تنتظر وزارة الخارجية الاسرائيلية فى حالة من القلق وصول عدة شكاوى من بعض دول حوض البحر المتوسط بشأن النقايات والقاذورات التى تقوم المصانع الاسرائيلية الموجودة فى حيفا بإلقاءها فى البحر المتوسط دون معالجتها المعالجات الكيميائية المناسبة.
وشكوى دول حوض البحر المتوسط لن تتأخر كثيرا وفق توقعات العديد من رجال الدبلوماسية الاسرائيلية وقد نشر موقع وزارة الخارجية على شبكة الانترنت يؤكد إن البحر المتوسط يتعرض لهجمة شرسة من الشركات والمصانع التى تعمل بشكل يضر بالبيئة ومن الواضح إن وزارة الخارجية وعلى رأسها نائب رئيس الحكومة "سلفان شالوم" ترغب فى اثارة الأمر دوليا قبل أن تحمل هى وزر تلوث البحر كله الذى تطل عليه دول من ثلاث قارات هى أوروبا وآسيا وأفريقيا.
على الجانب الآخر فإن مسئولى وزارة البيئة فى إسرائيل وجماعات الخضر يجهزون حاليا لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا فى إسرائيل مختصمين فيها المصانع والشركات الموجودة فى حيفا وتحديد فى المنطقة الصناعية منها حيث يبلغ عدد المصانع الموجودة فى تلك المنطقة ما يزيد عن المائة وعشرون مصنع ثمانون منها على الأقل يعملون فى مواد بتروكيميائية ويتسببون فى تلويث البحر المتوسط بمخلفاتهم الغير معالجة كيميائيا ولا تقوم تلك المصانع حتى بمعالجة تلك النفايات بمواد معادلة تقلل حجم السموم الموجودة بداخلها.
وقد قامت بالأمس مجموعة من الشباب أعضاء جماعات الخضر والحفاظ على البيئة بالتظاهر أمام موقع عمدة بلدة حيفا مطالبين إياه بالتدخل لإيقاف ذلك الانفلات البيئى الخطير الذى يشهد ساحل البحر فى هذه المنطقة وهو أمر من الممكن أن يمتد لبقية الساحل الاسرائيلى على البحر المتوسط وهو بالتالى ما يستطيع أن يحجب عن اسرائيل المنافذ البحرية لها مع ما يمثله ذلك من خسائر بيئية أو سياحية واقتصادية هائلة سوف تتكبدها اسرائيل خلال السنوات القليلة القادمة.
وقد استمرت المظاهرة البيئية عدة ساعات قبل أن يتوجه مندوب عن عمدة البلدة وحاول التفاهم مع مجموعة المتظاهرين مؤكدا إن الحكومة الاسرائيلية بصدد اتخاذ بعض الخطوات والعقوبات المناسبة ضد المصانع المخالفة لشروط البيئة النظيفة وسيتم تدريج هذه العقوبات حتى تصل إلى حد اغلاق المصانع الملوثة تماما ولن يتم فتحها قبل أن تقدم إدارة المصانع ما يثبت إنها ملتزمة تماما بالشروط التى وضعتها المؤسسات البيئية العالمية.
يذكر إن مصانع حيفا تسرب إلى مياه البحر ما لا يقل عن طن كامل من الملوثات وهو الأمر الذى يجب أن يقلقنا نحن قبل أى شخص آخر.
------------------------------
صحيفه هآرتس الاسرائليه
25/9/2008