عندما سال الا ديب /علاء الاسوانى
عن سر كتابه عماره يعقوبان
اجاب
------------------
كنت أسير بأحد شوارع جاردن سيتي وشاهدت عمارة يتم هدمها بجوار السفارة الأمريكية، فشاهدت جدراناً منهارة كانت تخفي وراءها متعلقات أناس عاشوا هنا منذ سنوات،
ولهم فيها ذكريات، وحكايات، ومع تركيزي في التفكير فيما شاهدته، كان قراري بالبدء في كتابة رواية محورها العمارة السكنية التي تشارك بدورها في الأحداث وتعبر عن التغيرات التي قد تطرأ علي جماعة من البشر».
وانتهي حديث الأسواني الذي لم يكن يفكر في يعقوبيان كبناء معماري يحكي سيرة سكانه كما ظن البعض، ورغم ذلك باتت «عمارة يعقوبيان» أشهر بنايات وسط القاهرة منذ الكتابة عنها، وتحول نتاجها الأدبي إلي عمل سينمائي حقق نجاحاً هائلاً عند عرضه عام ٢٠٠٦،
لكن الطريف أن القائمين علي الفيلم عندما بدأوا تنفيذه، وجدوا أن تصميم العمارة الحقيقية التي تحمل اسم «يعقوبيان» في شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، لا تحمل ملامح الجمال التي تتناسب ووصف الأديب علاء الأسواني في الرواية، ولذا وقع اختيارهم علي عمارة أخري بالقرب من شارع الشوربجي.
تاريخ عمارة يعقوبيان الحقيقية والتي تقع في شارع طلعت حرب أعلي سينما ميامي، يعود إلي عام ١٩٣٤، حين أسسها عميد الجالية الأرمنية وقتها، المليونير «جاكوب يعقوبيان» ضمن ما أسسه من بنايات كانت تلك العمارة أشهرها، وكانت تضم سكانا من ديانات وأعراق مختلفة، لتعبر دون حديث عن قدرة مصر علي احتواء الجميع،
ولكن وبعد ثورة يوليو ١٩٥٢ تحولت ملكية عدد من شقق العمارة شأنها شأن عدد آخر من عمارات وسط القاهرة، إلي ضباط الجيش، وبمرور الوقت تحولت غرف سطحها لمساكن لإيواء الفقراء بعدما كانت سكناً للخدم في العمارة، أو أماكن لغسل الملابس أو مطابخ لإعداد طعام الولائم.