ذكر فيها تفاصيل علاقته بالرؤساء والطريقة التى يتم بها اختيار الوزراء فى مصرالسادات ومبارك والأقباط والإخوان فى مذكرات الوزير السابق ممدوح البلتاجى البلتاجى مع سعيدالشحات
◄الجنزورى وطنى جداً.. وأستاذى عاطف صدقى لم يعمل فى السياسة.. وعبيد«لاتعليق»
◄من هو المعتقل الإخوانى الذى أجرى البلتاجى تحقيقا معه فى قضية سيد قطب؟
◄من المسئول عن مشكلة الزعيم الأوحد التى قال البلتاجى إنها الخطر الذى يدور حوله الشعب المصرى؟
حين يقرر أى مسئول سابق كتابة مذكراته الشخصية، المؤكد أن السؤال الذى سيشغله هو: «أى حقيقة سيذكرها? وهل من الصحيح ذكر كل شىء أم أن هناك أشياء لا يجب الإفصاح عنها؟
السؤال كان محور لقاء جمعنى مؤخرا بالوزير السابق الدكتور ممدوح البلتاجى، الذى تم بواسطة صديقه الكاتب الكبير يوسف الشريف، الذى حضر اللقاء، وبين ضحكة وأخرى تخرج من قلب الدكتور البلتاجى على نكتة يطلقها يوسف الشريف بخفة دمه المعهودة، كانت المعلومات تتسرب حول المذكرات التى يعكف الوزير السابق على كتابتها منذ أن ترك منصبه الوزارى، واختار لها مبدئيا عنوان: «الذاكرة والرؤية»، وأنجز منها حتى الآن نحو مائتى صفحة.
عن أى شىء ستتحدث المذكرات؟ وما دوافع كتابتها؟ وأى أنواع من السير تكتسب مصداقية لدى القراء؟
فرضت هذه الأسئلة نفسها، ونحن نتجاذب أطراف الحديث الذى تعرض إلى سيرة المفكر الراحل الدكتور لويس عوض «أوراق العمر»، باعتبارها أكثر المذكرات الشخصية التى أثارت ضجة كبيرة، لما احتوته من صراحة موجعة فى بعض الأحيان، كما توقفنا عند مذكرات المفكر الدكتور جلال أمين «ماذا علمتنى الحياة؟» والتى صدرت منذ عامين، وأبدى الدكتور البلتاجى إعجابه الشديد بها: «سيرة ممتازة وصادقة.. قرأتها فور صدورها».
حين تخرج مذكرات البلتاجى إلى النور، سيكون الحكم إلى أى نوع تنتمى، لكن مداخل الشخصيات وخصالها الشخصية والعامة، تعطى مؤشرات مسبقة عن طبيعة ومضمون ما ستأتى به، وسمات الدكتور البلتاجى كما وصفها يوسف الشريف فى لقائنا الثلاثى: «الناس الذين يعرفونك يا دكتور، متأكدون من أنك لن تتحدث إلا الصراحة»، ينظر الشريف لى مستكملاً: «طبيعته وسيرته وتفكيره وسجله النظيف، تؤكد أنه لن يتحدث إلا الصراحة»، يرد البلتاجى: «نعم الصراحة هى الأساس فى كتابة المذكرات»، صراحة البلتاجى تعنى الجانب الإيجابى فى الحياة، والسلبى الذى يجب أن نستفيد من النتائج السيئة المترتبة عنه، وفى الإجمال هى تفصيل لما يذكره فى مقدمة ما كتبه: «مر الإنسان بأحداث وخبرات وتجارب وصعب أن أحتفظ بكل ذلك لنفسى، ولا أنقله إلى الآخرين.. إلى الشباب الذين يتعلقون بالأمل».
فى قسم «الذاكرة»، يتحدث البلتاجى عن الطفولة والصبا والشباب منذ ميلاده فى الإسكندرية، فى 21 أبريل 1939، وحتى انتقال الأسرة إلى القاهرة، وأيامه فى مدرسة النقراشى الثانوية، وفيها تكونت مجموعة الأصدقاء التى بقيت معه سنوات العمر، ومنهم من كبار رجال الأعمال محمد نصير، ومحمد شتا، وحسن أبوالمكارم, بالإضافة إلى الدكتور أحمد مرسى، أستاذ الدراسات الشعبية، والمستشار محمود أبوالليل وزير العدل السابق.
