الأسئلة سهلة وبسيطة فى نفس الوقت.. يعنى تبان سهلة، بس هى فى الواقع معقدة جدا.. وتلاقى السؤال فيه 20 سؤال تانى من جوا».. بهذه الكلمات علق د.أيمن نور، مؤسس حزب الغد، على أسئلة قراء موقع «اليوم السابع»، التى أجاب عنها فى ندوة مفتوحة بمقر الجريدة، أثناء زيارته لها يوم السبت الماضى.
تعجب نور، من تفرد التجربة التى نفذتها «اليوم السابع»، بفتح المجال أمام القراء لطرح أسئلتهم، وحوار مؤسس حزب الغد، والسياسى المصرى الأكثر إثارة للجدل فى السنوات الأخيرة، فى أول لقاء جماهيرى له عبر الإنترنت، بعد خروجه من السجن.
أسئلة القراء تناولت جوانب عديدة من حياة نور، وبخاصة فترة سجنه على خلفية قضية تزوير توكيلات حزبه الشهيرة، وترشحه قبلها لأول انتخابات رئاسية تعددية فى مصر، بالإضافة لعلاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، وموقفه من الإخوان والأقباط والخصخصة والتوريث، وغيرها من الملفات الشائكة التى اقتحمها القراء بأسئلتهم، وهو ما دفع أيمن نور إلى أن يصر على إجابة جميع الأسئلة، قائلا «هجاوب على كل الأسئلة، مفيش عندى مشكلة فى الإجابة عن أى سؤال»، وهو ما كان.
أيمن نور كان فى أفضل حالاته أثناء إجابته على أسئلة القراء، وأثرى جو القاعة بقفشاته الذكية التى لا تخلو من مرارة لاذعة، كرده على سؤال تكرر كثيرا حول علاقته بأمريكا، والتى أجاب عنها برواية أغرب شائعات عن علاقته بأمريكا، والتى قالت إنه شارك فى حرب فيتنام! رغم أنه كان طفلا.
القارئ Egyptian in the US: هل تقابل أوباما لو دعاك إلى لقائة ؟
أنا أقابل أى حد لو دعانى.. المهم لماذا أقابله، وماذا أقول له.. لكن أنا أى حد أقابله عدا الإسرائيليين، هؤلاء لا أقابلهم بلا شك.
القارئ أسامة صابر مصطفى: البرلمان الأوروبى فى (بروكسل) دعاك لإلقاء كلمة فيه، فهل تعتقد أن الحكومة المصرية ستمنعك من السفر كما حدث سابقا؟
سأقول لكم خبرا خاصا، وهو أن المفروض عايز أعمل قسطرة لقلبى، وبعثت للنائب العام أطلب منه إذن سفر، وفوجئت به يطلب منى اليوم (السبت) أن أحضر له ما يثبت أنى مريض.. والحقيقة أنا متعجب «مش هو ده النائب العام اللى طلعنى بقرار إفراج صحى»!
والحقيقة أنا استجبت لكلامه، وأرسلت له الأوراق التى تثبت أنى مريض، والحقيقة حتى الآن لا أفهم قصده.. لعل المانع خير!
لغاية دلوقتى مفيش مانع.
القارئ أسامة صابر مصطفى: وول ستريت جورنال رشحتك أنت ودكتور سعدالدين إبراهيم لجائزة نوبل للسلام.. ما تعليقك؟
(ضاحكا) أنا من رأيى يعطوا الجائزة الدكتور سعدالدين إبراهيم، ويعطونى أنا فلوسها أنا محتاج الفلوس دى فى الفترة الجاية للحزب.
القارئ هلال عبدالحميد: هل تعتقد أن انتخابات الرئاسة المقبلة ستكون نزيهة؟ وهل سيخوضها حزب الغد؟
هذا قرار حزب الغد.. ولا أريد أن أصادر على رأى الحزب، وسأحدد موقفى شخصيا من خوض انتخابات الرئاسة بناء على موقف الحزب وقراراته، ولن يستطيع أحد أن يصادر عليها.
وأنا أتصور أن الانتخابات إن لم تكن نزيهة فسنكون أمام كارثة كبيرة جدا، وما حدث فى الانتخابات الماضية لم يكن سارا، تكراره كارثة.. وأتمنى ألا يحدث حفاظا على سمعة مصر، أو على ما تبقى من سمعة مصر.
