كل خميس وفى الحادية عشرة مساء، يبدأ النجم والفنان أحمد آدم حلقة جديدة من برنامجه «بنى آدم شو»، والذى يبث على قناة «الحياة 2» وهو البرنامج الذى هاجمه البعض رغم شعبيته وجماهيريته، نظرا للنقد اللاذع والسخرية التى يتناول بها آدم كل تفاصيل حياتنا، وموضوعات الساعة السياسية، بدءا من قانون المرور، وحبس من يرتكبون مخالفات عكس السير، وسائقى الميكروباص وطريقة تعاملهم مع الركاب وأسلوب قيادتهم، مرورا بالآثار المصرية التى تجوب العالم بهدف الترويج للسياحة المصرية والتى وجد فيها آدم مساحة للسخرية اللاذعة، متسائلا «حد فيكوا سمع عن لوحات متحف اللوفر تجوب العالم أو عن الآثار اليونانية وغيرها».. وصولا إلى استيرادنا للملح من السعودية، وتساءل فى سخرية «دى مجرد مياه بتتبخر وبيتبقى الملح»، وأيضا تعرض إلى الاقتراح الذى طالب به أحد نواب مجلس الشعب، والذى تضمن إلحاحا بضرورة عودة الجلباب، وتساءل هذا النائب لماذا لا نذهب إلى الأوبرا بالجلباب، وانتهاء بطوابير الأنابيب.
آدم فى هذا البرنامج استعاد الكثير من تألقه، حيث تمكن بذكاء وخفة من أن يقدم لونا من البرامج، تفتقدها الشاشات العربية، فهو لم يحصر نفسه فى دور المذيع أبو دم خفيف، ولم يقدم البرنامج على طريقة الفنانين الذين يرغبون فى الكشف عن مناطق جديدة فى شخصياتهم، بمعنى أنه فنان مثقف، ويفهم فى السياسة والكثير من الأمور، رغم أن هذه شخصية آدم التى لا يعرفها الكثيرون، وكان من السهل عليه أن يقدم برنامج مسابقات، أو برنامجا خفيفا لا هم من ورائه سوى الضحك، ولكن آدم اختار الأصعب، برنامجا جريئا كاشفا للكثير من الأزمات التى نعيش فيها.
وفاجأنى آدم بتلك الحالة والتى أعتقد أنه لا يوجد من ينافسه فيها، ذلك الشو الذى يعتمد على سرعة البديهة، وربط الخاص بالعام، وإلقاء النكات وتوظيف الجسد وانفعالات الوجه، ليس ذلك فقط، بل تفاعله الحى مع جمهور الاستوديو، ونوعية الضيوف من الكتاب والإعلاميين والفنانين الذين يأخذهم إلى نقاشات خاصة بمشاكل البلد.
يمتلك آدم قدرة خاصة وفائقة فى أن يحول الاستوديو إلى خشبة مسرح شديدة الحيوية، يمتلك هو ناصيتها بكل ذكاء واقتدار، ومن خلال فقرات سريعة ومنضبطة الإيقاع، لا يمكن أن تشعر معها بالملل وساعده على ذلك فى ظنى، عين نشوى الحوفى الزميلة الصحفية ومعدة البرنامج، والتى تملك عينا خاصة وحساسة فى التقاط الكثير من تفاصيل الحياة والشارع المصرى، قد تفوت على الكثيرين، كما أن البرنامج غنى بالمعلومات والحقائق مما يعطيه نكهة خاصة ومميزة عن باقى البرامج.
آدم فنان يملك حسا سياسيا واجتماعيا وليس فقط كوميديا، وبدأ مشواره مع الفن منذ أن كان طالبا فى المدرسة، وقدم العديد من الأدوار شديدة التميز واللافتة للأنظار، وصاحب براءة اختراع شخصية القرموطى وغول المسرح، والذى أعتقد أن السينما ظلمته كثيرا، ولم تعطه حقه حتى الآن.
فواصل رحل زميلنا سيد غنام بسبب الجهل وضغوط العمل، وترصد بعض زملائه له، وترك وراءه طفلا وطفلة، وابتسامة عذبة لا يستطيع نسيانها كل من يعرفه