بعد لقائه ب"حوا وادم" في الجنة

بعد لقائه ب"حوا وادم" في الجنة
علي الحجار: أرفض الاحتكار حتي لو جلست في بيتي
لا أقبل أن أغني حرفا.. يسيء لديني

تدور به طواحين السنين "قلابات".. وهو لا يملك إلا حنجرته..
أحد القلائل الذين يمدون جسراً بيننا وبين الطرب الحقيقي. ينحاز دائماً للغناء الجاد كثيراً ما أخذه انحيازه الي نوبات من الدهشة والإستغراب لما يحدث علي ساحة الغناء من سيطرة لموجات وهوجات هابطة..
يرفض الاحتكار وتدخل المنتج في اختياراته. فقرر منذ البداية ان ينتج لنفسه ولا يغني الا ما يقتنع به حتي لو كلفه ذلك ان ينتظر في منزله لسنوات.
يطل الحجار علي جمهوره في 2009 بنفس الصوت الشجون والنفس الطويل وبأفكار جديدة ومختلفة أثارت جدلاً علي شبكة الانترنت خاصة الأغنية الرئيسية "حواء وآدم"..
وفي منزلة بالمقطم التقينا وتحدث الينا في أمور كثيرة في الفن والحياة.
** ماذا عن الجدل الذي أثير حول أغنية "حواء وآدم" لدرجة ان البعض لم يتواري في تكفيرك بسببها؟
من الواضح ان اصحاب هذا الرأي فهموا الأغنية خطأ فهي لا تتحدث عن ابو البشر آدم عليه السلام وليس فيها اي مساس به كرمز ديني وإذا سمع هؤلاء الأغنية بإمعان فلن يجدوا فيها ما يوحي بكفر الحجار أو كاتبها نبيل خلف. فأنا أغن: "أول زفة وأول فرحه.. حوا إتزفت من غير طرحه. من غير مهر ولا شرط في عقد" اي كفر في هذا الكلام فالمؤلف أحس معاناة الشباب من المغالاة في الزواج وعجز الشاب عن الفوز بحبيبته دون ان تقهره عائلتها بالمهر والشبكة والشقة والسيارة فنبيل خلف وضع يده علي الجرح واعاد للناس قصة آدم وحواء في صياغة شعرية رائعة لا تخرج الا من مبدع متمكن.. كما ان الأغنية لم تواجه اي اعتراضات من الرقابة علي المصنفات الفنية أو رجال الأزهر.
** وهل ازعجك هذا الاتهام؟
نعم. شعرت ان هناك حزباً من مترقباً للفن الجاد ويسعي بكل قوته الي تشويهه دون وجه حق ولا أعرف السبب وأزعجني أيضا انني بعد كل هذا المشوار الذي راعيت فيه الله منذ بدأت في منتصف السبعينيات حتي الآن ان اتهم بالكفر.. فأنا أحرص جداً علي اختيار كلمات وموضوعات اغنياتي ولا أقبل بأي حال من الأحوال ومهما كانت المكاسب من وراء ذلك ان أغني حرفاً يسيء لديني وعقيدتي وأخلاقي وتقاليد مجتمعي. وهذا ما تربيت عليه. فأنا أصلي وأقرأ القرآن وأتق الله.
** بالمناسبة ما حقيقة اعتمادك من الأزهر كمقريء؟
قبل عامين تقريباً طلبت مني المخرجة زينب زمزم ان أتلو القرآن الكريم في برنامج الصلصال "قصص الأنبياء" الذي كانت تخرجه ويعرض في شهر رمضان وتطلب ذلك ان أحصل علي إجازة من الأزهر الشريف والحمد لله شرفني الأزهر بمنحي الاعتماد كمقريء.
** وهل ستفكر في تسجيل القرآن بصوتك؟
نعم. فأول شيء سوق أقوم بتسجيله في ستوديو الصوت الجديد الخاص بي هو تسجيل القرآن لأفوز ببركته.
** وهل انتهيت بالفعل من تجهيز الاستوديو؟
الحمدلله تم تركيب أجهزة الصوت مؤخراً وقمت بالفعل بتشغيل القرآن الكريم لكن حتي الآن لم يبدأ العمل الفعلي في الاستوديو.
