العراقيون تفاءلوا بقرب سحب القوات الأمريكية
احتفالات شعبية تلف العالم فرحا بفوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة
بغداد- ا ف ب
انعكس انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية فرحا في مدن مختلفة حول العالم، عربية وأوروبية، وسط آمال كبيرة علّقت على الرئيس الجديد الذي يحمل لواء التغيير.
ففي العراق، أبدى الكثيرون تفاؤلاً لدى العراقيين، متفائلين بإمكانية اقتراب سحب القوات الأمريكية من العراق بعد أكثر من 5 سنوات على الغزو.
وقالت الموظفة ايسر عيسى (30 عاما) "لا اتصور ان باراك اوباما افضل بالنسبة للعراق. نحن لا نأبه بهذه الانتخابات نريد فقط الخلاص من الاحتلال الامريكي واهتمامنا منصب على الخدمات والوضع الامني".
واضافت متسائلة امام مركز عملها في حي الكرادة, وسط بغداد, "هل صحيح انه يريد فعلا سحب القوات الامريكية؟ ام ان كل هذا غرضه الدعاية الانتخابية؟ نرغب ان يطبق كلامه فعلا |
من جهته, اعتبر ابو ضرغام (60 عاما) الذي يعمل حارسا ان "اوباما هو الافضل لانه منفتح وسيتحاور مع جميع الاطراف حتى مع ايران, سيغير منطق الحروب الى الحوار وسيعمل على سحب جنوده من العراق".
وقال بينما كان يراقب المارة في شارع السعدون وسط بغداد ان "الجمهوريين لديهم حروبا مع العالم وسياستهم مدمرة اما اوباما فهو وجه جديد سيفتح باب التفاوض كما انه رجل الحوار (...) فهو من المضطهدين وسيعمل على مساعدة المظلومين".
بدوره, قال سائق سيارة الاجرة محمد عبد الوهاب ان "الامر الاكثر اهمية للعراقيين هو سحب القوات واوباما يطالب بذلك لان وجودها يعرقل تحركاتنا (...) اذا خرجوا من هنا فإن الاوضاع ستعود الى طبيعتها".
واعتبر حسن عويد ان "اوباما افضل للعراق لان لديه اصول اسلامية وعلى هذا الاساس سيتعاون مع العراقيين لتخليصهم من هذه الظروف لانه يتفهم الوضع العراقي الاسلامي. عهد بوش انتهى، اوباما مختلف".
وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد), قال حسين العبيدي الموظف في دائرة الصحة "نأمل ان تتغير السياسة الامريكية ازاء العراق بتغيير رئيسها. نرغب بشدة ان تسحب الادارة الامريكية قواتها من العراق وان تكون علاقة صداقة وليست علاقة احتلال".
من جهته, قال احمد محمد الذي يعمل مدرسا ان "اوباما يعطي العراقيين والعرب والمسلمين املا في تغيير السياسة الامريكية نأمل منه الالتزام بثوابته التي اعلنها في برنامجه ويحقق التوازن في العلاقات الامريكية على مستوى منطقة الشرق الاوسط".
وفي سوريا، احتفل مركز "الشرق للدراسات الدولية" الذي يوصف عادة بأنه مقرب من دوائر صنع القرار في سوريا بفوز أوباما من خلال إقامة مأدبة إفطار صباحية احتفالا بهذه المناسبة.
وقال مدير المركز الباحث المعروف سمير التقي "نحن وجميع زملائنا الباحثين في المركز أقمنا فطورا صباحيا (احتفالا) لفوز أوباما، لأنه يمثل تغييرا عن نهج الإدارة الأمريكية الحالية للرئيس جورج بوش"، مؤكداً أن "فوز أوباما يقدم أمريكا بصورة جديدة للعالم".
وكانت الصحف السورية احتفت بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب الديمقراطي أوباما صباح اليوم حتى قبل الإعلان رسميا عن فوزه برئاسة الولايات المتحدة. وأفردت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية ربع صفحتها الأولى لصورة أوباما وهو يرفع يده بالتحية، وعلى وجهه علامات النصر.
من جانبها، قالت صحيفة "الثورة" الحكومية في افتتاحية بقلم رئيس تحريرها إنها ترجح فوز أوباما، مضيفة أنه "إن نجح فسيكون ذلك - بالإذن من الجميع- علامة فارقة في التاريخ، ومؤشراً حقيقياً لقفزة تطور مذهلة في الواقع السياسي والاجتماعي للولايات المتحدة".
كما قالت صحيفة تشرين الحكومية في افتتاحية بقلم رئيس تحريرها عصام داري إن "الشارع العربي، على ما يبدو، يفضل أوباما لأسباب عديدة أولها أنه وعد الناخبين الأمريكيين بالانسحاب من العراق، وثانيها أن خصمه الجمهوري متشدد ولا يختلف كثيراً عن (الرئيس الأمريكي الحالي جورج) بوش في توجهاته العدوانية، وأيضاً لأسباب عديدة أخرى منها أسباب عاطفية!".
احتفالات أوروبيةكذلك، حوّل الاوروبيون الانتخابات الامريكية إلى تظاهرة احتفالية استمرات طوال الليل حيث ابتهج انصار باراك أوباما لدى سماعهم نبأ فوزه بمنصب الرئيس في الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء 5-11-2008.
وفي سائر أنحاء القارة، سهر المغتربون والانصار السياسيون أو ببساطة أولئك الذين يريدون أن يكونوا جزءا من التاريخ طوال الليل لمتابعة النتائج. وفي وارسو أدلى المواطنون بأصوات وهمية بينما احتفل أهالي برلين مع راقصات الهولا وهي رقصة وطنية في جزر الهاواي التي شهدت مولدالرئيس المنتخب أوباما.
وحتى قبل أن يسدل الستار على الاقتراع في الولايات المتحدة احتشدت أعداد غفيرة من الاشخاص أمام المقر الرئيسي لحفل الديمقراطيين في برلين.
وقالت ليندين هورفاث وهي امريكية تعيش في برلين حيث تعمل معلمة لغة انكليزية هناك "هذه المرة الاولى التي أصوت فيها لصالح مرشح ما بدلا من التصويت ضد مرشح ما".
وفي سائر أنحاء القارة الاوروبية استقبلت غالبية كبيرة من المواطنين نبأ فوز أوباما بفرحة عارمة وهو فوز لم يكن مفاجئا في ضوء التقدم الذي احرزه سيناتور إلينوي طوال حملته الانتخابية. فقد أظهر استطلاع آخير للرأي أن 74% المئة من الالمان يحبذون أوباما مقابل 11 في المائة لماكين. وفي أحد الاحتفالات في برلين قال السفير الامريكي جون كورنبلوم أنه منحاز لاوباما.