدته من أي شر. نفس الموقف يوافق عليه الطفل أحمد عز وطفل اخر التقيناه يدعي حمدي عبدالحليم من نفس المدرسة. وعندما سألناهم انتوا هتقولوا لبابا وماما قالوا لأ لأنهم مش هيوافقوا بس ممكن نقول لحد من قرايبنا وممكن ما نقولش لحد. هذا الكلام أربكنا جدا حيث تأكدنا أن هؤلاء الأطفال من الممكن أن يقعوا ضحية في أي وقت لمثل هؤلاء الأشخاص، معدومي الضمير، الذين يلجأون لاستغلال براءة مثل هذه الزهور سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ربات المنزل كان لديهن رأي أيضا في هذه القضية، خصوصا أن معظمهن أمهات وزوجات. حيث تؤكد فاطمة زينهم- ربة منزل وأم- أنها تحتاج أي عضو من أعضائها كي تستطيع خدمة أولادها وزوجها، وتقول أنها لو لجأت لذلك سوف تضعف صحتها ويتزوج زوجها امراة أخري غيرها ولن تستطيع تربية اولادها. أما هانم حسين- ربة منزل- فقالت إنها مريضة ومعظم أجزاء جسدها ضعيفة وأن كنوز الدنيا كلها لا تساوي شيئاً أمام الصحة. ورغم ذلك فهي تقول أنها لو كان لديها أموال وأمامها فرصة لشراء أي عضو لاستبداله بالمريض فهي لن توافق حيث إنها لا ترضي أن يتألم أحد بسببها أو يشعر بما تشعر هي به. الموظفون أيضا رفضوا ذلك بشكل نهائي وأكدوا أنهم من الممكن أن يلجأوا للعديد من الطرق أو أخذ قروض علي أنفسهم من أجل الخروج من أي مأزق بعيدا عن بيع الأعضاء، وهو حل يري صالح سيد- موظف بشركة بترول- أنه لن يلجأ أبدا له مهما كانت الظروف، حتي لو عرض عليه ملايين الجنيهات، لأن مَن يلجأ الي بيع أعضائه هو انسان ليس لديه كرامة ومن الممكن أن يبيع بلده أو أي فرد من أسرته مقابل الحصول علي المال، وقال: "ربنا أعطانا العقل المفروض أن نفكر به والإنسان يستطيع بجهده أن يحصل علي المال بالعديد من الطرق المشروعة طالما أن الله أنعم عليه بالصحة»، وأضاف "الحمد لله علي الصحة.. في ناس معاها مال قارون ومتقدرش تستمتع بسندوتش فول، لأن الدكتور حاكم عليهم بالمسلوق". واتفق معه في الرأي طارق حسن- قهوجي- الذي قال انه تحمل الكثير، فرغم انه حاصل علي بكالوريوس تجارة إلا أنه عمل كقهوجي ولم يفكر لمرة واحدة في بيع أعضائه للحصول علي الأموال. ورغم أن هناك العديد من المواطنين يرفض هذا المبدأ بتاتا إلا أن البعض لديه الاستعداد لعمل ذلك نتيجة الظروف والأوضاع السيئة من أجل استمرار الحياه فقط. من هؤلاء فتحي السيد- بائع متجول- الذي أكد أنه من الممكن أن يضحي بعضو من أعضائه من أجل توفير الحد الأدني من الحياه لأولاده، وقال إنه أحيانا ما تأتي لديه أفكار مثل هذه لكنه غالبا ما يتراجع عنها لأنه يعلم أن هذه الأفعال تغضب الله، لكنه لو وضع تحت ضغط من أجل انقاذ أولاده من الضياع لن يتردد. وهذا ما يقتنع به أيضا عادل فتحي- بائع روبابيكيا- الذي قال إنه يرفض هذا بتاتا ولا يفكر فيه ابدا إلا في حالة واحدة وهي إنقاذ أسرته من التشرد
موضوع: الببحث عن ابو سيد تاجر و سمسار بيع الاعضاء الأربعاء 19 نوفمبر - 23:04
