السويس المدينة الباسلة تستيقظ على انفجار جديد لشركة النصر للبترول اليوم.. والأهالى يفرون من المنازل... والمساجد ترفع التكبيرات لطمأنة المواطنين و9 مشاهد ترسم سيناريو الحرائق الغامضة
جانب من الحريق
السويس– محمد كمال
"ما أشبه الليلة بالبارحة.. الفساد والإهمال إيد واحدة" هكذا كان أول التعليقات على انفجار شركة النصر للبترول الذى شاهدته المحافظة فجر اليوم الثلاثاء، بسماع دوى انفجار ضخم داخل شركة النصر للبترول وارتفاع النيران بشكل عال وهو ما شكل خطورة كبيرة على الشركة، مما أثار الذعر فى نفوس المواطنين فى جميع أنحاء المحافظة خاصة سكان المنطقة المجاورة للشركة من" أبراج الصفوة وكفر أحمد عبده الجديد وشارع ناصر" حيث فر عشرات الموطنين من منازلهم خوفا من حدوث كارثة ووصول النيران إلى منازلهم بعد أن تلقوا اتصالات هاتفية من ذويهم الذين يعملون والمتواجدين داخل الشركة يؤكدون أن هناك خطورة على المساكن القريب للشركة ، حيث أوضح العميد خالد بهجت، مدير الدفاع المدنى بالسويس أن سبب صوت الانفجار الضخم والحريق هو انفجار فى أحد الخزانات داخل الشركة وصل النيران لها بالإضافة للتنك الذى نحاول السيطرة عليه منذ 4 أيام ، موضحا فى بداية الأمر أن الوضع غير مستقر، وأن عمليات السيطرة مازالت مستمرة.
خطورة بالغة وكارثة محققة، كانت سوف يشهدها ميناء الزيتيات التابع لهيئة موانىء البحر الأحمر لقربها بما يقرب من 300 متر فقط، عن الشركة والتى كانت تفرغ 8500 طن قادمة من السعودية، حيث أمر اللواء محمد عبد القادر جاب الله، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، بأن قبطان سفينة الشحن البترولية "mar mar jazz" والمرشد عليها، بمغادرة السفينة مقر الميناء، وإيقاف تنزيل الشحنة، والخروج فورا، بالإضافة لخروج جميع اللنشات البترولية بالميناء، وإعلان حالة الطوارئ مرة أخرى، حتى تتم السيطرة نهائيا على الحريق، وأضاف أن السفينة غادرت بعد أن فرغت 1500 طن بوتاجاز فقط، وخرجت واستقرت فى الغاطس الخارجى للميناء، ونفى حدوث كارثة مرعبة بين لحظة وأخرى تفوق حريق شركة النصر لوجود 1500 طن بوتاجاز فى أسطوانات تحت الأرض وتهدد بكارثة وانفجار يفوق تأثير القنبلة الذرية وأوضح الكمية التى استقبلها الميناء والمقدرة بـ1500 طن بوتاجاز قامت على الفور الشركة فى الخامسة والنصف بتدفيعها إلى شركة بتروجاز وقامت الشركة بدورها بإرسال تلك الكمية الى محطة مسطرد لتعبئة أسطوانات البوتاجاز.
ولفت جاب الله إلى أن ميناء الزيتيات خال من أى كميات بوتاجاز الآن وكذلك الشركة التى تستقبل من الميناء .. وذلك تنفيذا للخطة المتبعة والإجراءات الاحترازية بتفريغ المستودعات والشركات من المواد البترولية القابلة للاشتعال خاصة القريبة منها والمحيطة بشركة النصر وكانت أولى المنشآت التى قامت بذلك ميناء الزيتيات التى رفضت دخول أى سفن محملة بالبوتاجاز أو أى مادة بترولية قابلة للاشتعال فور نشوب الحريق بالشركة مساء السبت الماضى.. وذلك لمجاورة الشركة للميناء وقال إنه كان رافضا لدخول أى سفينة دون الحصول على موافقة كتابية من الشركة بالسيطرة على الحريق، وبعد وصول إشارة من شركة النصر للبترول إلى الميناء بأن الحريق تحت السيطرة ويسمح بدخول حاملات البترول والبوتاجاز إلى رصيف الميناء.. اضطررنا إلى السماح لمرمر جاز بالدخول بعد بقائها بالغاطس 3 أيام مستمرة.
وقال العمال بالشركة إن الطرف الثالث أصبح أحد أهم عناصر معه، فالحرائق تشتعل وتخمد دون معرفة أى أسباب مناشدين جميع المسئولين أولا بفتح تحقيق موسع وإظهار نتائجه فى غضون أيام لأن الشركة أصبحت قنبلة موقوتة وفى حال حدوث كارثة لن تؤثر على السويس فقط وصناعة البترول ولكن سوف تؤثر على خليج السويس الذى تطل الشركة عليه مباشرة فضلا عن قناة السويس، من جانبه قال عادل أمين القيادى العمالى بالشركة إن العمال يطالبون ويناشدون حكومة الجنزورى والمجلس العسكرى بإرسال العشرات من سيارات كسح وشفط المياه من داخل الشركة والتى أغرقت جزءا كبيرا من الشركة بالدخل وأمام الباب الرئيسى لما تشكله من خطورة على الشركة والمطالبة بوصول سيارات إطفاء كبيرة مجهزة ومياه رغاوى للسيطرة على الحريق.
ومن جانب آخر سيطرت حالة من الركود والشلل التام على جميع شركات الصناعية والمصالح الحكومية بالسويس، حيث شهد ديوان عام المحافظة ومديرية التربية والتعليم وعدد كبير من المديريات الخدمية بالمحافظة، غياب عدد كبير من الموظفين، وذلك خوفا على حياتهم، بعد تردد الإشاعات بحدوث انفجار بالشركة، قد يمتد إلى جميع المناطق السكنية المجاورة، على جانب آخر تكدست عشرات السيارات أمام محطات الوقود وقام مسئولو الشركات البترولية المجاورة لشركة لنصر للبترول برفع درجة الاستعداد القصوى والاستنفار الأمنى داخل الشركات، كما قاموا بصرف جميع العمال، خاصة بالجمعية التعاونية للبترول، فى الوقت الذى تكدست فيه عشرات السيارات أمام مستودعات البترول، فى محاولة لأخذ الحصص الخاصة لتوزيعها على المحطات بمدن القناة ، وشهد عدد كبير من المدارس التعليمية بالمحافظة، خاصة بحى السويس والمجاورة للشركة، حالة من التوقف والشلل التام.
ومن ناحية أخرى استقبل مستشفى السويس العام 11 حالات من العمال والدفاع المدنى على خلفية الانفجار، حيث أوضح قسم الاستقبال بالمستشفى أن جميع الحالات ما بين كسور واختناقات وجارى إسعافهم، من جانبه أكد الدكتور حافظ الهوان، مدير المستشفى، أنه لا يوجد بين الحالات وفيات والمستشفى مازال يرفع درجة الاستعداد القصوى.
وقام مئات المواطنين الذين يتابعون الحريق أمام الشركة بالإسراع للمساجد المجاورة للشركة والتضرع إلى الله لرفع البلاء عن السويس وإطفاء الحريق فى أسرع وقت واستخدام مكبرات الصوت وترديد "الله أكبر الله أكبر" وقام أمام مسجد النصر للبترول بمطالبة المواطنين بعدم الاحتكاك مع قوات الشرطة والجيش والابتعاد عن أماكن الحريق والشركة بالكامل.
كما انتقل إلى مقر الحريق اللواء محمد عبد المنعم هاشم محافظ السويس واللواء عادل رفعت مدير الأمن وقائد الجيش الثالث الميدانى وعضو المجلس العسكرى اللواء أركان حرب صدقى صبحى السيد، حيث طالب هاشم المواطنين بعدم مغادرة المحافظة بعد تردد إشاعات أن انفجارا ستشهده المحافظة على خلفية الحريق الذى شهدته الشركة، مما دفع عشرات الأسر لمغادرة السويس لمحافظات مجاورة ، مؤكدين لـ "اليوم السابع" أنه لا صحة لما تردد من هذا الكلام ومطالبين المواطنين بالبقاء بالسويس وأن الوضع تحت السيطرة ، وأن الحريق جارى إخماده ومن ثم بدء عمليات التبريد .
وفى ظل السيطرة على الحريق والمشاكل التى تشهدها الشركة نظمت حركة 6 أبريل وقفت احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، تحت شعار "ضد الظلم" تضامنا مع أسر العمال الخمسة التابعين لميناء " Mradif" سوميد بالمنطقة الصناعية بخليج السويس أمام ديوان عام المحافظة بعد استمرار أكثر من 40 يوما بقرار من النيابة العسكرية بالتجديد لحبسهم 15 يوما 3 مرات دون تحقيق فى الواقعة بتهم محاولة التعدى وتخريب منشآت عامة وإيقاف ميناء Mradif " التابع لشركة سوميد خلال الاعتصام الأخير الذى شهدته الشركة منتصف مارس الماضى، للمطالبة بزيادة الرواتب وتوقيع عقود مع شركة سوميد بشكل مباشر وليس شركة المقاولات التى تجلب العمال لإدارة الميناء من الباطن .
وقامت "موانى دبى العالمية" المسئولة عن إدارة ميناء العين السخنة بالسويس أن الميناء أرسل مساء الإثنين سيارة مجهزة بالكامل تحمل طن مواد إطفاء "رغاوى" وهى المادة المستخدمة فى إطفاء الحرائق إلى شركة النصر للبترول والتى تشهد حريقا منذ عصر يوم السبت الماضى على خلفية انفجار 5 تنكات بترول ومخزن ومبنى المهمات بالشركة وذلك بناء على تعليمات من حكومة دبى والتى تمتلك أكثر من 80 % من إدارة الشركة التى تدير ميناء السخنة، من أجل الوقوف بجوار الشعب المصرى فى محنته والتأكيد على الوحدة بين الشعبين المصرى والإماراتى والعلاقات التاريخية والإنسانية بين البلدين.
وقال مصدر مسئول بالشركة لـ "اليوم السابع" سوف نظل فى تقديم يد العون للأشقاء بالسويس فى حالة استمرار الحريق، وقد يتم إرسال طائرات وسيارات مجهزة عالمية فى شعورنا بالخطورة على المصريين وخاصة محافظة السويس الذى تعتبر قلب الصناعة بالبحر الأحمر وقناة السويس، وأكد لن نتأخر فى حال أى طلب من الحكومة المصرية فى هذا الصدد.
يأت ذلك فى الوقت الذى قامت الشركة باستدعاء سيارتين نقل تحملان 40 طنا من مادة الرغاوى وهى مادة مستخدمة فى إطفاء الحرائق وتتكون من تجميع ثابت لفقاعات صغيرة ذات كثافة أقل من كثافة الزيت أو المياه ، والتى من خصائصها أن تكون لها قدرة مقاومة التفكك نتيجة تعرضها للرياح أو الحرارة أو اللهب وأيضا قدرة العودة إلى التماسك عندما تتعرض لأى تمزق ميكانيكى.
كما قام اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بإرسال أحد قيادات الوزارة وقام بتكريم العميد خالد بهجت مدير الدفاع المدنى بالسويس وأكثر من 6 ضباط وعساكر من الدفاع المدنى بعض إصاباتهم أثناء السيطرة على الحريق لعدم وصوله لتنكات بترولية جديدة وحدوث كارثة بشرية بالسويس كانت متوقعة لولا تدخلهم، حيث جاء ذلك بمكتب اللواء عادل رفعت مساعد وزير الداخلية لأمن السويس.
