عادل الموضوع المميز
عدد الرسائل : 585 تاريخ الميلاد : 15/11/1978 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/05/2008
| موضوع: أيها الأب هل أنت المثل الأعلى لأبنائك؟ السبت 25 أبريل - 2:09 | |
| يظل الأب دائماً هو " رمانة " الميزان في الأسرة .. باللعب، باللمس، بالتقبيل .. بالحنان وليس بالشدة .. يمتلك قلوب أبنائه.
يغيب أحياناً .. لكن ينبغي أن يبقى مهموماً بهم .. الأب هو " القدوة .. داخل البيت وخارجه" أفعاله كلها محسوبة إما له أو عليه .. بها يرتقي الأبناء ويتعلمون دون نصائح مباشرة أو مواعظ محفوظة ..
الأب " القدوة " يتفقد حال أولاده وسلوكهم دون أن يصادر حريتهم الشخصية .. وإذا أهمل دوره، صار الابن شخصية " لقيطة " ..
كيف يكون الأب قدوة .. لأبنائه؟
الداعية عمرو خالد .. يقدم الصورة الحقيقية المرجوة للأب المربي وليس الأب " الممول"
الغائب .. الحاضر
يقول عمرو خالد:
هناك الأب المرعب، وهناك الأب الناصح والموجه .. ستملك قلوب أولادك بحنانك أكثر مما تملكها بشدتك .. والأب لكي يؤدي دوره يحتاج إلى ثلاثة أشياء: الوقت والجهد والتركيز، فالوقت الذي ستنفقه وأنت مشدود الأعصاب حين يقع ابنك في محنة، يمكنك إنفاقه على مهل وبأعصاب هادئة وأنت ترعاه وتعمل على توعيته .. أما الجهد .. فأنت تحتاج إلى بذل هذا الجهد وليس الأم، فهناك علاقة طبيعية نشأت بين الأم وأبنائها، نشأت بسر لا يعلمه إلا الله نتيجة الهرمونات والدم والتغذية المستمرة عبر الحبل السري، إذن هناك علاقة طبيعية بين الابن وأمه، لا تحتاج فيها الأم إلى بذل أي مجهود ، واستكملت هذه العلاقة بالرضاعة وحنان السنوات الثلاث الأولى، أما علاقة الأب فتبدأ بينه وبين الابن باللعب، واللمس والتقبيل. فيبدأ الابن في التجاوب مع الأب بالإشارات والحركات والابتسامات، العلاقة بهذا تنشأ نتيجة جهد أنت تبذله، والأب الذي لا يرغب في بذل الجهد ليس أباً، بعد ذلك يصبح الأب في حاجة إلى التنفيذ والتركيز .. الأب مشغول في عمله، هذا هو العذر الشهير للآباء نحن نغيب عن أولادنا أسابيع، وحين نعود نبدأ في بناء التركيز، فنحقق نتائج أفضل من آباء يعيشون مع أبنائهم ليل نهار لكنهم غائبون بعقولهم وأفكارهم عن هؤلاء الأبناء, أحياناً يكون تركيز الأب في فكرة أو أسلوب للتعامل مع الأبناء، يكون التركيز في اختيار حدوتة قبل النوم، وحين لا تكون هناك حدوتة جاهزة يقوم الأب بتأليف الحدوتة.
أنا واحد من هؤلاء الذين يسافرون بعيداً عن الابن، لكنني دائم التفكير في كيف حين سأترك في ذاكرته بصمة لا ينساها طوال عمره وأظل ألهث للحصول على تذكرتين لحضور مباراة كرة لا ينسى هذا الابن ذكرياتها.
الولد .. سر أبيه
أكثر شيء يساهم في تربية الابن ليكون إنساناً عظيماً أن تكون له قدوة، اترك أبناءك يتأملون أفعالك داخل البيت وخارجه. لا تعطهم نصائح لكن اتركهم يشاهدون أفعالك، إنهم ينسون الكلمات فلا تتكلم، ودعهم يتابعون سلوكك وإنجازاتك.
مهما أعطيت المواعظ والبيت مفكك وآيل للانهيار، لا فائدة .. لكن مهما ساءت الظروف من حولنا وانهار البيت فلا أمل من بعد ذلك في شيء، لذلك نحن نتشبث بالأسرة لأنها طوق النجاة.
لو أن صوتك يعلو على زوجتك وتهينها أمام الأبناء، تأكد أن أبناءك سيكبرون وهم لا يحترمون المرأة، ولو كنت تدخن تأكد أن ابنك سيدخن أيضاً وستكون خطوته القادمة هي المخدرات ليكمل المشوار الذي بدأته ولم تكمله .. لو أنك تتصرف بأنانية وكنت سريع الغضب، ستجد ابنك يتصرف مثلك ويأتي بأفعال لا تليق مع سنه.