شعار شارع 10: «العين إللي تغفل تستحق خزقها.. وإللي يركب توك توك يحرّص علي نفسه» محمد سعدون وجربو.. وعزبة عثمان.. وشباب منطقة السيما.. وأحمد التنح وأمه وإخواته في شارع ليبيا كلهم باعوا «كلاويهم
عايزين واحد اسمه أبو سيد في شارع 25".. قادنا هذا السؤال إلي شوارع وأزقة شبرا الخيمة الضيقة في محاولة استمرت ساعتين للوصول إلي "أبو سيد". الرجل الذي تحدث عنه 6 من أطفال الشوارع، كشفت "البديل" أمس الأول عن تعرضهم لعملية سرقة أعضاء منظمة من قبل عصابة في منطقة شبرا الخيمة. كان "أبو سيد" هو هدفنا باعتباره السمسار الذي تولي اختيار الأطفال ونقلهم إلي مكان إجراء التحاليل، ثم المستشفي الذي يجري عمليات نقل الأعضاء، حيث ذكر عدد من هؤلاء الأطفال أنهم كانوا يذهبون لـ"أبو سيد" في شارع 25 بمنطقة شبرا الخيمة. وصلنا إلي شبرا الخيمة مساء كانت شوارعها الضيقة مكتظة بالمارة، بينما البائعون يفترشون كل مساحة في السوق مهما كانت صغيرة.. أصوات تتداخل من هنا وهناك. بائع شرائط كاسيت يبيع بضاعته علي كلمات آخر أغنية لعبد الباسط حمودة " أنا مش عارفني أنا تهت مني"، وآخر بجواره إلا قليلا يبيع شرائط شيوخ السلفية مستعينا بسماعات كبيرة نجحت في إسماعنا مضمون الشريط رغم ابتعادنا عن المكان. سألنا الناس عن شارع 25 فأشاروا علينا بركوب توك توك باعتباره الوسيلة الأنسب للتنقل في شوارع وأزقة شبرا الخيمة الضيقة، ركبنا التوك توك، وراح يتحرك بسرعة كبيرة متفاديا المارة أو محاولا صدمهم لمجرد أنهم قرروا عبور الطريق أثناء مروره. تناسينا كل هذه الملاحظات وبدأنا نبحث عن "أبو سيد" ونسأل كل من نقابله ابتداء من سائق التوك توك والرجال علي المقاهي وأصحاب الورش والشباب الواقفين علي النواصي لعلنا نعثر علي "أبو السيد" وسط كل هذا الضجيج الذي يخفي الكثير من التفاصيل. أول ما تحدثنا كان إلي سائق التوك توك الذي قال لنا إن مهمتنا لن تكون سهلة قائلا: "25 دا شارع كبير قوي.. وفيه 100 أبوسيد". قررنا أن نترك التوك توك في منتصف شارع 25 لعلنا نجد ضالتنا، نزلنا منه وكلنا أمل في الوصول إلي أبو سيد، لكننا فوجئنا بشارع طويل وممتد تتوزع فيه المحلات والورش والبنايات السكنية علي الجانبين. أول في ما صادفنا في شارع 25 كانت ورشة لإصلاح التوك توك، يجتمع فيها عدد من سائقي التوك توك، تحدثنا إلي "عماد" ميكانيكي يعمل بالورشة الذي أبدي عدم معرفته بقضية عصابة سرقة الأعضاء في شبرا الخيمة لكنه أكد لنا أنه سمع بوقائع مشابهة قائلا: "الكلام دا حصل قبل كده لكن في مسطرد". بدا الجميع متعاونين معنا خاصة بعد أن علموا أن الأمر يتعلق بسرقة أعضاء أطفال، وهنا تلقي طرف الحديث معنا "الأسطي أشرف" - ميكانيكي بالورشة - أن شخصاً كـ"أبو سيد" الذي نبحث عنه لن يكون موجودا في شارع 25 بل توقع أن نجده في منطقتي شارع 10 وشارع الجامع، لكنه حذرنا من الذهاب إلي هناك: "المكان اللي حتروحوه مليان مسجلين ومعاهم من أول السلاح الأبيض لحد الفرد"، وبرهن "الأسطي أشرف" علي ذلك قائلا: "الشرطة تحاول دخول هذا المكان منذ أكثر من أسبوعين بلا فائدة وخسرت أحد ضباطها" قاصدا