هل حسن نصر الله قاطع طريق؟

طالبت بتسليمه إلى الحكومة اللبنانية "كمجرم حرب"


صحافة مصر تشن هجوماً لاذعاً على نصر الله وتصفه بـ"قاطع طريق



وجهت الصحافة المصرية انتقادات عنيفة الأحد 12-4-2009 الى أمين عام حزب الله حسن نصر الله، مطالبة بمحاكمته بعد إقراره بإرسال عناصر من الحزب الى مصر لمساعدة فلسطينيي قطاع غزة، حتى إن صحيفة ذهبت الى حد استخدام ألفاظ خارجة بحقه.

وأقر نصر الله الجمعة الماضي بأن أحد الموقوفين الـ49 في مصر الذين يشتبه في تخطيطهم لاعتداءات في البلاد، هو بالفعل عضو في الحزب، موضحاً أنه كان يقوم بـ"عمل لوجستي" لمساعدة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مواجهة إسرائيل، وليس للقيام بنشاطات تستهدف أمن مصر.

وهاجمت صحيفة "الجمهورية" الموالية للحكومة نصر الله في افتتاحية احتلت صفحتها الأولى بعنوان "مجرم لا يعرف التوبة"، حتى إنها ذهبت الى تسميته "الشيخ قرد". وقال رئيس التحرير محمد علي ابراهيم: "لا نسمح لك يا شيخ "قرد" بأن تسخر من رموزنا القضائية، فأنت قاطع طريق ومجرم عريق قتلت أبناء بلدك، لكننا لن نسمح لك أن تهدد أمن وسلامة مصر تحت أي مسمى وتحت أي ظرف، وإذا اقتربت من سيادتها تحترق". وختم بالقول: "أنت وعصابتك إرهابيون يا شيخ حسن، وقريباً ستعلم التفاصيل عندما يعلن النائب العام تفاصيل التحقيق مع تنظيمك الارهابي". أما صحيفة "الأهرام" الاوسع انتشاراً من بين الصحف الحكومية المصرية، فأكدت "ان ما اعلنه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله واعترافه بقيادة محمد يوسف منصور سامي شهاب خليته الارهابية في مصر، يدخله في دائرة الاتهام، باعتباره المحرض والمسؤول عن التمويل". ومن جانبه، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "روز اليوسف" كرم جبر أنه "ينبغي ان تبدأ مصر إجراءات إحالته (الشيخ نصر الله) أمام محكمة دولية. وينبغي تسليمه للحكومة اللبنانية كمجرم حرب". وكان القضاء المصري اتهم الاربعاء الأمين العام العام لحزب الله بالتخطيط "للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد"، والسعي الى "نشر الفكر الشيعي" في مصر. وفي هذا الاطار قررت النيابة العامة المصرية توقيف 49 مشتبهاً به، من بينهم شهاب، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق. وأقر نصر الله مساء الجمعة بأن شهاب هو من عناصر حزب الله وهدفه كان تقديم مساعدة "لوجستية" لغزة. وقال: "إذا كانت مساعدة الفلسطينيين جريمة فأنا أعترف بجريمتي بشكل رسمي، وإذا كانت تهمة أو ذنب فنحن نفتخر بها، والكل يعرف أنها ليست المرة الأولى التي يحاول حزب الله فيها مد الفلسطينيين بالسلاح". غير انه نفى اتهامات القضاء المصري لحزبه وله شخصياً بزعزعة امن مصر، مؤكداً أن لا نية مطلقاً لحزب الله في ذلك، معتبراً أن هدف الاتهامات المصرية "تشويه صورة حزب الله الناصعة". وشن نصر الله في 28 ديسمبر/كانون الأول 2008، غداة الهجوم الاسرائيلي على غزة، هجوماً عنيفاً على النظام المصري، مطالباً اياه بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة، وقال متوجهاً الى المصريين "يجب ان تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم"، كما توجه الى "ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية"، مطالباً إياهم بالضغط "على القيادة السياسية" لفتح المعبر، مؤكداً في المقابل أنه لا يدعو "الى انقلاب في مصر". لكن القاهرة اعتبرت يومها ان تصريحات نصر الله "تمثل اعلان حرب على الشعب المصري"، واتهمته"بالعمالة للنظام الايراني" وبأنه "يأتمر بأوامر طهران". وقال إسرائيل كاتز وزير النقل الاسرائيلي المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الاحد الماضي في حديث لإذاعة الجيش الاسرائيلي إن الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله "يستحق الموت". وأكد كاتز لإذاعة الجيش الاسرائيلي أن "نصر الله يستحق الموت وآمل في ان يعرف هؤلاء الذين يدركون كيفية التعامل معه (في إسرائيل) كيف يتصرفون، وأن ينزلوا به المصير الذي يستحقه". وفي صيف 2006، شنت اسرائيل حرباً ضد حزب الله في لبنان، بعدما أسر الحزب اثنين من جنودها قرب الحدود. وأوقع هذا النزاع أكثر من 1200 قتيل في لبنان غالبيتهم من المدنيين و160 قتيلاً من الجانب الاسرائيلي غالبيتهم من العسكريين.

