غزة– في أعنف هجوم منذ "محرقة غزة" التي تعرض لها القطاع في فبراير الماضي، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم السبت حملة عسكرية مماثلة على غزة، بقصف جوي وصاروخي مكثف لمواقع أمنية وحكومية تابعة لحركة حماس؛ مما أسفر حتى المساء عن سقوط 225 شهيدا وأكثر من 700 جريح، معظمهم من عناصر شرطة حماس.
وذكرت مراسلة إسلام أون لاين.نت أن قوات الاحتلال أطلقت عشرات الصواريخ على أهداف في مدينة غزة، بمعدل أربعة صواريخ على الأقل على كل هدف، في مرحلة أولى أعقبتها غارات متتالية ومستمرة، وهو القصف الذى وصفه الأهالي بـ"محرقة غزة الجديدة".
وأعلن ناطق باسم حماس استشهاد توفيق جبر مدير جهاز الشرطة التابع لحماس، فيما سادت أجواء من الهلع بين الأهالي الذين اندفعوا إلى الشوارع، وغطت سحب الدخان الكثيفة سماء المدينة
جثث متناثرة
وتناثرت جثث الشهداء والقتلى من عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين حول الأماكن التي ركز عليها القصف وهي مكاتب الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة ومقار أجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى التابعة لحماس التي دمرت معظم مبانيها، وحصيلة القتلى قابلة للارتفاع لوجود عشرات الجثث تحت الأنقاض.
ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة تدمير جميع المقار الأمنية في الغارات الإسرائيلية
ومما ساهم في ارتفاع حصيلة الشهداء –بحسب مراقبين-، تجمع العشرات من عناصر الأمن التابعة لحماس في المقار الأمنية، أثناء قصفها، ووجود هذه المقار داخل كتلة سكنية ذاته كثافة عالية، إضافة إلى توقيت القصف، الذي تم في ساعة الذروة، حيث خروج الموظفين من أعمالهم.
ووفقا لتقارير ميدانية، شمل القصف كل أرجاء قطاع غزة وبخاصة مدن دير البلح ومخيم جباليا ورفح جنوبي القطاع. وقد تضررت العديد من المساكن والمحال التجارية جراء القصف.
وتواجه السلطات الصحية بغزة صعوبات جمة في التعامل مع الوضع على الأرض، في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، وهو ما اضطرها إلى استخدام السيارات الخاصة في نقل المصابين وجثث الشهداء.
وأرسلت مصر عشرات سيارات الإسعاف إلى معبر رفح، فيما تجهز مستشفياتها لاستقبال المصابين، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".
يأتي ذلك بينما أطلقت فصائل فلسطينية عددا من الصواريخ على جنوب إسرائيل ، مما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 4 آخرين في بلدة نتيفوت.
الأعنف منذ المحرقة
والقصف هو الأعنف منذ ما عرف بالمحرقة غزة التي بدأت 28 فبراير الماضي 2008 حيث قامت إسرائيل بشن عدوان على قطاع غزة استمر نحو أسبوع وأودى بحياة 132 فلسطينيا من بينهم 26 طفلا، وهو العدوان الذى وصفه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي حاييم رامون آنذاك بـ"المحرقة".
وفي تعليقه على "المحرقة" قال التليفزيون الإسرائيلي: "إن ما يجري في غزة هو ضربة افتتاحية لمعركة طويلة يتم الإعداد لها منذ فترة للقضاء على سيطرة حماس على غزة".
وفي السياق ذاته قال مساعد لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لرويتزر إن إسرائيل مستعدة لتصعيد هجومها العسكري على قطاع غزة.
وتابع قائلا: "العملية ستتواصل وتتسع كلما لزم الأمر ووفقا لتقييم (القادة)... نواجه فترة لن تكون بسيطة أو سهلة".
وعلى صعيد متصل قالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أفيتال ليبوفيتش: إن القوات الإسرائيلية قد تشن هجوما على قيادات حماس ضمن هجومها على قطاع غزة.
وردت على سؤال للصحفيين عما إذا كان تصاعد للهجوم قد يتضمن توجيه ضربات ضد قادة حماس قائلة: "أي شيء خاص بحماس يمكن أن يكون هدفا، يمكنكم تفسير ذلك بالطريقة التي تحبونها