موضوع: من‮ ‬يحدد الفائز بمقعد الرئاسة الأمريكية؟ الجمعة 31 أكتوبر - 9:17
ولايات تتأرجح بين ماكين وأوباما رسالة واشنطن: محمد مصطفي شردي كل شيء في امريكا يتغير.. والاسباب عديدة ولكن السبب الرئيسي الذي اتفق عليه الجميع هو انتخابات الرئاسة.. هذه الانتخابات قد تكون أهم انتخابات في تاريخ امريكا الحديث. كل الثوابت السياسية في الولايات المتحدة تغيرت. ارتفاع كبير في اقبال الشباب علي تسجيل اسمائهم للمشاركة، تغير في رأي ولايات اعتادت لسنوات طويلة أن تدعم حزباً محدداً في الانتخابات. مناقشات جديدة مختلفة عن المألوف والمعتاد في امريكا كلها تؤكد ان هناك تغييرا كبيرا في المجتمع، تغيير قد تعطله نتيجة الانتخابات ولكنها لن تمنعه لفترة طويلة. أصبح كل شيء قابلاً للنقاش وقابلاً للتغيير. السؤال الذي يطرح نفسه علي الجميع هو من الذي سيختار الرئيس القادم للولايات المتحدة؟ المقصود هنا هي الولايات الكبري التي تعتبر في الولايات ذات الثقل والتي سوف يكون تصويتها مؤثراً في حسم النتيجة النهائية للحملة. معظم الخبراء اكدوا أن عدد هذه الولايات لن يزيد علي خمس أو ست علي الاكثر. ولكن مع اقتراب يوم الانتخاب زاد هذا العدد ووصل الي حوالي ثماني ولايات تشهد في الايام الاخيرة حربا طاحنة بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري. والولايات التي ستؤثر جدا في النتيجة النهائية حتي الان هي فيرجينيا وشمال كالورينا وميسوري وانديانا وكولورادو ونيفادا وانضمت اليها بنسلفانيا وفلوريدا. والحرب المشتعلة في هذه الولايات تكاد تطغي علي كل الاخبار في الولايات الاخري، وتمتد الي تراشق علني بين الحزبين والقيادات السياسية والمرشحين في الكونجرس الذين تأثرت حملاتهم بسخونة انتخابات الرئاسة. الارقام تتحدث الامر الذي يحير الخبراء فعلا هو أن معظم الولايات التي ستحدد الفائز في الانتخابات القادمة كانت اساساً ولايات تابعة للحزب الجمهوري، ولكنها الان اصبحت متأرجحة وتكاد تميل الي الحزب الديمقراطي، رغم انها المرة الاولي التي يرشح فيها الحزب قيادة من الامريكيين السود. وهذا ما يؤكد نهاية عصر الحرس الحديدي القديم للحزب الجمهوري والذي استطاع ان يسيطر وبقوة علي زمام الامور في أمريكا لفترات طويلة منذ بداية الثمانينات. وشواهد التغيير هي ان الولايات التي كانت تصوت لصالح الحزب الجمهوري طوالي 40 عاما ماضية أي عبر 10 انتخابات رئاسية قد بدأت تتغير. ميسوري ونيفادا مثلا كانتا تصوتان لصالح الحزب الجمهوري بأغلبية 8 إلي 2. كلورادو كانت تصوت لصالح الجمهوريين 9 إلي 1، بل ان فرجينيا وشمال كارولينا وانديانا كانت تصوت لصالح الجمهوريين تماما بنسبة10 إلي صفر... اما الان فيبدو أن الامور لم تعد كما كانت. ولاية انديانا قدمت دعما ماليا تم جمعه لحملة اوباما وصل إلي مليون و140 الف دولار وهذا مبلغ يفوق ماتم جمعه لحملة جون ماكين بحوالي 50 ألف دولار!! وتضم نفس الولاية 32 مكتبا رسميا لحملة اوباما الرئاسية بينما لاتضم سوي مكتبين فقط لحملة جون ماكين. وربما كان ذلك بسبب ان الحزب الجمهوري كان يعتقد انه يسيطر علي الانتخابات ومفاتيح الناخبين في الولاية منذ عقود. لقد اعتادت انديانا التصويت لصالح الجمهوريين منذ جون كيندي. والطريف ايضا ان المركزين التابعين لماكين تم افتتاحهما في أكتوبر وهو نفسه لم يقم بزيارة الولاية منذ يوليو الماضي. التأثير علي انديانا -في اعتقاد الخبراء- بدأ في المقاطعات التي تعاني من البطالة والتي وصلت النسبة في العديد منها الي حوالي 10٪. وعندما اعلنت سلطات الولاية عن تسجيل 230 الف ناخب مؤخرا توقع الجميع ان معظمهم سيصوت لصالح اوباما. وانديانا احدي الولايات الامريكية التي تطبق قانونا صارما في التعرف علي الناخبين حيث يشترط ان يحمل الناخب بطاقة هوية اصدرتها حكومة الولاية وبها صورة موثقة ولها تاريخ صلاحية ومعظم الذين لايحملون بطاقات هوية من هذا النوع ينتمون الي كتلة الديموقراطيين، ولكن هذه السلبية ظهرت منذ عدة أشهر في الانتخابات الاولية وتم علاجها. وبما ان انديانا تسجل الناخبين طبقا لحزبهم فتفوق اوباما أصبح واضحاً. ... وتفوق في ميسوري