فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

قصه اخرى من حكيمه 416132450
فضفضه
ارجو من زوارنا الكرام التسجيل في منتدي فضفضه

قصه اخرى من حكيمه 416132450
فضفضه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


فضفضه موقع عربى متكامل
 
البوابةالرئيسيةدردشة الاعضاءأحدث الصورالتسجيلدخولطرائف فضفضه
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الموت بطعم التفاح الاخضر
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالإثنين 26 أكتوبر - 7:24 من طرف Admin

» لماذا تطلب المراه المساوه
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالثلاثاء 20 أكتوبر - 8:17 من طرف Admin

» لماذ المرأه الموظفه
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:23 من طرف Admin

» قناتي علي اليوتيوب
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 8:09 من طرف Admin

» دردشه الاعضاء
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالأربعاء 14 أكتوبر - 7:46 من طرف Admin

» لعبه كلمه السر
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالسبت 8 أبريل - 5:45 من طرف Admin

» الكاتبه فريده الشوباشي خير دليل علي ان المرأه لا تصاح ان تنال حريتها
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالإثنين 10 أكتوبر - 3:19 من طرف Admin

» قانون الخدمه المدنيه الجديد بعد اقرار مجلس النواب
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالجمعة 7 أكتوبر - 20:34 من طرف Admin

» اهم اسباب غرق مركب رشيد شباب عاطل ونساء موظفات
قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالأحد 25 سبتمبر - 4:14 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سمر - 8530
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
ابو حنفى - 5968
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
جنه - 5171
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
gana - 4139
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
نورا - 3362
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
renaad - 2830
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
ايناس - 2451
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
البحارمندي - 2113
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
نيرفين - 1964
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
Admin - 1869
قصه اخرى من حكيمه Vote_rcapقصه اخرى من حكيمه Voting_barقصه اخرى من حكيمه Vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 348 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 348 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1612 بتاريخ الأربعاء 13 أكتوبر - 16:40
الإبحار
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 قصه اخرى من حكيمه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو حنفى
الموضوع المميز
الموضوع المميز
ابو حنفى


عدد الرسائل : 5968
تاريخ التسجيل : 18/08/2008

بطاقة الشخصية
الشعراء:

قصه اخرى من حكيمه Empty
مُساهمةموضوع: قصه اخرى من حكيمه   قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالخميس 13 نوفمبر - 23:31

