واشنطن - ا ف ب
ينهي المرشحان الديمقراطي والجمهوري للرئاسة الأمريكية باراك أوباما وجون ماكين الثلاثاء 4-11-2008 سباقهما بعد حوالي سنتين من حملة انتخابية كانت الأكثر كلفة في الولايات المتحدة.
ومن الصعب تحديد تاريخ بدء السباق بدقة، فبالنسبة لأوباما (47 عاما) ألم تبدأ مساء يوم في يوليو/تموز 2004 عندما لم يكن عضوا في مجلس الشيوخ؟ أما ماكين (72 عاما) ألم يسعَ للثأر من المصير السيء الذي واجهه في الحملة الرئاسية في 2000؟
ففي الـ27 من يوليو/تموز 2004، صعد شاب مجهول يدعى باراك أوباما على منصة خلال المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في بوسطن وعرض على المندوبين حلمه: "بناء أمة لا سوداء ولا بيضاء لا جمهورية ولا ديمقراطية.. ستكون الولايات المتحدة الأمريكية".
وبعد أربعة أعوام، أصبح هدف أمربكا المتصالحة مبدأ الرجل الذي يمكن أن يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وقد أعلن أوباما ترشيح نفسه في العاشر من شباط/فبراير 2007 في سبرينغفيلد في ولاية ايلينوي (شمال)، المدينة التي عاش فيها ابراهام لينكولن الرئيس الجمهوري الذي أخرج الولايات المتحدة من حرب الانفصال والعبودية.
ومن أمام المبنى الذي بدأ فيه لينكولن حملته لإلغاء العبودية، أعلن اوباما "اليوم يدعوننا.. جاء دور جيلنا للنهوض".
أما ماكين فيرى العكس ويعتقد أنه من المبكر جدا أن ينسحب، وكان سناتور اريزونا تعرض لخطر الموت، الجسدي والسياسي، مرات عدة ومعروف عنه أنه ليس رجل تنازلات.
ففي عام 2000 وبعد ثماني سنوات من حكم الديمقراطيين خاض ماكين السباق للرئاسة للمرة الأولى في حملة توقفت بسرعة خلال الانتخابات التمهيدية التي أغرقه فيها فريق خصمه جورج بوش في الوحل.
ومع ذلك، وعلى الرغم من ذلك برهن على ولائه لرئاسة بوش ولم يصغ لدعوات المعسكر الديمقراطي وصديقه جون كيري الذي قاتل في فيتنام مثله، لينضم إليه في انتخابات 2004.
وتمكن من السيطرة على طبعه الحامي، صبر وعقد علاقات مع المحافظين في حزبه ثم أعد بتأن لترشيح نفسه الذي أعلنه رسميا في الـ25 من نيسان/إبريل 2007.
وقال حينذاك لحشد صغير في بورتسموث (نيوهامشر شمال شرق) "لست أصغر المرشحين سنا لكنني الأكثر تجربة".
وعندما بدأت الانتخابات التمهيدية في الثالث من كانون الثاني/يناير كان هناك ثمانية مرشحين يتنافسون في الجانب الديمقراطي وسبعة من الجمهوريين.
ولم يكن أوباما ولا ماكين بين المرشحين الأوفر حظا، وكان معظم الخبراء يراهنون على مواجهة "نيويوركية" بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري رودولف جولياني يوم الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
وكادت حملة ماكين تتوقف بسبب نقص الأموال.
وكذب الناخبون الأوائل في ولاية ايوا الخبراء، فقد تقدم أوباما في الجانب الديمقراطي بينما فاز رجل شبه مجهول القس المعمداني مايك هاكابي في معسكر الجمهوريين.
وبعد خمسة أيام في نيوهامشر تقدمت هيلاري كلينتون وبرهن ماكين على أنه يمكن أن يتقدم.
وبدأت منافسة حادة بين أوباما وكلينتون في معسكر الديمقراطيين.
ولم يتمكن ماكين من إنجاز المهمة قبل الرابع من آذار/مارس بعد الانتخابات التمهيدية في تكساس واوهايو؛ حيث أعلن "اليوم بدأ الاختبار".
أما في الحزب الديموقراطي، فلم يحسم السباق إلا مطلع يونيو/حزيران بعد الاقتراع التمهيدي الأخير وأكثر من 25 مناظرة تلفزيونية.
وعلى أمل جذب ناخبات هيلاري كلينتون، اختار ماكين سيدة هي ساره بايلن لمنصب نائب الرئيس في سابقة في الحزب الجمهوري.
وما إن انتهى المؤتمران الوطنيان للحزبين في دنفر وسانت بول حتى بدأ المرشحان في التنقل في طول البلاد وعرضها بدون توقف.
ونجح أوباما الذي أثار حماسا لا سابق له في الحملات الانتخاية السابقة، في جذب حشود هائلة، وتسجل ملايين الأمريكيين على اللوائح الانتخابية وتواجه المرشحان في ثلاث مناظرات تلفزيونية كانت نتيجتها لمصلحة أوباما.
وبدءا من الأول من أيلول/سبتمبر أكدت استطلاعات الرأي تقدم أوباما.
ومع ذلك ومع اقتراب موعد الاقتراع، تثير التجمعات الانتخابية لماكين اهتماما بينما لقيت بايلن التي كانت هدف رسامي الكاريكاتور نجاحا في كل مكان زارته.
واكتشف الجمهوريون "جو السباك" الشخصية الأمريكية المتذمرة والمتعهد الذي يأملون أن يكون مكسبا لهم للفوز في الانتخابات.