واذا كان اوباما قد جمع تبرعات أكثر من ماكين في انديانا فلقد كرر النجاح بشكل أكبر في ميسوري حيث جمع نصف مليون دولار اكثر من تبرعات ماكين. وشهدت الولاية ايضا تسجيل 200 ألف صوت جديد وان كانت لاتشترط اعلان وتسجيل الانتماء الحزبي عند التسجيل الا ان معظم الناخبين الجدد يأتون من مقاطعة سانت لويس التي تميل الي اليسار. وقد اتضح تفوق اوباما في الولاية عندما تفوق علي منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات الاولية للحزب الديمقراطي والتي تمت في يوليو الماضي عندما خرجت اعداد ضخمة من الامريكيين السود لدعمه. وهذه الاعداد منتشرة في كل الولاية وتتأثر ايضا بتجمعات ديموقراطية من ولايات أخري. اقام ماكين 16 مركزا انتخابيا في ميسوري بينما اقام اوباما حوالي 41 مركزا. وهناك العديد من القيادات السياسية الديمقراطية في الولاية رغم انها كانت تعتبر ولاية تدعم الحزب الجمهوري منذ سنوات بعيدة وخرج منها قيادات جمهورية شهيدة. ولايات الساحل الشرقي ايضا شهدت تغيرا قد يختلف عن ولايات الوسط ولكنه هام. فيرجينيا قدمت تبرعات اكبر لحملة اوباما عن التي قدمتها لحملة ماكين بحوالي مليون دولار حيث جمع منها أكثر من 6.5 مليون. ومراكز اوباما الانتخابية بلغ عددها حوالي 70 مركزا في مقابل 21 مركزا فقط لماكين. والخبراء يؤكدون أن الولاية التي تحتضن العاصمة الامريكية واشنطن شهدت تغييرات كبيرة في السنوات الاخيرة منها زيادة عدد سكانها بحوالي 15٪. وشهد الجزء الشمالي منها تغيرا في الاقتصاد وزيادة في الثروات بين الشباب ومعظم الذين تم تقييدهم في جداول الانتخابات هذا العام عمرهم اقل من 25 عاماً. عامل آخر اساسي ومؤثر في فيرجينيا هو زيادة نسبة السكان من اصل لاتيني بحوالي 40٪ خلال الاربع سنوات الاخيرة. بينما لم تشهد نسبة نمو السكان البيض اكثر من 6٪ فقط. وانتخابات مجلس الشيوخ التي تشتعل الان تشهد تقدما ملحوظا للمحافظ الديمقراطي السابق مارك وارنر الذي تؤكد استطلاعات الرأي أنه متقدم علي خصمه الجمهوري باكثر من 25٪ في استطلاعات الرأي وهذا في حد ذاته أمر يساعد كثيرا في دفع التصويت لمصلحة اوباما. اقبال تاريخي وسط كل التغييرات التي تحدث أصبح من المؤكد ان تشهد انتخابات الرئاسة الامريكية اقبالا تاريخيا منقطع النظير. وهذا إما بسبب الاعداد الكبيرة التي سجلت نفسها في سجلات الناخبين معه او لاهتمام المسجلين بالمشاركة هذه المرة. وهذا ما دعا ولاية نيوجيرسي الي الاعلان عن استعدادها التام لاستيعاب الاعداد الضخمة التي ستتجمع علي مراكز الاقتراع سواء من قدامي الناخبين أو الناخبين الجدد. وشهدت معظم الولايات الامريكية حالة من التحرك للتصويت المبكر عندما تم السماح بذلك وسط مخاوف من الزحام يوم الثلاثاء القادم. الغريب ان معظم الناخبين الذين توجهوا للادلاء بصوتهم مبكرا كانوا من الحزب الديموقراطي علي عكس ماتوقعه الكثير من الخبراء. في نيوجيرسي اكدت الولاية ان اعداد الناخبين المسجلين بلغت 5.2 مليون ناخب منهم 618 الفاً سجلوا اسماءهم مدنيا منذ يناير الماضي وحتي 15 اكتوبر. وطلبت الولاية من الناخبين محاولة الوصول الي مراكز التصويت في اوقات غير اوقات الذروة حيث سيتم فتح ابواب مراكز الاقتراع من 6 صباحاً وحتي 8 مساء يوم الثلاثاء القادم. وبما ان قانون الانتخابات في نيوجيرسي يحتم ويشترط تسجيل الحزب في البطاقة الانتخابية فقد اتضح تفوق الحزب الديموقراطي باكثر من 600 الف صوت في انحاء الولاية، بينما لايزال حوالي 2.5 مليون ناخب مسجل غير مرتبطين باحزاب وهي نسبة لا بأس بها يحاول الحزبان المتصارعان الفوز بها. ومن ضمن العجائب في ولاية نيوجيرسي ان مقاطعة اتلانتك شهدت لاول مرة منذ سنوات بعيدة تفوقا ملحوظاً في اعداد الناخبين المسجلين للحزب الديمقراطي والذين زاد عددهم في هذه المقاطعة فقط بحوالي 10 الاف صوت عن الاصوات المسجلة للحزب الجمهوري. وبينما تقترب الانتخابات من يومها الحاسم والاخير شهدت الولايات سباقا محموما بين المرشحين علي الرئاسة لزيارة تجمعات ومدن لضمان اصوات ناخبيها ودخلت الحرب ايامها الاخيرة وبقوة. وهذا ما سنتابع تفاصيله في الأيام القادم.