صاحب الجلاله النظام الحاكم

دخلت أخبار اليوم عام ‮٥٥٩١ ‬مفتوحة العقل والقلب علي‮ ‬صاحبة الجلالة الصحافة وخرجت من أخبار اليوم عام ‮٥٠٠٢ ‬بعد أن أصبحت الصحافة في‮ ‬خدمة النظام الحاكم‮.. ‬سدنة البلاط وبصاصي‮ ‬البلاط وطبالين وزمارين عدا قلة تفيق لأقلامها أو تكتب بنظام إيجار جديد وبعضها مؤجرة مفروشة‮..‬ وتغير المناخ تماما وكأنما تركت حرية الصحافة لتصبح مثل المتكلمين في‮ ‬حدائق الهايد بارك في‮ ‬لندن وليس حدائق هايد بارك مصر عن الرفاهية في‮ ‬الإعلانات،‮ ‬فهناك‮ ‬يتكلمون ويتصايحون وينقدون الحكومة بالأم والأب ثم‮ ‬يذهبون إلي‮ ‬بيوتهم مساء الأحد ليتناولوا البطاطس باللحم ويحلوا بفطيرة التفاح ويناموا ليذهبوا إلي‮ ‬أعمالهم وأعمالهن صباح الاثنين مغتسلين تماما من‮ ‬غضب أسبوع مضي‮ ‬علي‮ ‬الحكومة ليعملوا كما الثور في‮ ‬الساقية حتي‮ ‬يملأوا صدورهم بزفرة جديدة‮ ‬يزفرونها في‮ ‬الهايد بارك‮ ‬يوم الأحد القادم‮.. ‬وهكذا،‮ ‬واستعنا بالله ثم بالأقلام وسننا الأقلام وكتبنا ننقد النظام الحاكم بكل شجاعة فلدينا حرية صحافة‮ ‬غير مسبوقة أحسست بها مثل الأكسجين حينما دعاني‮ ‬بعد دقائق من خروجي‮ ‬من أخبار اليوم زميل العمر عباس الطرابيلي‮ ‬لأفرغ‮ ‬ما في‮ ‬عقلي‮ ‬وصدري‮ ‬في‮ ‬الوفد وكانت رئة جديدة مازلت أعيشها في‮ ‬سعادة‮.‬ ومضت ثلاثة أعوام تقريبا وكأنني‮ ‬انفخ في‮ ‬قربة مقطوعة وتأكدت أن كل صحف المعارضة سواء الحزبية أو المستقلة مجرد هايد بارك تزعق فيها الأقلام ثم دخان في‮ ‬الهواء كما كان‮ ‬يسمي‮ ‬عاموده أستاذنا جلال الحمامصي‮.. ‬وكأنك‮ ‬يا أبو زيد ما‮ ‬غزيت‮!‬ إبراهيم عيسي‮ ‬والذين معه وفجأة قضايا ترفع هنا وقضايا هناك‮.. ‬قضية علي‮ ‬بوكيه من رؤساء التحرير‮.. ‬أربعة مرة واحدة عادل حمودة وإبراهيم عيسي‮ ‬ووائل الإبراشي‮ ‬وعبدالحليم قنديل ثم قضية منفردة من شيخنا الجليل شيخ الأزهر الشريف الدكتور سيد طنطاوي‮ ‬علي‮ ‬عادل حمودة ومحمد الباز‮.. ‬ثم قضية منفردة علي‮ ‬إبراهيم عيسي‮ ‬والمعروفة بقضية‮ »‬صحة السيد الرئيس‮«..‬ وأدين عادل حمودة في‮ ‬قضية شيخ الأزهر وقمت بمحاولات عدة مع شيخنا الجليل د‮. ‬سيد طنطاوي‮ ‬حتي‮ ‬لا تكون رأس المؤسسة الدينية سببا في‮ ‬تصدع العلاقة بين المؤسسة والصحافة وحتي‮ ‬لا تكون بيت الدين الذي‮ ‬يفيض سماحة وعدلا ومقدرة علي‮ ‬رأب أي‮ ‬صدع سببا في‮ ‬احتقان في‮ ‬المؤسسة الإعلامية برمتها ولكن مولانا قال لي‮: ‬لقد تركت الأمر للقضاء والقضاء حكم‮!!