الشهيد محمد الشماشرجي الذي سقط في إحدي المواجهات مع تجار المخدرات، ويضيف: "المنطقة تشبة الجعافرة وإياكم تقولوا هناك انكم صحفيين وبلاش تبدأوا الكلام مع حد". أخبرنا "أشرف" أيضا أن المكان هنا بشكل عام غير آمن حتي في شارع 25 الذي نسير فيه الآن، وأن الناس هنا تعيش تحت شعار "العين اللي تغفل تستحق خزقها" في إشارة إلي عمليات سرقة التوك توك التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة في شبرا الخيمة، حيث يتم تنفيذها من خلال أحد الأشخاص الذي يطلب من السائق التوقف للذهاب إلي مكان ما وعند وصوله يكتشف أن بانتظاره اثنين آخرين، ويشرح قائلا: "في هذه اللحظة تكون تحت رحمة مطوتين أمام رقبتك وفرد موجه إلي رأسك"، ويضيف أشرف: "بعدها يتم ضرب السائق علي رأسه وخطفه وإلقائه في منطـــقة ميت حلفا"، ويحكـــي أشرف كيف يتم إرســـال التــوك توك إلــي اثنيــن مـن اللصـــوص هــما "كوريا" و"أمين موسي" يقومان بدور المثمن، حيث يمكن شراء التوك توك الجديد منها مقابل 6 إلي 8 أكياس حشيش، بينما التوك توك القديم لا يساوي إلا 5 أكياس فقط. قررنا أن نعود مرة أخري لاستكمال ما بدأناه، البحث عن "أبو سيد"، سرنا في أزقة ضيقة لعلنا نجد الرجل الذي نبحث منذ ساعة تقريبا، كانت الشوارع الجانبية والمتفرعة من شارع 25 أكثر هدوءا، تحدثنا فيها مع عدد من الأهالي وأول من التقينا كان "أبو أحمد" صاحب سرجة الذي بدا مندهشا طوال حديثنا إليه عن عصابة تجارة الأعضاء في شبرا الخيمة، لكنه قال: "الوصول لأبو سيد الذي تبحثون عنه لن يكون سهلا.. بهذه الطريقة هو كالإبرة في كومة القش". توجهنا بعد ذلك إلي "محمد" ـ حلاق ـ وسألناه عن أي حملة للشرطة قد يكون شارعه قد شهدها خلال الأيام الماضية، فرد: "الشارع دايما فيه قلق من الحكومة وكل يوم بتنزل تاخد حد بسبب المخدرات .. لكنها ما خدتش حد بخصوص الموضوع دا"، وأضاف: "عندنا هنا 10 مخبرين بيحكموا المنطقة هما تقريبا الضباط لأنهم يملكوا يقولوا للضابط دا كويس أو دا وحش عشان ياخده"، ويتحدث "محمد" ساخرا: "الأمر كله يتوقف علي طريقة تعاملك معاهم يعني كارت موبايل يخليهم يسكتوا عنك ويروحوا لغيرك" ثم حاول أن يساعدنا قائلا: "إذا أردتم الوصول إلي أبو سيد الذي تبحثون عنه، اسألوا أحد نواب المنطقة"، وأشار إلي الملصقات يحمل شعار "الإسلام هو الحل" قائلا: "هذا النائب لديه مكتب في شارع 25". انتهينا من التجول داخل الأزقة وخرجنا إلي شارع أكبر يسير فيه التوك توك كأسراب متتابعة وبأعداد كبيرة، إضاءة الشارع ضعيفة بينما المصدر الرئيسي لها يأتي من المحلات الممتدة علي جانبه الأيسر. أما المنطقة الفاصلة بين الشارعين فهي مجرد أرض فضاء تحولت إلي مكان لتجميع القمامة وتجمع العربجية، فالعربات الكارو تصطف وراء بعضها بينما يقف عدد من الخيول تأكل شيئا من القمامة الملقاة أو تعبر إلي الجهة الأخري من الشارع فجأة قاطعة الطريق. هناك أيضا كانت تجلس سيدة تدعي "أم محمد" وسط أبنائها، روينا لها ما ذكرناه من قبل عن عصابة تجارة أعضاء الأطفال