مدينتي
لم يقتصر اهتمام قضية بطلان عقد ''مدينتي'' على دنيا الواقع، إنما امتد للحياة الافتراضية ورغم تطمينات الحكومة لحاجزي الوحدات السكنية بأنهم لن يضاروا من الحكم ببطلان العقد المبرم بين مجموعة طلعت مصطفى وهيئة المجتمعات العمرانية إلا أن الخوف والقلق ما يزال يدب في قلوب من دفعوا ''بتحويشة العمر'' في مقابل شقة في مشروع مدينتي.
وكعادته موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' يكون هو القاسم المشترك في كافة القضايا التي تمس الرأي العام؛ ويكون متنفساً لكثيرين حتي يفصحوا عما يدور في خلجاتعم، حيث ظهرت جروبات عديدة على الموقع الشهير تتحدث كلها عن أثار حكم بطلان عقد مدينتي مثل جروب ''عايزين فلوسنا'' وجروب ''مخاطبة الرئيس مبارك بشأن ارض مدينتي التي يريد الفساد الاستيلاء عليها'' وجروب ''''احترمي القضاء يا حكومة مصر ونفذي حكم بطلان عقد مدينتي'' وغيرها من الجروبات.
يقول سامي عبد الستار مؤسس جروب ''عاوزين فلوسنا'' وهو أحد حاجزي الوحدات السكنية بمشروع مدينتي ''الجروب لكل واحد وواحدة ''شقيانين'' في الفلوس وحجزوا شقة أو فيلا في مدينتي وكانوا على وشك استلام الشقق والفيلات وفجأة وجدوا أنفسهم وسط صراع ليس لهم دخل فيه، ولا يعرفون أين ذهبت أموالهم ولاما هو مصير شققهم؟!''.
ويضيف عبد الستار ''نحن هنا يجب أن نكون معا لا ضد أحد ولا مع أحد، والصراع ليس لنا فيه وليس من الضروري أن عرف من على حق فنحن نبحث عن أموالنا ونأخذها بأسعار اليوم لأنه حتى لو كانت القضية في صالح الشركة فهذه ليست آخر مشكلة''.
وعلق أحد أعضاء الجروب يدعى جاسر فؤاد ''ردود أفعال الناس تختلف من شخص لأخر، هناك المطمئن، وغالبا ما يكونوا مستثمرين، وهناك من يسيطر عليهم القلق، والتوقعات السلبية، خاصة وان غالبية الحاجزين كانوا يريدون الشقق للاستخدام الشخصي، هنالك أيضا من قضى حياته في الغربة ودفع كل مدخراته هناك، بالطبع له كل الحق في الخوف على أموالهم''.
والغريب أن تجد أشخاص يسعون لشراء الوحدات السكنية في مثل تلك الظروف، ويتحدث عنهم فؤاد قائلاً، ''لاحظت هناك بعض الأشخاص الذين يسعون للشراء مقابل أسعار زهيدة، ورغم كل تلك الاختلافات يبقى الشيء المشترك بين الأغلبية وهو عدم الثقة في النظام''.
أما ياسين عبده - مؤسس جروب ''مخاطبة الرئيس مبارك بشأن ارض مدينتي التي يريد الفساد الاستيلاء عليها''، وهو ليس من ضمن حاجزي الوحدات السكنية بمدينتي - يقول ''لا يجب أن أكون من الضحايا بشكل مباشر في هذا الموضوع لأُسس جروب عنهم، وان كنت أيضا ضحية ومن زمان ولكن بشكل غير مباشر، ثم أن تلك هي ارض مصر وليست ارض الحكومة، أي أنها ارضي وأرض الـ 80 مليون مصري ولابد لي أن أدافع عنها''.
وتمنى مؤسس جروب ''احترمي القضاء يا حكومة'' أحمد قطز أن ''تستجيب الحكومة للحكم القضائي كما في كل الدول المحترمة، ورأيت انه من الواجب على أن اتخذ موقفاً ولم أجد أمامي سوى تأسيس جروب''.
وتقول المحامية مشيرة السعيد - أحد حاجزي الوحدات بمدينتي ومؤسسة جروب (المتضررين من حكم بطلان عقد مدينتي) - ''كنت محامية في بنك القاهرة، واشتريت من مكافأة خدمتي للبنك شقة لابني، ثم حدث ما حدث''.
وتضيف، ''أريد شخصاً يفهم في القانون ليسمعني، ويعرف انه إذا كان هناك حكماً بالإبطال، فهناك أيضا شيء اسمه استحالة التنفيذ، بالإضافة لكون القرار اغفل تماماً قرار النائب العام بالا وجه لإقامة الدعوى والذي له حجية نظر الدعوى المدنية''.
وهناك جروب ''أخبار مدينتي ـ طلعت مصطفى''.. يقول مؤسسه محمد إمام ''هدفي الأول من الجروب كان تبادل المعلومات والأخبار حول موقف مدينتي، وربما صادفت في الأعضاء من يوجهني للطريق الصحيح، والإجراء الذي يجب على اتخاذه، وهل نكمل الصمت أم نرفع قضايا''.