‬ ودخل العيد علينا بحكم من محكمة جنح مستأنف بولاق أبو العلا بحبس الكاتب الصحفي‮ ‬إبراهيم عيسي‮ ‬رئيس تحرير الدستور شهرين في‮ ‬قضية‮ »‬صحة الرئيس‮«.‬ والقضاء المصري‮ ‬ناصع البياض لا تشوبه شائبة ولكن القضية سياسية وليست جنائية وتمتد آثارها إلي‮ ‬تعرية النظام من ورقة التوت الأخيرة من ورق الديمقراطية والتي‮ ‬يبدو أن النظام الحاكم أطلقها ولم‮ ‬يحتملها فأصبحت القضايا بحبس الصحفيين متلازمة مع البوق الزائف بديمقراطية حتي‮ ‬لم تصل الي‮ ‬الهايد بارك لأنه لم‮ ‬يحدث أن رفعت ملكة انجلترا أو أي‮ ‬متشدد لها أي‮ ‬قضية رغم سبها علنا كل أحد منذ توليها العرش حتي‮ ‬الآن وكلها أقوال تطول الذمة المالية والخطأ في‮ ‬أحوال البلاد والتسبب في‮ ‬خراب الاقتصاد رغم أنها تملك ولا تحكم ورئيس وزراء المملكة المتحدة هو الكل في‮ ‬الكل وهو الآخر‮ ‬يسب علنا كل‮ ‬يوم أحد ويوميا في‮ ‬الجرائد‮.‬ لا أحلم بأن نكون مثل انجلترا ولكن أتعجب للنظام الذي‮ ‬أصبح صاحب الجلالة وليس النظام فقط ولكن التابعين الذين‮ ‬يرفعون القضايا وتجري‮ ‬الدماء الحارة في‮ ‬عروقهم من أجل صحة الرئيس ولا تجري‮ ‬كرة واحدة من كريات الدم من أجل جريمة الدويقة أو جريمة العبارة أو الجرائم السابقة التي‮ ‬أنشيء من أجلها مستشفي‮ ٧٥٣٧٥ ‬الذي‮ ‬امتلأ بالأطفال المسرطنين من المبيدات والهرمونات التي‮ ‬حاصرت أجيالا كاملة‮.‬ فاتهم العفو عند المقدرة وفات النظام قانون قرآني‮ ‬وهو العفو عند المقدرة وكانت سوف تؤكد ذكاء النظام الحاكم سواء من فضيلة شيخ الأزهر أو من الرئيس مبارك في‮ ‬قضايا شخصية‮ ‬يكون العفو فيها انجازا ديمقراطيا فعلا‮.. ‬ولكن لأن الديمقراطية في‮ ‬بلادنا لقيطة بلا أم ولا أب بل هي‮ ‬مثل أولاد الشوارع فهي‮ ‬تسحب فورا ومع أي‮ ‬قلم‮ ‬يتجاوز الخطوط الحمراء التي‮ ‬يضعها النظام لنفسه بحيث‮ ‬يكون كل شيء تماما‮.‬ وسام إبراهيم عيسي ولعل الشهرين الحبس لإبراهيم عيسي‮ ‬سوف‮ ‬يتحولان إلي‮ ‬وسام علي‮ ‬صدره وليس نقيصة تنتقص من قلمه ولكنها سوف تكون بلا جدال نقطة سوداء وبوابة الهدم في‮ ‬البناء الديمقراطي‮ ‬والمعمار الإعلامي‮ ‬الذي‮ ‬حاولت المعارضة أن تزين به وجه مصر الذي‮ ‬تلطخ بكل أنواع الأوحال‮!!‬ هل كان علي‮ ‬نقيبنا السابق جلال عارف أن‮ ‬يطلب من الرئيس أن‮ ‬يصدر قرار بالوعد الشفهي‮ ‬الذي‮ ‬وعده بعدم حبس الصحفيين؟ أعتقد أننا مازلنا في‮ ‬حاجة إلي‮ ‬قرار من الرئيس‮ ‬يثبت وعده،‮ ‬وعلي‮ ‬الأستاذ مكرم النقيب الحالي‮ ‬أن‮ ‬يدعو لطلب هذا القرار‮!‬ إنقاذ ماء وجه الدولة هل‮ ‬يستطيع النائب العام بعقله الراجح وفي‮ ‬يده حزمة من القوانين‮ ‬يدير بها العدل بحكمه علي‮ ‬كل الأصعدة‮ ‬يستطيع بمكتبه الفني‮ ‬أن‮ ‬يدرس الإجراءات القانونية لوقف تنفيذ الحكم؟ لإنقاذ ماء وجه الدولة؟ هل تستطيع‮ ‬غضبة الصحفيين ونقيبهم أن تمسح عن وجه مصر هذه الكارثة والتي‮ ‬بدأت مجالس حقوق الإنسان حول العالم تجدها ثغرة قي‮ ‬عدالة الحياة في‮ ‬مصر؟ يؤكد القانوني‮ ‬سامح عاشور أن الحكم به استدلال فاسد وأن المحكمة لم تأخذ بشهادة رئيس هيئة سوق المال ونائب محافظ البنك المركزي‮.‬ أكتب ليس من أجل تسول عفو للزملاء إبراهيم عيسي‮ ‬وعادل حمودة حاشا لله‮.. ‬أكتب لكي‮ ‬يعيد صاحب الجلالة النظام ترتيب أوراقه إما أن‮ ‬يكون واضحا ويضرب في‮ ‬المليان ويغلق الصحف ويضرب حرية الصحافة حتي‮ ‬يريح ونستريح وننتقل إلي‮ ‬مقاعد المتفرجين أو‮ ‬ينزل من سدة الحكم ويستمع ربما كانت الديمقراطية بالاستماع سوف تكون طريقا لتجنب الكوارث اليومية التي‮ ‬ربما كانت إنذارات بما هو أسوأ‮.‬ لماذا لا نستفيد من تجاربنا حريق المسرح القومي‮ ‬ليس له معني‮ ‬سوي‮ ‬أن معني‮ ‬قول لا‮ ‬يلدغ‮ ‬المؤمن من جحر مرتين إما أننا‮ ‬غير مؤمنين فنلدغ‮ ‬من نفس الجحر مرتين في‮ ‬شهرين أو أننا مغفلون من الغفلة ولا نستفيد من تجاربنا تخيلت أننا بعد حريق الشوري‮ ‬سوف تقوم الدولة بحصر كل مبانيها الأثرية والهامة ودراسة مواجهة الحرائق وتحصين هذه الأماكن ودراسة معمارها جيدا خصوصا أن معظم المباني‮ ‬القديمة كانت تعتمد علي‮ ‬الأخشاب،‮ ‬من باب العشم في‮ ‬الدولة وفي‮ ‬هيئة الآثار هل قمتم بعمل نظام مواجهة الحرائق في‮ ‬القاهرة القديمة مثل الغوري‮ ‬والسحيمي‮ ‬وبشتاك والهراوي‮ ‬وقصر جمال الذهبي‮ ‬وسبيل محمود علي‮ ‬هذا علي‮ ‬سبيل المثال وليس الحصر‮.‬

شكرا لمروركم الكريم
اجدد التحيه
والمحبه
اليكم

صاحب الجلاله النظام الحاكم 2f11114cae

» البرادعي : ساعدوني حتى ننقل مصر من النظام الفرعوني إلى النظام الديمقراطي
» ** فضل تكرار لفظ الجلاله يالله **
» ادارة أوباما خائفة من النظام المصري
» صاحب اغرب وجه في العالم واقصر فتاه طولها 72
» في جوله الاعاده الحزب الحاكم في مصر يواصل اكتساحه ونصيب المعارضة يصل الى 10 مقاعد