فبدت منزعجة وقلقة وراحت تحذر أبناءها:" قلت لكم خلوا بالكم الناس مابقتش ترحم" ثم وضعت يدها علي رأسها وقالت: "حرام والله ياخدوا كلية من العيال الصغيرة.. حتي دول مش راحمنهم". أم محمد كانت غاضبة وحاولت أن تساعدنا علي قدر استطاعتها فأحضرت لنا كل العربجية لنتحدث معهم لعل أحدهم يدلنا إلي مكان "أبو سيد" أو أي سمسار أعضاء آخر. قالت لنا "أم محمد" وصدق البقية علي كلامها أن بيع الكلي البشرية تحديدا انتشر خلال الفترة الأخيرة في منطقة شبرا الخيمة وأنها من حين إلي آخر تسمع عن شخص قام ببيع كليته وحددت لنا أسماء اثنين من العربجية هما "جربو" و"محمد سعدون" لكن كليهما غير موجود الآن. كلما وصل عربجي إلي المكان تحدث معنا عن حالة جديدة عن أشخاص باعوا كلاهم عبر أحد السماسرة المنتشرين في المنطقة التي تحولت بشكل أو بآخر إلي مركز لتجمع سماسرة الأعضاء البشرية وسوق لهذه الأعضاء التي ينتظرها أثرياء مصريون وعرب في أفخم المستشفيات.. ثم قالت أم محمد قبل أن نتركها:"روحوا عزبة عثمان.. العزبة باعت كلاويها".. وشوفوا العيال اللي باعوا جنب "السيما". أهم الحالات التي ذكرتها لنا "أم محمد" كانت عائلة "التنح" في منطقة "أم بيومي" وهي عائلة تقول الرواية الشعبية عنها إن الأم واثنين من أبنائها قد باعوا "كلاهم"، واشتروا بالمال الذي حصلوا عليه تليفزيوناً وثلاجة وعدداً من الأدوات الكهربائية لكن لصا جاء فسرقها جميعا، ومعني الرواية واضح للغاية " مَن يبيع جزءا من جسده يخسر كل شيء". انتهي لقاؤنا بالعربجية وحصلوا علي أرقام هواتفنا لإخبارنا بأي حالة يصلون إليها خلال الفترة القادمة. أردنا أن نتأكد من واقعة عائلة "التنح" فتوجهنا إلي منطقة "أم بيومي" أو "المخزن" أو شارع ليبيا، ركبنا التوك توك باعتباره وسيلة المواصلات الأولي هنا، فشبرا الخيمة أصبحت بلا منازع مملكة التوك توك. سألنا سائق التوك توك كعادتنا عن عصابة تجارة الأعضاء وهل سمع بحالات مشابهة لكنه آثر الصمت وبدا مهتما أكثر بأغنية يسمعها تقول: "محدش باقي لحد" كان صوت الكاسيت عاليا إلي الحد الذي تسمع فيه كلمات الأغنية بكل أحشائك وتهتز لها ضلوعك ناهيك عن أذنيك اللتين يملؤهما الصوت فلا تسمع غيره. وصلنا أخيرا إلي المكان المقصود، شارع ضيق يصطف في مقدمته مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم من العشرين حتي الثالثة والعشرين، لا تخطئ عيناك آثار الجروح في وجوه بعضهم بينما لا تستطيع أنفك أن تتغافل عن رائحة دخان كثيف يصدر من كوب يمسكه أحدهم في يديه، لتدخين الحشيش. تحدثنا إليهم وسألناهم تحديدا عن "أحمد التنح" الذي قيل لنا إنه باع كليته، حينها برز لنا من وسط الشباب، شاب في الثالثة والعشرين من عمره وقال: "أيوه عايزين حاجة أحمد يبقي ابن خالتي". طلبنا من أحمد بعد محاولات إقناع طويلة أن يوصلنا إلي ابن عمه وطوال الطريق ظل يحدثنا عن رفضه فكرة نقل الأعضاء وأنه لا يمكن أن يفعل ذلك إلا إذا مرض أحد أقاربه أو أن يتبرع بها لكنه لن يعطيها أبدا لأحد في مقابل المال، وبرهن لنا