أكدت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، ارتفاع نسبة السيدات العائلات لأسرهن رغم وجود الزوج، بين سكان العشوائيات بالقاهرة، ورصدت أن أكثر من نصف السيدات بهذه المناطق عائلات لأسرهن، و٤٩٪ منهن أرامل، و٢٣٪ مطلقات، و٢٧٪ يعشن دون زوج رغم وجوده، ويعمل معظمهن فى بيع الخضراوات والبقالة، أو خدمة المنازل أو كعاملات نظافة.
وقالت الدراسة: «إن الفقر هو العامل الأساسى الذى يدفع الآباء للهرب بعيداً عن أسرهم، وتضطر السيدات للعمل بعد هروب الزوج أو اختفائه، وأن البطون الخاوية من الطعام تجعل السيدات يفعلن أى شىء لإطعام أطفالهن.
وأوضحت أن هروب الزوج من مسؤولياته الواجبة وهى تحمل مسؤوليات الزواج، وأولها النفقة على زوجته والأولاد ورفضه ذلك، من بين أسباب إعالة المرأة لأسرتها وأن وجود الأب على قيد الحياة، وبقاء الأم على ذمته دون طلاق وصلت نسبته إلى ٢٧٪، وأن ٢٣٪ منهن مطلقات من سكان العشوائيات.
ووصفت الدراسة عمل السيدات ليعلن أسرهن بـ«معاناة بشرية» بشعة تقشعر لها النفوس، وتعد مؤشراً على غياب منظومة العدالة الاجتماعية، وغياب نخوة الرجال فى المناطق العشوائية، لأن الرجل الذى يترك زوجته تعمل بدلاً منه، بغض النظر عن نظرة المجتمع له، أكبر دليل على غياب هذه المنظومة.
وأشارت الدراسة إلى أن أغلب هذه الحوادث تظهر فى العشوائيات النائية.
وأرجع الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، اتجاه السيدات للعمل ليعلن أسرهن إلى عدة أسباب، أولها «الجوع والفقر» الناتجان عن ارتفاع نسبة البطالة فى ظل ما يسمى بـ«الاقتصاد غير الرسمى» بمعنى العمل بقوت اليوم فى هذه الظروف الاقتصادية للبلاد، ثانيها عجز الدولة عن توفير فرص عمل آمنة لهؤلاء مما يدفعهم إلى الهروب بالسفر أو المخدرات أو حتى عن طريق الدش والإنترنت.
وأشار صادق إلى أن «منشية ناصر» من أكبر العشوائيات فى مصر ويسكنها ما يصل إلى مليون ونصف المليون نسمة يعيشون «مأساة بشرية» حيث لا تتوافر لهم أدنى الخدمات الإنسانية.