أجرت وزارة الأوقاف مسابقة لاختيار أئمة وخطباء للمساجد من خريجي جامعة الأزهر من كليات الدعوة والدراسات الإسلامية واصول الدين تقدم لها "18" ألف خريج من دفعات 2002 وحتي 2008 وكانت المفاجأة ان الناجحين في تلك الاختبارات لم يتجاوز "2300" خريج من جملة 6 آلاف خريج مطلوبون لتلك الوظيفة مما جعلنا نتسأل ما هي أسباب هذا التراجع ولماذا وصل مستوي التعليم الأزهري لهذه الدرجة وهل العيب في الطالب.. أم في اسلوب التدريس والمنظومة بأكملها؟!!
* الشيخ المنجي فرحات من علماء الأزهر الشريف: قانون تطوير الأزهر مع المسئولين عن حركة التعليم في مصر الآن سيسألون امام الله جزاء ما فعلوا بأبناء الأزهر والذي كان منارة يستضاء بها شرقاً وغرباً فما ذكرت مصر إلا وذكر معها الأزهر الشريف وحينما جاء هذا القانون المشئوم فتبدلت الأمور وتغيرت إلي الأسوأ فلا يعقل ان يكون هناك ازهري يسير بعقلين في وقت واحد حتي يدرس مناهج التربية والتعليم ومناهج الأزهر معاً وحينما فشلت هذه النظرية لم يجدوا حلاً إلا ان يخففوا من المواد الشرعية والتي هي أساس الدراسة بالأزهر الشريف تم اتجهو نحو القرآن الكريم فألغوا الكتاتيب وبدأت توزع الأجزاء علي سنوات الدراسة فأنسي بعضها بعضاَ وما يتم من مسابقات هنا وهناك للقرآن الكريم كله دعاية واعلان وليس للأزهر نصيب كبير في هذا الأمر ولما كانت وزارة الأوقاف في حاجة إلي امام وداعي دارس حافظ للقرآن الكريم لم تجد وكانت هذه هي العقبة الكبري لأنه لا يعقل أن تختار اماماً لمسجد أو توفر مبعوثاَ إلي الخارج وهو غير حافظ لكتاب الله الذي هو الأساس.
لذا فإني استكثر هذا العدد الذي نجح ولو كان الأمر يؤخذ علي مأخذ الجد ما نجح نصفه لذا فإن هذه الأمور لن تتغير إلا بتغير القائمين عليها واحلال رجال يعملون لصالح الأزهر لا لهدمه لأنه تأخر كثيراً وكثيراً وهذا ما أوقعنا في مأزق حرج مع اناس يصدرون إلينا من الخارج علي أنهم الدعاة الجدد اما رجال الأزهر فقد راحت عليهم ومعهم حق حيث ان القائمين علي الدعوة هنا وهناك لم يتحسسوا لهذا الأمر علي الاطلاق لذا فإني أقول أنها كارثة ليس لها من دون الله كاشفة.
* د.منيع عبدالحليم محمود عميد كلية أصول الدين السابق يري أن العيب ليس في طالب جامعة الأزهر من الناحية العلمية فهناك اساتذة متميزون يقومون بالتدريس للطالب الأزهري وهم نفس الأساتذة الذين يدربون أئمة المساجد في وزارة الأوقاف ونفس العلوم تدرس لطالب جامعة الأزهر هي نفسها التي تدرس للإمام والخطيب بوزارة الأوقاف.. وجميع الطلاب لا يتخرجون إلا بعد ان يحفظوا القرآن الكريم كاملاً وهو من اقسي الامتحانات وجميع العلوم الدينية والحديثة يدرسها الطالب في كلية أصول الدين علي سبيل المثال أذن العيب ليس في الطلاب أو في الأساتذة ولا نطعن في خريجي الجامعة ولكن هناك تعنت في امتحانات وزارة الأوقاف.
ويجب ان يتغير نظام الامتحانات في وزارة الأوقاف ويأخذ الطابع المنهجي العلمي الذي يتيح للجميع ابراز قدراتهم وامكانياتهم العلمية والدعوية وليس هناك منهج علمي سليم وواضح في إدارة الأسئلة والامتحانات كما ان هذه المسابقة تشمل مجموعة من الاسئلة والمعلومات العامة عكس الامتحان والذي هو مقياس فعلي لمستوي الطالب.
