القاهرة: في أعقاب إعلان الحزب الوطني الحاكم عن أن مرشحه في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل هو الرئيس حسني مبارك، حتى جاءت تأكيدات خليجية على أن هذا الاختيار هو بالفعل استمراراً لمسيرة البناء والاستقرار في مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وقال رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية في افتتاحيتها يوم السبت أن استقرار مصر ليس مطلبًا مصريًا فقط، بل هو مطلب عربي ودولي، وهذا ما أدركته قيادة الحزب الوطني الحاكم حين أعلنت ترشيح الرئيس حسني مبارك لولاية سادسة.
وأضاف الجار الله ''لقد تنفسنا الصعداء هنا في الخليج بعد هذا الإعلان لما لمصر من روابط ودور في المنطقة، إذ إن أي قلقلة سياسية أو أمنية مصرية لا شك أنها ستلقي بظلالها على العالم العربي كله، خصوصا وأن الرؤية لم تكن واضحة مما جعل البعض يتخيل أن مصر ذاهبة إلى الفوضى، أو أقله إلى حكم التطرف العبثي المتأسلم بقيادة ''الإخوان المسلمين''، وأخذ هؤلاء يروجون أن الدول العربية الفاشلة ستزيد واحدة، وهذه المرة ستكون الدولة الأكبر من حيث الدور وعدد السكان''.
وأوضح أنه ''في الأشهر الأخيرة رأينا بعض نماذج الخطاب السياسي لقوى مصرية لم تقدم طوال تاريخها غير السعي إلى تخريب كل ما أنجز في العقود الثلاثة الماضية، بل أنها استغلت مساحة الحرية في تشويهها والدفع بالغوغاء والأبرياء إلى الشوارع في تظاهرات لم يكن الهدف منها إلا محاولة ابتزاز الدولة، وخلق المتاعب لها''.
وأشار إلى أن ''القيادة المصرية عرفت كيف تتعامل مع هذه القوى وتركت للناس أن تحكم على أصحاب الشعارات المتاجرين بهم لمآرب خاصة، وتخطت بحكمة واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخها الحديث، واستطاعت إبعاد كأس الانزلاق إلى بازار الميليشيات والصراع العبثي دون أن تتخلى عن نهجها في الانفتاحين السياسي والاقتصادي وتحقيق المزيد من الازدهار''.
واكد الجار الله ''أن مصر خطت في العقود الثلاثة الماضية خطوات عدة في تطوير اقتصادها عبر إقامة المدن السكنية، وتنويع القاعدة الاستثمارية ودخول مصارف جديدة إلى السوق، وبناء الموانئ والمصانع والمطارات، وزيادة دخل الفرد، ولم تتخل عن دورها الراعي إذ استطاعت أن تُحدِّث البنى التحتية، سواء كان في المجال الصحي أم الخدماتي، وترافق ذلك مع إنجازات سياسية، وباتت هناك تعددية حزبية وحرية صحافة وزاد الاستثمار في الإعلام، بالإضافة إلى التعليم، مما جعلها الدولة الأكثر حضورًا وقوة نتيجة العمل الدؤوب للرئيس مبارك على تحديثها، وكل ذلك تحقق بفضل الاستقرار الذي لم يفهم معناه أصحاب الرؤية المتشائمة.
وقال إن بعض تلك القوى الغوغائية استخدمت أسلوبًا جميلا في الحديث والشعارات، وحاولت أن تظهر الصورة بوجهها السلبي حتى تخفي الحقيقة عن العالم، ولذلك كان مستهجنًا الحديث عن المس بالحريات، هذه الحريات التي أرادتها تلك القوى مساحة للشتم والسب وسوق الاتهامات الباطلة إلى الناس دون رقيب أو حسيب، ولا ندري أي حرية يريد هؤلاء بعد أن سقط القناع عن وجوههم؟ ولا شك أنهم يحتاجون إلى فهم المعنى الحقيقي للديمقراطية والحرية حتى لا يصبحوا وبالا على وطنهم وأمتهم كما هي الحال مع بعض العرب، والمشهدان العراقي واللبناني ماثلان للجميع، كما أن المشهد في غزة واليمن ليس بعيدًا عنهما.
وختمت ''السياسة'' الكويتية افتتاحيتها ''هكذا كان البعض قد تخيل المشهد المصري المزعج والسلبي للحظة، لكن، نقولها مرة أخرى، حسنًا فعل الرئيس حسني مبارك بالترشيح لولاية جديدة، لأن مصر القوية تعني خليجًا قويًا وعالمًا عربيًا قويًا، وقوة مصر من قوة رئاستها، التي استطاعت أن تشكل ضمانة إستراتيجية للعالم العربي كله''.