علي ذلك بأحد أصدقائه الذي عرض عليه منذ فترة قريبة أن يبيع كليته، وأكد لنا أنه دائما يرفض هذه العروض رغم أنها قائمة طوال الوقت قائلا: "دي حاجة حرام والمال اللي ييجي منها حرام". أضاف حزينا :"اللي يعمل كده نستنقصه".. ثم أوضح: "أحمد بس اللي باع هو وواحد من إخواته.. إنما أمه ست كبيرة ولو باعت تموت".. ثم قال في حسرة: فلوس كلية أحمد.. دخل بيها مشروع وفشل». تنقلنا بصحبة أحمد إلي أن وصلنا إلي منطقة المخزن حيث ينبغي أن نجد "أحمد التنح".. لكنه لم يكن موجودا.. قالوا لنا: إذا ظهر في منتصــف الــليل سـبيت في الســـيارة النقـــل الزرقاء التي تقف هناك.. نظرنا إليها فإذا هي سيارة متهالكـــة قـــديمة.. أوضــحوا: "دي العربية اللي أحمد بينقل فيها الأنابيب"
موضوع: رد: يا حسام بلغ جدك الفرعون السلام وقول له فى مصر البشر للبيع الأربعاء 19 نوفمبر - 23:06
وزيارة لمعامل التحاليل بجوار كوبري الدقي التي قال الأطفال إنهم أجروا التحاليل بها
عددًا من مراكز الأشعة والمعامل الواقعة بجوار كوبري الدقي، وهي الأماكن التي ذكر أطفال الشوارع الذين تعرضوا لسرقة أعضائهم أنهم أجروا الأشعة في أحد هذه المراكز الشهيرة بالدقي. وكان الأطفال قد وصفوا المركز بأنه «أكبر مركز للأشعة بالدقي»، وجاء ذلك في شريط فيديو حصلت عليه «البديل» ونشرت تفاصيله في عدد السبت الماضي. وجدت «البديل» في المنطقة التي أشار إليها الأطفال 4 مراكز أشعة كبري ومعامل بجوار كوبري الدقي، وهي مركز أشعة الدقي ومركز أشعة الأهرام الشهير بمركز ساريدار ومعمل البرج فرع الدقي ويوجد معمل تحاليل آخر في نفس البناية يدعي معهد طيبة للتحاليل. وبدأت جولة «البديل» في معهد طيبة للتحاليل الطبية، حيث تظاهرت محررة «البديل» بأن لديها مريضًا بحاجة إلي نقل كِليه وأن الطبيب طلب إجراء بعض التحاليل والأشعة لأقارب المريض لمعرفة من قد يكون متوافقًا معه، فرد موظف الاستقبال علي المحررة، بعد أن تفحصها طويلاً: اذهبي أولاً إلي مركز الدقي بنفس العمارة واسأليهم عن الإجراءات. وذهبت المحررة إلي مركز الدقي وكررت عليه نفس السؤال فتركها موظف الاستقبال قليلاً وذهب للطبيب الذي يجلس معه في نفس المكان وعاد ليقول: «الخطوة الأولي اللي المفروض تتعمل، إنك تروحي معمل طيبة وتعملي التحاليل لمعرفة التوافق بينك وبين المريض وترجعي هنا تاني وإحنا هانعمل اللازم». أكملت محررة «البديل» رحلتها لتصادف عامل أمن يقف أمامه طابور من الناس يستعدون للصعود إلي المركز، فسألته: الناس دي كلها شكلها غلابة أوي فرد عليها: غلابة مين دول أغلبهم عرب يا أستاذة. أكملت محررة «البديل» رحلتها في مركز الأهرام بعمارة ساريدار، حيث كررت نفس السؤال حول وجود مريض بحاجة لنقل كلية فسألتها موظفة الاستقبال عن نوعية الأشعة التي طلبها الطبيب، فردت الموظفة بحدة: يعني إيه الدكتور ماقالش أي حاجة بخصوص الأشعة. ثم أضافت «هاتي أسامي الأشعة الأول وبعدين نعملها»، وأدارت الموظفة ظهرها وتحدثت مع مريض آخر. ومن معمل سايدار إلي معمل البرج فرع الدقي، حيث كررت محررة «البديل» نفس السؤال فرد عليها موظفو الاستقبال أن المعمل يجري هذه النوعية من التحاليل ومن الممكن البدء في إجرائها فورًا»
