إسرائيل تواصل غاراتها الجوية على غزة والجهود الدولية تتواصل لوقفها
28.12.2008 آخر تحديث [20:15]
واصل الطيران الحربي الإسرائيلي يوم 28 ديسمبر /كانون الاول غاراته على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا غارات الأمس واليوم إلى 290 قتيلاً وأكثر من 900 جريح. فقد تعرضت المنطقة الشرقية الجنوبية لمدينة غزة فجر يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول لغارات جديدة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مسجداً في محيط مستشفى الشفاء أسفر عن مقتل إثنين من الفلسطينيين ووقوع أضرار في المستشفى. كما وجهت الطائرات الإسرائيلية ضرباتها الى محطة تلفزيون الأقصى التابعة لحركة حماس. وإستهدف كذلك الإسرائيليون بغاراتهم الجوية المكثفة في أجواء القطاع طوال الليلة الماضية أكثر من 20 هدفا فلسطينيا أخر.
الجهود الدولية الرامية للسيطرة على الوضع في الشرق الأوسط
أصدر مجلس الأمن الدولي في 28 ديسمبر/ كانون الأول بيانا صحفيا غير ملزم، دعا فيه إلى وقف فوري لكل أشكال العنف في قطاع غزة، وأعرب عن قلقه الشديد إزاء التصعيد العسكري في القطاع.
وشدد مجلس الأمن الدولي على الحاجة الملحة لعودة الهدوء إلى قطاع غزة لإفساح المجال للحلول السياسية. وفي تعليقه على بيان المجلس حمّل المندوب الأمريكي في مجلس الأمن زلماي خليل زاد حركة حماس مسؤولية ما يجري في غزة. وكانت ليبيا دعت لانعقاد هذا الاجتماع، في حين عارضت واشنطن مشروع قرار دولي روسي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، وقد تم استبداله بعد الضغوط الأمريكية ببيان صحفي غير ملزم.
من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة فيتالي تشوركين موقف بلاده من التطورات الخطيرة في غزة، معبراً عن الأمل في إستجابة جميع الأطراف لما سماه بـ "رسالة مجلس الأمن" حول ضرورة إيقاف العنف، والمساعدة على تحسين الأوضاع المعيشية والإقتصادية لقطاع غزة.
وقال تشوركين "ان الوضع يتجه مرة أخرى إلى دورة من العنف الشديد.. وهو أمر خطير جداً. أعتقد ان هذا الفهم مكن مجلس الأمن الدولي للبحث عن جهود لحل هذه الأزمة واصدار رسالة نأمل أن تسهم في أيقاف دورة العنف هذه، وأن تلقى كل الإهتمام من قبل جميع الأطراف لإيقاف إراقة الدماء وللمساعدة في تحسين الوضع الإنساني والحياة الإقتصادية في غزة".
روسيا تواصل مساعيها لتهدئة الأوضاع في غزة
اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو تواصل التنسيق مع الأطراف الإقليمية من أجل التوصل إلى إيقاف إراقة الدماء والمواجهة العسكرية في قطاع غزة.
كلام لافروف جاء خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط بحثا خلاله تطوراتِ العملية الإسرائيلية في قطاع غزة. وعبر الطرفان عن وجهة نظر مشتركة حول ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا وزادت من معاناة الفلسطينيين الإنسانية.
من جهة اخرى أكد الوزير الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني مرة اخرى الموقف الروسي الداعي إلى وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة فوراً وتحقيق التهدئة. كما دعا لافروف خلال هذه المكالمة مع ليفني إلى السماح بعبور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
الجهود العربية
وفي القاهرة يجتمعُ في 28 ديسمبر/ كانون الأول مندوبو الجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي على القطاع تحضيراً لاجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في 31 ديسمبر/ كانون الأول. وكانت ليبيا وقطر وسوريا طالبت في 27 ديسمبر/ كانون الأول بعقد قمة عربية لكن ممثلَ حماس في لبنان قال إن عاصمة عربية كبيرة لم يسمها تحاول عرقلة انعقادها.
واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة تواصل اتصالاتها للعمل على وقف شلال الدم في قطاع غزة. وأشار بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إلى استمرار الإتصالات مع حركة حماس والبحثِ في قضية العودة الى التهدئة. وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط " لقد اتصلنا مع رموز في حركة حماس في غزة وكلمناهم في منتهى الصراحة وبشكل مباشر وغير مباشر من خلال جهات عربية وغير عربية وقلنا لهم نرجوكم لا تقطعوا الهدنة ، ولتستمر الهدنة ولا تتوقف حتى نتفادى ماحصل ، ويا ليتنا تفاديناه". وكان عباس قد زار الرياض وعمان قبل القاهرة، وقال إن الفلسطينيين كلَّهم اليوم في وضعٍ واحد ولا مجال للحديث عن الإنقسام الداخلي.
من جهته تحدث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن سعيٍ مصري من أجل إعادة التهدئة، وقال إن مصر تعارض عقد قمة عربية من دون التحضير لها.واضاف ابو الغيظ في المؤتمر الصحفي المشترك مع عباس قائلاً "نأمل ان نحقق الهدف المتمثل في وقف الاعمال العسكرية العدوانية والتوصل الى استعادة التهدئة وتمرير اكبر قدر من المعونات والادوية واحتياجات الشعب الفلسطيني .. هذه هي الاهداف الثلاثة التي سنعمل من اجلها على المستوى العربي وعلى المستوى الدولي وعلى مستوى مجلس الامن الدولي".
أردوغان: الهجوم الإسرائيلي جريمة ضد الإنسانية
طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها على قطاع غزة، ووصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية. أردوغان وأمام تجمع لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، قال إنه يشعر بالغضب لأن الهجوم جاء في وقت تبذل فيه بلاده جهود وساطة بين إسرائيل وسوريا واعتبر أنه دليل على عدم الاحترام الإسرائيلي تجاه بلاده.
إيران: الصهيونية في مأزق
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الهجوم الذي قامت به اسرائيل وأودى بحياة مئات من الفلسطينيين يدل على ضآلة مواقف القيادة الاسرائيلية.
وقال أحمدي نجاد "نعبر اليوم مع العالم عن بالغ الأسى من العدوان الاسرائيلي على غزة. كلنا نعرف أن القيام بالهجوم على الناس البسطاء باستخدام الصواريخ والقاذفات يدل على أن موقف الصهاينة ضعيف . كل العالم يدرك أن الايديولوجية الصهيونية وأصحابها قد دخلت الى المأزق".
تظاهرات احتجاج عربية ضد الهجوم الإسرائيلي
على صعيد التحركات الشعبية العربية شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تجمعا لمئات المتظاهرين اللبنانيين والفلسطينيين أمام مكاتب الأمم المتحدة، استنكارا للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجرت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى السفارة المصرية، حيث إستخدمت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع. وقد دعا المتظاهرون سلطات القاهرة إلى فتح معبر رفح وتقديم الدعم إلى الفلسطينيين في القطاع. أما بغداد فقد شهدت تظاهرة مماثلة بالقرب من مجمع سكني يمثل أوسع منطقة سكنية للفلسطينيين في بغداد.كما عمت التظاهرات عددا من المدن العربية وأبرزها صنعاء والقاهرة وعمّان ودمشق وصولا الى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
أولمرت: الحكومة الإسرائيلية ستمنح الجيش الوقت اللازم لتنفيذ مهمته في غزة
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت أن حكومته ستمنح الجيشَ الوقتَ اللازم لتنفيذ مهمته. الى ذلك دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني الى الوحدة والتماسك لمواجهة القصف الإسرائيلي الذي وصفه بالمجزرة . وأكد هنية أن المجازر في غزة ما هي إلا خطوةٌ تهدف الى تهيئة المسرح لتصفية القضية الفلسطينية، داعيا الدول العربية الى فك الحصار عن قطاع غزة.
ليفني: الاحتمالات مفتوحة والحرب مستمرة
أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلا بعد تغيير الوضع القائم الذي كانت حركة حماس تستهدف فيه إسرائيل متى أرادت.
وقالت ليفني "كل الإحتمالات مفتوحة.. نريد تغيير الوضع على الأرض.. ولكن آخر شيء أفكر فيه الآن اطلاع حماس على ما سنفعله في اليوم التالي من خلال الإعلام".
اسرائيل تستدعي آلافاً من جنود الاحتياط
صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار استدعاء آلاف من جنود الاحتياط على خلفية العملية العسكرية في قطاع غزة، وذلك في إشارة إلى إمكانية البدء بمرحلة جديدة من عملية "الرصاص المُنهمر".