ان السيدة حفصة هي بنت الصحابي الجليل عمر بن الخطاب و قد تزوجت و مات زوجها و هي ذات 21 سنة فمضى عليها 6 اشهر بعد وفاة زوجها ولم يتقدم احد لخطبتها فاراد والدها عمر ان يخطب لابنته بنفسه فقصد ابو بكر الصديق و ساله ان كان يرغب في الزواج من ابنته حفصة فسكت ابو بكر فذهب عمر الى عثمان بن عفان و ساله نفس السؤال فسكت عثمان و بعد ايام عاود عمر الى عثمان فوجده في المسجد يصلي و لما راى عثمان عمر اطال صلاته فتفطن له عمر فقال له بما تجيبني يا عثمان فقال عثمان اني الان لا افكر في الزواج فغضب عمر من قول عثمان فغادر المسجد و اتجه الى النبي صلى الله عليه و سلم و قص عليه ما جرى له فقال له النبي الكريم ان حفصة ستتزوج من هو خير من عثمان و ان عثمان سوف يتزوج من هي خير من حفصة فابتسم عمر و ادرك ان الرسول يقصد ان حفصة ستتزوج بالرسول عليه الصلاة و السلام و ان عثمان سيتزوج بابنة الرسول السيدة ام كلثوم رضي الله عنها فخرج عمر وهو فرح فالتقى في طريقه بعثمان فقال له عثمان ان الرسول ذكر لي رغبته بالزواج من حفصة لذا اعرضت و لم افش سره ثم التقى مع ابو بكر فقال له نفس الكلام
وهكذا تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم بامنا حفصة رضي الله عنها و قد كانت حفصة شديدة الغيرة على الرسول من بقية زوجاته خاصة عائشة رضي الله عنها لهذا كان دائما ابوها ينصحها و يقول لها يا ابنتي انك لست مثل عائشة و ابوك ليس مثل ابيها فاخذت حفصة بنصيحة ابيها و اصبحت علاقتها بعائشة متينة فقد اتفقت عائشة و حفصة على امنا زينب بنت جحش فتقول عائشة ان زينب كانت احب زوجات الرسول اليه بعدها فقد كان الرسول يحب الذهاب الى زينب ليتناول العسل عندها لهذا وضعتا عائشة و حفصة خطة تمنع ذهاب الرسول الى زينب فجاء الرسول الى حفصة فقالت له ان فمك تخرج منه رائحة الضرضار و هي زهرة كريهة و ربما نحلة العسل اخذت رحيق هذه الزهرة فابتسم الرسول و سكت و لما ذهب الى عائشة قالت له نفس الكلام ففهم الرسول وقال لهما اطمئنا لن اتناول العسل بعد اليوم و لكن الله لم يرد ذلك فنزلت الاية التي تتكلم عن فائدة العسل انه شفاء للناس من الاسقام و ان امتنع الرسول عن تناول العسل بسبب نساءه فان الناس حتما سيقتدون به و يمتنعون عن اكله
و عن حفصة ايضا انها كانت تناقش الرسول في امور الدين و تسال و تعطي رايها فاخذت ام حفصة ايضا تناقش عمر فقال لها اوا تناقشينني يا امراة فقالت له لما لا افعل و ابنتك تناقش الرسول فقال اوا تفعل فذهب اليها و قال لها اصحيح انك تناقشين الرسول فقالت نعم يا ابي و لست وحدي و انما كل زوجاته فقال لها الم اقل لك لا تغرنك عائشة فانت لست مثلها و ابوك ليس مثل ابيها
ومن القصص عنها ايضا ان مطالب زوجات الرسول كثرت بعد الحصول على الغنائم فبدؤا يرهقونه فاعتزل الرسول كل زوجاته فاشتاع بين الناس ان الرسول طلق زوجاته و لما سمع عمر بن الخطاب بهذا ذهب الى ابنته و سالها فقالت لم يطلقلي و لكنه لم ياتي فذهب عمر الى المسجد فوجد كل الناس يتحدثون عن تطليق الرسول لزوجاته فذهب عمر الى الرسول و طلب من غلامه ميسرة ان ياذن له بالدخول الى الرسول فذهب ميسرة الى الرسول فلم يتكلم معه فقال لعمر لم ياذن لك فرجع عمر الى المسجد يبكي ثم عاد مرة اخرى الى الرسول فلم ياذن له حتى في المرة الثالثة اذن له فدخل عمر و اخذ يسامره و يجعله يضحك فلم يستطع فقال عمر للرسول يا رسول الله ان النساء يرهقوننا و ان فعلت حفصة بنت عمر ذلك لقطعت راسها فضحك الرسول فقال عمر اوا طلقت زوجاتك فقال الرسول لا فتنهد عمر و شكر الرسول
و قد كانت امنا حفصة كثيرة الصيام و القيام فكان الرسول يطلب منها ان تخفف عن نفسها قليلا و قد سميت السيدة حفصة بالصوامة القوامة
و بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم وضع كتاب القران في بيت حفصة فسميت حارسة القران
و قد توفيت رضي الله عنها و دفنت بالبقيع مع بقية زوجات الرسول و خلدت قصة امنا الحبيبة حفصة التي نحبها حقا