كان الوالد مستشاراً فى القضاء، وصاحب شخصية قوية ذات مهابة مؤثرة، يرفع لواء العدل عملا وقولا، ولأن ممدوح ولده الوحيد، أعطاه الأب كل الاهتمام فى التربية، ومن سماتها الاعتماد على النفس واستقلال الشخصية، وقيمة أن تكون قائدا، والتفاعل مع قضايا الوطن، فعل الأب ذلك لإعداد الابن للمستقبل، والمستقبل هنا كان يعنى استكمال (ممدوح) لمسيرة الأب فى سلك القضاء، ومن محيط الأسرة أيضا كانت علاقة الزوجة (أم ممدوح) بالأب مدخلا إلى إيمان ابنهما الوحيد بدور المرأة المتقدم فى المجتمع، فهو رأى علاقة بين الأب والأم تقوم على الاحترام والصداقة والود، لم تكن علاقة زوجية نابتة من أرض «سى سيد» كعهد العلاقات التى كانت سائدة فى هذا العصر، وإنما فيها من الاحترام والتشاور والمشاركة، بالدرجة التى أعطت للابن (ممدوح) نظرة متقدمة نحو المرأة، فيها رفض لحشرها بين جدران بيتها بوصفها مربية أبناء ليس أكثر، ورفض لانزوائها باسم فتاوى دينية متخلفة، هبت فيما بعد على المجتمع المصرى، بفعل عوامل كثيرة، حاولت القضاء على شراكتها فى بناء المجتمع.
يسأل يوسف الشريف صديقه ممدوح البلتاجى: «يبدو أن عمل الوالد فى مجال القضاء ترك تأثيرا هاما على تكوينك الشخصى والمهنى»، يرد: «نعم.. كان العدل هو التيمة التى تربيت عليها».
وضع الوالد البذرة لكن الموت اختطفه مبكراً، فأصبح ممدوح مسؤلاً عن الأسرة، وهنا ظهر غرس الأب، ودور الأم فى أن توحد الدور بين الأب الذى راح، والابن الذى يأتيه المستقبل، بمعنى قيام الابن بمهام الأب فى مسئولية إدارة الأسرة، ربما كان ذلك كفيلا بأن يكبر ممدوح أكثر، شأنه فى ذلك شأن الذين ذهب آباؤهم إلى حتفهم مبكرين، قبل أن يستوى عود الأبناء، فى المذكرات ما يشير إلى حزن ممدوح وتأثره بذلك، لكنه كان التأثر الذى سيدفعه إلى تفوق دراسى لافت فى مجال القانون: «أعدّنى والدى لهذه المهمة وأخلصت لها».
إلى سلك النيابة كان الخروج الأول فى محيط العمل لممدوح البلتاجى عام 1958، عمل وكيلا للنيابة، كان أصغر دفعته فى هذا المنصب، وترقياته كانت تتم بسرعة لكفاءته المهنية، وفى هذا الجزء من مذكراته يتعرض لبعض القضايا التى قام بالتحقيق فيها، وأبرزها تحقيقات أمن الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين فى موجة الاعتقالات الثانية للجماعة عام 1965، والتى تم فيها الحكم على سيد قطب بالإعدام، حضر البلتاجى التحقيقات فى هذه القضية التى تعد الأكبر فى تاريخ الإخوان بعد الاعتقالات التى تمت لهم عام 1954، والتى جاءت إثر محاولاتهم اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية.
يشير البلتاجى فى المذكرات إلى ما حدث منه فى هذه التحقيقات، مثل قيامه بالتحقيق مع أحد المعتقلين فى القضية داخل زنزانته، لم يترك نفسه لأى خوف طبيعى قد يتسرب إليه لأن زنزانة واحدة تجمعه مع معتقل فى قضية كان السلاح والذخيرة والمفرقعات من ضمن أحرازها، ومن هذه التحقيقات خرج بفهم عميق لتفكير الجماعة، ومسارها السياسى والفكرى.
