السيدة جيهان السادات تتذكر وتعترف:
صدمة اغتيال السادات.. كانت شديدة للغاية
علاقتي قوية بالرئيس مبارك وأسرته حتي الآن
أكدت السيدة جيهان السادات انه رغم مرور 27 عاما علي رحيل أنور السادات إلا أنه دائماً في قلبها وعقلها وفكرها وتشعر بأنه معها ووحشها جداً.. واضافت في حوار خاص مع برنامج 90 دقيقة أمس انها احبت أنور السادات وعمرها 15 سنة حباً كبيراً وكان وقتها لا يملك شيئا وكان سبق له الزواج.. واضافت كانت والدتي معترضة ولكنني كنت احبه حبا شديدا حتي وفقنا الله في اتمام الزواج رغم انه كان بلا وظيفة وخارجا لتوه من السجن في قضية سياسية.
وقالت السيدة جيهان السادات: الرئيس الراحل كان البطل في نظري الذي لم يتغير طوال حياته.. منذ ان كان راتبه 35 جنيهاً عندما عاد للجيش وكان ايجار المسكن 12 جنيهاً وكان يعطي اولاده من زوجته الاولي مبالغ زهيدة وكانت الحياة صعبة.. وكانت أمي وأبي يساعدان الأسرة لكن لم اذكر لهما أية اشياء عن هذه الأمور المالية.
وقالت إن السادات كان أباً حنوناً مع اولاده وكان يذاكر لهم دروسهم قبل ان يكون رئيسا للجمهورية وكان يحكي لهم حكاية قبل النوم ولم يكن السادات يستطيع رؤية أحد اولاده وهو يأخذ حقنة رغم انني كنت أنا الذي اقوم باعطائها لهم.
اضافت أن الرئيس السادات كان يتشاجر معها عندما كان يجد قميصا ينقصه أحد الازرار مثلاً.
وقالت السيدة جيهان السادات ان صدمة اغتيال السادات كانت شديدة للغاية وصاحب ذلك شائعات كاذبة تقول إن جمال السادات لم يذهب للامتحان وغير ذلك.. لكنها لم ترد رغم احساسها بالالم تجاه الشائعات.. واضافت: وفي ذلك الوقت وصلتني دعوات للتدريس في بعض الجامعات الأمريكية فوجدت ذلك فرصة كي "اشم نفسي" ولكني استمررت اقوم بالتدريس حتي الآن وتم انشاء كرسي باسم السادات في جامعة ميريلاند ويأتي زعماء العالم للحديث عن السلام.. وانا اذهب في الخريف والربيع للتدريس في جامعة ميريلاند وباقي العام اكون في مصر.
اضافت أنها تتمني أن يعم السلام في الشرق الأوسط ولو كان العرب قد استجابوا لأنور السادات لتحقق السلام بالكامل في المنطقة لأن مصر هي التي صنعت السلام واضافت انها تتحدث للطلبة عن السلام وحقوق الفلسطينيين وأنها فعلت ذلك في 3 جامعات أمريكية سبق لها التدريس فيها وتفعل ذلك ايضا في جامعة ميريلاند حاليا حتي توضح القضية والاحتلال الاسرائيلي ودور مصر حاليا في قضية السلام.
عن ذكرياتها عن اغتيال السادات قالت السيدة جيهان السادات إنها فكرت يوم العرض العسكري ألا تذهب للعرض لكن أحد الضباط قال لها يجب أن تذهبي لانك أم الابطال فشعرت بالحرج وقررت الذهاب واضافت لم أر الرئيس السادات قبل ذهابه للعرض العسكري لأنه نزل بسرعة وكان قبلها أثناء الإفطار قد طلب منها ان تحضر معها حفيدها شريف إلي العرض العسكري وبالفعل ذهبت قبل السادات لمكان العرض ومعي احفادي شريف ولبني وجيهان وعندما حضر السادات لمكان العرض نظر بسعادة لحضور احفاده.
