هو الصراع السرمدي الذي احتارت الخيالات في وصفه .... صراع لا يتفتق عنه حكم قاطع لا عودة بعده ,,, هو الصراع بين : الحقيقة والوهم ,, بين الصراحة والخفاء ,, بين الوضوح والغموض ,, بين الحق والباطل ...
فليكن الخيار بين الحقيقة والوهم .. سجالا نبدؤه من هنا لتكون نهايته أيضا هنا ...
قالت الحقيقة متعجبة : أنا بيضاء الوجه لما أقدمه بين يدي المستجيرين بي ... فلم وجهك أزرق أيها الوهم ؟
قال الوهم : لأني أحب أن أكون بلون البحر الذي إن بحثت عنه خاب ظنك ولم تجديه ... فالزرقة ليست لوني بل هي ما وهبته السماء لي ... وإن استطعت أن تغيريه فافعلي ... ولكن أذكرك بأني موضع إعجاب الشعراء ومسرح خيال الأدباء ..
قالت : أتعدد مناقبك وأنت بعين واحدة .. لا تعينك في رؤية ما ينبغي أن يكون ؟؟؟
قال : أتعيرينني بما يعيبك ؟؟ فأنت أيضا بعين واحدة وأذن واحدة ..
قالت : إني فقدت عيني عندما طغى عليها الطاغون ولكن الله عوضني أذنا بها أصل إلى الواقع الذي لا يغيره ديجور الليل ..
ولكن قل لي : أين يداك ؟
قال : لا أحتاج لهما فأنا من دونهما أسهل ولوجا في العقول .. فلماذا أحمل ما يعيقني مثلك ؟
قالت : لا ,, بل هما يداي اللتان أفتحهما لمن أراد الحق ونأى عن الباطل ...
قال : ألا ترين أن ساقيك أضعف من أن تقيما جسدك على قوامه ؟
قالت : قد يكون ذاك ولكنْ ساقان نحيلتان أجدر بالوصول للغاية من ( لا ساق ) ...
عموما أطلب منك أيها الوهم طلبا قبل أن نفترق ...
هل بالإمكان أن تقف مكاني الآن وتصف لي ما أنت عليه ,, وما تراه من نفسك ؟
قال : نعم بالإمكان ... (( وقف ونظر فصعق )) فقال :
يا لقبح الشكل ! ويا لخواء المحتوى !
أكل ما أنا عليه من كبرياء وشكلي بالون هواء ؟؟؟
قالت الحقيقة ساخرة : إذن كل ما أودعك به أني أفتح فوهة هوائك أيها البالون لأرى أنى تصير ,, وكم هو حجمك بعد ذلك .......
-منقوووووول.....