ارتداء السوتيان لفترات طويلة يسبب السرطان!
أثبتت الدراسات العلمية التي أجراها المتخصصون أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تزداد كلما ارتدت المرأة مشد الصدر ((السوتيان)) لفترات أطول، حيث إن الضغط على الثدي يؤدي إلى منع المواد الموهنة السامة من الخروج من الجسم، وبالتالي إلى تكوين أورام غير حميدة، مما يعني وجود علاقة وثيقة بين أسلوب ارتداء ((السوتيان)) وبين الإصابة بسرطان الثدي، وخصوصاً إذا ماتوفرت عوامل أخرى مساعدة، كالاستعداد الجسماني.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور ((سيدتي روس سينجر)) مدير معهد الدراسات الطبية للأغراض العلمية في ((هاواي)):
((إن مشد الصدر ((السوتيان)) يؤثر على الجهاز ((الليمفاوي)) في الجسم، حيث إن الضغط على الثدي لفترات طويلة يؤدي إلى تكوين ((تكسين موهن)) مسبب السرطان)).
ومن الثابت علمياً أن معظم المواد الموهنة السامة تتركز في الدهون الموجودة في الجسم، فالثدي مكون أساساً من أنسجة دهنية، وأنه إذا ما أرتدت المرأة ((السوتيان))- خاصة المتماسك الذي يضغط على الثدي بصورة شديدة- فإن ذلك يعمل على تقليص أنسجة الثدي، ولأن الأوعية الدموية الخاصة بالغدد الليمفاوية قريبة من سطح جلد الثدي، فإنها تتأثر بضغط ((السوتيان)) مما يعوق حركة الجهاز الليمفاوي من تطهير الثدي من المواد الموهنة السامة، مما يعني بقاءها لفترات طويلة تتراوح ما بين 24:18 ساعة يومياً، وطوال هذه الساعات تقوم المواد الموهنة بدورها في تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، ومع مرور السنين يكون الأمر قد تفاقم، ويحمل الثدي مايفوق طاقته من مواد موهنة سامة، مما يؤثر على الجهاز المناعى، وهو مايساعد على تكوين خلايا سرطانية خبيثة في الثدي.
وأشارت الأبحاث التي أجريت في خمس مدن أمريكية حيث تم الإستعانة بنحو ألفين وست وخمسين امرأة مصابات بسرطان الثدي، وألفين وستمائة وأربع وسبعين امرأة غير مصابات... وطرحت بعض الأسئلة على الفريقين التي من بينها: كم ساعة ترتدين فيها مشد الصدر ((السوتيان)) يومياً؟... هل يتسبب مشد الصدر ((السوتيان)) في تكوين علامات حمراء على الجلد، أو يؤدي إلى الشعور بإثارة للمنطقة المحيطة بمشد الصدر؟.
وقد جاءت إجابة النساء المصابات بسرطان الثدي لتؤكد وجود علاقة بين ارتدائهن للسوتيان لفترات طويلة تصل أحياناً طوال اليوم وحتى خلال ساعات النوم، وبين إصابتهن بهذا المرض، فقد ظهرت نسبة إصابتهن بالمرض 125 مرة عن النساء اللاتي لم يستخدمن ((السوتيان)).
كما أشارت نتيجة الأبحاث إلى أن هؤلاء النساء تزيد الفرصة لديهن للإصابة بالمرض 113 مرة عن هؤلاء النساء اللاتي يرتدين ((السوتيان)) لفترة تقل عن 12 ساعة.
كما ثبت أن معظم النساء اللاتي أجريت عليهن الدراسة أنهن لا يرتدين ((السوتيان)) خلال فترة النوم، ولكنهن يرتدينه على مدة 12 ساعة يومياً، وحتى هؤلاء فإن نسبة إصابتهن بسرطان الثدي تزيد 21 مرة عن هؤلاء اللاتي تقل فترة ارتدائهن ((للسوتيان)) أقل من 12 ساعة يومياً، وحتى النساء اللاتي يرتدين ((السوتيان)) أقل من 12 ساعة يومياً تزيد لديهن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 10% إذا ما قورن بهؤلاء اللاتي لا يرتدين ((السوتيان)) على الإطلاق، مثل الفلاحات وغيرهن من الفئات الفقيرة.
ومن النتائج الأخرى التي تمضخت عنها الأبحاث. أن معظم النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي سبقت إصابتهن بالمرض ولوحظ وجود علامات حمراء، على سطح الجلد، مع الشعور بتهيج المنطقة والإصابة بأعراض تشبة الحساسية، والمعاناة من هذه الالتهابات، وذلك نتيجة لارتداء ((السوتيان)) ضاغط على الجسم، وهو مالم يحدث لهؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي.
وتبين أيضاً أنه في مجموعة النساء المصابات بسرطان الثدي 18% أنهن كن يرتدين ((السوتيان)) حتى خلال فترة النوم، في حين أن نسبة لا تزيد عن 3% بين هؤلاء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي.
انتهت الأبحاث السابق ذكرها بتقديم نصائح لتجنب الإصابة بسرطان الثدي منها:
- على المرأة ارتداء ((السوتيان)) لأقل فترة ممكنة على أن تقل عن 12 ساعة يومياً.
- بناء على ذلك على المرأة عدم ارتداء ((السوتيان)) إلا قبل مغادرة المنزل بفترة قصيرة، وخلعه فور وصولها للمنزل.
- تجنب ارتدء ((السوتيان)) الذي تحده حواجز معدنية من أسفل، أو ذلك الذي يضغط على الثدي ويرقعه، مما يؤثر تأثيراً سيئاً على الأوعية الدموية بالثدي بصورة مكثفة.
- تجنب استخدام ((السوتيان)) الذي يحيط بالثدي بأسلوب ضاغط، لعدم وجود حمالات، وإن كان لابد من استخدامه فيكون لفترات قصيرة محدودة لا تستغرق الكثير من الوقت، إذ إن هذا ((السوتيان)) يعمل على الضغط بشدة على منطقة الإبط، ويؤدي دوراً في تقليص الثدي، وبالتالي التأثير على الأوعية الدموية.
- إذا لوحظ حدوث تغير في حجم الثدي خلال فترة الطمث، فعلى المرأة تخصيص ((سوتيان)) خاص بهذه الفترة، مع استخدام الحجم العادي الماسب خلال الأيام الباقية من الشهر.
- الحرص على عدم شراء ((سوتيانات)) صغيرة الحجم، والتي إذا ما خلعت تركت علامات حمراء أو علامات غائرة بالجلد، فإن ذلك يشير إلى أن ((السويتان)) يتماسك بصورة أكثر من اللازم.
- الحرص من وقت لآخر على عمل تدليك ذاتي لمنطقة الثدي يومياً فور خلع ((السوتيان))، حيث إن ذلك يساعد الجهاز الليمفاي على نزح المواد الموهنة السامة من الثدي.
واختتمت هذه الدراسات بتحذيرمن الدكتور ((لوثر برادي))- رئيس قسم الأشعة بمستشفى ((فلادليفا)) بالولايات المتحدة الأمريكية- حيث يقول:
((إن العلاقة بين ارتداء مشد الصدر ((السوتيان)) وبين الإصابة بالسرطان أمر بالغ الخطورة، ويستحق الكثير من الأبحاث لإيجاد حلول علمية سريعة لهذه المشكلة التي تواجه العديد من النساء العاملات اللاتي يتطلب عملهن ارتداء ((السوتيان)) لفترات طويلة يومياً)).
كما طالب العلماء الباحثون بمزيد من الأبحاث والدراسات فيما يختص بهذه الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة ولاينتبه إليها الكثيرون...
كما وجهوا إلى النساء هذه الكلمة المختصرة: ليس بالموضة وحدها أو بإظهار مفاتن الثدي يحيا الإنسان.