ايضا من جريده
البديل المصريه
اتمنى تعجبكم
حكيمه
استمتعت بحمام الصباح الساخن الجميل. ثم ذهبت إلي المقهي القريب فأخذت كرواسون وفنجان قهوة. ووفد عبد الكريم العراقي حاملا صحف الصباح.
سألته عن الأخبار عندما انضم إلي.
قال: لا تسر. فقد امتدت الاضطرابات من باريس إلي بقية المدن. وأحرقت مئات المركبات وقتل شخص واحد علي الأقل بواسطة الثائرين. كما اعتقل منهم عدة مئات.
لحظت أنه يرتدي قميصا أزرق ورابطة عنق حمراء وحذاء من جلد الثعبان الرمادي. رآني أرمق ملابسه في استغراب فقال: كنت أستقبل أختي القادمة من بغداد. تصور أني لم أرها منذ 23 سنة. لم تتمكن من مغادرة العراق إلا بعد سقوط صدام.
انتقل الحديث إلي وحشية النظام البعثي والجرائم التي ارتكبها صدام ضد الشيعة والأكراد. واستعرض تفاصيل الاجتماع الشهير في سنة 1979 الذي رأسه صدام في بزة بيضاء مطلا من منصة مرتفعة علي قاعة امتلأت بقادة حزب البعث. وكان ينادي أسماءهم واحدا بعد الآخر فيصيح الواحد منهم:والله العظيم أنا مو خاين سيدي. لكنه يقتاد إلي خارج القاعة حيث يعدم في الحال.
قال بلهجته العراقية الثقيلة: يومها أمسك برأس صديقه عدنان وأخذ يخبطها في الحائط حتي تفجر منها الدم.
قلت وأنا أزدرد قهوتي: يخيل إلي أن هناك شيئا من الشراسة في سلوك العراقيين بشكل عام.
لم يعقب وظل صامتا حتي حسبته قد غضب ثم قال لي: في وقت من الأوقات تبني صدام وجود العمال المصريين في العراق، مما أثار حفيظة العراقيين وانتشرت الاعتداءات عليهم.
- أذكر ذلك. كانت التوابيت تصل يوميا إلي مطار القاهرة.
قال: كان قتلهم يتم بتدبير المخابرات العراقية من أجل امتصاص غضب العراقيين. فقد اشتهر المصريون بفهلوتهم ووسائل تحايلهم علي الكسب. تعرف ماذا كانوا يفعلون؟
لم ينتظر ردي ومضي قائلا: عندما لا يجد أحدهم عملا يقف أمام إدارة الجوازات والبصمة حاملا منشفة وصابونة ودلوا به مياه ليغسل أيدي الخارجين مقابل دينار للفرد.
أدركت أنه تعمد أن يرد لي الصاع صاعين فلم أعقب بشيء. كان ذاهبا إلي المؤتمر فمشينا سويا حتي معهد الدراسات الشرقية الذي تعقد به جلساته. وهو مبني قديم بجوار كنيسة بالغة القدم.
ولجنا قاعة واسعة امتلأت بالمقاعد وازدانت جدرانها بلوحات خطية تحمل تواريخ الحملة الفرنسية علي مصر. تبدأ بالغزو في 2يوليو 1798 ثم رحيل نابليون بعد سنة، في 22 أغسطس 1799، حتي الانسحاب التام للجيش الفرنسي في 15 يوليو 1801.
هرع إلي أستاذ جامعة إكس وأعاد مخطوطتي شاكرا. ولاحظت أن عينيه حمراوان من قلة النوم. وبدا لي الحضور مزيجا من الطلبة والأساتذة. ولم أر أثرا لايزابيل. كما لم يكن هناك أحد من رسمي الأمس.
صعدت إلي المنصة ووجدت المقعد المخصص لي إلي يمين مديرة المعهد التي رأست الجلسة.وفوجئت بالدبلوماسي الإسرائيلي جالساًً إلي يسارها.
ألقت المديرة كلمة قصيرة قدمتني فيها. ثم تركت لي مجال الحديث.
شعرت بالتوتر يسود القاعة. وبدأ قلبي يخفق بقوة وتملكني إحساس العجز الذي طاردني طول حياتي ودفعني للتهرب من المواجهة. لكني تفانيت في مقاومته.
استهللت كلمتي بالإشارة إلي تركيبة المشاركين ملاحظا غياب فعاليات مهمة مثل باحثة مصرية لها دراسات عديدة عن الحملة الفرنسية، بينما يوجد البعض "الذين ليسوا عربا ولا مستشرقين ولا باحثين".
