العديد من الألفاظ الجريئة والشتائم تضمنتها مسلسلات كثيرة تُعرض حالياً علي القنوات الفضائية منها: «قمر» و«هيمه» و«بنت من الزمن ده»، ومسلسلا الست كوم: «العيادة» و«تامر وشوقية»، ولم تكتف الدراما بهذه الحالة الجديدة من الحرية في الحوار، بل تضمنت مسلسلات أخري مثل «دموع القمر» و«قمر ١٤» و«قلب ميت» و«بعد الفراق» إيحاءات جنسية.
في مسلسل «قمر» وصل معدل خناقات «قمر» - بائعة الجمبري - في الحلقة الواحدة إلي أكثر من ٥ مرات، تساعدها في هذه الشجارات المستمرة خالتها التي تجسد دورها «خيرية أحمد»، وخلالها تستخدمان العديد من الألفاظ وهي: «يا راجل يا واطي.. يا ناقص.. يا دون»، وأثناء شجار «قمر» مع الشخصية التي يجسدها الممثل محمد كامل لأنها اكتشفت أنه استولي علي المقهي الذي يملكه والدها قالت له «يا ابن الكلب»، وأثناء شجارها مع الرجال المتعدين عليها أثناء عملها في الشارع تقول جملتها الشهيرة: «يا راجل يا ناقص يا ديل نجس»،
ومع ذلك تدعي فيفي أنها تقدم شخصية سيدة بنت بلد وعصامية ومحترمة وصاحبة قيم ومبادئ. الأمر نفسه ينطبق علي «بسمة» التي تجسد دور «طبيبة أسنان» في مسلسل الست كوم «العيادة» التي لم تمنعها تلك المهنة من ترديد كلمة «انت واطي» أكثر من مرة في الحلقة الواحدة أثناء حوارها مع الأطباء المشتركين معها في العيادة. اللفظ نفسه يتكرر باستمرار في مسلسلات «هيمه» و«بنت من الزمن ده» و«بعد الفراق» و«تامر وشوقية».
مسلسل «دموع القمر» تضمن العديد من الجمل الحوارية التي تحمل إيحاءات جنسية من بطل العمل رياض الخولي لـ«نور»، حيث أشار لها في أحد المشاهد إلي السرير وقال: «أنا منتظر العيد بفارغ الصبر عشان ليلة الدخلة»، وردد زوج أم «نور» ألفاظاً من النوعية نفسها حيث كان يحب إجراء عمليات ختان للبنات دون الصبيان لأنه يستمتع بالنظر إلي أعضاء الأنثي، وفي مشهد آخر حاول زوج الأم جذب نور إلي السرير وحاول اغتصابها قائلا: «النهارده دخلة صاحبتك.. وعاوزين نعمل زيها يا بت».
أما مسلسل «بعد الفراق» فإلي جانب الشتائم التي رددتها «سكرة» - هند صبري - يحتوي المسلسل أيضاً علي بعض الإيحاءات الجنسية مثل المشهد الذي جمع بين نشوي مصطفي وإيهاب فهمي ليلة الدخلة، حيث عاد من الفرح ليشاهد المصارعة وعندما دعته إلي الجلوس سويا لم يرد عليها فقالت له: «هما العرسان برضه بيتفرجوا علي التليفزيون» وعندما تركها أيضاً قالت له: «انت مش واخد بالك إننا عرسان والنهارده فرحنا».
ولم يخل مسلسل «قمر ١٤» من الحوارات الجنسية التي جمعت بين سناء موزيان وصلاح عبدالله في غرفة النوم، وأيضاً مسلسل «بعد الفراق» في المشاهد التي جمعت سامي مغاوري، زوج خالة غادة عادل، بطلة المسلسل في «الخمارة» أثناء سكره مع أصدقائه. عزت آدم، صاحب سيناريو مسلسل «قمر»، أكد أن عدم وجود رقابة علي القنوات الفضائية هو سبب انتشار تلك الألفاظ التي تخدش حياء الأسرة المصرية، فحدث نوع من التلوث السمعي لدي المشاهدين، وقال: الخناقات والردح بألفاظ وشتائم قبيحة في مسلسل «قمر» ليس لي علاقة بها، فالنص الذي قدمته إلي المخرج كان بعيداً تماماً عما يعرض حالياً، خاصة أن تلك الشتائم متناقضة مع شخصية «قمر».
عمرو سمير عاطف، مؤلف مسلسلي الست كوم «العيادة» و«تامر وشوقية»، أكد أن الفن مرآة الواقع، والشارع مليء بالألفاظ والشتائم التي تقشعر لها الأبدان، وقال: كان لابد أن نعبر عنه في الأعمال الفنية طالما أن الضرورة الدرامية تحتم ذلك، فالشتائم في مسلسل «العيادة» مساحتها قليلة ومتمثلة في الشتائم التي ترددها الدكتورة «بسمة» وهذا طبيعي، فالأطباء مثل غيرهم من البشر يغضبون ويشتمون،
كما أنها الطبيبة الوحيدة وسط مجموعة من الرجال، ومن الطبيعي أن تثبت قوة شخصيتها باستخدام بعض الشتائم مثل «يا واطي»، فالهدف من هذه الشتائم ليس الكوميديا كما يعتقد البعض، مضيفاً أن الأمر نفسه يتكرر في مسلسل «تامر وشوقية» الذي تقلصت مساحة الشتائم فيه هذا العام، مقارنة بجزأيه الأول والثاني، بسبب تغريد العصفوري مخرجة العمل التي حذفت العديد من الجمل الحوارية التي تضمنت بعض الشتائم وأبقت علي كلمة «يا واطي» فقط.