أنت المثل الأعلى لابنك
أيها الأب هل أنت المثل الأعلى لأبنائك؟
- ما القيم التي تريد توريثها لأبنائك؟
أتريده عفيفاً نظيفاً، كن قدوة له، حتى في التصرفات العادية، لو كنت ممن يدخلون مطبخ البيت ويفتحون الثلاجة لأخذ زجاجة ماء لتشرب منها مباشرة دون استخدام الأكواب، تأكد أن ابنك سيحذو حذوك، ولو فعلت العكس ، وتعامل زوجتك باحترام وبما يرضى الله، لو كنت عطوفاً حنوناً، فإن ابنك سيكون مثلك، أتريد أن تعمله العطف اصطحبه لزيارة ملجأ أيتام، أتريد أن تجعله محباً لصلاة الفجر، قف لتصلي أمامه الفجر أنت وزوجتك، ودعه يراك وأنت ترفع يديك متضرعاً إلى الله بالدعاء.
أمانة .. ومسئولية
في ممارسة القدوة، الله يعطيك قماشة جاهزة تفصلها كيف تشاء، وبعد عشر سنوات يتسلمها المجتمع منك، ليرى كيف قمت بتشكيلها ، فيدخلك الله الجنة إن أحسنت تشكيلها.
الله يعطيك طفلاً جميلاً يضحك لك بصفاء. فماذا أنت فاعل به كقدوة؟
ابنك وابنتك يستمدان القيم منك، أنت مصدر الرجولة عندهما. كان هناك موجه تعليمي يمر على المدارس الابتدائية، دخل فصلاً في منطقة حدودية بين بلدة وأخرى اشتهرت بتهريب البضائع سأل الموجه أحد التلاميذ، ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ قال: مهندس. ثم سأل آخر، فقال: دكتور، وسأل ثالثاً، فقال: مهرب بضائع، فضحك الفصل كله فيما عدا التلميذ الذي قال ذلك. عرف الموجه بعد ذلك أن والد التلميذ يعمل مهرباً فلم يجد ما يخجل في أن عمل مثل والده.
قم بتشكيل الخامة كما تريد. وانقشها كما تريد. لكن ستسأل عنها يوم القيامة، حذافة بن اليمان أتى النبي " صلى الله عليه وسلم " قبل غزوة بدر مهاجراً من مكة إلى المدينة، فقال: يا رسول الله. قريش أمسكت بي فما تركوني حتى أقسمت لهم أنني لن أحاربهم أبداً، فقال له النبي فرحاً: الحمد لله على نجاتك، ويوم غزوة بدر رأى النبي " صلى الله عليه وسلم " حذافة بن اليمان خارجاً مع الجيش، قال له النبي: ألم تعاهدهم ألا تحاربهم؟ قال: ماذا تقول يا رسول الله؟ قال له النبي: عد ولا تتبعنا و نفذ وعدك، نقص الجيش رجلاً، لكن الثلاثمائة الذين رأوا هذا الموقف أدركوا قيمة الوفاء بالوعد في درس عملي بليغ من النبي " صلى الله عليه وسلم" كان النبي قدوة، وكان خلقه القرآن، وكان قرآناً يمشي على الأرض.
هذا جناه أبي
يأتي إليّ شباب يقول أحدهم مثلاً: أبي على علاقة بواحدة ست، رأيت رسالة قصيرة على الموبايل الخاص به علمت منها بذلك، وفتاة قالت لي أن والدها كان يودعهم لأنه مسافر في رحلة عمل إلى الخارج، وأنه كان يكرر ذلك كثيراً، ثم اكتشفوا أنه على علاقة غرامية بسيدة في بلد آخر.
كان عمر الفتاة تسع سنوات حين وقعت هذه المشكلة، ودارت الأيام وتزوجت الفتاة برجل ممتاز عاشت معه حياة جميلة، ثم حدث أن كلف زوجها بالسفر في عمل بالخارج، فقامت الدنيا ولم تقعد، وثارت عند الزوجة الفكرة القديمة التي ترسبت بداخلها رغم أنها صورة خاطئة لأن زوجها مختلف عن أبيها.
ابنك وابنتك يبحثان عن انتماء خاصة في مرحلة المراهقة يتجه الشباب إلى الانتماء إلى جماعة، لكنه لا يجد هذه الجماعة التي ينتمي إليها.
هل تخيلت شخصية ابنك وأنت غير موجود؟ من أين يستمد القدوة؟ هل أنت أب مثل أعلى؟ هل تحترم نفسك من أجل صورتك في ذاكرة ابنك؟ شخصية ابنك بدونك تصبح شخصية لقيطة، جزء متأثر بالشلة، وجزء متأثر بالمدرسة، وجزء متأثر بالتليفزيون، شخبطة تملأ لوحة شخصيته، الله يخليك كن قدوة حتى لا يشخبط أحد في ابنك.
درس النبوة
يقول عبد الله بن عامر: كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عندنا في البيت، فبينما نحن جالسون بالبيت قالت لي أمي: تعال أعطيك شيئاً، فترك النبي الصحابة والتفت للأم، قال: ما معك لتعطيه؟ قالت: معي تمر يا رسول الله، قال لو لم يكن معك شيء تعطيه لكتبت عليك كذبة.