كانت إشارتي واضحة للدبلوماسي الإسرائيلي.
ساد صمت ووجوم ثم طلب الأستاذ اللبناني ذو الشعر الأبيض الكلمة من القاعة وقال إنه يستغرب وجود موظف بالسفارة الإسرائيلية في مؤتمر علمي يناقش الدراسات العربية. وأضاف: علي حد علمي إسرائيل ليست دولة عربية بل تحتل دولا عربية. وأنا أحتج علي المعهد لأنه لم يعلمنا بوجود الدبلوماسي الإسرئيلي حتي نستطيع أن نقررالحضورمن عدمه.
طلب أستاذ آخر، من جامعة الرباط المغربية، الكلمة وقال: نحن لسنا ضد الحوار ولكن هذا المكان ليس للحوار السياسي. إننا نرحب بالصديق الإسرائيلي لكن الجلسة الآن حول الدراسات العربية، وفي وسعه أن يجلس مع الحضور كمستمع.
وقف رفيق سليمان قائلا: الموقف الذي أبداه زميلي اللبناني ليس موقفا فرديا و إنما هو موقف الأساتذة العرب والمشاركين في الندوة.
انتفض البرديسي واقفا وصاح: أنا لم أتفق مع أحد ولم يستشرني أحد و أنا ضد كلام الزميل اللبناني الذي يزج بالقضايا السياسية دون موجب.
أخذت مديرة المعهد الكلمة فقالت إن دعوة الدبلوماسي الإسرائيلي كانت استجابة لطلب من سفير إسرائيل في باريس بالأمس.
ناولت الميكروفون للإسرائيلي فقال علي الفور: لقد ترك جيش نابليون بصمات الثقافة والتكنولوجيا في مصر وفلسطين التي كان لها كان لها أكبر الأثر في إعادة الحياة للشرق الأوسط...
تصاعدت همهمات من القاعة فتوقف عن الحديث ثم قال:أنا أحترم رأي الباحثين العرب ورغبتهم في ألا أشارك معهم في موضوع ذي أهمية للجميع، وعموما أنا علي استعداد للإجابة عن أي سؤال.
ساد الصمت والترقب. ولم يتطوع أحد للحديث فأعطت المديرة الكلمة لبروفيسور فرنسي في جامعة السوربون.
كان في منتصف الخمسينيات وتحدث طويلا عن حرية التعبير والتسامح والانفتاح علي الآخر، ضاربا المثال بنفسه إذ قال إنه ولد يهوديا في جنوب أفريقيا لكنه لم يسجن نفسه في هذا الإطار. وتمني أن يتخلص المثقفون العرب من إصرارهم علي إلحاق صفة "العربي" بكل شيء.
طلب اللبناني الكلمة واستنكر اللهجة الأبوية التي استخدمها المتحدث فاعتذر علي الفور.
أعطت رئيسة المنصة الكلمة لربيع فدافع عن المعهد قائلا إن من من حقه أن يوجه الدعوة لمن يريد. وهنا قاطعته الرئيسة قائلة إن الموضوع حسم.
توقعت أن يكون دوري في الكلام قد حان لكن مديرة المعهد أخذت الميكروفون. كانت ممتلئة الجسم حد البدانة ذات وجه مستدير لطيف الملامح. تحدثت طويلا عن تاريخ المعهد وعن المؤتمرات التي نظمها ومساهماته في الاحتفال منذ سبع سنوات بمرور مائتي سنة علي الحملة الفرنسية علي مصر. كان واضحا أنها تحاول إزالة الأثر الذي ترتب علي مناقشة موضوع الدبلوماسي الإسرائيلي.
عندما انتهت، تطلعت إلي ساعتها وقالت: كان المفروض أن نستمع إلي البروفيسور شكري لكننا أضعنا وقتا طويلا وقد اقترب موعد الغداء ولهذا أقترح رفع الجلسة.
لم يعترض أحد فغادرنا القاعة. اقتربت من رفيق سليمان وحييته. أثني علي كلمتي التي وضعت الأمور في نصابها - كما قال- ثم سألني:أخبار مصر إيه؟
قلت: زي ما هي.
وضع يده علي مرفقي وسرنا معا. مرت بنا سيارة تحمل قاربا فوق ظهرها.