مجدي سالم، مؤلف مسلسل «دموع القمر»، قال: شيء جيد أن تكون هناك مساحة من الحرية للمؤلف لينقل ما يحدث في الواقع، ومع ذلك فمن الصعب أن نقدم الشتائم والإيحاء الجنسي الذي يحدث في الشارع، ففي «دموع القمر» كانت هناك ضرورة درامية لوجود تلميحات جنسية بطريقة لا تخدش حياء المشاهد، فتعاملت مع الموقف بطريقة غير مباشرة في أكثر من مشهد.
ونادي سالم بضرورة وجود رقابة علي المسلسلات التي تعرض حالياً علي شاشات التليفزيون، لأن هناك بعض الكتاب أساءوا استخدام تلك الحرية وحملوا أعمالهم بألفاظ وجمل إباحية وجنسية ليست لها صلة بأحداث المسلسل، مؤكداً أن الرقابة بدأت تتخلي عن دورها منذ عرض مسلسل «ريا وسكينة»، حيث سمحت بعرض العديد من الألفاظ القبيحة التي جاءت كلها بعيدة عن خدمة العمل الدرامي.
أسامة أنورعكاشة أكد أن المسلسلات التي تتضمن ألفاظاً سوقية و«شوارعية» هي أعمال ضعيفة، نظراً لاهتمامها «بزبالة الشوارع» وتخليها عن الموضوعات المهمة، فهذه الأعمال مسؤولة عن فساد الذوق العام وانهيار القيم والأخلاق، وقال: المفترض أن ينصلح حالنا من خلال الأعمال الفنية الجادة.
وأرجع عكاشة مستوي المسلسلات السيئ إلي إغفال دور الرقابة الفضائية علي تلك الأعمال، والتليفزيون المصري صار يتبع المنهج نفسه بعد أن كان «ترمومتر» يحد من أعمال الإسفاف. أرجع إبراهيم حمودة، مدير قناة المحور، عدم وجود رقابة فضائية علي المسلسلات التي تعرض علي الفضائيات إلي أن القناة تتسلم حلقة حلقة من منتج المسلسل، بالتالي لا يسمح لنا الوقت بالإطلاع علي العمل،
وقال إن مسلسل «قمر»، الذي يعرض حالياً علي «المحور» تسلمت القناة منه ٥ حلقات فقط قبل رمضان بيومين، وبعدها بدأ المنتج في تسليمنا حلقة كل يوم، ولذلك لم نملك فرصة حذف أي حوارات قد تكون غير لائقة أو خادشة للحياء،
والأمر نفسه يتكرر في معظم القنوات الفضائية، وبالتالي غابت الرقابة علي تلك الأعمال، فضلاً عن أن الشركة لا تطلعنا علي السيناريو المكتوب، وكل ما نفعله أننا ننبه الشركة المنتجة ألا يتضمن العمل ألفاظاً تثير الاشمئزاز، خاصة أن المسلسلات تدخل كل البيوت.
وقال حمودة إن الشتائم التي تحدث في الواقع أشد قسوة مما يعرض حالياً في المسلسلات، كما أنه سبق لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة أن قالت في فيلم «الخيط الرفيع»: «يا ابن الكلب»، وقال: أعترف أن ما ورد في مسلسل «قمر» زاد علي الحد، خاصة أن قناتنا للأسرة المصرية ولكن المسلسلات عاملة «زي البطيخة» تشتريها علي اسم النجم وممكن تفاجأ بعد ذلك بغير ما كنت تتوقعه،
وأضاف: ليس بيدينا أن نوقف عرض المسلسل بعد عرض جزء من حلقاته، ولا توجد قناة فضائية تحذف جملاً حوارية من المسلسل، فهي من اختصاص مخرج ومؤلف العمل، ومشهد اغتصاب يسرا العام الماضي في مسلسل «قضية رأي عام» مثلاً عرض بالكامل دون أي حذف.
وقال محمد خضر، مدير قناة «دريم»: لا يمكن أن نعرض عملاً دون تدخل الرقابة الخاصة بنا لأننا مسؤولون عما يعرض علي قناتنا، ولكن رقابة الفضائيات أقل حدة من التليفزيون، فكلمة «يا واطي» في مسلسل «بنت من الزمن ده»، التي تعرض علي قناة «دريم» هي عادية جداً ولم تتطلب الحذف لأنها لفظ عادي جداً فطبيعة القضية التي يطرحها العمل تحتم تلك الألفاظ خاصة أن العمل يناقش أسلوب حياة الناس في المجتمع العشوائي، ومع ذلك لم ترد في المسلسل الشتائم التي وردت في فيلم «حين ميسرة».
-------------------
منقول من المصرى اليوم
26/9/2008