منذ التحاقه بالعمل فى النيابة، تأثر ممدوح البلتاجى بمجتمع القضاة: «تعلمت منهم وتأثرت بهم»، ويتحدث فى مذكراته عن القيم الشامخة التى تحكم هذا المجتمع، وبينما كان يعكف على عمله بتفان وقعت نكسة 5 يونيو 1967، تركت النكسة تأثيرها الدامى والعميق ليس على مصر فقط، بل على كل المنطقة العربية، وأحدثت شرخاً فى وجدان الجيل الذى اعتبر نفسه ابن الثورة، وممدوح البلتاجى كان واحدا منه، طرح الكل أسئلته: «ماذا حدث؟ ولماذا؟ هل ضاع كل شئ؟ وماذا يمكن أن نفعل من أجل استرداد الأرض؟ امتدت الأسئلة على كل المستويات بدءاً من القيادة السياسية وانتهاء بالجماهير، وبدأت المبادرات الفردية والجماعية فى الإجابة، سأل البلتاجى نفسه: «ماذا أفعل؟»، وكانت إجابته: «فليكن التطوع من أجل القتال ضد إسرائيل»، جاء التطوع ضمن مجموعة من أصدقائه، نذروا أنفسهم للثأر، وإعادة الاعتبار للجيش المصرى، ومن ضمن هذه المجموعة، الدكتور أحمد مرسى أستاذ الدراسات الشعبية، والمستشار محمود أبوالليل وزير العدل السابق، وحصل المتطوعون على تدريبات شاقة ورفيعة لمدة شهر فى مدرسة المشاة بمنطقة «ها يكستب»، وبعد ذلك تم تفريقهم لأسباب ربما تكون سياسية ومذهبية، بمعنى الخوف من أن يكونوا يساريين.
مضت الأحداث بعد النكسة ما بين محاولات التصحيح، والترميم للأوضاع التى أدت إلى الزلزال الكبير، وتدرج البلتاجى فى السلم القضائى، حتى وصل إلى درجة مستشار بمحكمة استئناف القاهرة، وهنا يجىء الحديث فى المذكرات عن مذبحة القضاة والتى وقعت فى 31 أغسطس عام 1969، وتم فيها عزل 128 قاضيا، كان من ضمنهم المستشار عادل يونس رئيس محكمة النقض، والمستشار ممتاز نصار بمحكمة النقض ورئيس نادى القضاة، والمستشار يحيى الرفاعى سكرتير نادى القضاة، والمستشار فتحى نجيب، والمستشار ممدوح البلتاجى، وفريد الديب، وفى وقت لاحق عاد هؤلاء إلى الخدمة بعد أن كسبوا أحكاما قضائية، أكدت على شموخ القضاء المصرى، ومنهم من شق طريقه فى العمل السياسى بعد خروجه إلى المعاش، مثل ممتاز نصار الذى صار زعيما للأغلبية الوفدية فى البرلمان فى الثمانينيات، كما دخل البرلمان عام 1977 وكان من المعارضين الكبار للرئيس أنور السادات، وعاد يحيى الرفاعى، وفتحى نجيب الذى أصبح رئيسا للمحكمة الدستورية، وترك فريد الديب سلك القضاء ليكون أحد نجوم مهنة المحاماة، واختار البلتاجى طريق الدراسات الأكاديمية فسافر إلى فرنسا للحصول على الدكتوراة من جامعة السوربون، فحصل على اثنتين الأولى فى «العلوم الاقتصادية» عام 1973، والثانية دكتوراة الدولة فى العلوم السياسية
عام 1975.
كانت فترة باريس وكما تشير المذكرات شعلة نشاط للبلتاجى، فهو لم يكتف بالتفرغ للدراسات الأكاديمية، وإنما نشط فى مقاومة النشاط الصهيونى فى فرنسا، وجمع التبرعات لصالح مصر أثناء حرب الاستنزاف، وتواصل دوره فى حرب أكتوبر عام 1973 بشراء الأمصال من فرنسا وإرسالها، كان ذلك يتم بالتنسيق مع الأجهزة فى مصر، وفى قمة الدولة كان الرئيس السادات يراقب، مع اهتمامه الكبير وقتئذ بالدور الفرنسى فى القضية، وتوج ذلك باختيار البلتاجى وزيرا مفوضا إعلاميا بسفارة مصر فى فرنسا عام 1975 .
أسأل البلتاجى: «عرف الرئيس السادات بجهودك.. فهل تذكر أول مرة رأيته فيها»؟
يجيب: «كان ذلك أثناء أول زيارة للرئيس إلى فرنسا».
يعتدل البلتاجى فى جلسته ضاحكاً مقلداً صوت السادات:
السادات: «يا ابنى أنا متابعك.. ومتابع نشاطك.. وفاهم انت بتعمل ايه.. مبسوط يا ابنى».
ممدوح: «مبسوط يا ريس قوى».
السادات: «مبسوط من إيه يا ابنى؟».
ممدوح: «مبسوط منك يا ريس».
السادات: «أنا يا ابنى سمعت إنك شاطر».
ممدوح: «أنا متشكر ياسيادة الرئيس».
السادات: «مادام بيقولوا عليك شاطر.. أنا عايز تورينى شاطرتك عملى».
«قدم البلتاجى للرئيس تقريراً من واقع عمله، فأثار إعجابه».
السادات «برافو.. كويس.. شاطر.. انت شاطر يا ابنى.. لأ انت مش شاطر وبس.. انت مدحدح».
يعلق البلتاجى ضاحكاً: «الحقيقة أنا معرفش يعنى إيه كان قصده من كلمة مدحدح.. يمكن عشان اسمى ممدوح»، يضيف: «كان السادات شخصية لذيذة جداً.. ظله خفيف.. دمه خفيف جداً».
فى باريس تعرف البلتاجى على الدكتور عاطف صدقى الذى سيصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، وصار من أصدقائه، واختاره معه وزيرا للسياحة لمدة 11 عاماً، وفيما بعد راجت شعبياً مقولة «شلة الطاولة» و«شلة باريس» فى إشارة إلى أن طاقم الوزارة الذى اختاره صدقى كان من أصدقائه فى باريس، وممن يلعبون معه «الطاولة» التى كانت من ضمن هوايات صدقى المفضلة.
أسأل الدكتور البلتاجى عن مدى صحة هذا الكلام، وكيف سيكون فى المذكرات والذى سيأتى فى قسم »الرؤية»؟
يجيب باقتضاب: «اختيار الوزراء لا يكون بهذه البساطة»، ويضيف: «عاطف صدقى أستاذى، كان إنسانا رائعا، لكنه لم يكن ناشطا سياسيا فى باريس».
إذا كان الحديث عن عاطف صدقى سيكون بهذه الروح فى المذكرات، فكيف سيكون عن الدكتور كمال الجنزورى خليفة صدقى، وعاطف عبيد خليفة الجنزورى، وفى إجابة سريعة مقتضبة اختار أن يتحدث عن الجنزورى فقط قائلاً:
«كمال الجنزورى.. وطنى مصرى حقيقى.. كان لديه خطط وطموح.. وفكر واع، ذهبت إليه ووقفت معه».
من ساعدك أكثر فى خلال عملك الوزارى الذى شمل وزارات السياحة والإعلام؟
الرئيس مبارك أكثر من ساعدنى ووقف إلى جانبى وله كل الاحترام والتقدير.
من خذلك؟
لا يهم.. أنا لم أتعامل على أننى لم أحصل على حقى أو أشياء من هذا القبيل.. بالعكس أنا حصلت على ما أتمناه.. أهم شىء هو الإيمان بأن مصر قوية بتراثها وثقافتها.
هل إعلامنا منافس؟
لا.. للأسف.
ماذا ينقصه؟
الشجاعة... وحين تكون شجاعة محترمة وهناك قبول لها، وتعطى مساحة جيدة للآخرين، تتحقق المنافسة.
حين توليت وزارة السياحة.. ما أهم شىء وضعت يدك عليه؟
كان يتم التعامل معها على خفيف.. الاهتمام بها لم يكن كافياً.
أوجه حديثى إلى الأستاذ يوسف الشريف لأذكره بمقال كتبه عن الدور الذى لعبه البلتاجى أثناء توليه وزارة السياحة، حول موقفه الصلب فى رفض البلتاجى بيع أرض فى سيناء لقطريين، وكانوا واجهة لإسرائيليين أى أن الإسرائيلين كانوا سيشترونها من القطريين، يرد الشريف: «هذه من أهم القضايا التى وقف فيها الدكتور ممدوح.. وأذكر أنه صمم على موقفه الرافض رغم أن الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء، كان له رأى مختلف»، يلتفت الشريف إلى البلتاجى متسائلاً: «ماذا عن هذه القضية يادكتور ممدوح؟
يضيف الشريف: قبل الإجابة هناك شىء من الواجب ان أذكره حين كنت أذهب إلى الهيئة العامة للاستعلامات وقت رئاسة الدكتور ممدوح، وأيضا فى وزارة السياحة، كنت ألاحظ جماعية الأداء، وتخليق الأفكار المبدعة، ولما أبديت له تلك الملاحظة لا أنسى تعليقه: «سماء النجم الواحد مظلمة».
يرد البلتاجى بحسم: تأكدت من المعلومات بأن القطريين بالفعل سيشترون الأرض لصالح إسرائيليين، وبعدها وقفت ضد العملية وتم إلغاؤها فوراً، وصممت على موقفى وكانت المساندة من الأجهزة المعنية.
ماذا كان رأى الدكتور عاطف عبيد؟
بلاش.. بلاش.. لا تعليق.
توليت مسئولية الهيئة العامة للاستعلامات 11 عاماً، ومثلها فى وزارة السياحة، وعاما وزيرا للإعلام، وعاماً للشباب والرياضة، وقبل كل ذلك فى سلك القضاء، فأى المناصب كانت الأقرب إلى قلبك؟
العمل فى مجال القضاء، شىء جميل وعظيم، فيه مهابة واحترام والتعلم من الآخرين.
لو عاد بك الزمن هل كنت ستفضل الاستمرار فى القضاء؟
الزمن لا يعود.. وعند مرحلة معينة يحدث التطور، وبالتالى تأتى ضرورة الانتقال إلى هذا التطور.
فى جزء «الرؤية» من مذكرات البلتاجى والذى لم يكتمل بعد، يتحدث كطرف وشاهد ومراقب، ويجرد بعض المواقف السياسية ليردها إلى البعد الفكرى والحضارى والفلسفى الذى يحكمها، ففى قضية الديمقراطية يرى كيف أن الشعب المصرى يفضل الاتجاه والتمحور حول زعامة فردية معينة، وكيف أن هذا يرتب أضراراً تعوق المسار الديمقراطى، ويتحدث عن القضية القبطية، محذراً من ان أكبر الأخطار فيها التعامل معها برؤى فكرية، ترى الأقباط أقلية، فهم أبناء وطن لهم كل الحقوق، وعليهم كل الواجبات.
وفى المسار الشعبى والحزبى يأتى الحديث فى المذكرات عن مرحلة تولى البلتاجى أمانة محافظة القاهرة للحزب الوطنى، وضمه وقتئذ واستعانته ببعض رجال الأعمال، مثل محمد نصير، ومحمد شتا وآخرين، أما فى العمل التنفيذى يشمل حديث الذكريات فترة رئاسته للهيئة العامة للاستعلامات، والتى تولاها بقرار من الرئيس مبارك فى عام 1982، والتى شهدت نشاطا كبيرا عبر الأنشطة الخاصة بالإعداد لزيارات الرئيس مبارك إلى الخارج، وإصدار النشرات الخاصة عن كل ما يحدث فى محافظات مصر بما فيها آخر النكات التى يطلقها المصريون، بالإضافة إلى الترجمات لأهم الكتب العالمية، أما فى وزارة الإعلام، فكان هناك برنامج «البيت بيتك»، والذى تم تنفيذه فى 15 يوما، كان الغرض منه هو كيف يلم التليفزيون الأسرة المصرية حول برنامج واحد وهادف.
انتقل البلتاجى إلى وزارة الشباب والرياضة، فى عملية استبدال للمواقع مع أنس الفقى الذى كان وزيراً للشباب والرياضة، والسؤال الذى يجب أن تتناوله المذكرات بالإجابة عنه وهى لم تصل إليه بعد: «هل كان هذا الإنتقال نوعا من الإطاحة «الشيك» به؟ المؤكد أن هناك فى الكواليس من الحكايات التى تنفى أو تؤكد، فهل سيذكرها الدكتور محمد ممدوح أحمد البلتاجى فى مذكراته «الذاكرة والرؤية»؟
لمعلوماتك...
- ولد فى 21 أبريل 1939.
- ليسانس حقوق - جامعة القاهرة 1958.
- دبلوم الدراسات العليا فى العلوم السياسية - جامعة السوربون - فرنسا 1970.
- 1958 - 1974 مساعد للنائب العام وتدرج فى السلك النيابى والقضائى حتى وصل إلى درجة مستشار فى محكمة استئناف القاهرة.
- «1974 - 1982» وزير مفوض إعلامى بسفارة مصر بفرنسا.
- «1982 - 1993» رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.
- «1993 - يوليو 2004» وزير السياحة المصرى.
- «يوليو 2004 - فبراير 2005» وزير الإعلام.
- «فبراير 2005» وزير الشباب.