** اتجهت في الفترة الأخيرة خاصة في "ألبومك السابق" "يمامة" والجديد "حواء وآدم" إلي تقديم اغنيات إيقاعية مثل "يمامة" و"الزين والزينة" و"قلب الحبيب" و"العروسة" هل قصدت ذلك؟
أنا لا أقدم اي أغنية الا وأقصد بها هدفاً معيناً بداية من اختياري للكلمات وإتفاقي مع الملحن والموزع. واتجاهي للأغنية الإيقاعية ليس جديداً عليّ. ففي الوقت الذي قدمت فيه "اعذريني" و"لما الشتا يدق البيبان" و"أنا كنت عيدك" قدمت اغنيات إيقاعية مثل "عنوان بيتنا" و"لما أنت ناوي ع السفر" و"رمي رمشه" و"طاير زهر العشاق" و"ريشة" وإذا كانت الجمل الموسيقية في أغنيات "يمامة" و"الزين والزينة" و"قلب الحبيب" "رشيقة" وبسيطة فهذا يتفق مع روح العصر وإيقاعه السريع والمتلقي الحالي الذي لم يعد لديه وقت لسماع أغنية طويلة.
** وكيف تحقق المعادلة الصعبة بين ما تريد ان تغنيه وما يريده الجمهور في ظل الإيقاع السريع الذي تتحدث عنه؟
ببساطة شديدة انا لا أغني سوي ما أقتنع به وما يتفق مع تاريخي ورصيدي الفني ويعد إضافة له وفي نفس الوقت لا يمكننا تجاهل الجيل الذي يتلقي الأغاني الآن فله فكره وذوقه ومطالبه التي تختلف بالتأكيد عن مطالب الجيل السابق الذي كان يستمتع بأغنيات "أعذريني" و"علي قد ماحبينا" وغيرها.. لذلك أحاول الاقتراب من الأجيال الجديدة بموسيقاها ولغتها السريعة مع تقديم أغنيات فيها فكرة وكلماتها سهلة ولها هدف ولا يمكن مطلقاً وصفها بأنها تافهة.
** من يحكم نوعية الغناء المقدم علي الساحة الآن المنتج أم المطرب أم الجمهور؟
سؤال محير فلا تستطيع ان تحصر المتحكم في الغناء المقدم علي الساحة في عنصر من الثلاثة فلو ان الجمهور لفظ الغناء المبتذل الذي يقدمه المغني ولو أن المغني وجد منتجاً فناناً له هدف ورسالة لما كان هذا حالنا.. وربما يكون المغني هو العنصر الأقل لوماً في هذا المثلث فلو انه غني أغنيات ترضيه فقط ولم يلتفت للجمهور لجلس في بيته وتكون المسألة أكثر صعوبة علي الأصوات الجديدة.. فأنا علي سبيل المثال لدي رصيد عند جمهوري لما يزيد علي الثلاثين سنة وهذا يساندني في محاولة اقترابي الآن من ذوق الشباب بما لا يتعارض مع هذا الرصيد.
** وهل تتابع مايحدث علي ساحة الغناء في العالم؟
أنا شغوف بذلك وأحب أيضا متابعة أحدث تكنولوجيا التوزيعات والتسجيلات الموسيقية وكذلك أتابع أفكار الأغنيات في العالم ويلفت نظري نجاح التجارب الجديدة في أوروبا خاصة الفرق الجماعية.
** وهل هذا مايدفعك الي تنفيذ أعمالك بشكل أوركسترالي دائماً؟
الأعمال الأوركسترالية تعيش أطول لكن التكنو والراب والميتل موضة تظهر وتختفي أمام الأوركسترا التي تبقي مهما مر عليها من ألوان.
** الأوركسترا يمكن توظيفه مع الآلات الشعبية والعكس أليس كذلك؟
نعم ولي تجارب عديدة في هذا الاتجاه ولو رجعنا بالزمن مثلاً لأغنيات مسلسل "غوايش" التي كتبها سيد حجاب ولحنها عمر خيرت نجد عناقاً بين الآلات الشعبية وآلات الأوركسترا.. وجميع أعمالي مع عمر خيرت نفذت بهذه الطريقة نذكر منها مثلاً "مسألة مبدأ" و"عارفة".
** لكنك تميل أيضا الي الموسيقي الشعبية وظهر ذلك في أغنية "العروسة"؟
المفاجأة ان هذه الأغنية ليست من الفلكلور لكن الجمل الموسيقية التي اختارها الملحن محمد عزت تجعلك تشعر ان اللحن يزيد عمره علي ال200 سنة وانها من الفلكلور وكان كلام الشاعر فؤاد حداد دافعاً للملحن لصياغتها بهذا الشكل وإكسابها الروح الشعبية.