موضوع: مستشفي طيبة..العمل في الخفاء أفضل جدا الأربعاء 19 نوفمبر - 23:09
الجيران: جنسيات كثيرة تأتي للمستشفي ليلا.. ولايفتحون الباب لأحد إلا بعد النظر من العين السحرية في شارع دسوق بحي العجوزة الهادئ كانت وجهتنا.. بعدما تأكدنا من قيام وزارة الصحة بعدة حملات علي مستشفيات بعينها، تعمل في مجال الاتجار ونقل الأعضاء البشرية، وجاء إغلاق هذه المستشفيات بعد قيام "البديل" بالكشف عن عصابة اتجار في الاعضاء البشرية تتعامل مع مستشفيات بعينها. كانت الساعة السابعة مساء، والشارع هادئ، كالعادة، حتي أننا مررنا بجوار المستشفي المقصود "طيبة الدولي" ولم نلتفت إليه، لم نر أي علامات تدل علي وجوده، فسألنا سيدة كانت تقف أسفل العقار "22 أ" عنه، وأجابتنا أن المستشفي يقع في تلك العمارة التي تقف أسفلها، ولكنها أخبرتنا "مش هتلاقوا حد"، وأوضحت قبل أن نطالبها "المستشفي اتشمعت، البوليس جه وقفلها عشان فيه واحدة ماتت فيها"، وأشارت إلي أن أهلها إللي واقفين هناك دول". كانت هناك سيدتان ارتديتا السواد وجلستا أسفل العمارة، تحدثنا معهما، فأخبرتنا "إحنا أبونا بيشتغل مع راجل سعودي، ومراته سعودية جت عملت عملية هنا في المستشفي، وبعدين أبونا كلمنا من السعودية وقال لنا نيجي هنا عشان الست ماتت"، بعد قليل انضم إليهما رجلان في أواخر الثلاثينيات، وأضاف أحدهما، "ابنها في القسم دلوقتي بيخلص إجراءات الوفاة، بس تليفونه فصل شحن، والجثة مع بنتها في السفارة السعودية"، وأكد "إحنا مانعرفش كانت جايه تعمل عملية إيه". صعدنا سلالم العمارة، ووصلنا الطابق الثاني، وجدنا شقتين، إحداهما توجد فوقها لافتة صغيرة مكتوب عليها "مستشفي طيبة الدولي"، وكانت ملاحظتنا الأولي، مستشفي داخل شقة بإحدي العمارات في شارع هادئ جدا، الباب مغلق تماما، ولم يستجب أحد لطرقنا الشديد عليه، فقمنا بالطرق علي الباب المجاور له، وردت علينا سيدة من وراء الباب ورفضت تماما أن تفتحه لنا "أنا ساكنة هنا، وما أعرفش أي حاجة، البوليس جه إمبارح الساعة واحدة بالليل وفضل في المستشفي لحد النهاردة الساعة 4 العصر "، وأكدت "ما أعرفش المستشفي اتقفل ليه، ولاأعرف أساسا هو كان بتشتغل في إيه، ما أعرفش حاجة خالص، بس المستشفي واخدين شقة في الدور الثاني وشقة في الرابع وشقة في الثامن". صعدنا إلي الطابق الرابع، ووجدنا باب الشقة التي تحمل، أيضا، لافتة "مستشفي طيبة الدولي" مغلقا، لكن النور كان مضاء، كررنا نفس سيناريو الطرق، وأيضا لم يستجب أحد، كانت الملاحظة الثانية وجود عين سحرية علي باب المستشفي، استفسرت السيدة_ في منتصف الخمسينيات_ التي تقطن في الشقة المجاورة عن هويتنا، وعن الصحيفة التي نعمل بها، وبعدما أظهرنا لها بطاقات الهوية اطمأنت وروت : "المستشفي ده كانت بتاعت مرات صاحب البيت دكتورة ليلي البنا قبل ما ينفصلوا، هي كانت دكتورة نسا وتوليد والمستشفي جه عليها ديون كتيرة، فهربت لليبيا وأجّرت المستشفي لدكتور اسمه عادل القاضي"، تكمل السيدة التي تحفظت علي ذكر اسمها "أجرته من حوالي 3 أو 4 سنيين، وما نعرفش نشاطها كان إيه، بس كان نشاطه مريب"، أوضحت "زي ما إنتوا شايفين كده فيه مستشفي بيبقي علي بابه عين سحرية ؟ وبعدين طول اليوم الباب مقفول ما بيتفتحش، وبعد الساعة واحدة بالليل باسمع خبط خفيف علي الباب عندهم، وكنت بأقول دكاترة ومش بيفضوا طول اليوم وبيبتدوا يعملوا عملياتهم بالليل، ودايما كنت باشوف جنسيات كتيرة مش مصريين بيطلعوا لهم المستشفي، ومن فترة لقيت بنات شكلها غريب مش مظبوطين جت تشتغل فيه، ولما سألنا قالوا إنهم جايين يشتغلوا في المساج"، وأضافت " لحد يوم الأربعاء اللي فات لقيت واحدة سودانية جت في الشارع قدام العمارة وفضلت تصرخ وتعيط وتقول سرقوا كلية ابني". سكتت السيدة فترة وقبل أن تكمل سألتنا "إنتوا عرفتوا منين إن البوليس قفل المستشفي؟"، أخبرناها "إحنا صحافة"، ويبدو أن الإجابة كانت كافية لتكمل دون استفسار "الست السودانية قالت إنها هتروح السفارة وتبلغ عنهم، وبعدها بيومين لقينا البوليس جه الساعة واحدة بالليل، والدكاترة كانوا هربوا، ومكنش فيه غير المرضي والست اللي بتنضف وممرضة، والأمن بتاع العمارة نفسه هرب "، وأضافت "كانت حوالي 4 عربيات بوكس، وعربيات إسعاف مكتوب عليها مستشفي إمبابة العام، ونزلوا جثتين من المستشفي". توقفت السيدة عن الكلام بعد أن أخبرتنا "الحكاية كلها هتوضح النهاردة بالليل أو بكرة بالكتير في التليفزيون والجرايد "، ذهبنا إلي العمارة المجاورة وسألنا بوابها فقال لنا "ما أعرفش غير إن البوليس جه إمبارح بالليل، لإن فيه واحدة سعودية ماتت في المستشفي، وقفله وقبض علي اللي موجودين فيه "، يكمل "كانت فيه 6 عربيات شرطة وإسعاف "، وأكد "ما أعرفش المستشفي كانت بتعمل عمليات إيه". علي ناصية الشارع يوجد "كشك" صغير ، تحدث معنا البائع، شاب في منتصف العشرينيات "المستشفي أساسا بتاعت دكتورة ليلي البنا، سافرت وأجرته للدكتور عادل القاضي من 4 سنيين، بيقولوا إن له نشاطات كتيرة، بيعملوا فيه عمليات جراحية، توليد وعقم ومسالك بولية وباطنة وتجميل "، يضيف "ده اللي باسمعه، لكن مش عارف الحقيقة إيه، بس امبارح بالليل البوليس جه وفضلوا قاعدين في المستشفي لحد النهاردة العصر، نزلوا المرضي، تقريبا نقلوهم مستشفي إمبابة العام، وكان فيه واحد ميت، وقبضوا علي دكتورة هي اللي كانت موجودة بس في المستشفي ، واسمها دكتورة عزة الشماع صاحبة العربية اللي راكنة هناك دي الـ BMW
موضوع: رد: يا حسام بلغ جدك الفرعون السلام وقول له فى مصر البشر للبيع الأربعاء 19 نوفمبر - 23:11
