الشرطة تنتشر امام مبنى المستشارية في برلين الثلاثاء 2 تشرين
اثينا (ا ف ب) - عثر على حوالى 12 طردا مفخخا او مشبوها ارسلت من اليونان في برلين وبولونيا (ايطاليا) وعدة سفارات في اثينا وفي مطارها الثلاثاء ما دفع السلطات اليونانية الى تعليق البريد الجوي الى الخارج لمدة 48 ساعة.
واعلنت اليونان ليل الثلاثاء الاربعاء تعليق نقل كل الرسائل والطرود جوا لمدة 48 ساعة من اجل القيام بعمليات تدقيق.
وفي وقت واحد تقريبا، عثر على طرد بريدي مشبوه مرسل الى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني من اليونان، في طائرة بريد خاصة حطت في مطار بولونيا عند الساعة 22,15 (21,15 تغ)، حسبما ذكر مصدر في الشرطة اليونانية.
وعندما حاول خبراء المتفجرات فتح الطرد الذي كان في طائرة شحن قدمت من اليونان وفي طريقها الى باريس، انفجر لكنه لم يسبب اي اصابات.
وقالت وكالة الانباء الايطالية (انسا) ان مطار بولونيا الذي اغلق بعد هبوط الطائرة التي تنقل الطرد، اعيد فتحه امام حركة النقل الجوي حوالى الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش.
ومساء الثلاثاء، اعلنت الشرطة اليونانية انها دمرت في مطار اثينا طردين مشبوهين يحويان كتبا احدث فراغ بينها يمكن ان يحوي متفجرات.
وكان هذان الطردان موجهين الى الشرطة الاوروبية (يوروبول) التي تتخذ من هولندا مقرا لها ومحكمة العدل الاوروبية في لوكسمبورغ، حسبما ذكرت وسائل اعلام.
وقبيل ذلك، تم ابطال مفعول طرد ملغوم آخر في مقر المستشارية في برلين، كان مرسلا من اليونان الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وقال وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير ان العبوة الناسفة تشبه تلك التي ارسلت الى سفارة سويسرا في اثينا وانفجرت صباح الثلاثاء.
وفي المجموع ضبط احد عشر طردا مفخخا او مشبوها في اليونان. وكانت هذه الطرود مرسلة الى سفارات والى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقد انفجر اثنان منها ضعيفا القوة، الثلاثاء في سفارتي سويسرا وروسيا في اثينا بدون ان يسببا اصابات. وانفجر طرد ثالث الاثنين في شركة للبريد السريع.
وترجح الشرطة اليونانية فرضية وقوف مجموعة واحدة وراء هذه الطرود. الا ان المحققين لم يتمكنوا من ذكر منظمة محددة في بلد يواجه حركة تطرف تظهر بشكل مجموعات تتبنى شعارات يسارية او فوضوية.
وقال تيودور باباتيودورو استاذ علم الجريمة في جامعة البيلوبونيز ردا على سؤال، قبل ان تعلن الشرطة المعلومات المتعلقة بالمانيا وايطاليا، ان هذه الاعمال تشكل "دعوة" من اجل "لفت انتباه الرأي العام على المستوى الاوروبي" و"ادانة الازمة" التي تضرب كل اوروبا وعلى رأسها اليونان.
واعتقلت الشرطة الاثنين مشبوهين احدهما طالب يدرس الكيمياء في الثانية والعشرين من عمره كان ملاحقا بتهمة التطرف الفوضوي والثاني في الرابعة والعشرين من العمر ويعد ناشطا مستقلا.
ومثل المشبوهان المسلحان منتصف نهار الثلاثاء امام المدعي الذي اطلق ملاحقات قضائية ضدهما في اربعة اتهامات من بينها "الانتماء الى منظمة ارهابية" والقيام "باعمال ارهابية".
ودان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اعمال الذين "يحاولون عبثا الاخلال بالسلام الاجتماعي في البلاد عن طريق اعمال اجرامية" والمساس "بصورة اليونان في الخارج في لحظة صعبة".
واكد جورج مارنيلوس الصحافي في صحيفة اليفثيروتيبيا التي تعالج قضايا الارهاب ان الظاهرة التي تشهدها اليونان "تشكل قعر الموجة لكن علينا الا نتصور ان هذا الانفراج سيستمر. فاليونان تمر بازمة اقتصادية ولذلك نتائج على كل المجتمع".
وفي الواقع، تأتي هذه الحوادث في اجواء اجتماعية متوترة قبل ايام من انتخابات محلية حاسمة للحكومة الاشتراكية التي تطبق برنامج تقشف لا يتمتع باي شعبية من اجل خفض الديون الهائلة لليونان مقابل مساعدة مالية من منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي.