قضية غريبة تداولتها محكمة جنايات القاهرة.. تضمنت أوراقها في البداية محضر تحريات وضبط سطره ضابط الواقعة بأن المعلومات السرية التي توافرت أمامه تفيد بأن "س.م.ع" عمره حوالي ثلاثين عاما استغل عمله كسائق ميكروباص ستاراً لمزاولة نشاطه الإجرامي في تهريب المخدرات علي نطاق واسع بالقاهرة والجيزة والقليوبية.. وأنه اتخذ من منطقة بشتيل في الآونة الأخيرة مكانا لترويج الهروين.. وأن التحريات أكدت بأنه لشدة حذره من أعين المباحث اتخذ من جهاز الموبايل في ترويج بضاعته من السموم وأمام هذه المعلومات التي أكدتها التحريات استصدر الضابط إذنا من النيابة للمراقبة والضبط.
أكمنة
وتم وضع خطة لضبط المهرب وانتشر رجال المباحث في عدة أكمنة حتي جاءت اللحظة التي رصدت فيها عيون ضباط الواقعة المهرب المطلوب ضبطه يغادر سيارة وراح يستخدم الموبايل في التحدث مع عملائه وفوجيء المهرب برجال المباحث وقد التفوا حوله وتم محاصرته وعثر الضابط معه علي كيس بلاستيك بداخله كمية من تذاكر الهروين معدة للترويج وتحفظ الضابط علي مبلغ من المال عثر عليه بجيب المهرب حصيلة جرائمه كما تم التحفظ علي جهاز الموبايل.. وإحالته النيابة العامة بعد التحقيقات للمحاكمة أمام الجنايات.
وأمام منصة العدالة بمحكمة جنايات القاهرة ومثول المتهم داخل قفص الاتهام دفع محاميه محمد عرابي ببطلان جدية التحريات واذن النيابة والقبض والتفتيش وأثبت للمحكمة بأن واقعة الضبط تمت قبل استصدار اذن النيابة من واقع دفتر أحوال القسم.. وطلب المحامي من هيئة المحكمة الاذن باستخراج تقرير وشهادة من شركة المحمول التابع لها التليفون المتحفظ عليه.. وجاءت المفاجأة لتقرير الشركة بأن الجهاز كان "مغلقاً" قبل ضبط صاحبه بيوم حتي بعد ضبطه!!
وهنا.. قضت المحكمة بعد المداولة ببراءة المتهم مما أسند إليه.. ودوت الزغاريد بين جدران قاعة المحكمة واصطحبه أهله وعروسه التي كان مقررا زفافها ولكن تأجل لضبطه قبل زفافه بأسبوع.. واتخذت الإجراءات الأمنية وافرج عنه بعد البراءة ليعيش الحياة الوردية مع عروسه بعدما تدخلت عدالة السماء ببراءته وكان السبب المحمول!!!