القارئ أحمد: هل تقبل أن يكون قبطى أو امرأة رئيسا للجمهورية؟
بالقطع ليس عندى مشكلة فنحن حزب ليبرالى، يؤمن بفكرة أن يكون هناك دور أوسع للمرأة، لكن لسنا مع الدور المفتعل «الدور المخلق»، نحن نحتاج أن يكون هناك إرادة لدى المرأة، أن تشارك فى العمل السياسى، وأن يقابل هذه الإرادة حقوق ونتائج، لكن النتائج المخلقة والنتائج المصنوعة، والأشكال التى نعيشها من فترة طويلة أنا رأيى أنها تؤذى دور المرأة وتقلل من قيمته، ومسألة زيادة عدد النائبات فى مجلس الشعب على ضوء القانون الذى سيتم، أنا أتصور أنها زيادة غير حقيقة لأنها ليست وليدة دور الشارع السياسى، أو إرادة سياسية.
أما الأقباط طبعا لا مناقشة، هم مصريون ومن حقهم أن يكون من بينهم رئيس للجمهورية، لا يشغلنا إلا أن يأتى الرئيس بآليات ديمقراطية طبيعية، دون أى شكل من أشكال الاحتكار، والتضييق على الآخرين، كونه يطلع مسلم أو مسيحى، يطلع امرأة يطلع رجل، يطلع جمال مبارك، يطلع حد تانى دى مسألة لا تعنينى، المهم الآلية التى يأتى من خلالها.
القارئ أحمد: ما هو موقفك من الإخوان هل مازلت مصمما على منحهم حزبا سياسيا؟
أنا مع أن يكون لكل القوى المحجوبة عن الشرعية حقها فى تنظيم نفسها شرعيا، أنا مع أن يتحول مشروع الكرامة إلى حزب، ومشروع الوسط إلى حزب، والإخوان أن يكون لهم حزب إذا تقدموا ببرنامج سياسى واضح كتيار سياسى، والشيوعيون أيضا لابد أن يكون لهم حزب، فى تصورى أن محاولة محاصرة الإخوان فى جماعة محظورة ليس فى مصلحة مصر، وحجب هذه القوى، خاصة الإخوان لن يؤدى إلى نتائج إيجابية، وسيضر بمصلحة مصر، وما نشاهده أن كل القوى السياسية المؤثرة محاصرة، أنت مصرى وتجد نفسك ليس لك حق فى ممارسة حقوقك السياسية.. وتجد نفسك فى الآخر ممنوعا ومحظورا دون سبب منطقى.
فلنترك يا جماعة المسألة للصندوق والساحة هما اللى يفرزوا.. ونعمل آليات حقيقية لمواجهة أى خروج عن القواعد الشفافة للتداول السلمى للسلطة، حتى لو حصل؛ هياخدوا مدة.
القارئ محمد على: أريد أن أعرف موقفك مما أثير فى فترة سابقة عن أن الحزب تموله إيران والشيعة خاصة بعد ما نشر على صفحات الجريدة فى مقالة عن سب الصحابة رضى الله عنهم جميعا؟
«ساخرا».. دا من فضل ربنا علينا إنه موسع فى التمويل من كل الجهات، من أقصى الشرق لأقصى الغرب. طبعا كل الكلام دا مش حقيقى، ومش عارف أصله من أين.
القارئ سعيد عبدالرؤوف: هل أنت مع بيع القطاع العام؟
سؤال مهم جدا.. أنا مع فكرة تغيير نمط إدارة القطاع العام، بس مش مع فكرة بيع القطاع العام بالطريقة التى تباع بها... أحب الدكتور محمود محيى الدين منذ أن كان زميلى وصديقى فى المرحلة الثانوية، وفى اتحاد طلاب الجمهورية، أنا كنت أمين اتحاد طلاب الجمهورية، وكان هو الأمين المساعد، وأنا أثق أنه إنسان وطنى وجميل، لكن أنا حقيقة «مش فاهم هو إيه اللى هو بيعمله ده.. مش فاهم إزاى حد بثقافة ووطنية وتاريخ أسرة محمود محيى الدين، ممكن يتورط فى موضوع زى الصكوك الساذج العبيط».. إزاى يبقى الموقف من القطاع العام بهذا الشكل الذى يمثل أقصى أشكال السفه والإهدار لثروة مصر القومية.
أنا لست من أنصار أن القطاع العام يبيع «بيض» ولا يبقى فيه ترزى قطاع عام، لا يمكن أن أكون مع هذا، لكن لا يمكن أن أكون مع اللى بيحصل ده، إحنا لنا مفهوم مختلف للخصخصة، الخصخصة ليست هى البيع، الخصخصة هى طريقة إدارة، وروح إدارة، ولا يوجد مانع عندى أبدا أن يكون عندى مؤسسات تدار وفقا لمفاهيم تتفق مع الخصخصة، لكن من خلال الحكومة، مفيش مانع، لكن إيه المعنى إن إحنا نتكلم عن بيع أقرب إلى السفه، مثلما يحصل مع عمر أفندى.. أنا أقول هذه ليست خصخصة، وأزمة الحركة الليبرالية فى مصر أنها مأزومة بسرقة شعاراتها ومفاهيمها وتفريغها إلى شكل مشوه، وبعيد كل البعد عن مضامينها الحقيقة.