نرى من هذه الحكاية أن النبي كان مشغولاً بالحديث إلى الصحابة، لكنه تنبه إلى أن الأم يمكن أن تكون قد تعودت على ارتكاب خطأ ما مع ابنها بالكذب عليه، فهى تغرس في قاموس ابنها أول معاني الكذب.
ونحن نمارس هذه الغلطة مئات المرات يومياً، حين نقول للطفل: رد على التليفون وقل بابا نايم، أو بابا غير موجود. ثم نذهب معه إلى البائع لشراء سلعة ما وتفاصل في السعر ثم تخرج مباهياً بأنك فرضت على البائع المسكين سعرك. أنت علمته الغش وهو صغير في المدرسة الابتدائية ولهذا غش في مواد البناء حين أصبح مهندساً، فانهارت العمارة على سكانها، وغش وهو طبيب فأجرى جراحة كان يمكن الاستغناء عنها ليحصل على بضعة آلاف من الجنيهات الحرام.
هناك مثل سوري يقول: عد حتى رقم 100 قبل أن تكذب أمام الناس، وعد لمليون قبل أن تكذب أمام ابنك .. وعد لمليار قبل أن تكذب أمام الله، أرجوك لا تفعل شيئاً يسقطك في نظر ابنك. لا تسقط القيم .. كيف يحتمل الأب نظرة ابنه إليه وهو يراه يسرق ويده غير نظيفة؟
الجوع لا يبيح لك أن تسرق أمام عيني طفلك، مت من الجوع أنت وأبنك أهون مائة مرة من أن تسقط في عينيه.
حين فتحت كنوز كسرى وقيصر في وجود عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وغنم المسلمون أموالاً طائلة، وكانت هذه الكنوز تنقل من العراق إلى المدينة، فسقط فص من الماس من أحد الخواتم، فوجده عمر في صرة المجوهرات ، وكان يمكن لأي شخص أن يضعه في جيبه.
نظر عمر بن الخطاب والغنائم أمامه في المسجد لعدة أيام، لم ينقص منها شيء قال مبتسماً: إن قوماً أدوا إليّ هذا لأمناء، فعلق عليّ بن أبي طالب على كلامه قائلاً " عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا " هذا المثل نتندر به ونقوله على الحكام، بينما الصحيح أن نقوله على أبنائنا، لو علم الابن أن أباه يخون، فإنه سيخون أما الأب المتفقد لأولاده، فإن عندنا مبدأ جميلاً في القرآن الكريم، يتحدث القرآن الكريم عن سيدنا سليمان فيقول:" وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد".
سيدنا سليمان يتفقد أحوال رعيته، فلم يجد الهدهد، هو يتفقد الهدهد وأنت لا تتفقد ابنك؟.. أين الأب الملاحظ لأحوال أبنائه؟...
أين الأب؟
هناك زاوية في حياة الأبناء – خاصة في مرحلة المراهقة – لا يستطيع رؤيتها غير الأب، ويسري هذا على الأولاد والبنات أيضاً، يقولون: واكتشفنا بعد سنتين أنها كانت متزوجة زواجاً عرفياً. أين كان الأب؟ اكتشفنا أن ابننا مدمن؟ أين كان الأب عند بداية التعاطي؟
الابن الذي سافر لألمانيا للدراسة، ويرسل لأهله كل عام بأنه نجح فيرسلون إليه المزيد من المال، ثم يكتشفون أنه لم ينجح ولا مرة ولا يزال في السنة الأولى، أين كان الأب المتفقد؟
الابن لا يذهب إلى المدرسة لعدة أيام، والبنت انقطعت عن الدراسة منذ شهور، ولا أحد يعلم، لم يكلف الأب نفسه مشقة أن يذهب ولو مرة لمدرسة ابنته للاطمئنان عليها.
يتقدم العريس لخطبة الابنة، ويوافق الأب ويتم الزواج، ثم تكتشف الأسرة أن العريس متزوج من أخرى ولديه أبناء، أو أنه لم يحصل على الشهادة الجامعية التي قدم نفسه بها، والأب المتفقد لم يكلف نفسه السؤال عن عريس ابنته. اكتشف الأب أن العريس ليس طبيباً إنما هو نصاب، الأب لم يؤدِ واجبه تجاه ابنته، الأب المتفقد، يعرف مدى إيمان ابنائه.
ابن عباس يقول: كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يدخل بيت خالتي " زوجة النبي " وأنا أبيت عندها فيسألها: أصلى الغلام .. وصية سيدنا إبراهيم لأبنائه ليست لتقسيم التركة والمال:" يا بني إن الله اصطفي لكم الدين، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" الأب يتفقد صحة أبنائه وحالتهم النفسية، ويتعرف على أصدقائهم، ليس معنى التفقد مصادرة الحرية الشخصية للأبناء والبنات وخنقهم، إنما معرفة أحوالهم بلطف وذكاء. | |
|
سمر سيناتور
عدد الرسائل : 8530 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| |