أصبحت «حسناء الموساد» تسيبي ليفني الشخصية السياسية الأولى في إسرائيل وهي مرشحة فوق العادة لدخول نادي رؤساء الوزراء الإسرائيليين، وقد بدأت دون إبطاء مشاوراتها لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
تسيبي الطموحة توّجت اليوم مسيرة حافلة «بالعمل» بالوصول إلى عرش إسرائيل لتصبح «السيدة الحديدية» الجديدة التي تتخذ قرارات الحرب والسلم ومستقبل المنطقة!
هذه السيدة التي شغلت الرأي العام الإسرائيلي، بل العالمي، طوال الفترة الماضية تمتلك كل المقومات والمواصفات التي تؤهلها لاحتلال هذا المنصب الرفيع، وهي المواصفات التي امتلكها كل رؤساء وزراء إسرائيل من بن غوريون وحتى ايهود أولمرت.
فهي أولاً خدمت في الجيش الإسرائيلي برتبة ملازم أول، وانتقلت إلى جهاز «الموساد» وحققت نجاحات «باهرة» فيه عندما كانت تنتقل من عاصمة أوروبية إلى أخرى للمشاركة في عمليات اغتيال «الإرهابيين العرب» كما يقول سجلها وكانت تسمى حينها «صائدة القادة الفلسطينيين» في أوروبا!
تقول صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في عددها الصادر في 1/6/2008: إن ليفني شاركت في أوائل ثمانينيات القرن الماضي باغتيال أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية في اليونان واسمه مأمون شكري مريش، لكن السجل السري لها يحتوي على المزيد من هذه العمليات.
السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية المقبلة مثيرة للاهتمام أكثر بل مدهشة جداً، فهي سليلة أسرة بولونية عريقة في الإرهاب، فوالدها ايتان ليفني كان رئيس عمليات عصابة «اراغون» الإرهابية التي تزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً مناحيم بيغن، وهي إحدى العصابات التي نفّذت في فلسطين قبل اغتصابها عمليات إرهابية من قتل واغتيال وتفجيرات ضد الفلسطينيين والبريطانيين وقد حكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً خلال الاحتلال البريطاني لفلسطين، لكنه فرّ من وراء القضبان.
ومنظمة «اراغون» الإرهابية تلك صارت بعد اغتصاب فلسطين حزب الليكود الذي خرّج العديد من رؤساء الوزراء، بينما شكلت قواعد المنظمات الإرهابية: اراغون شتيرن هاغانا وغيرها الجيش الإسرائيلي الحالي.
وبالعودة إلى البيت الذي تربت فيه ليفني فإننا نجد أن والدتها سارة كانت قائدة إحدى خلايا منظمة «اراغون» الإرهابية نفسها وقد نفذت عمليات سطو على قطار في ثلاثينيات القرن الماضي، وهاجمت وفجرت قطاراً آخر بين القدس وتل أبيب، وهذا ما روته بلسانها قبل وفاتها عن عمر يناهز الخامسة والثمانين.
لن نمضي أكثر في تقديم «مواصفات» ملكة إسرائيل الجديدة فالمعلومات أكثر من أن تحصى، والمخفي أعظم.
الطريف في الأمر أن الإسرائيليين والمحللين الدوليين يصفون ليفني بأنها حمامة وسط الصقور! والأطرف أن اسم تسيبي يعني بالعبرية «الطير»! أو الحمامة فماذا يخفي هذا الطير تحت جناحيه وهو يحمل على كاهله هذا السجل «التاريخي» الحافل؟
يقول مسؤول إسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية: إذا صارت ليفني رئيسة لوزراء إسرائيل فلن تعيد الجولان إلى سورية وستوجه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية!
على الرغم من كل ذلك، وكي لا نتهم بأننا نحكم على الأمور مسبقاً نقول: إذا كانت «حمامة الموساد» راغبة في التكفير عن ذنوبها وذنوب أسرتها، وإذا أبدت رغبة صادقة في صنع السلام، فإنها ستحصد السلام، وإلاّ فإن المنطقة مرشحة كحد أدنى لأن تبقى في حالة اللاحرب واللاسلم، وفي أجواء من التوتر وعدم الاستقرار.
تعرف السيدة ليفني متطلبات السلام جيداً، وتدرك أن إعادة الأرض العربية المحتلة إلى أصحابها هي كلمة السر لصنع السلام العادل والشامل الذي تنشده الشعوب، كما أنها مطلعة على دقائق الموقف العربي والمبادرة العربية.
ومع أننا على قناعة شبه تامة بأن ليفني هذه لن تتنكر لما فيها أو تنكره، وأنها لن تنتشل الزير من البير ولن تخرج عن مسيرة «السلف» من رؤساء الوزراء السابقين، إلا أننا ننتظر ما ستقوله «الحمامة» بعد أن تصبح صاحبة الكلمة الفيصل في إسرائيل وما إذا قررت أن تكون اسماً على مسمى أم إنها بعد أن تصبح رئيسة للوزراء ستمتلك مخالب الصقور، وتواصل ما بدأه بن غوريون واشكول ومائير وبيغن وشامير وشارون وبقية قيادات المنظمات الإرهابية الصهيونية التي صارت جيشاً وأحزاباً!
أخيراً نهمس بإذن السيدة ليفني بكلمة واحدة: من كان بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة، لذا نتمنى ألاّ توجهي اتهامات الإرهاب إلى الفلسطينيين والعرب، فمن يملك سجلاً كسجلك، لا نظن أنه سيكون موفقاً عندما يتهم الآخرين بما هو فيه وبما اتخذه مهنة وحيدة في حياته!.
جريده تيشرين السوريه
فى 20/9/2008
نقلا من البيان