قال: هل رأيت القارب؟ في الغالب سيستعمل مرة واحدة في السنة. لكن الفرنسي مهتم بالحصول عليه ويعتبر ذلك انجازا. ويشكو في زهو داخلي من متاعب اقتنائه: الرخصة والضريبة والصيانة... إلخ.
جذبني من ذراعي عندما أوشكت أن أتعثر عند حافة الرصيف وهز رأسه عدة مرات متمتما: إنه الفراغ الداخلي. الواحد منهم يحاول ملء هذا الفراغ بامتلاك مزيد من الأشياء والاشتراك في سباق حولها دون احتياج حقيقي. وقد حاول مرة أن يملأه بالجنس إلي أن انفجر طاعون الإيدز.
سكت ثم قال: ما علينا. احكي لي عن مصر.
- أكيد تعرف كل شيء من الصحف.
- فعلا. انهيار العمارات وسقوط الطائرات والتفجيرات الإرهابية.
حدثته مع ذلك عن ارتفاع الأسعار والفساد وتدهورالتعليم في المدارس والجامعات وانتشار العشوائيات وكابوس السحابة السوداء واختناق المرور والأغذية الفاسدة والمنتجات الزراعية المسرطنة وطوابيرالخبز.
قلت: هل تحب حديث الأرقام؟ هناك 38 مليون مصري يشربون مياها ملوثة بالصرف الصحي و6000 يموتون كل سنة في حوادث الطرق و42 مليار جنيه ضاعت في قروض بلا ضمانات من البنوك. وهناك شخص واحد احتكر حديد التسليح ورفع سعره من 1200 جنيه للطن إلي 3150 جنيهاً.
لم أمل من حديث الأرقام التي أحفظها عن ظهر قلب: في السجون عشرون ألف معتقل دون محاكمة. وبلغت ديون مصر 674 مليار جنيه ولدينا 6 ملايين عاطل ويعاني 12% من السكان من فيروس سي وتحدث مائة ألف حالة سرطان كل عام ويشكو الملايين من الفشل الكلوي.
تصورت أنني أشبعت جوعه إلي المعلومات وأننا سننتقل إلي حديث آخر لكنه أبدي عجبه: كيف يتحمل الناس كل ذلك؟
- نحن نملك مقدرة كبيرة علي التحمل. لكن هذه القدرة بلغت أقصاها. ألم تسمع عن المظاهرات التي هتفت ضد الرئيس؟ أساتذة الجامعة انضموا إلي مقاطعة الاستفتاء علي التعديل الدستوري وعلي انتخاب مبارك لدورة رئاسة خامسة. والقضاة تحدوا السلطة. وصار من المألوف أن تجد مانشيتا في صحيفة معارضة يقول إن الحكم يحتضر وآخر يدعو إلي محاكمة الرئيس ومصادرة ثروته بدلا من انتخابه. واتسعت دائرة المعارضة علي الإنترنت.
ضحكت قائلا: أحد المدونين علي النت قال إن استبدال الرئيس بغيره سيثير مشكلة كبيرة لأن حوالي 80%من المؤسسات الحكومية والميادين والمدارس والحدائق والساحات الشعبية والكباري تحمل اسم الرئيس فلو تغير "حتدخل البلد في بعضها" -علي حد تعبيره- إذ سنغير كل شيء باسم الرئيس الجديد.والحل أن نختار رئيسا جديدا اسمه مبارك أيضا!
ولجنا مطعما في قبو كنيسة يقوم بالخدمة فيه صبيان في ملابس الرهبان. وكان أغلب الجالسين حول مائدة طويلة أساتذة جامعيين تدورأعمارهم حول الستين.
جلست بين رفيق وعبد الكريم. كنت قد وقعت في الفخ.
قال رفيق: قرأت مقالا للدكتورالذي يدعي أن جميع الاكتشافات العلمية الكبري سبق ورودها في القرآن الكريم. قال إن زلزال تسونامي الذي راح ضحيته مئات الآلاف من البشر هو عقاب من الله علي الذنوب التي ارتكبوها.
أدلي عبد الكريم بدلوه: وصفرالمونديال.
قلت: اقتراح أن تقوم مصر بتنظيم المونديال هو المفاجأة وليس الصفر فمعناه أن النخبة الحاكمة لا تدرك أن التدهور الشامل لا يشجع علي نجاح تنظيمه.