القبض علي الطبيب المتهم بسرقة كلية مواطن في مستشفي مجدي سليمان أحمد ذهب إلي المستشفي بحثًا عن فرصة عمل فطلب منه الطبيب إجراء تحاليل ثم أجري له عملية جراحية لسرقة كليته ألقت مباحث القاهرة، أمس، القبض علي الطبيب «ع. ك» المتهم بسرقة كلية مواطن في مستشفي «مجدي سليمان» في المهندسين وأصدرت نيابة الأزبكية أمرًا بضبطه وإحضاره. كان مأمور قسم الأزبكية قد تلقي بلاغًا من عامل يدعي أحمد عبدالحافظ عن سرقة كِليته في مستشفي مجدي سليمان وورد في البلاغ أنه توجه إلي المستشفي بحثًا عن فرصة عمل، ففوجئ بالمشتبه به يطلب منه إجراء عدة تحاليل طبية، ويجري له عملية جراحية تم خلالها سرقة كِليته، وأحيل البلاغ إلي النيابة العامة التي باشرت التحقيقات تحت إشراف المستشار علاء نورالدين المحامي العام الأول. وورد في تحقيقات النيابة اعتراف المتهم الأول «م. ل» وهو عامل بالمستشفي، أمام محمد السيد، رئيس نيابة الأزبكية بالواقعة، فأمرت بحبسه وضبط وإحضار باقي المتهمين وألقت المباحث القبض علي الطبيب «ع. ك»، أمس، وأحالته إلي النيابة العامة للاستماع إلي أقواله
موضوع: عندما يصبح الوطن سوبر ماركت لقطع الغيار البشرية الأربعاء 19 نوفمبر - 23:14
برلمانيون يعدون استجوابات وطلبات إحاطة حول انفراد «البديل» بقضية سرقة أعضاء أطفال الشوارع
قال جمال زهران، النائب المستقل عن دائرة شبرا، التي جرت فيها جريمة سرقة أعضاء أطفال الشوارع التي نشرت «البديل» عنها، أمس، إنه سوف يتقدم بأربع مذكرات ضد كل من وزير الداخلية نظراً لانعدام البعد الأمني، ووزير الصحة لانعدام الرقابة علي المستشفيات، ووزير التنمية المحلية باعتباره مسئولاً عن المحافظة وضد المحافظ الذي كان من المفروض أن يتحرك لكشف مثل هذه الجرائم، ووزير التضامن المسئول عن أطفال الشوارع. وأضاف زهران: سأتقدم ببيان عاجل ضد الوزراء الأربعة لأن هذا الموضوع خطير للغاية، ومن المؤكد أن هناك عصابات أخري، ولابد من التحرك الفوري لكشفها، ولابد من السعي للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع، مشيراً إلي أن ما نشرته «البديل» يعتبر سبقاً صحفياً فريداً من نوعه حيث إنه حاول شخصياً أن يصل إلي أي خيط من الخيوط توصله إلي هذه العصابات، ولكنه لم يتوصل إلي شيء. وقال صبحي صالح عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، إنه سوف يبدأ بالتحرك فوراً لعمل استجواب في مجلس الشعب، موجه إلي كل من وزارتي الصحة والداخلية لأن من المفروض أن تكون هناك رقابة علي هذه المستشفيات حتي لو صدر قانون زراعة الأعضاء لأن هذا القانون وحده لن يعالج هذه الجريمة، ولكن سيقننها فقط. وأكد النائب المستقل علاء عبد المنعم أن هذه جريمة بشعة ويجب تقديم بلاغ للنائب العام بها فوراً، ويجب التحرك الفوري فيها علي المستوي البرلماني، وقال: سوف أقدم استجواباً فورياً إلي وزير الصحة فقط لأن وزارة الصحة هي المسئولة عن هذه المستشفيات التي تتم فيها مثل هذه العمليات، وتخضع تحت إشرافها سواء كانت عامة أو خاصة. وقال مصطفي عبد الوهاب نائب «الوطني» عن دائرة الزيتون إن هذا الأمر مازال خارج القانون وإنه لن يتقدم باستجواب إلي أي جهة ولكنه سيتقدم بطلب إحاطة «لأن تقديم استجواب في هذا الأمر ليس في محله الآن، ويجب أن يحال الأمر إلي النيابة للتحقيق فيه»، حسب قوله
يا حسام بلغ جدك الفرعون السلام وقول له فى مصر البشر للبيع