* الشيخ عيد يوسف شيخ الجامع الأزهر.. واحد الاعضاء الذي يتم اختيارهم لاختبار واختيار الخريج في مثل هذه المسابقات يقول: لا يوجد تعنت من جهة وزارة الأوقاف فليس من المعقول ان يكون الطالب حافظا لكتاب الله ويرسب.. فعهد وزير الأوقاف من افضل العهود في اختيار الأئمة بعد ان كثرت الشكاوي من الجمهور علي مستوي خطباء وأئمة المساجد فأصبح لا يتم تعيين إلا الحفظة والمتقنين للتلاوة والتجويد إلي حوار المواد الاخري وذلك كله في صالح الدعوة الإسلامية.. خاصة وان ما يحدث هو انه بمجرد ان يتخرج الطالب من الأزهر يتجه بعد تخرجه إلي عمل مهني بعيداً عن التخصص يجلب منه الرزق وينسي القرآن وهو جوهر الامتحان لأن هدفنا هو ادخال أكبر عدد من حافظي كتاب الله حتي لا تكون هناك شكوي أو مشاكل في المساجد لأن القرآن عدة الأمام.
بل اننا في هذه اللجان نحاول ان نساعد المتسابقين بقدر الامكان وليس صحيحاً انه لن يدخل المسابقة ممن رسب في مرة سابقة فوزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة في مصر التي تعين خريجيها تعيين حكومي رسمي وذلك لحاجة الوزارة لخطباء وأئمة ويتم تعيين الحافظ العارف لأحكام الشريعة وتفاصيلها ومجملها ومفصلها والقرآن شرط أساسي لاجتياز الامتحان وكل لجنة مكونة من اثنين من المشايخ الكبار والذين يتقنون القرآن الكريم واحيانا بعض الأئمة القدامي وشرط ان يكونوا أهل ثقة وفي بعض الأوقاف يكون من ضمن اعضاء هذه اللجان شيوخ كالطبلاوي مثلا ويصل عدد هذه اللجان من 12: 15 لجنة يمثل امامها المتسابقون ويتم الاختيار حسب الدرجات.
* الشيخ علي موسي النويهي وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية يقول ليس صحيحاً ان من يرسب لن يدخل الامتحان بل انه حالياً يتم عمل امتحانات تكميلية لاختيار باقي العدد المطلوب وللطالب "6" محاولات بعدها لا يدخل الامتحان ووزارة الأوقاف لا تتعنت مع المتسابقين .. لكن للأسف مستوي بعض خريجي الأزهر ضعيف والحل في عودة نظام الكتاتيب ونظام التشجيع بها والذي كان معمولاً به منذ ايام الشيخ عبدالحليم محمود وزيادة المكافآت والتشجيعات للترغيب بالدراسة في الأزهر حتي يهتم أولياء الأمور أنفسهم بالطالب وأن يختار الأزهر الطالب السليم بدنيا بدلا من اختيار الطلاب ضعيفي البنية وأصحاب الاحتياجات الخاصة ويجب الارتقاء بمستوي الطالب ماديا ومعنويا.. وقتها فقط سوف يرتفع مستوي خريجي الأزهر.
* الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف للشئون الدينية- يقول: أولاً: قد يكون خريج الأزهر علي مستوي علمي طيب ولكنه لا يجيد فن الخطابة لأنها موهبة في حد ذاتها فهناك من العلماء الذين يملأون مسامع الدنيا بالعلم لكنهم لا يجيدون فن الخطابة فبجانب العناصر العلمية لابد أن يتوفر الموهبة وهي منحة من الله سبحانه وتعالي بالاضافة إلي الحالة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع فالخريجون بعد تخرجهم مباشرة يبحثون عن عمل من أجل لقمة العيش والكسب المادي مما يترتب عليه تسريب المعلومات ومن يدخل المسابقة يجب ان تشترط فيه أمور أولها: ان يكون خريج كلية تعتمد بشأن الدعوة ودراسته تتعلق بذلك بالاضافة إلي ذلك هو ان يجتاز المسابقة وعلي رأس الشروط حفظ القرآن الكريم حفظاً جيداً بالاضافة إلي المعلومات الشرعية وتوفير حسن المظهر مع اجادة الخطابة.
يضيف: لقد اعلنا عن مسابقة وهذا دليل علي ان لدينا رغبة في وجود وجلب أئمة بوزارة الأوقاف لكن يجب ان نضع النقاط علي الحروف نريد كيفاً ولا نريد كماً لأننا فعلاً نحتاجهم لسد العجز ولكن نحن نحتاج لأئمة تتوافر فيهم شروط الامتحان والخطابة والدعوة ولا يوجد إطلاقاً تعنت في الاختيارات انما هناك معايير توضع للجان قبل عقد المسابقات وهذه المعايير هي الفيصل في الاختيار ولا يوجد لدينا محسوبيات أو وساطة ونتحدي من يقول ذلك لأننا لا نظلم أو نحابي أحداً وفي حقيقة الأمر الوزير شدد علي هذا الأمر ونحن بالتالي لا نستطيع ان نظلم لأنها مسئولية امام الله لأن الظلم والمحاباة لا يجتمعان ابداً مع الصفات القيادية في الدعوة