قال رفيق: ألا ينتبه أحد إلي أهمية تحقيق اكتفاء ذاتي من المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح؟
قلت: ليس ذلك في مصلحة مافيا المستوردين. نحن نستورد الآن كل شيء: القمح والذرة والألبان والزيت والسكر والعدس والفول وحتي الترمس. كل مكونات صناعة الدواجن مستوردة من الخارج بدءًا من الكتاكيت.
لاحظت أن المائدة هي الوحيدة المشغولة. وذكرت ملاحظتي لربيع فقال: لولا المؤتمر ما جاء هنا أحد في هذا الوقت من السنة. فهو يعتبر مناسبة لتنشيط أوجه الحياة في المدينة من مطاعم وفنادق وحوانيت ومواصلات.
أقبلت علي الطعام المكون من قطعتي سمك وأرز ومشروم ولمحت في طرف المائدة رأسا أشقر الشعر، عقد خلفه علي هيئة ذيل حصان، فوق وجه وسيم بعينين زرقاوين، وأذنين يتدلي من كل منهما قرط ذهبي، وشفتين ممتلئتين ممطوطتين تمنيت لو أتيح لي تقبيلهما.
اشترك أستاذان فرنسيان أمامنا في مناقشة حول أحداث الشغب، وقال أحدهما إن الجميع كان راضيا عن الأحوال. لكن الأحداث أثبتت أن هناك شوقا لقيم ثورة الستينيات. وأبدي الثاني تشاؤمه. قال إن ابنته شاركت في مظاهرات ثم أصابها اليأس من إمكانية فرض أي تغيير. وعاد الأول يؤكد أن العالم سيتغير لأن التاريخ يتألف من دورات.
أكلنا بسرعة وأنا ما زلت أتأمل الرأس الشقراء.وعندما شرعنا في مغادرة المائدة نهض الرأس الأشقر كاشفاً عن صدر مستو بلا بروز. ثم ذراعين مفتولتي العضلات. وهنا أدركت أنني أمام رجل!
عدنا إلي قاعة المعهد. واتخذت مكاني إلي المنصة بجوار مديرته. ولم أر أثرا للدبلوماسي الإسرائيلي بين الحاضرين.
طلب شاب فرنسي من القاعة الكلمة. وقال إنه يتساءل عن الدافع لعقد مؤتمر بهذا العنوان في هذا التوقيت.
أجابت مديرة المعهد: لقد جرت احتفالات كثيرة بمرور مائتي عام علي الحملة، أهمها ندوة علمية كبيرة بالمعهد الفرنسي والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في يونيو 1998 عنوانها "الحملة علي مصر مشروع تنويري" أشرفت علي تنظيمها ونشر أعمالها أكاديمية العلوم وأكاديمية الاداب. لكنها لم تكن موفقة تماما إذ قاطعها أغلب الأساتذة المصريين. ومنذ ذلك الحين ظهرت أبحاث واكتشافات جديدة خاصة في العالم العربي.
لم يقتنع الشاب بهذه الإجابة وقال: أخشي أن يكون السبب هو الاحتفال بمرور مائتي عام علي تتويج بونابرت إمبراطورا علي فرنسا في 1805. وهي مناسبة لا أظن أحدا من الفرنسيين أو العرب يسعد بالاحتفاء بها. فعلينا أن نتذكر دائما أنه بعد تتويجه ألغي الصحف الحرة وأعاد الرق الي المستعمرات الأمريكية وجرد فرنسا من كل الحريات وعندما انهار حكمه في 1814 ترك 25 ألف سجين بينما كان عدد السجناء في سجن الباستيل عند اقتحامه سنة 1789لا يزيد علي خمسة.
ارتبكت مديرة المعهد قليلا وخلعت نظارتها وأدارتها بين يديها ثم ارتدتها من جديد وقالت: إنها مجرد مصادفة كما أنه ليس من الضروري أن تكون المؤتمرات العلمية مرتبطة بمناسبة ما.
ساد الصمت وأتيح لي أخيرا أن أتحدث.
قلت إن ورقتي تتناول مخطوطة اكتشفت حديثا لأحد تلاميذ المؤرخ المصري المعروف عبد الرحمن الجبرتي وقمت بتحقيقها.
شرحت كيفية الاكتشاف وخطوات التحقيق الذي قمت به للتأكد من صحة المخطوطة ثم استطردت:
-تتناول المخطوطة يوميات تلميذ للجبرتي لا نعرف اسمه وهو من جنوب مصر جاء إلي القاهرة هربا من الطاعون والتحق بخدمة تاجر فرنسي ثم تلقي دروسا علي الشيخ الجبرتي في الأزهر وضمه الشيخ إلي بيته تلميذا له عندما لمس نجابته. وتبدأ المخطوطة بيوم معركة إنبابة في 22 يوليو 1798 التي تم بها غزو القاهرة. ثم تصف الأيام الأولي للاحتلال الفرنسي وكيف قرر الجبرتي تأليف كتاب بعنوان "مدة الفرنسيين في مصر". وقام التلميذ بتقليده فسجل يومياته هو الآخر.
وقلت إن يوميات التلميذ تلقي الضوء علي شخصية الجبرتي. فقد صار عضوا في الديوان الذي أنشأه الفرنسيون من أعيان القاهرة، وبرر ذلك بأنه سيكون قريبا من مصادر الأخبار لمصلحة كتابه ويتلافي بطش الفرنسيين. كما أنه لم يتعاطف مع حركات التمرد والثورة وفي نفس الوقت حافظ علي صلاته بالمماليك المطاردين والفارين.
وبفضل إلمامه باللغة الفرنسية يلتحق صاحب اليوميات بمكتبة المعهد حيث يتعرف علي زوجة ضابط فرنسي أصبحت فيما بعد عشيقة له ولنابليون أيضا. ومن خلال هذه العلاقة نتلمس جوانب من شخصية القائد الفرنسي. كما نري اختلاف الثقافتين فيما يتعلق بالموسيقي وبالموقف من المرأة. فبينما كانت جارية الجبرتي السوداء تستسلم للتلميذ دون كلمة قامت علاقته مع الفرنسية علي أساس متحضر.
ويعمل الجبرتي علي إلحاق تلميذه بالحملة السورية ليبعث إليه بأخبارها لكنه لا يدون شيئا منها في يومياته. فقط الراوي الغامض هو الذي يفعل فيعطينا صورة دقيقة لأحداث الحملة وما ارتكبه بونابرت خلالها من مجازر وحشية والأكاذيب التي كان يبعث بها إلي الحكومة الفرنسية والديوان المصري عن انتصاراته المزعومة.
ويواصل الراوي يومياته حتي انسحاب الفرنسيين وعودة الأتراك والمماليك. (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gana
الاداري المثالي
الاداري المثالي
gana


15
انثى عدد الرسائل : 4139
تاريخ الميلاد : 01/01/1985
العمر : 39
الموقع : مصر
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

بطاقة الشخصية
الشعراء:

قصه اخرى من حكيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه اخرى من حكيمه   قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالأحد 7 ديسمبر - 3:26

**قصه جميله جدا ابو حنفي ,,
**وطبعا حكيمه من خلالها قدرت تناقش وتوضح اكتر من قضيه هامه جدا .....
-شكرا ليك ابو حنفي والشكر الاكتر لحكميه ......................................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمر
سيناتور
سيناتور
سمر


16
انثى عدد الرسائل : 8530
تاريخ التسجيل : 06/08/2008

قصه اخرى من حكيمه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه اخرى من حكيمه   قصه اخرى من حكيمه Icon_minitimeالسبت 16 مايو - 23:48

شكرااااا نور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه اخرى من حكيمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصه من حكيمه
» **آآسف زوجتي ... اريد الزواج من اخرى ...
» قريبا ظاهرة كسوف للشمس وخسوف للقمر مرة اخرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضفضه :: الشعر والشعراء( ابداعات) :: قصص وروايات-
انتقل الى: