هل آن الأوان أن يعود الرئيس السابق حسني مبارك إلى بعض من الرشد ولو متأخرا جدا، ويقدم اعتذارا للشعب المصري على ما اقترفه من أخطاء في حقه، على مدار سنوات حكمه التي قاربت الثلاثين ، وهل يتخلى مبارك الذي عرف عنه العناد، عن واحدة من أبرز سماته ويطلب العفو والسماح من شعبه، لو في محاولة يائسة للهروب من شبح الوصول إلى سجن طرة، كلها تكهنات ربما تجيب عنها الأيام القليلة القادمة.
ففي هذا الشأن ، قالت تقارير صحفية إن خطابا يجري اعداده الآن وقد يسجله الرئيس السابق حسني مبارك قريباً ليتم بثه صوتياً عبر قنوات مصرية وعربية يقدم فيه مبارك اعتذارا عن نفسه وعن أسرته ، خاصة زوجته سوزان ثابت ، عما بدر منه من اساءة لأبناء الوطن بسبب سوء تصرف ناجم عن نصيحة بعض المستشارين او معلومات خاطئة تم رفعها للرئيس السابق وذلك حسب مصادر مصرية وعربية رسمية.
وذكرت صحيفة الشروق اليومية المستقلة، نقلا عن مصادر مصرية وعربية رسمية ان الخطاب يقوم علي صياغته الرئيسية أحد كبار الصحفيين المصريين الذي سبق له ان شارك في اعداد الخطاب العاطفي الذي القاه مبارك علي مسامع الشعب المصري مساء الثلاثاء الاول من فبراير ، وهو الخطاب الذي صادف تعاطفاً كبيراً لدى الشعب المصري لساعات قبل ان ينقلب هذا التعاطف لحنق بسبب القتل والاعتداءات المرتبطة بموقعة الجمل في صباح الاربعاء 2 فبراير عندما هاجم بلطجية المتظاهرين العزل في ميدان التحرير وسط القاهرة.
وأضافت ان الخطاب سيشمل ايضاً ابداء مبارك وزوجته الرغبة الاكيدة في التنازل عن كل ممتلكاتهما لصالح الشعب والرغبة في ان يتذكر هذا الشعب الذي ستقدم له آيات التقدير ان مبارك كان يوماً جندياً محارباً في صفوف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن وانه لم يكن يسعي او يتوقع منصب الرئاسة وانه سعي قدر استطاعته للتحمل بأعباء هذا المنصب كما سعت زوجته للإسهام في الاعمال الخيرية برغبة خدمة المواطنين المصريين.
وبحسب المصادر فإن خطاب الرئيس وتنازله عن ما يمتلكه من اموال تم حصرها بالفعل سيكون الهدف منه التقدم للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ان يعفو عن الرئيس السابق وقرينته بعد ان تقدم بهما العمر وألم بهما المرض، وقال مصدر عسكري ان هناك جهات كثيرة بعضها مصري وبعضها عربي يتوسط لإتمام هذا الامر في اطار صياغة قانونية مقبولة وفي ظل توافق شعبي، وأضاف أن أي قرار من المجلس العسكري سيأخذ بالتأكيد في الاعتبار رأي الشارع المصري والمصلحة المصرية في هذه المرحلة الحرجة.
يذكر أن آخر خطاب لمبارك ذلك الذي بثته فضائية العربية في أبريل الماضي، حيث قال مبارك إنه يتألم كثيرا لما وصفها بـ "حملات لتشويه صورتي وصورة أسرتي وسمعتنا"، مضيفا : لم أستطع أن التزم الصمت إزاء حملات التشويه التي أتعرض لها" .
واعلن مبارك حينها انه لا يمتلك اي اصول نقدية او عقارية خارج مصر لا هو لا زوجته ولا نجليه لكنه لم ينف امتلاك ابنيه علاء وجمال ارصدة في الخارج. وأوضح أن التحقيقات ستكشف ان مصادر ارصدة وممتلكات ابنائي علاء وجمال بعيدة عن شبهة استغلال النفوذ .
واضاف لقد اثرت التخلي عن منصبي كرئيس للجمهورية واضعا مصالح الوطن فوق كل اعتبار واخترت الابتعاد عن الحياة السياسية متمنيا لمصر وشعبها الخير والتوفيق. الا انني، وقد قضيت عمرا في خدمة الوطن، لا املك ان التزم الصمت في مواجهة حملات التشهير ومحاولات النيل من سمعتي ونزاهتي والطعن في سمعة ونزاهة اسرتي .
وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت في الثامن مارس الماضي التحفظ على جميع الاموال المنقولة والعقارية والنقدية والاسهم والسندات ومختلف الاوراق المالية المقيدة بأسماء الرئيس السابق وافراد اسرته في البنوك والشركات والبورصة.