اضافت والدموع في عينيها اثناء عملية الاغتيال نظرت للرئيس السادات لأري ماذا حدث لكن الضابط الذي كان يقف بجواري جذبني من يدي ووقعت علي الارض لأن الرصاص كان يمر بجواري والاطفال يصرخون والجميع يصرخون وانا اطالبهم بالهدوء وبعد توقف الرصاص اسرعت الي مكان الرئيس السادات وقابلت ضابط بدلته كلها دماء فقال لي "والله هو كويس وبخير" وعندما شاهدت منظر بدلة السادات انهرت.. ولم تتركني الدكتورة زينب السبكي وذهبت معي بالسيارة وذهبنا إلي كوبري القبة كما طلب احد الضباط وركبنا الطائرة وقلت للضابط نزلنا في منزل السادات لأترك الاولاد وبعدها اذهب بالسيارة لمستشفي المعادي العسكري وذهبت ومعي د. زينب السبكي وعندما دخلت المستشفي الذي اعرفه جيدا منذ حربي 67 و73 وحيث كنت ازور الجرحي وجدت الكثيرين يبكون والسيدات يلطمن الخدود فدخلت ووجدت أولادي في مستشفي المعادي وجلست عدة دقائق وكان في الغرفة المجاورة الرئيس مبارك والوزراء وذهبت الي حجرة العمليات قابلت د. لطفي رئيس قسم العمليات وكان قد فقد أحد ابنائه اثناء الحرب وكنت اثناء الحرب اواسيه ووجدته جالسا يبكي فسألته لماذا لم تذهب لحجرة العمليات فقال انه لايستطيع ففهمت ودخلت الحجرة فوجدت السادات وهو ملقي وظللت احتضنه واقبله والجميع يبكون وارسلت لاولادي ليسلموا علي والدهم للمرة الأخيرة وحضروا وقاموا بتقبيله وعندما خرجنا وجدت الرئيس مبارك وكان وقتها نائب الرئيس فقلت له اتفضل سيادتكم فكان في منتهي الذوق واللطف.. وهو مصمم ان ينتظر لكنني صممت ان يذهب سيادته والوزراء من اجل مصلحة البلد.. واتصل بي في هذه اللحظة ابني جمال كان وقتها في امريكا فعرض ان يذهب إلي لندن ليحضر الدكتور مجدي يعقوب للاشراف علي علاج والده.. لكنني أخبرته بأن قضاء الله نفذ وعندما ركبت سيارتي مع اولادي ظللنا نصرخ طوال الطريق.
وحول تحذير السادات أكثر من مرة من خطط لاغتياله قالت هذا حدث بالفعل وكنت اشعر دوما بانه كل مرة يخرج فيها سوف يغتال وقبل اغتياله بأسبوع رفض مطلبي بعدم الذهاب للمنصورة لحضور حفل زفاف وقالت كنت متماسكة لحظة الدفن لكن لم استطع أن امنع دموعي.. وبعد الاغتيال ظللت اشعر بصداع دائم لأن السادات كان شريك حياتي واتذكر الايام الحلوة والصعبة لكن التاريخ لم ينصف السادات بعد والمفروض ان يكون هناك متحف لأنور السادات لكن السادات ليس له تمثال واحد في ميدان واضافت انه قبل الحرب قال لي جهزي الشنطة ياجيهان لانني مسافر لكنه لم يخبرني ابدا بقرار الحرب.. واكدت ان حرب 1973 هي التي اعادت الكرامة العربية في ظل اوضاع اقتصادية وظروف دولية بالغة الصعوبة.
علاقة قوية
وحول علاقتها بالرئيس مبارك واسرته اكدت ان العلاقة مازالت قوية حتي الآن واشارت إلي ان مكتبة الإسكندرية قامت بعمل جناح للرئيس السادات ولذلك سلمتهم كل شيء خاص بالرئيس حتي البدلة التي اغتيل وهو يرتديها.
وحول علاقتها بسيدة الغناء العربي قالت: إنها كانت علاقة جيدة جدا ولانه لم يحدث ان أم كلثوم قالت له "يا أبو الأنوار" فهي كانت لبقة ودبلوماسية وقد حضرت لي في منزلي وهي تبكي عندما نشرت عنها مجلة لبنانية اكاذيب فصعدت معها إلي الرئيس السادات وبالفعل اتصل السادات وطلب مصادرة المجلة وعدم دخولها مصر واضافت لقد ظللت ازور أم كلثوم حتي فترة مرضها.
---------------------------------------------------------
المساء
8/10/2008