باسم الحب.. "باعت" منال أسرتها وتحدت كل الظروف من أجل حبيبها. الذي لم يحظ بمباركة العائلة علي زواجه منها. بدعوي انه قليل الأصل وانتهازي.. وانه "عامل زي ديل الكلب لن ينعدل أبدا".
رفعت الفتاة الشابة شعارات براقة في وجه الرافضين. وقالت: دي حياتي وأنا حرة فيها.
تزوجته.. باعت ميراثها بمبلغ يسيل له اللعاب.. سافرت معه الي القاهرة هربا من "الحصار" الذي فرضته عليها أسرتها. باعتبارها ابنة مارقة وخارجة علي "طوع" الكبار..
في "أم الدنيا".. بدأ الزوج "يظبط" أموره ويعيش حياته كما يريد هو.. لا كما تريد "صاحبة المال والنعمة".. وكما كان تخشي عائلتها.. وتتوقع. فقد كشف الشيطان عن وجهه القبيح.. "كوش" علي المال. ثم تزوج بامرأة أخري "اخر موديل" وهجر زوجته الأولي. ولكي يتخلص من "وجع الدماغ".. مارس ضغوطه عليها. حتي دفعها الي أن "تخلعه" ليطوي بذلك صفحة الماضي.
في المرحلة الجامعية.. كانت منال مثل زهرة برية بريئة.. فتاة مثالية لا تعرف من الدنيا غير الصدق والعفاف.. لكنها في النهاية ليست من "جماد". لذلك لم يكن غريبا ان ينبض قلبها بالحب.
كان حبيبها زميل دراسة.. شابا فهلويا وسيما.
كانت قصة حب رومانسية في اطار الاحترام والزمالة.. فجاءها يحميها من خوض مغامرات عاطفية ساخنة.. استمرت علاقة الود تجمع بينهما.. مجرد حوارات عادية يشارك فيها الجميع خلال رحلة الذهاب والعودة بالقطار الي الجامعة.. لا أكثر ولا أقل.
البعد عن الحبيب
بعد ان تخرجت في الجامعة. ضاق صدرها بالبعد عن الحبيب.. علي الأقل كانت تراه وتأنس بالقرب منه. فكيف تتحمل هذا الفراق؟!
بعد عدة أشهر.. التقته في الشارع.. كانت فرصة ثمينة قررت ألا تضيعها.. تخلت عن خجلها الشديد ووقفت معه منفردين وهو ما لم تكن تجرؤ ان تفعله من قبل.
هو نفسه تملكه العجب من هذه الجرأة التي هبطت عليها من السماء.. دعاها لتناول المرطبات معه.. وافقت.. سارت بجانبه.. جلسا في أحد "الكافيهات" يتحدثان عن الأيام الخوالي. وتطرق الحديث عن خطط المستقبل.. ساد المكان جو من الألفة والبهجة.. وقبل ان يفترقا تواعدا علي اللقاء مرة أخري.
رحبت "منال" بفتح صفحة جديدة في حياتها.. هي تخرجت في الجامعة. والبنت مصيرها الزواج. وهي قلبها "اختار".. فلماذا تهرب وتعيش بقية حياتها في العذاب؟!!
صفحة جديدة
تعددت اللقاءات.. وحدثت المصارحة التي كانت تنتظرها وتتلهف عليها.. البداية كانت علي استحياء منه.. قال لها انه "يحترمها" ويشعر تجاهها بأحاسيس خاصة جدا. لكنه لا يعرف كيف سيخرج من هذا المأزق؟!
قالت: وهل لقاءاتنا مأزق؟
قال: طبعا.. مساحة الحب في قلبي تزداد يوما بعد يوم ولست ندا لك.. فكيف سأتجرأ علي طلب يدك من أسرتك؟!
أسعدتها هذه الكلمات.. رحبت به.. قالت له: طالما أنا معك.. فلا تهتم بأي شيء آخر.. لقد تجاوزت سن الرشد وأستطيع أن أتخذ القرار الذي يخص مستقبلي بنفسي.
وظيفة ميري
شجعته أن يزورها ليطلب يدها.. مهدت له الطريق.. لكن أشقاءها رفضوه.. قالوا انه بلا مستقبل مضمون. فهو يعمل في وظيفة مؤقتة. بجانب أنه يتصرف بأسلوب "النصابين". ويشبه لاعب "الورق".. لم تستسلم.. دافعت عن حبها ومستقبلها.. قالت ان الوظيفة "الميري" لم تعد موجودة الا للمحظوظين.. وحتي اذا نجح أحدهم في الحصول عليها. فان راتبها لا يكفيه "عيش حاف".. ثم ان غالبية خريجي الجامعة يعملون في شركات خاصة.. وبعضهم يعمل في محطات البنزين أو حتي شركات الحراسة.. فهل هذا يعني ان يتخلوا عن حلم الزواج وبناء أسرة؟!
قالوا: لا.. لكن كل واحد يختار شريكة حياته من مستواه.
لم تقتنع بكل المبررات والحجج والأمثلة التي ساقوها لها.. قالت: كل حالة خاصة بنفسها. ولا أحد "يتعس نفسه" لمجرد تكهنات أو فراسة بأن هذا الشاب تصرفاته تشبه "النصابين"!
احتدم الخلاف.. كل طرف تمسك بموقفه وما يتزحزح عنه.. فقررت الفتاة أن تسير في طريقها بمفردها.. و"مش مهم موافقة الأسرة".
الحصار
لم تستطع الأسرة أن تغلبها علي أمرها. فهي لم تعد صغيرة. وقرارها في يدها بعد رحيل والديها.. لكنها أشهرت في وجهها سلاح المقاطعة.
لم تهتم.. تزوجت في شقة صغيرة.. باعت ميراثها وانتقلت مع زوجها إلي القاهرة. بعيدا عن "الحصار" المفروض عليها.
في زحمة العاصمة.. "تاه" الزوج الذي انبهر بالحياة الجديدة. لكنه هذه المرة أصبح هدفا "للقنص". بعدما كان هو القناص في قريته.. وقع في شباك امرأة مخضرمة. لدرجة انه نسي زوجته الأولي وهجرها بعدما استحوذ علي نصيب الأسد من ثروتها.
اسقط فريد "منال". فهي لا تستطيع ان تستنجد بأسرتها. وحتي اذا فعلت فانها لن تستعيد المال الذي تسرب من تحت يديها يوما بعد يوم.. وحتي راحة البال في بيتها لم تهنأ بها. فقد نجح "الخسيس" في استفزازها والضغط عليها حتي "تخلع". ولا يكون مضطرا برد مؤخر الصداق!
-----------------------
دموع الندم
23/9/2008