-----------------------------

تعامل الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله , مع الأزمة الحاصلة مع النظام المصري بمسؤولية عالية جداً , وكشف في خطابه الكثير من المعلومات الحساسة والسرية قد يكون لها ما بعدها من تبعات , تقع على كاهل الحزب , كل ذلك من أجل إيضاح الصورة وإزاحة أي شكوك , قد يحاول البعض بثها للمس بصورة المقاومة , التي يعتز بها المواطن العربي , فلا غرابة أن تدخل بيت أي مواطن مصري , لتجد صور أحد قادة المقاومة , أمثال الشيخ الياسين , والرنتيسي والشقاقي , وأبو عطايا , وحسن نصر الله والسيد إسماعيل هنية , تتوسط منزله بل تتقدم على صور الأقارب والأحباب , في رابطة روحية تجمع أبناء الأمة , ما كانت لتستطيع كل وسائل التحريض هدمها , فجاءت الفبركة والتزوير في قضية اعتقال سامي شهاب , في نفس إطار الحملات التي تحاول أن تنال من خيار المقاومة , ورموزه في كل مكان ترفع فيه راية الرفض للسياسيات الصهيونية والأمريكية. أوضح السيد نصر الله في خطابه , أن سياسات الحزب تقوم على عدم المس بالمصالح المصرية , وان الحزب لا يريد أي عداء أو خصومة أو صراع مع أي نظام عربي ، لا أمنياً ولا عسكرياً ولا سياسياً ولا حتى إعلامياً , وهذا الموقف له ما يؤكده ويدعمه من خلال تاريخ ناصع البياض , لحزب الله والمقاومة الفلسطينية , والتي لم تتدخل ولو في حادثة واحدة تخص الشأن الداخلي , لأي دولة عربية وهذا ما كان يحسب للمقاومة , وليس عليها وشكل هذا الموقف قمة الوعي والمسؤولية , في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني والعمل على توسيع حالة العداء للكيان الغاصب , لذا كان الامتداد الجماهيري الواسع والتأييد الكبير للمقاومة في الوطن العربي واضحاً , بل جندت أحزاب عربية عريقة نفسها , من أجل حملات الدعم والتأييد للمقاومة في داخل بلدانا , دون أن تكلف المقاومة نفسها عناء الحشد والمناصرة في البلدان العربية. القضية المفتعلة حول خلايا يقوم حزب الله , بإعدادها للمس بالأمن القومي المصري لم تأت عبثاً , وحيث أن الالتزام الواقع على السلطات المصرية , لمنع ما يسمي بالتهريب حسبا ما جاء في اتفاقية "ليفني رايس" , واجب التنفيذ بالرغم من صعود اليمين الصهيوني , فإن السلطات المصرية بحاجة إلى مبررات ذات ضجة إعلامية , وتحريض قوي وخلق فكرة المؤامرة , من أجل تبرير مشاركتها في حصار غزة , بالرغم من الظلم والخراب الواقع على أهلها , بفعل الآلة الصهيونية المجرمة , وما استمرار إغلاق معبر رفح والحملات الأمنية ,على الأنفاق التي تدخل المواد المعيشية لسكان قطاع غزة, والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء , بفعل الغازات السامة والتفجيرات التي ينفذها الجيش المصري , في حربه على الأنفاق برعاية أمريكية وأوربية إلا خير دليل. وفيما يخصنا كلفسطينين ,نقول لنصر الله نعم العتال سامي مع إيماننا المطلق ,بأن سياسات حزب الله والمقاومة الفلسطينية لا تسمح بأي عمل قد يمس أمن الدول العربية ,لا يسعنا إلا مباركة أي جهد عربي وإسلامي لإمداد شعبنا ومقاومته , بأي دعم لوجستي أو موقف سياسي وإعلامي داعم لقضيتنا , وكانت هذه نداءات الشعب ومقاومته وهو المحاصر من كل جانب , والعشم كما يقال بالجار القريب , فلماذا لا تفتح مصر الحدود مع غزة ؟ ولماذا لا تدعم مصر المقاومة بالسلاح إذا كانت تدعم القضية الفلسطينية ؟ ولماذا لا تقف مصر سداً منيعاً للتدخلات الخارجية في الحوار الوطني , وهي تعرف مصدره إذا كانت حريصة على الشعب الفلسطيني؟!. لقد كانت الحكومة المصرية , في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر , تمد حركات التحرر بالسلاح , في الوطن العربي وفى العالم , ولقد شاركت مصر في دعم ثورات , استطاعت طرد المحتل واستعادة الاستقلال الوطني , فلماذا لا يتم الاستمرار بهذا السيرة العطرة وخاصة , أن قضية فلسطين هي قضية الأمة , وستبقى حالة الأسر التي تعيشها فيها , وصمة عار على جبين أصحاب القرار , ممن تتحرك بأمرهم الجيوش والفيالق العسكرية. كما أن القول بمحاولات نشر الفكر الشيعي , محاولة ساذجة لا تنطلي على أحد , وهل يحتاج الفكر إلى تفجيرات من أجل نشره ؟ كما أن هذه الأقوال فيها استهانة بالشعب المصري الذي يتمسك بأصوله السنية , وهو محصن من أي اختراق بفعل الإيمان والعقيدة الصحيحة , ماذا لو كان حزب الله وزعيمه نصر الله رجلا لأمريكا , هل كانت نفس الفرية تساق في حملات الردح والتشويه , أم نال ما ناله نور المالكي الموالي لأمريكا من تكريم , ومساعدة في توطيد دعائم حكمه بمساعدة عربية رسمية