الصورة الذهنية التى بقت مترسخة عن الناس، صورة ظالمة لأصل الفكرة، فما يحدث الآن بيع بالبخس، وبيع بتبديد الثروة، وبيع بالتواطؤ، وكسب غير مشروع، وله 500 ألف تسمية غير الخصخصة.
القارئ إســلام محفـوظ: لماذا أستشعر فى لقاءاتك التليفزيونية بعد خروجك من السجن انكسارا وانهزاما، وكأنك استسلمت للأمر الواقع؟
طبعا أنا مقدر إن بعض إخوانى من قراء «اليوم السابع» كانوا من المتحمسين لمشروع الحزب فى انتخابات الرئاسة 2005، وهو المشروع الذى لا أراه ليبراليا خالصا، ولا حزبيا خالصا، ولا حتى مشروعا شخصيا خالصا.. هو فى النهاية «مشروع جيل».. وأقول إننا كنا نمثل معركة جيل، كان متحمسا لحماسنا، ولصدقنا الذى حاولنا أن نكون عليه. هذا الصدق كان يؤدى إلى سخونة وتشابك شديد جدا.
أنا خارج بعد 4 سنين عاملين زى الوقت المستقطع، الأجواء هادئة جدا، المناخ مش مناخ 2005، ومش منطقى إنه يبقى 2005، رغم أنى أقدر أرجع هذا المناخ، لكن هذا ليس الوقت المناسب، إحنا فى 2005 كان عندنا أسباب كثيرة للسخونة الشديدة التى تعاملنا بها، وهذه الأسباب غير موجودة فى الوقت الحالى، وممكن هذه الأجواء ترجع مرة ثانية، لكن فى اللحظة التى خرجت فيها من السجن لم يكن هناك منطق أن أطلع «أزعق»، كان فيه ناس منتظرة أزعق وأقول «يسقط حسنى مبارك»، ويسقط «مش عارف مين».. إنما أنا خارج بروح مختلفة.
هذا السؤال تحديدا أنا قرأته أكتر من مرة، واهتممت بكلام القارئ الأخ «إسلام»، حتى أقدر أعرف هو «شايف روح الهزيمة والانكسار من أى زاوية، أنا عندى مشكلة إن أنا عايز أعيد بناء الحزب، لا تنسوا إنه كان عندى 89 يوما فقط بين تأسيس الحزب، وبين القبض على يوم 29 يناير 2005، 89 يوما يا جماعة لايعملوا حزب، إحنا اشتغلنا بإيدنا اليمين فى انتخابات رئاسة، وبإيدنا الشمال فى محاولة تأسيس حزب «وإحنا ماشيين فى مؤتمراتنا وحملتنا الانتخابية»، مما صعب علينا بناء الحزب بالشكل الذى حلمنا به.
وأقول لأخى إسلام إذا كان لديه احساس بأن عندى شىء من الهزيمة، أطمئنه بأن هذه الهزيمة ستتحول إلى نصر بوجود الناس أمثاله معنا، ومشاركتهم فى مشروعنا، وفى إعادة بناء حزب الغد، وأتمنى أننا نقدر نحل جزءا من المعادلة الصعبة فى مصر، التى تتكون من حكومة سيئة، وحزب حاكم سيئ، وأحزاب معارضة غير موجودة خالص.. عايز أقول نحن قادرون على أن نقدم تجربة حزبية تعطى الأمل للحياة الحزبية فى مصر، بدلا مما هى جثة هامدة.. ممكن تكون جثة فيها صباع صغير لسه بيتحرك.
أنا خارج النهاردة عينى على أبنائى زملائى وأصدقائى ورفاقى اللى أنا عايز أخفف العبء عليهم، وأقولهم يا جماعة هنشتغل بإيدينا الاتنين فى إعادة بناء الحزب، مش هيبقى عندك من النهاردة غير كده.. ومن حق الناس دى إنهم يأخذوا فترة سنة أو اتنين يلتقطوا فيها أنفاسهم.
