إن علاقة
الأب بطفله تبدأ وهو جنين في بطن أمه؛ وقد تكون هذه المرحلة صعبة على
الأب، فهو يحاول تكوين علاقة بينه وبين مخلوق لم يره ولكن هذه العلاقة
ستأخذ منحى علميا لتعرّفه على المولود والتعامل والإحتكاك معه. وتنقسم
مراحل علاقة الأب بطفله الى ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى:
في هذه المرحلة يجب على الزوج اتباع مايلي:
1- التزامه بحضور الفحص الدوري للزوجة وللإتطمئنان على الحمل وسلامة الجنين.
2- التحدث مع الجنين بالتقرب من بطن الأم الحامل والهمس له بعبارات جميلة تؤكد الشوق للقياه وانتظاره.
3- يمكن للأب أن يقرأ قصة للجنين او يغني له؛ فقد اثبتت بعض الدراسات ان
الأغاني والموسيقى التي تسمعها الأم فترة الحمل يتعلق بها الطفل بعد
ولادته، وبناء على هذه النظرية فإن دندنة الأب والغناء بصوته تجعل الرابطة
اقوى بعد الولادة واستجابة الطفل للتعامل مع ابيه ستكون افضل.
المرحلة الثانية:
علاقة الأب بالطفل الرضيع؛ فمع قدوم المولود الجديد تتغير الإلتزامات
وتكثر المسؤوليات، وهنا يصبح الأب على محك مع الطفل وانشغالاته، فكيف
سيتصرف الأب المثالي؟
في هذه المرحلة تتكون فكرة الأب المثالي في عينيّ الزوجة اولا؛ فمقدار
التفاهم والمساعدة التي يقدمها الزوج سوف يؤسس هذه النظرة مما يجعل الأب
يشعر انه يقوم بدور ايجابي لتترسخ لديه الفكرة بأنه أب مثالي، وفي هذه
المرحلة يكون تعبير الأب ومساندته للوضع الجديد كالتالي:
1- مساندة الأم معنويا للتكيف مع الحالة الجديدة التي يفرضها وجود الطفل،
فالطفل بوجوده يقلب موازين الأسرة، والروتين اليومي للأسرة سوف يتغير
كأوقات النوم والطعام، وإن لم تجد الأم مساعدة من حولها سيؤثر سلبا في
ادائها، فهي لن تجد الوقت الكافي لإعداد الطعام او اعداده بنفس المستوى،
وايضا سيؤثر على نوم الأب وقد يجعله متوترا اثناء النهار لقلة ساعات نومه
او النوم المتقطع، لهذا يبقى من المهم المشاركة فهي امر ضروري لاستمرار
سعادة الاسرة.
2- عدم التذمر من اي نقص، فالملابس ان لم تكن مغسولة يمكن للأب المثالي ان
يضعها بنفسه في الغسالة او يستطيع على الأقل ان يقوم بكيّ ما يخصّه.
3- مساعدة الأب في الأوقات التي تحتاجه فيها الأم، وهي الأهم ؛ وإن
المشاركة في كل شيء قد يتعب الطرفين لكن تفكير الأم بالقيام بمهامها كاملة
نحو طفلها سيشعر الأب انه مهمل وانه بدون دور، ولهذا عليها الا تتردد في
طلب المساعدة خاصة من الأب بين وقت وآخر.
المرحلة الثالثة:
هذه المرحلة من اجمل المراحل، فالطفل هنا يتحدث وباستطاعته التعبير عن كل
ما يشعر به، يمشي ويأكل كشخص كبير، ويتحدث بمفردات خاصة مازالت تشكل
قاموسه اللغوي، وستكون علاقته هنا مباشرة؛ وكما قيل في هذه الحكمة: "إن
اعظم الرجال من يدخل السعادة الى قلوب الأطفال" فإنها الآن ستنطبق على
الأب المثالي في نظر طفله وأسرته.
كيف ستكون تصرفات الأب مع طفله:
1- الأب المثالي يعرف ان هناك اوقات عمل ومسؤوليات وأوقات راحة، كذلك هناك اوقات خاصة للأطفال يقضيها معهم بالمرح والتسلية.
2- يسعى كي تجتمع الأسرة لقضاء وقت جميل معا واللعب معا.
3- يستمتع بحضور الحفلات المدرسية ومشاهدة نشاطات طفله.
4- قراءة قصة له قبل نومه.
5- مساعدة الطفل على تعليمه المشاركة في بعض الأعمال المنزلية كالعمل في الحديقة مثلا.
6- تشجيع الطفل على ابسط تصرف جميل يقوم به.
7- تعليم الطفل الإحتفال بالمناسبات، فمثلا في الأعياد يصطحب الطفل لشراء هدية لأمه او تجهيز فطور خاص لها.
8- يقضي اوقات فراغه احيانا مع الأصدقاء، ولكنه لا يقصّر ابدا في قضاء وقت ممتع مع العائلة.
هذه مواصفات الأب المثالي في عيون اطفال تراوحت اعمارهم من الثالثة الى
الخامسة بسؤالهم كيف تحب بابا يكون او غيرها من الأسئلة التي توضح صورة
الأب المثالي عندهم:
1- الذي يصطحبه للمنتزة والحدائق.
2- الذي يحضر له هدايا او اي شيء يحبه مثل شوكولاتة او لعبة معينة.
3- الذي عندما يعده يفي بوعده.
4- الذي لا يصرخ في وجهه الا في الضرورة القصوى وليس دائما.
5- الذي يقرأ له قصة قبل نومه.
6- الذي يلعب معه لأنه يحبه.
7- الذي يشاهد معه افلام الكرتون في آخر الأسبوع او وقت فراغه.
8- أن يحب اصدقاؤه.
منقــول للفائدة ..