بين فريد وام كلثوم
لما لم تتعاون معه؟
سؤال ما زال يطرح الى الان .......... وربما قد طرحه الاطرش في نفسه قبل مماته
نعم طرح هذا الموضوع أثناء حياة فريد الأطرش ليس مع نفسه فقط ولكن على صفحات الجرائد والمجلات وفى أحاديثه للراديو والتليفزيون ، ولم تخرج المناقشات فى هذا عن ابداء فريد لرغبته فى التلحين لكوكب الشرق ، وربما كان هناك مشروع للتلحين لم يكتمل ، وهناك صور نشرت لفريد مع أم كلثوم ، ومع عبد الوهاب وعبد الحليم أيضا دلت على كل منهم كان يكن احتراما للآخر ويحتفظ معه بعلاقة ودية
ما مدى صحة أن فريد لم يغير جلده وظل محافظا على خطه ، وما قيمة ذلك؟
وصف " لم يغير جلده " مثير للجدل فى حد ذاته فضلا عن إطلاقه على فريد بالذات ، وقد يستخدم هذا الوصف ابيان الإعجاب بالأصالة والحفاظ على التراث الشرقى ، وقد يستخدم للذم لبيان أنه تقوقع فى أسلوب ونغمات وحركات معينة تفقده التجدد ، وقد يعنى أيضا الإشارة إلى تكرار الذات وتشابه الألحان إلى حد انعدام الإبداع بعد مرحلة معينة
وإذا استمعنا إلى ألحان فريد نجد أنه فيها مزيجا من هذا كله ، فهو قد أظهر شرقية أصيلة فى ألحانه واهتم أيضا بالتراث الشعبى بالإكثار من غناء "الموال" داخل أغانيه ، وقد حبس نفسه فى مقامات معينة لفترة طويلة ، ثم تشابهت ألحانه فى الفترة الأخيرة إلى درجة التكرار ، ولكن هناك مأخذ على هذا النقد ، لأن فريد الأطرش بذل مجهودا رائعا فى سبيل تحديث الموسيقى العربية وألحانه الأولى تشهد بذلك ،وكانت له طموحات كبيرة ظهرت فى اهتمامه بمستوى الفرق الموسيقية وإدخاله لكثير من النغمات والإيقاعات الغربية بانسجام كامل فى ألحانه ، وفى العزف على العود أدخل كثيرا من التكنيك الأسبانى فى العزف على الجيتار إلى العود الشرقى ، وفى أشهر مقطوعاته فى العزف على العود كان فريد يعزف نسخة من مقطوعة أستوريا الأسبانية المؤلفة عام 1900 وقدمها على أنها من موسيقاه ، ورغم ذلك فكان له فضل إدخال أسلوب الجيتار على العود مما أعطى العزف أبعادا جديدة مميزة
هل عرف فريد بالتلحين من مقامات معينة أكثر منها مثل الحجاز؟
نعم فضل فريد بعض المقامات للتلحين منها ومنها الحجاز لكنه استخدم مقامات عديدة غيرها
هل صحيح قول النقاد أن ألحان الاطرش لا تصلح الا له فقط؟ وقول بعضهم أنها لا تصلح إلا لأصوات نسائية؟
قد يحتوى هذا النقد على بعض التجنى ، إذ أنه قول لا ينطبق على أى ملحن ، والقول بأنها لا تصلح إلا لأصوات نسائية غير واقعى ، ولكن ربما قصد بهذا التعليق أداء فريد وليس ألحانه حيث أنه كا فى أحيان كثيرة يميل للمبالغة فى إبداء التأثر إلى حد الإيحاء بالبكاء
فريد فى أعين النقاد
اختلف النقاد حول مكانة فريد الأطرش بين الملحنين والمطربين ونورد هنا أهم الانتقادات التى وجهت لفريد
لوحظ على فريد الأطرش عدم قدرته على النطق السليم لبعض حروف اللغة العربية ، وقد أرجع ذلك لعدم دراسته لعلم التجويد القرآنى كما كان الحال مع رواد الفن
فى كتابه "السبعة الكبار" الذى لم يضم اسم فريد أخذ عليه الناقد فيكتور سحاب إهماله لتطويع صوت أسمهان للمقام الموسيقى فى أحد ألحانه مما أظهر صوت أسمهان خارج المقام فى أحد المواضع
يرى بعض النقاد أن نجاح بعض ألحان فريد الأطرش قد يجعل منه ملحنا متميزا مثل الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدى لكنه لا يضعه فى مصاف الرواد الذين يشترط لاكتسابهم هذه الصفة نجاحهم فى تغيير الفكر الموسيقى وإضافة أساليب جديدة لم تكن مستخدمة من قبله
علق أيضا بعض النقاد على صوت فريد بأنه لا يصلح للغناء ، وبرون أنه كان عليه أن يهتم فقط بالتلحين ويترك مهمة الغناء لغيره
قام الفنان عمار الشريعى فى الثمانينات بإنتاج شريط كاسيت عليه أغانى فريد الأطرش كمعزوفات موسيقية ، وأظهر عمار إمكانيات فى ألحان فريد لم تكن ظاهرة فى الأغانى التى غناها فريد بنفسه ، وبدت الموسيقى أكثر جمالا من الأغانى المغناة ، وربما يؤيد هذا العمل القول بأن موسيقى فريد أفضل من غنائه