القارئ تامر: يا ترى لو أصبحت رئيس جمهورية ستبقى كما أنت ولا الكرسى هيغيرك..؟
القارئ العزيز تامر أنا أشكره وأعذره، أشكره أنه مهتم إننا نكون أفضل من غيرنا.. وأعذره لأن التجربة بالفعل مريرة جدا، كل اللى شافوه فى كل المستويات، على مستوى أعضاء مجلس الشعب، وعلى مستوى أعضاء فى المجالس المحلية، وعلى مستوى حكام ورؤساء جمهوريات كان عندهم منطق، وبعد ما وصلوا للسلطة عملوا العكس تماما، وبالتالى إزاى أنا أقدر أعطيه دليلا أن فيه ناس ممكن تحقق وعودها بعد الفوز فى الانتخابات.. وأنا الحقيقة ماعنديش دليل، لكن عندى قدر من التمنى أن أكون كما تتمنى، وليس كما وجدت فى الآخرين.
أما مسألة إنى مشغول بالحكم، أقول له أنا مش مشغول بالحكم على الإطلاق، أنا مشغول بإصلاح بلدنا والتغيير، وأنا قلت فى مناسبات مختلفة، وفى مؤتمرات انتخابية «لست أفضل من يحكم مصر»، لكنى كنت مقتنعا أنى كنت أفضل العشرة اللى اترشحوا فى انتخابات الرئاسة فى 2005، بما فيهم الحزب الحاكم، ومازلت مقتنعا بهذا، لكن مين قال إننى أحسن واحد ينفع يحكم مصر، يارب يكون فيه واحد كويس، وعنده فرصة جيدة، لأن فيه أشخاص ممتازين كتير، لكن فرصتهم صعبة فى الترشح، ولو وجدت هذا الشخص فسأكون أول الناس السعداء بوجوده، وأكون من المساهمين فى مساندته، على طريق الإصلاح والتقدم لمصر.
القارئ أحمد: ماذا كنت تستطيع أن تفعل لو كنت رئيسا لمصر وقت الاعتداء على غزة؟
فيه مشكلة حقيقة فى مسألة غزة، أنا مش ضد الموقف المصرى، لكن الحقيقة أنا ضد محاولة حصر الموقف المصرى بين نقطتين، إما أننا ندعو إلى حرب، أو أن نفعل ما فعلنا، لازم يكون فيه فهم إن هناك أمورا كثيرة جدا بين النقطتين، إنت عايز حرب.. أقول لأ مش عايز حرب، طيب يبقى لازم توافق على اللى إحنا بنقوله، أقول لا هذا ليس صحيح، وطالما الأمر كذلك أقول إن بين النقطتين توجد مسافة واسعة جدا، فيها خيارات كثيرة جدا، رغم إنهم بـ«يزنقونا» بين النقطتين السابقتين.. مصر أوسع من كده.. كذلك الخيارات فى موضوع غزة أوسع من النقطتين اللى هما بيدعوا لهم.. أنا أعرف أننا لا نستطيع دخول الحرب حاليا، وجنون أن نقول نقدر ندخل حرب مفتوحة مع إسرائيل فى ظل ظروفنا المنهكة جدا، واللى هما وصلونا إليها، لكن لايكون البديل موقفا ليس له معنى ولا لون ولا طعم والذى ظهرنا به.
أنا شخصيا كنت أشعر بمرارة شديدة جدا وأنا فى السجن، لكن مش قادر أقول حاجة، مش قادر أتكلم، ومش قادر أعمل أى حاجة، آخر حاجه قلتها لهم عايز أتبرع بدمى يا جماعة، معنديش حاجه أقدر أعملها وأنا فى السجن غير كده... الموقف المصرى أنا واثق إنه مش تآمرى، لكنه فشل، وهذا أخطر من التآمر، يوجد حالة فشل مصرى رهيب فى القضية الفلسطينية، لا أتصور إن إحنا نبقى قاعدين كده فى مصر.. بكل مافيها من مؤسسات، وواحد اسمه خالد مشغل قاعد فى فندق يؤثر على القضية الفلسطينية أكتر من تأثير مصر فيها، أكتر من كل الأجهزة اللى اشتغلت فى القضية الفلسطينية، أكتر من كل المؤسسات التى تفرغت للمقابلات الخاصة بالقضية الفلسطنية.
المعالجة المصرية للقضية لم يكن فيها تآمر، ولا خيانة، أنا ضد فكرة إن هما اتفقوا مع ليفنى، وقالوا لها «بكرة الصبح إن شاء الله إنتم تضربوا غزة» لا أظن هذا، ولا أتصور أن مسلم أو عربى أو أى إنسان سوى يقبل هذه الجريمة تحت أى ظرف أو مسمى.
القارئ عمر: ما رأيك فى اتهامك بالانفتاح على أمريكا؟