تضامنا مع فتاة محجبة.طالبات غير مسلمات يرتدين حجاب اسم السلسلة: منوعات
محيط ـ بدرية طه حسين
تسبب القرار الذي اتخذته أحد المعاهد الثانوية بالعاصمة الإسبانية مدريد بمنع فتاة مسلمة من استكمال دراستها لارتدائها الحجاب في إلتزام أربع فتيات أخريات بالحجاب .
وتضامن بعض زملاء الطالبة نجوى ملهي التي قامت المدرسة بإبعادها عن الدراسة بطريقتهم الخاصة، حيث قررت أربعة طالبات مسلمات واسبان غير مسلمات في حركة جماعية بتغطية رؤوسهم.
وتعرضت الفتيات الأربع المسلمات لنفس مصير نجوى من عزل وتوجيه إنذارات ، وهكذا بعد أن كانت فتاة محجبة فقد صاروا خمسة.
ويرجع بداية الموضوع إلى فبراير الماضي، حينما قامت الفتاة بإرتداء الحجاب وهي في الصف الرابع الثانوي بإحدى المعاهد بـ" بوثويلو دي ألاركو"ن بمدريد لقد كان هذا القرار مفاجئا لوالديها.
وقابلت إدارة المعهد قرار نجوى في باديء الأمر بنوع من التجاهل، وكأنهم لم يأخذوا الأمر بجدية، ومع اصرار الفتاة على ارتداء الحجاب، بدأت الإدارة في الإجراءات القانونية ، عتبرين ذلك تجاوزا للقانون الداخلي للمعهد، الذي يمنع تغطية الرأس.
وبعثت ادارة المعهد بإنذار للفتاة، واتصلوا بوالدها السيد محمد ملهى رئيس المركز الثقافي الإسلامي ببوثويلو، ليخبروه أن ابنته قد تجاوزت القانون الداخلي، وعليه فإنهم لن يقبلوها في المعهد ما لم تتخلى عن حجابها.
ورفض والد الفتاة ما قامت به إدارة المعهد من إجبار للفتاة على خلع حجابها لأن ذلك يتعارض مع القانون ، فكما أنه ليس من حقه أن يرغمها على لبسه فمن باب أولى، أن يرغمها على خلعه.
واصدرت إدارة المعهد في يوم 7 أبريل 2010 قرارا بمنع نجوى من الدخول للمعهد، كما تم تسليمها استدعاء للأب من أجل الإمضاء على وثيقة تحتوي توجيه تهمتين للفتاة. أولاها عدم إحترام اوامر الأستاذ، وثانيها، مخالفة القانون الداخلي للمعهد بتغطية رأسها. ولم تعترف الفتاة بكل ما وجه اليها.
وهذا ما دفع والدها في 13 أبريل 2010 الى تقديم إعتراض على هذا القرار، مشفوعا بوثائق من وزارة العدل تؤكد على حرية المعتقد.
إتصل السيد محمد بالبلدية عله يجد من ينصف إبنته، ففوجيء برئيس البلدية يعتذر عن مقابلته، بدعوى كثرة إنشغالاته. فقدم شكواه للسيكريتيرا العامة، التي أبلغته أن الأمر يتجاوزهم، وعليه أن يوجه شكواه لوزارة التربية.
كإجراء أولي لإصرار الفتاة على موقفها، وخوفا من الرأي العام سمحت ادراة المعهد لها بالدخول، لكن تم عزلها عن بقية زملائها. ففي الوقت الذي كان فيه بقية الطلبة يزاولون دروسهم، كانت نجوى تقبع منفردة في قاعة الإستقبال، تعد الساعات الست وكأنها أعوام.
استمر الحال على ذلك عشرين يوما ، ولقد أخذت الفتاة عهدا مع خالقها ان لا تتنازل عن حجابها، وقد كان ذلك كفيلا أن ينسيها مرارة تلك العقوبة المهينة. إلا ان الذي لم تصبر عليه الفتاة، إجبارها على الخروج من قاعة الإستقبال في حالة وجود زوار للمعهد. وهكذا تضطر الفتاة للبقاء في الساحة أمام أنظار الجميع حتى يغادروا الزوار القاعة. ولعل تضامن بعض المدرسين مع نجوى كان قد خفف عنها بعض الآلام، فقد أكد والدها أن بعض الأساتذة قد ضحى بوقت راحته، ليتحول الى قاعة الإستقبال من أجل تقديم المادة للفتاة المعزولة.
يذكر انه لم تكن هذه أول إهانة تتعرض لها نجوى في معهدها بسبب حجابها، حيث كانت المرة الأولى عندما رفض المدير السماح بنشر صورة تظهر فيها نجوى بحجابها بين زملائها. كانت نجوى تمارس رياضة الهوكي مع زملائها في المعهد، وكانت تجيد هذه الرياضة، ولم يمنعها حجابها من ممارستها. وقد تحصلت مع فريقها على الكأس، وكانت فرحتهم بذلك عظيمة، لكنها لم تتم حيث منع المدير نشر صورة الفريق وبين أيديهم الكأس لان معهم فتاة محجبة.
المصدر: المحيط