يأتى ذلك عقب إصابة عدد من قوات إدارة الحماية المدنية باختناقات وإصابات مختلفة بسبب التعامل مع الحريق وهم: "عميد خالد محمود عبد العزيز 55 سنة مدير إدارة الحماية المدنية، وعقيد أشرف محمود 52 سنة، وكيل الإدارة، ورائد أحمد عبد المجيد عويضة ضابط بالإدارة، ونقيب محمد صابر عبد السلام 30 سنة ضابط بالإدارة، ونقيب محمد عبد السميع الشامى ضابط بالإدارة، وأمين شرطة سعيد إبراهيم سالم 35 سنة، وأمين شرطة مصطفى محمد مصطفى 30 سنة، وأمين شرطة أحمد ماهر على 30 سنة، وأمين شرطة محمد على عبد الحميد 30 سنة، وشرطى نزيه أحمد نزيه 32 سنة، وشرطى أحمد عبد الله هديوى 31 سنة، وشرطى محمود حامد مصطفى، وإدارة مرور السويس.
مطالبة الأحزاب بتفعيل البلاغات
من جانبهم طالب قيادات أحزاب "التجمع – الوفد – الناصرى – الغد " فتح ملف البترول بالسويس مرة أخرى وتفعيل البلاغات المقدمة للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام الخاصة بفساد قطاع البترول فى عهد ولاية سامح فهمى للوزارة ما يزيد عن 10 سنوات.
ومن جانبه أكد محافظ السويس أن الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء وقيادات المجلس العسكرى تتابع معه تطورات الوضع بالسويس والذى كان قد أوضحه فيه أكد الدكتور كمال البربرى، وكيل وزارة الأوقاف، كشاهد عيان، أن الحريق بالشركة كان قد تمت السيطرة عليه بنسبة كبيرة، وبعد التأكد من ذلك خرج هو والمحافظ من الشركة لتقديم التهنئة لقيادات الكنيسة بمناسبة عيد القيامة اليوم الإثنين، وفور ذلك قمنا بزيارة أسرة شهيد الشركة الوحيد، وعندما عدنا مرة أخرى للشركة، وجدنا هناك مشادة حدثت بين أحد ضباط الدفاع المدنى بالقاهرة، وعدد من مسئولى الدفاع المدنى بالسويس، بسبب إشعال الأول سيجارة بجوار تنكات بترولية، التى قد تنفجر فى أى وقت، وأثناء انشغالهم بذلك، اشتعلت النيران من جديد فى التنك رقم "133"، وهو ما كان بداخله ما يقرب من 3 أطنان نفتة وهو المادة المصنعة للبنزين.
وأكد المهندس هانى ضاحى، رئيس الهيئة العامة للبترول، أن الشركة بدأت عمليات التبريد بكافة المناطق التى شهدت مكان الحريق، وسوف تعود جميع أجهزة والوحدات بالشركة ومعمل التكرير للعمل بعد 24 ساعة من إنهاء الحريق، وهى المدة المحددة للتبريد، وذلك خوفا على الشركة وحرصا على سلامة جميع الأجهزة والعمال، وأضاف صباح، الإثنين، سيتم الانتهاء من السيطرة على الحريق، والتى يبذل فيه رجال الدفاع المدنى قوة هائلة، لعدم امتداده لأماكن أخرى، وأضاف ليس هناك مشاكل لتأخر العمل بالشركة، حيث تشهد الشركة بشكل مستمر عمليات صيانة.
وأعلن المهندس مدحت حسن مدير قطاع المخازن والمسئول عن غرفة الطوارئ بشركة النصر للبترول عن السيطرة على الحريق بالتنك "46" والذى يحتوى على رواسب بترولية بشكل نهائى فيما تواصل الجهود للسيطرة على التنك رقم "115" وهو الخاص بالنفتة وهى المادة المصنع للبنزين ، هذا وتحاصر عشرات سيارات الدفاع المدنى التنك الأخير للمحاولة للسيطرة عليه بالماء الفووم الخاص ومياه البحر، على جانب آخر قام عدد من مستودعات البترول بتفريغ مستودعاتها من البترول خوفا من وصول الحريق إليها.