** وأغنية "القلب تعبان" التي ضمنتها ألبومك الأخير أخذت اللون التركي في التنفيذ هل هذا مقصود؟
نعم فالملحن أمير عبدالمجيد منذ ان قرأ كلمات الشاعر ناصر رشوان قال ان هذه الأغنية لابد من تنفيذها بالأسلوب التركي في التلحين وطريقة العزف بالاستعانة بآلات البزق والأبوة والكلارنيت ولم يحصل مني الا علي أجره كملحن فقط رغم ان تنفيذها بلغ 12 ألف دولار.
** وماذا عن إعادة أغنيتك القديمة "علي قد ماحبينا" وتضمينها الألبوم؟
هذه الأغنية التي كتبها عبدالرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي هي أول أغنية قدمني بها بليغ لعالم الغناء ولقد حرصت علي إعادة توزيعها من خلال الموزع الذي أحترم موهبته اشرف محروس وتقديمها في الألبوم الجديد لتتعرف الأجيال الجديدة علي بعض أعمالي القديمة وسوف أضمن كل ألبوم أقدمه أغنية من أعمالي السابقة خاصة اغاني المسلسلات.
** وما رأيك في التوزيع الجديد للأغنية؟
أشرف محروس نفذها جيداً وحافظ علي روح الأغنية.
** في رأيك ماهي الأغنية التي اعتبرتها مفاجأة الألبوم؟
"حواء وادم" وملحنها الموسيقار الكبير عمار الشريعي.
** وما أكثر الأغاني رواجاً؟
"حواء وآدم" و"العروسة" والأخيرة تذاع بكثافة في الأفراح.
*. ومارد فعلك تجاه مبيعات الألبوم التي حققت أرقاماً عالية؟
كانت مفاجأة بالنسبة لي ولشركة الإنتاج التي تولت توزيع الألبوم حتي ان مدير التوزيع قال لي إن نجاح الألبوم غير من مفاهيم أهل المهنة وتم إعادة طبع الألبوم "كاسيت" و"C.D".
** وما مدي ثقتك في مبيعاتك بعد هذا المشوار؟
النت والقرصنة علي صناعة الموسيقي تجعل اي فنان لا يثق خاصة انني اعمل بالفن وليس همي البيع إنما التواجد في عقل وقلوب الناس فطوال حياتي انتج من اجل تقديم اغنية جيدة اسجلها دون ان اعرف هل ستطرح في الأسواق أم لا وهذه المرة تحديداً لم أكن متفائلاً بسبب مايحدث في سوق الغناء.
** مالذي يدفعك ان تنتج لنفسك في الوقت الذي نجد فيه حماس المنتجين يتزايد لأرباع وعديمي المواهب؟
أنا الذي اخترت. فأنا لا انساق لرغبات بعض المنتجين الذي يتعاملون مع الأغنية علي أنها بضاعة استهلاكية فلو الجمهور يحب الأغنية هذه الأيام بكلمات موحية و"شويه رقص" نجد المنتج يشترط علي المغني ان يقدم له اغنية بنفس المواصفات حتي تحقق مبيعات.. ولست أنا الذي أرضخ لهذه الشروط حتي لو كان الثمن ان أجلس في بيتي سبع سنوات وأعيش علي رصيدي القديم.
** سوق الكاسيت في مصر يترنح هل توافق علي ذلك؟
نعم فالمنتجون فقدوا حماسهم لإنتاج البومات بعد انتشار سرقة الأغاني وتسريبها علي شبكة الإنترنت وتكبد المنتج خسائر كبيرة.

شكرا لمروركم الكريم
اجدد التحيه
والمحبه
اليكم

بعد لقائه ب"حوا وادم" في الجنة 2f11114cae

» توهان بالمستشفي مصرع "ربة منزل" أثناء الوضع .. والمستشفي سلم الأسرة "جثة طفل" فوق البيعة
» رغم أنه "بطّل السجاير وبقي إنسان جديد" أفلت العجل..ووقع شعبولا "ضحية" مخدرات العيد
» أبو عميرة "فرحان" لنجاح "قلب ميت"(اليوم.. تصوير آخر مشاهد المسلسل في الهرم)
» انطلاق دورة ويمبلي.. الليلة الأهلي "الجريح"في مواجهة سيلتيك "الطموح" برشلونة مع توتنهام.. لقاء جماهيري
» أطلق الرصاص في الفرح فقتل "ابنه" و"المطرب"