صورة ارشيفية لجلسة بمجلس الشعب
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الأزمة الإقتصادية الدقيقة التي تمر بها مصر حاليا تضع تحديا كبيرا أمام تيارات الإسلام السياسي الصاعدة لسدة الحكم في البلاد وتعرقل مسيرة التحول الديموقراطي.
وقالت الصحيفة في تقرير تقرير نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت، الاربعاء، أن عاما من الإضطرابات في مصر أدى لنمو إقتصادي ضئيل وتناقص للاحتياطيات الأجنبية إضافة لتراكم الديون، الأمر الذي وضع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم والأحزاب الإسلامية المهيمنة على البرلمان أمام خيارات صعبة اضطرتهم لمراجعة مواقفهم بشأن الإقتراض من صندوق النقد الدولي.
وأوضحت أنه من بين الخيارات الصعبة التي تواجه جناحي الساحة السياسية في مصر حاليا هو التخفيض "الذي لا مفر منه" لقيمة الجنيه المصري ، وأيضا تعديل نظام دعم موارد الطاقة الذي يمثل 20 % من الإنفاق الحكومي وكذا دعم المواد الغذائية، وكلا الأمرين يتبعهما بالضرورة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية وغيرها من البضائع على نحو قد يثير سخط عوام المصريين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن خطورة الوضع الإقتصادي في مصر دفع المجلس العسكري لفتح باب التفاوض مع صندوق النقد الدولي حول الحصول على قرض قيمته 2ر3 مليار دولار، وعلى الرغم من رفض القاهرة سابقا الحصول على قروض دولية حفاظا على السيادة الوطنية إلا أن تأزم الوضع الإقتصادي أدى بمسئوليها لمناقشة الحصول على قرض قد ترتفع قيمته عن المبلغ السابق ذكره.
ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلى ما أبدته جماعة الإخوان المسلمين التي استحوذت على نحو نصف مقاعد مجلس الشعب خلال الفترة الأخيرة من انفتاح بقبولها إلقاء صندوق النقد الدولي بـ"حبل النجاة إقتصاديا" للقاهرة ؛ وذلك خلال لقاء منفصل جمع قياداتها مع ممثلي الصندوق، موضحة أن قيادة مصر من قبل الإخوان المسلمين للخروج بها من هذه الأزمة سيمثل اختبارا حقيقيا لقدرتهم على حكم البلاد.
وتطرقت الصحيفة لمطالب النشطاء السياسيين في مصر والتي يتقدمها قيام المجلس العسكري بتسليم مقاليد الحكم لسلطة مدنية في أسرع وقت ممكن ، مشيرة إلى أن الأزمة الإقتصادية أصبحت تحول دون تحقق هذا النقل "السريع" للسلطة في ظل الرغبة الجامحة لدى عموم المصريين لاستعادة الإستقرار كأحد عوامل النمو الإقتصادي.
من جهة أخرى، يرى البعض في مصر بحسب الصحيفة الأمريكية، أن مطلب توافر "العيش" الذي شكل أحد أهم عوامل اندلاع الثورة ومن ثم الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك أصبح أكثر إلحاحا في فترة ما بعد مبارك، خاصة لدى الأعداد الكبيرة من العاطلين بين صفوف الشباب .
وأشارت الصحيفة إلى أسباب المأزق الإقتصادي الذي يعاني منه الشباب المصري حاليا ، لافتة إلى إنسحاب الإستثمارات الأجنبية بشكل مطرد من مصر ، وتراجع نسبة السياحة بنحو 30% بالإضافة للجمود في معدل النمو الإقتصادي والذي يصاحبه نسبة بطالة تصل إلى 12% بحسب الإحصائيات الرسمية، وهي النسبة التي قد تصل للضعف على أرض الواقع بين الشباب في مصر.