فى اليوم الذى تحتفل فيه مصر بذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952، اندلعت أحداث مؤسفة، بعدما خرج آلاف المتظاهرين السلميين من ميدان التحرير أمس السبت، فى مسيرة سلمية من الميدان، إلى مقر وزارة الدفاع للمطالبة بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين.
كما طالب المتظاهرون باستعجال محاكمات رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس مبارك، وقتلة الشهداء، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية بوضع حد أقصى وأدنى للأجور.
فجأة وأثناء المسيرة، وبالتحديد عند منطقة العباسية، فوجئ المتظاهرون السلميون، بعدد كبير البلطجية يهجمون عليهم بالأسلحة البيضاء والشوم، لتسفر الأحداث عن إصابة 231 مصابا، وفقا لوزارة الصحة، وبعد حصارهم والهجوم العنيف من قبل البلطجية، قرر المتظاهرون العودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير.
أثناء الأحداث الدامية التى تعرض لها المتظاهرون، أغلقت الشرطة العسكرية مدخل العباسية، واصطفت 7 مدرعات وسيارة رش مياه أمام المتظاهرين، وفى الوقت نفسه فوجئ المتظاهرون بمجهولين من الشوارع الجانبية بالعباسية يلقون عليهم زجاجات بها سوائل ذات رائحة نفاذة وكميات من الحجارة، وقنابل المولوتوف، كما هاجم المتظاهرين عدد آخر من الشباب يحملون سواطير وأسلحة بيضاء وشوما وعصى حديد.
حاول المتظاهرون تهدئة المجهولين، وهتفوا "يا أهالى العباسية المسيرة دى سلمية"، وهو ما رفضه المجهولون، وواصلوا اعتداءهم على المتظاهرين، وتطور الأمر إلى استخدام زجاجات الملوتوف من جانب حديقة وحدة الرقابة على سلامة البيئة والنظافة.
وفى الوقت نفسه أرسلت وزارة الصحة مستشفى ميدانياً، وعدداً من سيارات الإسعاف إلى ميدان العباسية، لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين من جراء الاشتباكات التى بدأت بين المتظاهرين وعدد من الأهالى.
وحاولت الشرطة العسكرية فض الاشتباكات بين متظاهرى التحرير والمجهولين من خلال إطلاق عدد من طلقات الرصاص فى الهواء لتفريق الطرفين، إلا أن الاشتباكات تطورت بشكل عنيف.
بعد ذلك تدخلت قوات الأمن المركزى، لتبدأ فى إلقاء عدد كبير من القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف على المتظاهرين، قبل أن يقرر المتظاهرون العودة لميدان التحرير من خلال أحد الشوارع الآمنة التى وفرتها القوات المسلحة للمتظاهرين، وهو شارع لطفى السيد.
وفى الوقت نفسه أعلن مصدر عسكرى، وفق ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن عناصر القوات المسلحة من الشرطة العسكرية تعاملت مع المتظاهرين بأقصى درجات ضبط النفس.