يجيب على هذه الفتوى الدكتور عبد الله سمك :
1- هذه كبيرة من الكبائر ، ومن تفعلها فهي زانية بالمعنى الأعم للزنا ،فمعنى الزّنى : الفجور ،وشرعاً : عرّفه الحنفيّة بتعريفين : أعمّ ، وأخصّ.
فالأعمّ : يشمل ما يوجب الحدّ وما لا يوجبه ، وهو وطء الرّجل المرأة في القبل(الفرج) في غير الملك وشبهته.
فإنّ الشّرع لم يخصّ اسم الزّنى بما يوجب الحدّ منه بل هو أعمّ.
والموجب للحدّ منه بعض أنواعه ،ولذا قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم « إنّ اللّه كتب على ابن آدم حظّه من الزّنا أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النّظر .» الحديث.
والمعنى الشّرعيّ الأخصّ للزّنى : هو ما يوجب الحدّ ، وهو « وطء مكلّف طائع مشتهاةً حالاً أو ماضياً في قبل خال من ملكه وشبهته في دار الإسلام ، أو تمكينه من ذلك ، أو تمكينها » .
وعرّفه المالكيّة : بأنّه وطء مكلّف مسلم فرج آدميّ لا ملك له فيه بلا شبهة تعمّداً.
وهو عند الشّافعيّة : إيلاج حشفة أو قدرها في فرج محرّم لعينه مشتهىً طبعاً بلا شبهة.
وعرّفه الحنابلة : بأنّه فعل الفاحشة في قبل أو في دبر.
2- الكفارة هي التوبة والاستغفار ، قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
تَوْبَةً نَصُوحًا أي: توبة صادقة جازمة، تمحو ما قبلها من السيئات وتلم شعث التائب وتجمعه، وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات.
التوبة النصوح: الإقلاع عن الذنب في الحاضر، والندمَ على ما سلف منه في الماضي، والعزِم على ألا يفعل في المستقبل. ثم إن كان الحق لآدمي ردّه إليه بطريقه.
التوبة النصوح: الندم على الذنب حينَ يَفرطُ منك، فتستغفرُ الله بندامتك منه عند الحاضر، ثم لا تعود إليه أبدًا" .
التوبة النصوح: أن تُبغِض الذنبَ كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته.
فأما إذا حَزَم بالتوبة وصَمم عليها فإنها تَجُب ما قبلها من الخطيئات، كما ثبت في الصحيح: "الإسلام يَجُب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها".