لم يبكينى موقفا قدر ما بكيت و ان اشاهد غزالا رقيقا يفترس و افتراسه لم يكن سبب البكاء فمشاهد الافتراس فى الغابات كثيره و متعدده
و لكن ما يبكى هو تلك الدموع المنذرفه من عيون هذا المخلوق الرقيق اسلم نفسه لقاتله بعد ان خارت قواه و انعدمت
حيلته و لم يملك الا البكاء وهو يودع دنباه لاخر مره و لكنه اراد لقاتله ان يرى دموعه عل قلبه ان يرق وكان واهما
ولا ادرى ما سر تلك المشاعر التى ربطت بين ذلك المخلوفق الرقيق و بين بناتنا فهن يفترسون و دموعهن المكتومه
داخل ضلوعهن تذرف دما لا دموع
المقصد هنا ليس لمن يتعرضن منهن لحالات اغتصاب او اعتداء جنسيا من سفله فقدو و تجردوا من كل انواع الرحمه
و ما اكثرهم و ما لا تدركونه ان هناك حالات قد لا يعلن عنها يكون القاتل هو اقرب من يكون لتلك الرقيقه
ولكنى ارصد نوعا اخرا من الافتراس افتراس الروح و الامل فهو قد يكون اشد من افتراس الجسد وهنا لا
اتحدث عت نسبه قليله تحظى بالرعايه فهن لسن كل غزلان تلك البلد فهناك الاف غيرهن يعشن و على مدار يومهم فى حاله افتراس مستمرا
بدء من افتراس الحاجه لنفوسهن الحائره و اجسادهن المنهكه و عقولهن المسلوبه
قدرهم ان يعيشوا داخل احلامهم فقط كلهن يحلمن و فى الصباح يصدمن بواقعهم
ان لم يعملن فلن يعيشن فمعظم ابائهن من العاجزين عن توفير الحد الادنى من متطلبات الحياه
و ان عملن فليتحملن كل ما لاتتطيقه نفسا من الوان الايلام
فلسن كلهن يرزقن بعملا تتوافر فيه مواصفات الامن النفسى و الجسدى فمن هن من يتنقلن بين المنازل و الشقق لعرض
منتجات او يعملن بائعات او مضيفات مطاعم او حتى بائعى مناديل خلاف من يقعن فريسه اعمالا غير اخلاقيه
غير عابئين بما قد يتعرصن له و اخريات يضطررن للعمل فى جنح الليل دون امنا او امان
خلاف ما يتعرضن له اثناء ذهابهن و غدوهن فيما يستقلون من وسائل نقل غير امنه و دون حمايه تفترس فيها ادميتهن
هن يبكين ولكننا لا نسمع او نلحظ او ان سمعنا سددنا اذاننا فنحن و قاتلهن شركاء
لا ادرى اابكى معهن ام ابكى عليهن ام ابكى لخوفى ان سئلت عنهن من رب العالمين