شرطي عراقي امام كنيسة سيدة النجاة في بغداد -
أكدت الاجهزة الامنية العراقية أنها تمكنت مساء الأحد من تحرير الرهائن الذين كانوا قد اختطفوا داخل كنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك وسط بغداد، من قبل مسلحون تابعين لتنظيم "دولة العراق الاسلامية" الموالي للقاعدة، وانتهت عملية التحرير بمجزرة قتل خلالها 37 مسيحيا و7 من عناصر الشرطة، كما أصيب 56 من رواد الكنيسة، و15 من عناصر الأمن العراقي، بالإضافة الى 5 مسلحين كانوا من بين منفذي عملية الإحتجاز.
وأوضح مصدر أمني أن حوالي 100 شخص من أفراد الإبراشية كانوا حاضرين للمشاركة في القداس المسائي الأحد بكنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك، حيث حاصرهم المسلحون الذين ارتدوا سترات ناسفة، مهددين بقتل الرهائن اذا لم يتم الإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في السجون العراقية، كما وجه التنظيم في بيان نشر على أحد المواقع الوهابية المتطرفة تهديدا إلى الكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات "مأسورات في سجون أديرة" في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الأمريكي المتخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الاسلامية.
احتجاز رهائن بالعراق
وقال مصدر بالشرطة الإتحادية إن منفذي الهجوم كانوا يطلبون الافراج عن سجناء للقاعدة ومن بينهم أرملة أبو عمر البغدادي الزعيم الراحل لتنظيم دولة العراق الاسلامية أكبر تنظيمات القاعدة في العراق الذي قتل في أبريل الماضي.
وفي مكالمة هاتفية لتلفزيون البغدادية قال شخص قدم نفسه على أنه أحد المشاركين في الهجوم إنه وزملاءه أرادوا كذلك الإفراج عن سجناء للقاعدة في مصر.
وبدأ الهجوم على الكنيسة مساء الأحد بانفجار هائل واحد على الأقل أعقبه تبادل مكثف للإطلاق النار، وتم على الفور فرض طوق أمني بالشوراع المحيطة بالكنيسة الكاثوليكية.
وذكر شهود عيان أنهم رأوا جثثا كثيرة داخل الكنيسة بعد أن ألقى المسلحون الذين كانوا يرتدون سترات ناسفة قنابل يدوية أو فجروا أنفسهم لدى اقتحام القوات العراقية المبنى، حيث قالت إمراة مسيحية كانت محتجزة في الكنيسة: "إنه كانت توجد جثث كثيرة بالداخل"، واضافت المرأة: "عندما كنت احاول ان اخرج من الكنيسة في الظلمة مشيت على جثث من الضحايا وكانوا كثيرين .. كان هناك كثير من الجثث على الارض".
وصرح مسؤولون أمنيون عراقيون بأنه تم تحذيرهم من احتمال شن هجمات ضد تجمعات كبيرة ولاسيما الكنائس، وتوقع اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي استمرار الهجمات وزيادتها خلال الأيام المقبلة.
وأكد المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل اريك بلوم الذي تابع عملية الإنقاذ ومسئولون آخرون بالجيش الأمريكي عن طريق كاميرات من طائرات هليكوبتر تحلق في أجواء المنطقة، "إن القوات العراقية دخلت الكنيسة وانقذوا الرهائن وهم يسيطرون الآن على الكنيسة."
وبعد انتهاء الأزمة حلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة ودوى صوت إطلاق الرصاص عبر منطقة الكرادة السكنية بالقرب من المنطقة الخضراء ذات الحراسة المشددة والتي يوجد بها معظم السفارات ومؤسسات الحكومة العراقية