استقبال الرجال والنساء للألم مختلف، ففى الوقت الذى تلجأ فيه النساء إلى البكاء للتعبير عن التعاسة، يظل الرجال محتفظين بحزنهم داخلهم، ومتحفظين فى التعبير عنه، لأنه بكل بساطة «عيب» والرجل لا يبكى، وإن بكى تكن دموعه عزيزة، لكن متى يبكى الرجال؟
الفنان محمود الجندى يقول: أنا لا أبكى إلا عندما أشعر بأننى مقصر مع الله، ولا تنهمر دموعى أبدا بسبب الانفعالات اليومية، لأننى أرى أن دموع الرجال غالية.
محمد عبدالحليم «٢٧ عاما»: أبكى عندما أتعرض لضغط عصبى شديد، وهى مرات قليلة التى بكيت فيها طوال حياتى.
محمد فريد زكريا رئيس حزب الأحرار: «أنا بكيت مرتين فى حياتى، الأولى عندما توفى والدى، والأخری بعد وفاة والدتى، وأصبت بعدها بنوبة قلبية لارتباطى الشديد بهما وحبى لهما».
عادل كامل «٢٣ عاما- خريج كلية سياحة وفنادق»: أنا لا أبكى أبدا، لأننى تربيت على أن الرجل لا يبكى.
«يا ليت الرجال يبكون».. بهذه الأمنية بدأ الدكتور عصام عبدالجواد، أستاذ الصحة النفسية كلامه، قائلا: البكاء «نعمة» وشفاء حُرم منه الرجال، كما أنه يقلل من الضغط النفسى الداخلى، بالإضافة إلى غسل العينين، لكن مجتمعنا العربى مجتمع ذكورى يحرم الرجل من هذا العلاج النفسى، الذى يطهر النفس، ويزيد من عمر الرجل، لأنه وفقا لأحدث الدراسات الأجنبية فإن النساء أطول عمرا من الرجال ١٠ سنوات بسبب البكاء، وقدرتهن على التعبير عما بداخلهن من آلام، والرجال لا يبكون بسبب تنشئتهم الاجتماعية،
فالطفل عندما يولد يتشكل من خلال أساليب تربوية تجعل بكاءه عيبا يجب إخفاؤه، لأنه يقلل من شأنه كرجل، على الرغم من أن عدم البكاء يسبب أمراض نفس جسدية للرجل «سايكسوامتية» نتيجة اختزانه لانفعالاته، لأن الجهاز العصبى يشبه البالونة، كلما زاد الضغط عليها ضعف جدارها وتحول الإنسان إلى مريض نفسياً، فتزداد قابليته للإصابة بالأمراض العضوية كالسكروالضغط والربو والأمراض الجلدية والقرحة.
«أنا آسف» كلمة بسيطة.. لكنها ذات معنى كبير، تدل على إعادة التفكير فيما نفعله، وفى عالم الرجال هناك من يقدم عليها، ومن يرى أنها كلمة تنقص من قدره، وعليه أن يبتعد عنها ولا ينطقها.
الفنان محمود الجندى: أنا لا أتردد مطلقا فى الاعتذار لمن أخطأت بشأنه، سواء كان رجل أو امرأة، واعتذارى بلا بكاء، وأرى أن الاعتذار للنساء يزيد محبة الرجال فى قلوبهن، أما عن اعتذارى عن أخطائى فأنا أحاسب نفسى يوميا، وأبحث عمن أخطأت فى حقهم يوميا كى لا أكرر أخطائى أو انسى من أخطأت بحقهم
محمد فريد زكريا: أنا أعتذر نادرا، لأن الرجل الشرقى بطبيعته لا يعرف سياسة الاعتذار، وعندما يشعر بارتكابه خطأ ما فإنه يجد صعوبة فى التراجع.
عادل كامل: «أنا أعتذر عن أخطائى مع عائلتى فقط، عندما أصرخ فى وجه أختى الكبرى، لكننى لا أعتذر إلى غيرهم، حتى أصدقائى، لأن الاعتذار ضعف، وأكره أن أكون ضعيفا، أو أن يقال عنى إننى متخاذل فى قراراتى، لذا فإننى عندما أخطئ فى أحد أتجاهل خطئ وأسعى إلى كسب وده من خلال التعامل الجيد معه، فينسى ما أخطأت بشأنه معه.
محمد عبدالحليم: أنا أعتذر عندما أخطئ، وأفضل أن أعتذر بسرعة، حتى لا يصبح الخطأ الصغير كبيراً، ولا يمكن تداركه.